بعد انقضاء سبع سنوات من عملي في مسؤولية الملحقية الثقافية حيث تم تمديد خدماتي ثلاث سنين، ولوعكات صحية ألمت بي قدمت بتاريخ 17 حزيران 2013 إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الاديب طلب الموافقة على إحالتي للتقاعد، والتمست منه أن يتم ذلك بدون الالتحاق بالوزارة في بغداد. وقد جاء في الطلب ما يلي:
“……خدمت التعليم العالي بكل ما أملك من طاقة وإخلاص وتفان خلال ما يزيد على الخمسة عقود. وبالرغم من الصعوبات السياسية والطائفية التي عانيت منها في العراق والإغراءات المتعددة خلال فترات عصيبة في سنين الحصار وبعدها للعمل في الدول العربية والغربية فقد آثرت أن أصمد وأن أساهم في حفظ القيم النبيلة والأداء الأفضل ورعاية الشباب من الطلبة والأطباء والمجتمع ككل.
قدمت الكثير في مجال التدريس، الإشراف على الدراسات العليا التي جاوزت الثلاثين أطروحة، عضوية هيئة البحث العلمي، الرئاسة الفعلية لمجلس السرطان في العراق، عضو مؤازر (منتخب) في المجمع العلمي وعضو مؤسس للأكاديمية العراقية الوطنية للعلوم وعضوية لجنة البحوث في منظمة الصحة العالمية. وكذلك قدمت نشاطات مهنية مثل تأسيس مركز جراحة محجر العين الوحيد في الوطن العربي وكذلك تطوير الجراحة العصبية في العراق بما استجد من التطور في العالم. وفي المجال الثقافي أسهمت في خدمة المجتمع الثقافي العراقي العام والمتخصص مثل مجتمع الحاسبات، المكتبات والعلوم عامة. وقد حصلت على جوائز وطنية ودولية متعددة.
عند عملي في واشنطن كأول مستشار ثقافي عام 2006 بعد عقود من القطيعة حققت مكاسب علمية واجتماعية متميزة بما يليق بالعراق العزيز. فلقد أرسيت بناء الملحقية الثقافية وبرنامج البعثات الذي بدأ من الصفر وبالرغم من الصعوبات البالغة والعراقيل على كل الصعد فقد نجح المشروع بعون الله وعاد إلى الوطن العشرات من الخريجين الذين سيساهمون في رفع شأن العلم والتعليم في العراق. ويتقاطر الآن العشرات من طلبة البعثات الجدد بفضل برنامجكم الطموح الجديد.
إن أي أكاديمي أو طالب عراقي يتوجه إلى المؤسسات الأكاديمية والبحثية الأمريكية سيلقى أرضية حافلة بالاحترام والتقدير بناءً على الاحترام والثقة المتبادلة التي بنيتها مع تلك المؤسسات.
أنا أفخر بما قدمت للتعليم العالي والثقافة في العراق وخارجه وأعدّ ذلك واجبا مقدسا.
وسأواصل تجنيد نفسي وطاقاتي لدعم التعليم العالي في العراق بوساطة اتصالاتي هنا في أمريكا وكندا وفي مختلف أنحاء العالم عن طريق علاقاتي الشخصية وبمساعدة منظمة توفيق التي تضم خيرة الأكاديميين العراقيين الأمريكان الذين التقيتم بهم عند زيارتكم عام 2012 الذين يشرفهم تقديم كل ما يمكن للوفاء بالدين الذي في أعناقهم للوطن.
ولظروفي الصحية والعائلية وما مرت بي من محاولات الاعتداء بإطلاق النار علي أمام داري وسلب سيارتي ثم بعدها بشهرين اختطافي والتهديدات المستمرة، أرجو التكرم بالموافقة على أن أقدم طلبي هذا للتقاعد وأن أنجز المعاملات المطلوبة للتقاعد بوساطة السفارة العراقية في واشنطن….”.
إصدار كتاب الإحالة على التقاعد:
بعد إكمال كل المتطلباًت الرسمية تم إصدار هوية التقاعد حيث بدأت صفحة أخرى من مسيرة الحياة.