عضوية لجنة البحوث:

تلقيت رسالة من المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط يرشحني فيها لعضوية لجنة البحوث الصحية التي تعنى بالبحوث الصحية في 21 دولة في شرق البحر الأبيض المتوسط. شرفني أن أمثل العراق في اللجنة التي تضم عددا محدودا من ممثلي الدول الاعضاء.

بدأت النشاط فيها منذ تعييني عام 1998 حتى العام 2005. كانت اللقاءات تعقد سنوياً في مقر منظمة الصحة العالمية في القاهرة وعقدت مرة واحدة في بيروت. من واجبات اللجنة متابعة البحوث واستراتيجيتها ودعم من يمكن للمنظمة أن تدعمها من الدول الأعضاء. ترأس اللجنة حديثاً الأستاذ الدكتور عطاء الرحمن (Atta-ur-Rahman).

 الاستاذ الدكتور عطا الرحمن رئيس لجنة البحوث الصحية

سياسة علمية متميزة: نقل لنا عطاء الرحمن بأنه حينما استوزر للعلوم والتكنولوجيا كانت الباكستان متخلفة جدا في قطاع المعلوماتية ولتجاوز ذلك شكل هيئة من أفضل الشخصيات المعروفة في الاختصاص من القطاع الخاص. وبتوفير حرية الحركة لهم تقدم قطاع المعلوماتية تقدما هائلا في زمن قياسي. وحينما حمل حقيبة وزارة التعليم العالي بعد ذلك وحسب ما كان يحدثنا به فقد أحدث ثورة في إدارة التعليم العالي في الباكستان. فقد ضاعف راتب الاستاذ الجامعي الى ثلاثة أضعاف راتب الوزير الفدرالي وسرت تلك الزيادة على التدريسيين من غير الاساتذة. وأعطى حوافز تشجيعية لكل الباحثين من الملاكات التدريسية بأن يتضاعف موردهم المادي بزيادة تقديمهم بحوثا رصينة. 

والإنجاز الآخر المهم كان تشجيعه للهجرة العلمية المعاكسة. فقد عاد إلى الباكستان العديد من ذوي الكفاءات العلمية لتوفيره لهم الاجواء العلمية والبحثية والرواتب المجزية عند عودتهم وحسب ما ذكر في حينه فقد عاد ما يزيد على الألف منهم.

برنامج العمل لاجتماع اللجنة عام 2002

على هامش الاجتماع في بيروت عام 2000 لقاء ونقاش مع الدكتور علي رعد:

عقدت لجنتنا في العام 2000 اجتماعا في بيروت تحت رعاية وزير الصحة اللبناني سليمان فرنجية ورئيس منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور حسين الجزائري.

خلال النشاطات الترفيهية للاجتماعات دعا الوزير فرنجية المؤتمرين إلى دعوة عشاء خاصة. في ذلك اليوم التقيت بصديق عراقي عالم في الكيمياء الحياتية مقيم في بيروت وهو الأستاذ الدكتور محمد الشيخلي واقترح علي لقاء شخصية لبنانية مرموقة هو الأستاذ الدكتور الجراح علي رعد. اتفقنا محمد وأنا أن أعتذر عن دعوة عشاء الوزير ونذهب لزيارته. والدكتور رعد ممثل كلية الجراحين الامريكية في لبنان ومسؤول مهم في مؤسسة المقاصد الاسلامية المعروفة. ذهبنا الى داره وكان قد أعلمه محمد بزيارته في ذلك الوقت. استقبلنا الدكتور علي بالترحاب وتعرفنا  بالسيدة قرينته. وبعد الحفاوة المعهودة من لبنان المضياف بدأنا بتجاذب الحديث بصورة عامة في المجال الطبي والعلمي ومن ثم السياسي.

نقاش عرضي بخصوص مستقبل الأمة: أخذنا النقاش فيما بيننا إلى مستقبل الأمة العربية حيث كان هناك اختلافا جوهريا بين وجهة نظري وما يحمله الدكتور رعد من اعتقاد. أصر الدكتورعلى مبدأ أن الأمة ستنهض من جديد ولكني كنت أخالفه الرأي حيث أعتقد بأن التدهور مستمر ومتزايد. كانت فكرته منصبة على الأمل الذي تمثله النخبة من المثقفين الوطنيين المخلصين الذين يمكن أن يحملوا لواء مشروع مستقبل أفضل للأمة وضرب مثلا فينا نحن الثلاثة هو ومحمد وأنا. كان منفعلا ومصرا على رأيه. أما أنا فخالفته بشدة وطرحت وجهة نظري بان من مقومات التقدم في المجتمع التعليم والإعلام. فالتعليم أساس إعداد جيل قادة المستقبل والإعلام الذي يدخل في كل آفاق الحياة  العامة والشخصية وله التأثير المباشر على التربية وتوجيه المجتمع. وأبديت له بأني على ثقة تامة بأن كلا المحورين؛ التعليم والإعلام في كل الأمة غارقان بالفساد والتدهور ماعدا حالات هنا وهناك تحمل الاصالة في التوجه ولكن ليس لتلك أية قدرة لإيقاف التدهور.

وقد كشفت لنا السنون اللاحقات صحة تصوري. والأمل أن نصل الى القعر قريبا كي نبدأ بإعادة المجد الغابر تدريجيا.

مع الدكتور علي رعد في جناح من معرض طبي أقيم في بيروت في تلك الفترة