البداية:
مكتبة الوالد ومكتبة العم:
بدأت علاقتي بالمكتبات منذ الصغر حيث في بيتنا مكتبة للوالد تشمل على الكتب الأدبية والطبّية والدينية مما يهدى له أو يشتريها من المكتبات. وكذلك كنت على الدوام أزور بيت العم محمّد بن صادق الخليلي الطبيب والأديب والمؤلف واحد مؤسسي الرابطة الأدبية في النجف وهو جد عالم الفيزياء في بريطانيا والمعروف عالميا جيم الخليلي. وكان للعم محمّد مكتبة عامرة بأنواع الكتب المطبوعة والمخطوطة. وأذكر من نفائس مكتبته المخطوطة كتاب بحدود المائة صفحة ومغلف بغلاف من الجلد السميك وابعاد 4 x 8 إنج تقريباً وكان بعنوان “التحفة الخليلية في الأبحاث النبضية” كان من تأليف والده صادق بن باقر الخليلي. وفي يوم عسير هطل على مدينة النجف مطر غزيرً جداً حيث لم يقاوم سقف البيت فاخترقه الماء لينصبً على كل رفوف المكتبة وسبب تلف أغلب ما حوته من تلك الكتب التي كان بعضها من الكتب المخطوطة التي لا تقدر بثمن.
مطبعة الزهراء: توثقت علاقتي بالكتب والمطبوعات عند تواجدي لساعات وأيام أثناء العطل الصيفية في مطبعة الزهراء الشهيرة في شارع المتنبي في بغداد التي يملكها خالي مرزا الخليلي. أسست المطبعة في العام 1943 بعد أن أغلقت مطبعة الغري التي كان شريكا فيها والتي أسست عام 1933 في النجف. كانت المطبعة المصدر الأساس لطباعة الكتب الأدبية والدينية والعلمية ومنها كتب المؤلفين جعفر الخليلي والدكتور علي الوردي ونوري جعفر وغيرهم. كنت أقضي وقتاً ممتعاً فيها.
المكتبة العامة في الكوفة:
افتتحت في مدينة الكوفة مكتبة عامة في بداية الخمسينيات وكانت تشغل بيتاً بالقرب من منطقة مصلحة نقل الركاب على الطريق المؤدي الى مسجد الكوفة. أدارها في زمننا الاستاذ القدير سلمان السبتي. كنت من رواد المكتبة الدائميين وفيها قرأت عددا من الكتب الأدبية المتعارف عليها في زماننا مثل كتب المنفلوطي ومحمّد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ وجبران خليل جبران ودواوين الجواهري وشوقي والحبوبي والشرقي وغيرها من تلك المنابع الثقافية الخيرة.
نقلت المكتبة في العام 1963 الى بنايتها الجديدة قرب مسجد الكوفة وافتتحت باحتفالية مهيبة حضرها مسؤولو المدينة ووجهاؤها.
مكتبة الكلية الطبّية في سنوات الدراسة:
تقع المكتبة في مدخل الكلية مقابل المعهد الباثولوجي. تمثل عمارتها الطراز الذي كان سائداً قبيل عقود تتمثل بالسقف العالي والأبواب الخشبية الواسعة والأنيقة. تشتمل المكتبة على قاعة كبيرة للمطالعة فيها مناضد طويلة تسع لعدد كبير من الكراسي على جانبيها. صفّت الكتب على رفوف في خزانات مزججة على جدرانها وترتفع حتّى السقف. تقع غرف الإدارة على يسار القاعة وتؤدي الى غرفة لجلوس الأساتذة. تربع على إدارتها لسنين طويلة الأستاذ عبد نيسان وعند تقاعده استلمت الإدارة السيدة ميسون النائب. عمل في المكتبة موظفون ومستخدمون منهم كاظم عبد حسون الحاصل على شهادة موظف صاحب الخلق العالي والسيد طه الذي يعرف بهيئته الفريدة وشخصيته المرحة والسيد وديع وكان بحق ذلك الوديع. أما المعين فكان السيد جواد الطويل القامة ويرتدي عقالاً وكان صديقا للطلبة. كنا في الأسابيع قبيل الامتحانات نقدم للسيد جواد بعض المال وبموافقة الإدارة لكي تبقى المكتبة مفتوحة تسمح لنا بالبقاء فيها للاستمرار في المطالعة حتّى ساعة متأخرة من الليل. مُنح عدد من الطلبة لقب “دودة الكتاب” وكنت منهم لأنهم يقضون معظم وقتهم في المكتبة.
كتبي الطبّية الخاصة: اقتنيت عبر سنوات دراستي وفي كل المراحل كتبا استعرتها من تلك المكتبة أو اشتريتها من المكتبات الخاصة مثل مكنزي واوروزدي باك وغيرها. توسعت في تلك المجموعة بأكثر مما هو مطلوب وما اعتاد أن يدرسه طالب الطبّ. فمثلا اطلعت في مادة الجراحة على ما لا يقل عن عشرة كتب وكذا في الطبّ الباطني والنسائية وغيرها. ففي الجراحة كنت أدرس كتاب فاركارسون في العمليات الجراحية وكان أحد الكتب المقررة لامتحان زمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية. وأتذكّر أني أجبت عن سؤال كامل في الامتحان النهائي في الصف السادس من فصل في هذا الكتاب حيث كان السؤال: ” تحدث عن العلاج الجراحي للجرح القطعي الناتج عن نفاذ سكين إلى الجوف البطني” وكان هذا الموضوع مادة فصل كامل في ذلك الكتاب! وكذلك كتاب الجراح البريطاني الشهير أيان أيرد (Ian Aird) الذي عمل مع مونتغمري في معركة العلمين في مصر في الحرب العالمية الثانية. والكتاب اسمه المرافق للجراحة (Companion to Surgery). يقع بحدود الثمانمائة صفحة ليس فيه إلا صورة واحدة فقط هي صورة لعملية جراحية ابتكرها الجراح واردل (Wardle) والذي كان رئيس قسم الجراحة في كلية طبّ بغداد. والآخر كتاب الجراحة الطارئة لرائد ذلك الاختصاص بيتر لندن (Peter London) من برمنكهام، والتشخيص المبكر للحالات الطارئة في البطن للسير زاكاري كوب (Zachary Cope)، وغيرها من الكتب في الاختصاص. بطبيعة الحال لم أقرأ تلك الكتب من الغلاف الى الغلاف بل كنت اختار منها الفصول التي كنت أروم التوسع فيها.
قصة غريبة: أثناء معركة العلمين في شمال افريقيا في الحرب العالمية الثانية تنقل الدكتور إيان أيرد في موكب سيارات طبي قرب خطوط التماس بين جيش الحلفاء والجيش الألماني. تبعتهم مفرزة من الجيش الألماني وعند السيطرة عليهم تعرف الطبيب الألماني الذي كان مع المفرزة على الدكتور إيان أيرد وإذا به يقف أمامه ويؤدي تحية الاحترام ويقول له انه يتابع كل منشوراته الطبية. التمس الطبيب الالماني من الدكتور إيان أن يصحبهم الى المعسكر الالماني حيث يرقد في مستشفى المعسكر ضابط برتبة عالية أصيب بجرح خطر في رئته. طلب الطبيب الالماني من إيان أن يعالج ذلك الضابط. بدأ الدكتور إيان بإجراء العملية وسط مراقبة العديد من الضباط الألمان الاطباء وغير الاطباء وكان بينهم الفيلد مارشال روميل وقد عرف الدكتور إيان ذلك بعد حين. بعد الانتهاء من العملية الجراحية شكروا الدكتور إيان وصاحبوه ومرافقيه الى خطوط التماس مع المعسكر البريطاني وودعوه باحترام. كان ذلك درسٌ في نبل وخلق مهنة الطبّ وكذلك احترام القيم العسكرية حتى بين الأعداء.
أما في مجال الطب الباطني فكانت الكتب غير المنهجية التي درستها عديدة كان منها كتاب سافل سيستم (Saville System) في التشخيص، وسيسيل وروب الأمريكي في الطب الباطني، (Cecil and Robe) وأمراض الجهاز الهضمي لثانت (Thant) الذي زار كليتنا ونحن طلاب. وفي الامراض النسائية كان من تأليف شو (Shaw) كما اذكر مثلا كتاب شرودكار (Vithal Shirodkar) صاحب العملية المهمة في الإسقاط المبكر وكان كتابه من الكتب الكبيرة الحجم والمليئة بالصور التوضيحية.
فضلا عن تلك الكتب كنت أبحث في المجلات العلمية في مرحلة مبكرة وقد حفزني على ذلك أستاذ فسلجه الدم جيروم اوفي في الصف الثاني كما ذكرت آنفاً. حاولت التبحر في بعض المواضيع ولاسيما في الحلقات الدراسية الدورية التي كان على الطلبة أن يقدمها أحدهم أمام الأستاذ وكنت أحاول أن أقدم الجديد حينما يكون دوري في التقديم.
مكتبة الكلية:
أصبحت علاقتي بملاك المكتبة متينة جداً بسبب تواجدي كثيرا فيها بحيث قدم لي أحد الموظفين (السيد كاظم عبد حسون) هدية (ساعة يدوية) باسم موظفي المكتبة تقديراً منهم لتخرجي الأول في الكلية.
تقرر توسيع المكتبة في أواخر سنوات دراستنا لضيق مساحتها وعدم استيعابها للعدد المتزايد من الطلبة. بدء ببناء هيكل كونكريتي بجاورً للمكتبة القديمة يبدأ بسلم حلزوني يصعد إلى دورين. وعند تهديم المكتبة القديمة كان الطلبة يضطرون لاستخدام البناية الجديدة التي يا للأسف لم يكتمل تجهيزها بما يجب من راحة الطلبة والأساتذة. فقدت المكتبة الجديدة الرونق “والرومانسية” التي كانت تتصف بها المكتبة القديمة. بعد ذلك نقلت المكتبة إلى خارج بنايات الكلية في موقع جديد واسع وأصبحت المكتبة القديمة في خبر كان!
مكتبة مكنزي ومكتبة أوروزدي باك:
كانت مكتبة مكنزي (1924 – 1977) مصدراً مهماً للحصول على الكتب العلمية والثقافية في العراق والأهم من ذلك إنها كانت مصدر الكتب الطبّية التي كنا نشتريها نحن الطلبة وتوفر لنا وللأساتذة أي كتاب نطلبه ومن أي مكان في العالم وبوقت معلوم وقصير. كتب العديد من المؤرخين عن هذه المكتبة التي أسهمت اسهاما كبير في نشر الثقافة والعلوم في العراق والمنطقة والعالم. كان موقعها في منطقة رأس القرية في شارع الرشيد.
وكذلك مكتبة اروزدي باك في شارع الرشيد وهي قسم من أقسام السوق المتميز في العراق ومن أوائل الأسواق الراقية في المنطقة لبيع المواد المنزلية والملابس وغيرها والذي أنشئ في ثلاثينيات القرن الماضي وتم تأميمه من الحكومة في السبعينيات. كان قسم بيع الكتب فيه متواضع من ناحية الحجم ولكنه غني بالكتب الثقافية العامة. ومنه اقتنيت مثلاً المجموعة الكاملة المختصرة للرسامين الانطباعيين مثل رينوار ومونيه ومانيه وفان كوخ وغيرهم.
بعد التخرج
المكتبة العامة في خانقين: عينت برتبة ملازم طبيب احتياط في الكتيبة 22 ومقرها مصفى الوند في خانقين. وكما هو معلوم فإن حياة العسكرية تكاد تخلو كلياً من الكتب إلا ما ندر. بعد التحاقي كونت علاقة حميمة مع مدير مكتبة خانقين وكان إنساناً فاضلاً. كنت أقضي جلّ أوقات فراغي عنده في المكتبة أقرأ وأستعير من كتبها المتنوعة. وبحكم علاقتي معه فقد تفرغت في أحد الأيام وتصفحت سجل المكتبة واخترت منه بحدود الثلاثمائة عنوان من العناوين التي أعجبتني من الكتب الأدبية والتاريخية والعامة وقررت شراءها من الأسواق في بغداد. ما شجعني على ذلك هو تطوعه لشراء تلك الكتب بخصم 30% يحصل عليه من كلّ دور النشر بوصفه مدير مكتبة حكومية. وبعد أيام تكرم علي بجلب الكتب إلى المعسكر وأخذت المجموعة كاملة إلى سكني في الكوفة وكانت تلك بداية مكتبتي الشخصية.
سوق السراي:
ذهبت بصورة مستمرة إلى سوق السراي وشارع المتنبي للاطلاع على الكتب الطبّية القديمة وشرائها. ساعدني على جمعها وتحضيرها السيد علي المندلاوي الذي كان يعمل في السوق. جمعت من هناك عددا كبيرا من كتب تاريخ الطبّ وغيرها.
الإقامة وما بعدها:
التحقت في شباط 1968 بوصفي طبّيبا مقيما دوريا بالمستشفى الجمهوري (قبل مدينة الطبّ). لم يسمح حجم العمل والمسؤولية العلاجية بالتقرّب من الكتب غير الكتب التطبيقية المحدودة. استمر هذا الحال حينما عملت في المناطق النائية لمدّة ثمانية أشهر. وحينما التحقت بالإقامة في العيون بمستشفى الرمد كان تركيزي على الكتب التي تؤهّلني للامتحان الأولي لزمالة كلية الجراحين البريطانية التي كنت قد قررت أن أقدم لها إذا ما حانت فرصة سفري إلى المملكة المتحدة. فضلا عن ذلك شملت دراستي بعض الكتب في اختصاص العيون. للأسف لم تكن هناك مكتبة تخصصية في المستشفى. لم يتغير الحال في الحلة حيث عملت كطبيب عيون ممارس هناك قبيل سفري إلى المملكة المتحدة. كانت الكتب التي رافقتني في كل أوقات الفراغ هي كتب التحضير للامتحان الأولي لزمالة كلية الجراحين الملكية.
في المملكة المتحدة
حينما كنت في الإقامة في التدريب على جراحة العيون عام 1971 – 1972 كنت اطّلع على كتب الاختصاص في مكتبة القسم في المستشفيات التي عملت فيها فقط.
مكتبة مستشفى بندرفيلدز: وعندما بدأت باختصاص الجراحة العصبية 1973عادت علاقتي بالمكتبة وثيقة. فعندما عملت في مستشفى بيندرفيلدز في ويكفيلد التابعة لقسم جراحة الدماغ في ليدز توثقت علاقتي مع السيد ميللر (Miller) مسؤول مكتبة المستشفى. لم يتوفر في تلك المرحلة جهاز الكومبيوتر فكان الاعتماد كلياً على الورق. وعلى امتداد تلك المرحلة تجمعت لدي العشرات بل المئات من المقالات الطبّية المستنسخة التي صنفتها بطريقتي الخاصة بالكارتات لتسهيل الوصول إلى ما احتاجه منها. وقد بذلت في جمعها جهداً ووقتاً كثيرين.
تطوير طريقة حفظ المقالات: حينما اطّلع السيد ميللر على اسلوب تصنيف المقالات فوجئت برفضه ذلك التصنيف وعدّه بدائياً. شرح لي التصنيف المهني المتخصّص والمعمول به في ذلك الوقت لتصنيف المقالات العلمية المخزونة في المكتبة. جلست ثانية ولأيام عديدة بناءً على توجيهه واعدت التصنيف على طريقة ميللر. تتلخّص الطريقة بتخصيص كارت لموضوع طبي معين يكتب في أعلى الكارت ويتوزع على الكارت جدول افقي بعشرة حقول من (0000 إلى 9999) على السطر الأعلى من الكارت. تشمل المواضيع في الكارتات أغلب الكلمات المفتاحية المهمة في الاختصاص وقد بلغت المائتي كلمة.
يعطى لكل مقال مخزون رقما تسلسليا بغض النظر عن موضوعه وتثبت له كلمات مفتاحية تتراوح بين اثنين الى ثمانية. يفتح لكل مقال كارت خاص تدرج فيه المعلومات الاساسية التي تضم العنوان واسم المؤلف والكلمات المفتاحية. تخزن كارتات المقالات بالتسلسل في علب خاصة حيث يسهل تصفحها.
تثبت في كارت الكلمات المفتاحية ارقام المقالات عمودياً حسب رقم الاحاد للمقال تحت الرقم الأفقي الذي يحمل نفس رقم الاحاد. حينما نطلب مقالاً بكلمت مفتاحية معينة نخرج كارتات تلك الكلمات ونكتشف وبسهولة بالغة الأرقام المتكررة في تلك الكارتات ويكون ذلك المقال بالرقم المعلوم هو المقال المطلوب.
تجّمع لديّ خزين من المقالات المتخصّصة المستنسخة والأصلية بعدد يفوق 2000 مقالا مصنفة حسب ذلك التصنيف. أهديت من مكتبتي الشخصية في بيتي مجموعة المقالات والكارتات التابعة لها وكارتات الكلمات المفتاحية إلى شعبة الجراحة العصبية في مستشفى الجراحات في بغداد عام 1990 وبعدها نقلتها الى مكتبة المستشفى.
في العراق ثانية:
مكتبة كلية الطب ثانيةّ:
عند التحاقي بكلية الطبّ في جامعة بغداد عام 1976 كان من تطلعاتي الشخصية دعم المكتبة والمساهمة في تطويرها. بدأت بصفة عضو في لجنة المكتبة حينما كان الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الغني رئيسا للجنة المكتبة ومن ثم أصبحت رئيسا للجنة المكتبة في الفترة التي كانت فيها السيدة وحيد الراوي مديرة للمكتبة وبعدها استلمت الإدارة السيدة مريم نازو. حاولنا جميعا في اللجنة وبالتعاون مع ملاك المكتبة ان نعمل على تحسين حال المكتبة.
اتصلت بممثل منظمة الصحة العالمية في بغداد الدكتور عبد الله سليمان بخصوص دعم مكتبة الكلية ورفدها بالكتب والاقراص المكتنزة (سي دي) وكذلك تدريب ملاكاتنا.
تحقق بعد ذلك بعض الطموح حينما أدخلت تقنيات المكتبة الالكترونية الحديثة في مكتبة الكلية في عين وقت إعادة إنشاء مكتبة مستشفى الجراحات التخصصية.
مكتبة الجراحات:
افتتحت مستشفى الجراحات التخصصية عام 1990 وشغلت المكتبة الدور الثاني منها والذي يشمل قاعة المكتبة وقاعتين للمحاضرات وشبكة التصوير المركزية التي تحوي أجهزة متطورة لتصوير وتسجيل ومونتاج العمليات التي تجرى في قاعات العمليات في كافة طبقات المستشفى وغير ذلك من التقنيات.
كانت المكتبة مغلقة تماماً منذ عام 1991 أي بعد حرب الخليج مباشرة عندما نهبت محتوياتها وأحكمت أبواب الدور الثاني بسلاسل حديدية.
إعادة فتح المكتبة:
طرحت في العام 1997 على مدير المستشفى الدكتور مثنى القصاب وهو الطبيب الإنسان برغبتي في إعادة فتح المكتبة وملحقاتها في وقت الحصار الشديد فاعتذر معللا ذلك بعدم توفر المال لهذه المبادرة بسبب الحصار. فوعدته بأني سأتحمل شخصياً كل تكاليف إعادة فتح المكتبة. تفضل الدكتور مثنى بمنحي الدعم الكبير وحرية كاملة بالتصرف لإعادة افتتاح المكتبة.
عندما تخلى الدكتور مثنى عن الإدارة في العام 2000 تمّ تعيين الدكتور ليث المميز لمدة قصيرة ومن بعده تسلم المسؤولية الدكتور خلدون البياتي الذي استمرّ دعمه وتطورت خدمات المكتبة.
تبرعي بالحاسبة:
قمت بشراء وإهداء حاسبتين بمبلغ 2400 دولار حصلت عليه من الجمعية العربية للعلوم العصبية في تونس مقابل إهدائي للجمعية 240 نسخة من مؤلفي كتاب “المعجم المتخصص في المصطلحات الطبّية العصبية” بدون مقابل أرسلت عن طريق مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق. أصرت الجمعية على تسلمها للكتب مقابل 10 دولار للنسخة الواحدة. طلبت من المنظمة أن تستلم المبلغ وأن تقوم بشراء حاسبتين وتقديمهما إلى المكتبة هدية مني وقد تم ذلك بالفعل.
تبرعت إلى المكتبة كذلك بـ: (400) كتاب ومجلة من مقتنياتي الخاصة. تبرع زملاء آخرون بكتب ومجلات وكذلك تبرعت منظمة الصحة العالمية بعدد من الكتب والمجلات. وبوجود الحاسبات أصبحت مكتبة الجراحات المكتبة الوحيدة والرائدة في مستشفيات وزارة الصحة التي تستعمل الحاسوب.
موظفة مكتبية: تمّ التعاقد مع موظفة تحمل شهادة ماجستير في علم المكتبات (الآنسة نهى عبد الحميد مجيد) وكنت ادفع رواتبها من كيسي الخاص. قامت هذه الموظفة الكفوءة بتطبيق أحدث الأساليب العالمية في تصنيف الكتب وشاركت في دورات مكتبية نظمتها منظمة الصحة العالمية وحققت للمكتبة مستوى يضاهي أية مكتبة طبية في العراق. اعترفت منظمة الصحة العالمية واعتبرتها مكتبة مرجعية وبدأت بتجهيزها بما تجهزه للمكتبات الطبية الأخرى.
أقراص المدلاين: بدعم الدكتور الحبيب رجب ممثل منظمة الصحة العالمية حصلت على مجموعة أقراص ليزرية كاملة للمدلاين من عام 1966 وحتّى العام 1997 لمكتبة كلية الطبّ ومجموعة أخرى مستنسخة لمكتبة مستشفى الجراحات. والمدلاين هي قاعدة المعلومات العالمية التي تتضمن كل ما نشر في العالم من بحوث في العلوم الطبية في المجلات الطبية المحكمة.
جهاز الاستنساخ والموظفة الثانية: تبرع ممثل منظمة الصحة العالمية الصديق الدكتور الحبيب رجب بجهاز استنساخ ريكو (Ricoh) بطلب شخصي مني. عينت (الآنسة آمال حسين) مسؤولة عن الجهاز وكنت أدفع راتبها من كيسي الخاص.
قدم الجهاز الخدمة للطلبة والاساتذة في المجمع في استنساخ المقالات العلمية من أقراص المدلاين وكذلك استفادت منه إدارة المستشفى حيث كان الجهاز الصالح للعمل الوحيد في المستشفى. كنت أتحمل أجور الصيانة والحبر وما يلزم لإدامة الجهاز. يستلم محاسب المستشفى أجور خدمات المدلاين والاستنساخ الرمزية لتدخل في خزينة المستشفى.
وحدة التنسيق الطباعي: بتطور خدمات المكتبة تم التعاقد مع طبيب اختصاصي حامل شهادة البورد العربي في الأعصاب هو الدكتور يحيى عباس الضريع. ترك الدكتور يحيى مزاولة الطبّ لأسباب خاصة فاتجه إلى الحاسوب وأقنعته أن يفتح مكتباً في المستشفى وبمساعدتي يقدم فيه الخدمات للأطبّاء والأساتذة في داخل وخارج المجمع بطباعة بحوثهم ومقالاتهم والأطاريح وعمل (شرائح) سلايدات لمحاضراتهم وغير ذلك. كانت أجوره تنافسية خدمة للعلم والمعرفة. وهذه التجربة فريدة من نوعها في المؤسسات الصحية العراقية. وافاه الأجل المحتوم بسبب مرض عضال عند خدمته في المكتبة فكان فقدانه خسارة للجميع.
معرض الكتاب الطبّي: بعلاقتي الوثيقة مع التعليم العالي ومدير دار الكتب الجامعية ودار الحكمة الدكتور جعفر الدجيلي أقنعته بافتتاح فرع للدار في المستشفى كي يساعد الاساتذة والطلبة للاطلاع على كتالوكات الكتب الطبّية الحديثة ويسهل استيراد الكتب والمجلات من دور النشر في العالم وبدون أجور لتلك الخدمات. أقنعت الإدارة بأن يشغل ذلك الفرع غرفة في الدور الأول للمستشفى وبدعم مدير المستشفى الدكتور مثنى القصاب تم تحقيق ذلك. كان إشغال المكان بالمجان في السنة الأولى ومن ثم تم توقيع عقد مع المستشفى بإيجار رمزي. تم الافتتاح وعرضت الكتب وكان موظفو دار الكتب يتناوبون على التواجد في الفرع. كانت هذه بادرة فريدة أخرى غير مسبوقة في مؤسسات وزارة الصحة ولا وزارة التعليم العالي.
افتتاح مكتبة الجراحات والمكتبة الإلكترونية في مكتبة كلية الطب بحفل مشترك:
بعد أن بدأت المكتبة الإلكترونية في كلية الطبّ ومكتبة الجراحات تعملان بتقديم أفضل الخدمات للأساتذة والأطبّاء والطلبة قررت أن نعمل حفلاً رسمياً لافتتاحهما. وبالتنسيق مع عمادة كلية الطبّ وإدارة المستشفى أقيم حفل خاص في يوم الخميس 7/8/1997 لافتتاح المكتبتين بحضور وزيري التعليم العالي والصحة ورئيس جامعة بغداد والعديد من مسؤولي الوزارتين والزملاء من الأساتذة والاختصاصيين والطلبة.
بدأت الاحتفالية في قاعة البكر في كلية الطبّ بمحاضرة ألقيتها بخصوص المكتبات وأهميتها في الماضي والحاضر والمستقبل. وكان ما تحدثت عنه بأن “…المكتبة تعرف بأنها محلٌ تُجمع فيه الكتبَ والدوريات والنشرات والمصادر للاطلاع عليها أو استعارتها. ومن المعلوم إن أول مكتبة في تاريخ البشرية كانت في ربوع الرافدين وهي مكتبة أشور بانيبال. وان أول مكتبة حديثة نظامية كانت في بغداد في زمن العباسيين في بيت الحكمة. ولكن المكتبات في عصرنا الحاضر تطوّر مفهومها فهي لم تقتصر على المعلومات المطبوعة فحسب وإنما شملت أشرطة الفيديو وأقراص الحاسبات المرنة والمدمجة. وهناك بعض المكتبات الطبّية في العالم المتقدم ألغت الكتب وقاعات المطالعة لتقتصر على مراكز المعلومات من الاقراص الليزرية والإنترنت…”.
توجّه الجميع بعد المحاضرة لافتتاح المكتبة الإلكترونية في كلية الطبّ وبعدها افتتاح مكتبة مستشفى الجراحات التخصصية. قدمت المسؤولات عن المكتبة الإلكترونية عرضا للحضور بما تخزنه الاقراص وبما يمكن أن يفيد الباحثين من البحوث المنشورة في العالم وعند مغادرتهم ثمّنوا خبرة الموظفات المسؤولات عنها.
بعد إكمال زيارة وافتتاح المكتبة الإلكترونية في كلية الطبّ توجّه الجميع إلى مستشفى الجراحات لافتتاح المكتبة. بدأ الحفل في قاعة المحاضرات التابعة للمكتبة حيث ألقيت كلمة ترحيب بالحضور وقد جاء في كلمتي: “ندشن اليوم مكتبة فتية، وهي مكتبة الجراحات. تضم هذه المكتبة قاعة للمطالعة فيها كتب ودوريات تقارب الالف، جادت بها نفوس المتبرعين خدمة للصالح العام وهي مبوبة حسب التصنيف العالمي للكتب الطبّية. تضم كذلك قاعة مستقلة فيها مكتبة الفيديو الطبّية لعرض الأفلام التعليمية، ومركز المعلومات التي يعمل الآن بحاسبتين من نوع بنتيوم مع ملتي ميديا، ومربوطتان بشبكة داخلية حيث يمكن لمستخدم أي منهما ان يستفيد من الثانية في نفس الوقت الذي يكون مستخدم آخر يستعمل الثانية. وكذلك يمكن ربطهما في المستقبل بحاسبات كلية طبّ بغداد وحاسبات مكتبة وزارة الصحة والمكتبة المركزية لجامعة بغداد وغيرها. يضاف إلى افتتاح المكتبة افتتاح معرض الكتاب الطبّي الدائم لدار الكتب في جامعة بغداد ومعرض للكتاب الطبّي في الطابق الأول من المستشفى. نأمل ان تبدأ الخدمات هذه بداية موفقة وأن يتزايد دورها في خدمة الاختصاصي والطالب في كل الاختصاصات الطبّية.
الحاسبات الإضافية: بعد تأسيس مركز جراحة محجر العين وهو المركز الوحيد في المنطقة في مستشفى الجراحات ولرغبتي في التطوير قررت أن يكون استخدام الحاسبة في المركز هو أساس العمل. عملت على أن أحصل على حاسبات إلى المركز والمكتبة. استوردت وزارة التجارة في العراق عام 2002 حاسبات متطورة تقدم لأساتذة الجامعات ولموظفي الدولة بسعر رمزي حيث بلغ سعرها مع الطابعة والبطارية الاحتياط مائتين وخمسة دولارات بينما سعرها في السوق المحلية كان يتجاوز الألف دولار. حصلت على عدد من الحاسبات من وزارة التجارة وخصصتها الى المكتبة (كما سأذكر لاحقاً في مسيرتي مع الحاسبات).
جهاز السكانر: تم شراء جهاز سكانر للحاسوب وجهاز تسجيل الأقراص الليزرية للمكتبة هدية منّي كي يستخدمها الأطبّاء والأساتذة لتسجيل ما يختارونها من معلومات من مخزون تلك الأقراص.
الكتائب الحديدية: لعدم وجود كتائب للمكتبة من جهة النهر المطلة على السطح الخارجي ولسعة شبابيكها بذلك الاتجاه ما جعلها معرضة للسرقة لزيادة تلك الظاهرة في ذلك الحين، تبرعت بنصب كتائب حديدية متينة لكلّ الشبابيك والأبواب وبكلفة مليوني دينار صنعها شيخ الحدادين الحاج عبد الأمير الحداد.
العاملون في المكتبة: تزايد عدد العاملين في المكتبة إلى عشرة؛ أربعة شباب كفوئين في اختصاص الحاسوب وست موظفاتوالجميع مثال للخدمة الصادقة والكفاءة.
نشرة الجراحات: أصدرنا نشرة متميزة باللغة الإنكليزية بأربع صفحات. أسميتها “ALJIRAHAT” ورمزت للنشرة بالحروف SSH (Surgical Specialties Hospital) أي مستشفى الجراحات التخصصية بعيداً عن التسميات السياسية. وافق مدير المستشفى الدكتور مثنى القصاب على ذلك. تعهد الدكتور جعفر الدجيلي مدير مطبعة التعليم العالي بطبع النشرة.
اتّصلت بالعديد من أساتذتنا وزملائنا الذين تحمسوا لذلك وساهموا في الكتابة. ضمت النشرة عددا من المواضيع العلمية والأخلاقية الطبية والاجتماعية وأصدر منها عددان وباللغة الإنكليزية. وفي كلّ عدد كتبت “صلاة” أو دعاء يدعوه الجراحون بكل اختصاصاتهم على غرار ما كان في كتب الجراحة التي درسناها في الكلية. فمثلاً جراح التجميل يدعو الله أن إذا تقرر يوم أجله أن لا يأخذ روحه بعد تعرضه للحرق الشديد، وجراح الدماغ ليس مع عدم القدرة على التعبير التي تصاحب الشلل النصفي وهكذا. وضمت النشرة لمحات عن شخصيات عراقية لامعة مثل محمد بهجت الأثري، حسين علي محفوظ، الأب انستساس الكرملي وعبد الجبار عبد الله وكذلك بعض النصائح الجراحية والكاريكاتيرات المضحكة.
ساعدني في مشروع النشرة زميلي الأستاذ زياد طارق حمدي الذي كانت له خبرة ويمتلك برنامجا حاسبيا (الناشر المكتبي Publisher) ليصمم المواضيع التي ستنشر.
كان ما كتبته في العدد الثاني من النشرة توجيه ومناشدة للشباب من الجراحين والأطباء بصورة عامة أنْ يتجهوا نحو التخصص الدقيق وألّا يقتصر طموحهم على الاختصاصات العامة ففي الجراحة العصبية مثلاً هناك العشرات من الاختصاصات الدقيقة وكذا في طبّ الأعصاب وفي كلّ فرع من فروع الطبّ.
اتّصلت بالعديد من أساتذتنا وزملائنا الذين تحمسوا لذلك وساهموا في الكتابة.
من الذين كتبوا في النشرة العدد الأول: كلمة العدد: الدكتور مثنى القصاب مدير مستشفى الجراحات
الأستاذ الدكتور زياد النائب اختصاصي الجراحة البولية، الدكتور معيد الخشن اختصاصي العيون
الدكتور صباح العجيلي اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، والأستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي
ومن الذين كتبوا في النشرة العدد الثاني: كلّمة العدد: الأستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي، الأستاذ الدكتور عزيز محمود شكري، الدكتور فاضل الضريع من مركز التأهيل الوطني البريطاني، الأستاذ الدكتور عبد اللطيف البدري، الدكتورة ميسون محمد سعيد اختصاصية العيون
والدكتور طالب مجول اختصاصي القثطرة القلبية.
كان مما كتبته في العدد الثاني من النشرة توجيه حيوي وفيه تذكير ومناشدة الشباب من الجراحين والأطباء بصورة عامة أنْ يتجهوا نحو التخصص الدقيق وأن لا يقتصروا على الاختصاصات العامة ففي الجراحة العصبية مثلاً هناك العشرات من الاختصاصات الدقيقة وكذا في طبّ الأعصاب وفي كلّ فرع آخر من فروع الطبّ.
هويات المكتبة:
أصدرت إدارة المستشفى هويات خاصة لكل من يستخدم المكتبة من الأساتذة والاطبّاء والطلبة يوقع عليها مدير المستشفى وكذلك رئيس اللجنة العلمية.
اعتراف منظمة الصحة العالمية بالمكتبة:
زار المكتبة مندوب منظمة الصحة العالمية الدكتور أسامة الخطيب وبعد اطلاعه على نشاطات المكتبة وخدماتها رفع تقريرا إلى المنظمة. على أثر ذلك عدتها المنظمة مكتبة طبّية مرجعية في العراق حالها حال مكتبات كليات الطبّ. حقق ذلك للمكتبة استلام حصة من الكتب والدوريات الطبّية التي ترسلها المنظمة مجاناً لكل المكتبات الطبّية في العراق.
تبرع الدكتور حسنين الإبراهيمي بطلب مني ولعدم توفر التبريد المركزي في المستشفى بعشر مراوح عمودية للمكتبة وفي ذلك الوقت كان لتلك المراوح الأثر البالغ على راحة المتواجدين في المكتبة لعدم وجود التبريد المركزي حينذاك.والدكتور حسنين صاحب مكتب أكمست (AGMEST) الذي كان يجهز المستشفى بعدد طبية.
ختاماً: كان للجهود الحثيثة في تفعيل نشاط المكتبة وتقديم أفضل الخدمات المكتبية على مستوى الوطن الأثر البالغ في خدمة اساتذة كلية الطب والاطباء الاختصاصيين وطلبة الدراسات العليا والاطباء الشباب. وكان ذلك مكسب أفتخر به.
دار الكتب لجامعة بغداد: بعد عودتي من التخصص عام 1976 بدأت بإعادة الحياة لمكتبتي الشخصية وتعددت مصادر الحصول على الكتب وكان أهمها مؤسسة دار الكتب التابعة لجامعة بغداد التي كانت تقوم بخدمة جليلة للأساتذة والطلبة. قام على إدارة الدار السيد نظام نصر الله الإنسان الرائع الذي قل مثيله والذي تفانى في الحصول على أي كتاب يطلبه الاساتذة والطلبة من أي مصدر نشر في العالم وبأقل الأسعار وبدون أجور خدمة.
وكان السيد نظام يذكر دائماً بأني والأستاذ الدكتور رجاء كمونة كنا في مقدمة الجامعيين في طلب وشراء الكتب من الدار.
مكتبتي الشخصية في البيت في بغداد:
بمرور السنين ومنذ الستينيات تجمعت لدي كتب عديدة ولكن الكثير منها فقد عند ابتعادي عن العراق لمدّة تزيد على الخمس سنين عند تخصصـي في المملكة المتحدة. كانت مكتبتي الشخصية في العراق مكتبة عامرة بكتب الطبّ العام والعلوم العصبية والكتب الثقافية والأدبية والدواوين التي جمعتها عبر السنين الطويلة ما اقتنيته شخصياً ومما قدم لي من هدايا من مؤلفين أكارم. توسعت المكتبة بما فيها من كتب وأطاريح وأقراص مكتنزة تعليمية وغيرها. تجمعت لدي كتب تفوق الخمسة الآف كتاب تجمع ما بين الطبّ العام وتخصّصـي الأعصاب والأدب والتاريخ والدين وغيرذلك. وفضلا عن الكتب كانت المكتبة تشتمل على الالاف من السلايدات الطبّية العامة التي جمعتها أثناء نشاطاتي العلمية والمهنية فضلا عن العشـرات من أفلام الفيديو للعمليات الجراحية والافلام العلمية والمؤتمرات.
أسهم في رفد مكتبتي بالكتب التراثية المهمة الأستاذ صادق القاموسي، العالم الذي ينتمي لمجموعة المجددين العلامة الشيخ محمّد رضا المظفر والسيد مصطفى جمال الدين ومحمود المظفر وأجلاء آخرين. وكان الأستاذ صادق يمتلك المكتبة العصرية في شارع المتنبي أدارها بعده ولده الفاضل الدكتور أياد.
مكتبة مجلس السرطان:
حينما كنت نائبا لرئيس مجلس السـرطان 1999 – 2004 شرعت بتكوين مكتبة في المجلس متواضعة متخصّصة بالسـرطان وبمساعدة منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للسـرطان في فرنسا من كتب وأقراص سي دي.
إشرافي على الدراسات العليا في مجال المكتبات:
كما ذكرت في فصل الدراسات العليا فإني أؤمن بتزاوج العلوم حيث أن ذلك هو السبيل الوحيد للتقدم الشامل للمجتمع وللمعرفة. وقد أشرفت على دراسة دكتوراه وماجستير في اختصاص المكتبات. كان مشروع الأطروحة دراسة ما نشر بخصوص السرطان في العراق في القرن العشـرين. وهناك مشـروع آخر كان لدراسة الماجستير وهو إنشاء شبكة وطنية للمكتبات في العراق. هذا فضلا عن مشاركتي في امتحانات الدراسات العليا في قسم المكتبات في الجامعة المستنصرية.
تكريم الجمعية العراقية للمكتبات والمعلومات:
في الختام يشرفني أن الجمعية العراقية للمكتبات والمعلومات أقامت في 25 من شهر آب عام 2000 احتفالا تكريمياً في مقر الجمعية في بغداد حيث تفضل الأخ الأستاذ الدكتور باسل محمّد الراوي بتقديم هدية رمزية وشهادة عضوية شرف في الجمعية تثميناً لما قدمته من خدمة في هذا المجال.
التبرع بعدد من كتبي إلى مكتبة الجراحات:
تبرعت في العام 2004 قبيل مغادرتي العراق بما يزيد على السبعمائة كتاب الى مكتبة مستشفى الجراحات كان أكثر من نصفها في مجال الأعصاب علماً وطباً وجراحة. خصصت لتلك الكتب خزانات كتب عليها الإهداء.
مكتبتي الشخصية في واشنطن:
كما ذكرت سابقاً فقد أهديت مكتبة مستشفى الجراحات المئات من الكتب الطبّية التي أقتنيها وكانت شاملة للعلوم العامة والعصبية والثقافة العامة. عند شحن أغراض المنزل من بغداد جلبت معي إلى امريكا جزءا من مكتبتي الشخصية وهي الآن معين ثقافي لي وللعائلة والأصدقاء في العلم والثقافة والشعر والتاريخ.