(تفاصيل المواضيع التالية والوثائق المتعلقة بالسـرطان منشورة في كتابي “مكافحة السرطان؛ توثيق لجهود متواصلة”)
تمهيد:
تعني كلمة “سرطان” في القاموس المنجد؛ حيواناً بحرياً من القشـريات العشـريات الأرجل. أعطى أبو الطب أبقراط لهذا المرض اسم حيوان السـرطان. أما في الطب فالسرطان هو ورم خبيث يتولد في خلايا الجسم ويمكن أن ينتقل الى الأنسجة المجاورة والبعيدة ما يمكن أن يسبب الوفاة.
أحسن ابن سينا حينما قال، وهو يصف السرطان الظاهر للعيان:
“السرطان ورم.. وأول ما يعرض يكون خفي الحال…وأول ما يظهر في الابتداء يكون كباقلاء صغيرة صلبة مستديرة كمِدة اللون فيها حرارة مّا ومن السرطان ما هو شديد الوجع ومنه قليل الوجع ساكنٌ ومنه متأدٍ الى التقرح…ومنه ثابت لا يتقرح. يسمى هذا المرض سرطانا لأحد أمرين أعني إما لتشبثهِ بالعضو كتشبث السـرطان بما يصيده وإما لصورته في استدارته في الأكثر مع لونه وخروج عروق كالأرجل بخصوصه منه.”
تفضل الصديق الخطاط الرائد الأستاذ عباس البغدادي بخط هذه المقولة وطلبت منه أن يكون الحرف المستخدم كوفيا سهلا وليس كوفيا بزوايا فكان ذلك الخط البديع الذي بدا متألقا في كراس المؤتمر الرابع عشر للسرطان الذي أقامه مجلس السرطان عام 2000 والذي سيأتي ذكره لاحقا.
ما هو السرطان:
إن أساس نشوء مرض السرطان في أي عضو من أعضاء الجسم هو بسبب اختلال في تركيب ونشاط بعض خلاياه. تتحول تلك الخلايا الى خلايا سرطانية تنبغ من ذلك العضو فتفقد صفاتها ووظائفها الطبيعية. تتحول عندئذ الى بؤرة طفيلية سريعة النمو والتكاثر وبدون توقف. ينتج عن ذلك ورم متفاقم الحجم في وقت قصير. للخلايا السرطانية القدرة على التسرب والانتقال إلى مناطق أخرى من الجسم خارج ذلك العضو المصاب. وبزيادة حجم وتعدد مناطق الانتشار مضافا الى ما يحصل في العضو المصاب تبدأ حالة المريض بالهزال وتتدهور ما يؤدي ذك الى الوفاة.
لا يعترف مرض السرطان بالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد فهو يصيب كل الأعمار في كل الأزمان فيصيب الكبير والصغير، الغني والفقير والعالم والجاهل على السواء.
الكشف المبكر: بالرغم من خطورة مرض السرطان فقد ثبت أن للكشف المبكر دور مهم في التغلب على المرض وتقليل معاناة المريض. إن أفضل مثال على ذلك سرطانات الثدي وسرطان عنق الرحم والقولون والفم والجلد والبروستات. إذا ما اكتشفت تلك الانواع مبكرا فإن احتمال الشفاء منها يصبح عاليا جدا.
تعددت مسببات السرطان في هذا العصر لما يحدث من تلوث البيئة التي تشمل الهواء والماء والغذاء وغيرها. أن هناك مسببات ثابتة للإصابة بالسرطان يمكن الوقاية منها مثل التدخين والكحول والسمنة والتعرض لأشعة الشمس. فالتدخين مثلا مسؤول عن نسبة كبرى من حالات سرطان الرئة عند الرجال والنساء الذين يدخنون علبة أو علبتين في اليوم. كذلك يزداد معدل الإصابة بسرطان الفم، الحنجرة، المريء والكبد عند المكثرين من تناول الكحول والمدخنين. وتزيد أشعة الشمس من الإصابة بسرطان الجلد وخصوصا البلدان القريبة من خط الاستواء.
المكتوب على الجبين “الجين”!: ما هو معروف للجميع مقولة “المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين”. حورت تلك المقولة بحيث تتناسب مع المنطق العلمي بحذف حرف الباء من الجبين ليصبح الجين. فيصبح المثل “المكتوب على الجين لازم تشوفه العين”. بلغ عددالجينات المكتشفة بين 20000 و 25000 جين. أكتشفت من ضمن تلك الجينات ما لها علاقة بعدد من الامراض وبضمنها بعض أنواع السرطان حيث يمكن التعرف عليها حتى قبل الاصابة بها. لا شك أن العلماء سيكتشفون في المستقبل المزيد من تلك الجينات التي ترتبط بأمراض أخرى.
خاطرة بخصوص الملابس السميكة في الصيف:
بودي الاشارة هنا الى تقليد لبس الملابس السميكة وغطاء الرأس في الازمان الغابرة في العراق وحتى الجيل الماضي حينما لبس أهلنا الكوفية والعمامة والعقال و”الكشيدة” مثلاً لتقيهم حرارة الشمس والإشعاع. أما ملابس العصر الحاضر فهي ملابس خفيفة مكشوفة تسمح لمساحات واسعة من الجلد بالتعرض لأشعة الشمس. لكن تلك التقاليد القديمة لا تلقى صدى في هذا الزمن مطلقا لذا ازدادت نسبة الاصابة ببعض انواع السرطان أهمها سرطان الجلد. أنقل هنا ما نشره موقع مؤسسة سرطان الجلد الأمريكية على الانترنت:
(https://www.skincancer.org/prevention/sun-protection/clothing)
مؤسسة سرطان الجلد الأمريكية: “الملابس هي خط الدفاع الأول ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة فهي تحمينا عن طريق امتصاص أو حجب الكثير من هذا الإشعاع. فكلما زادت تغطية الجلد، كان ذلك أفضل. فالقميص الطويل الأكمام يغطي مساحة أكبر من الجلد مقارنة بالقميص بنصف (كُم). وتزداد الحماية إذا كانت “ياخة” القميص عالية كي تغطي قفا الرقبة. وتحمي السراويل الطويلة الجلد أكثر من السراويل القصيرة”.
تلوث البيئة العراقية: تعرضت البيئة العراقية الى هجمة شرسة من الملوثات عبر العقود الماضية. شمل التلوث الماء والهواء والطعام وتفاقم ذلك في أيام الحصار الظالم من العام 1990 وحتى العام 2003. ولقد ذكرت فيما سبق بخصوص المطر الأسود الذي نتج عن الدخان الكثيف الذي غطى سماء العراق إبان الحرب عام 1991. وكانت مواد الغذاء المستوردة من النوعية الرديئة والملوثة ومنها الأغذية المعلبة التي تستخدم فيها أردأ أنواع المواد الحافظة. أما المياه فكانت ملوثة بكثافة بمخلفات الصرف الصحي وغير ذلك ما يصب في مياه الأنهار. ولا أعتقد ان ذلك يخفى على المعنيين وبالواقع لم يخف ذلك على المواطن العراقي ولكن لم يتوفر البديل الصحي. سبب وسيسبب ذلك التلوث أساس الإصابة بالسرطان إلى الدرجة التي وصفتها في كلمتي في مؤتمر السرطان الرابع عشر عام 2000 حينما قلت بأننا سنعاني من وباء السرطان الذي سيستشري في المجتمع كما تستشري الأمراض الوبائية مثل الانفلونزا وغيرها.
مسيرتي:
البداية:
طالب في الصف الرابع:
من الذكريات العالقة في ذهني ما حدث عندما كنت طالبا في الصف الرابع في كلية الطب حينما ألقى علينا الأستاذ الدكتور خليل الالوسي، أستاذ علم الباثولوجي، محاضرته الأولى عن السرطان قال بالحرف الواحد:” أننا نسبح في محيط وليس في بحر من المواد المسرطنة حيث أننا معرضون لمرض السرطان أكثر بكثير من الأجيال الماضية”.
وأذكر كذلك أنه حكى لنا قصة دخوله إلى مختبر الباثولوجي في الولايات المتحدة حينما كان يحضر للتخصص، ففي إحدى حصص المختبر العملي وزعت الأستاذة المسؤولة شرائح لأنسجة مرض وطلبت من الطلبة تشخيصه. كان الأستاذ خليل وزملاؤه قد شخصوا النسيج بأنه لسيدة مصابة بسرطان الثدي. وعندما سألتهم الأستاذة كم تعتقدون أن المصابة يمكن لها أن تعيش بعد التشخيص والعلاج أجاب الاستاذ خليل بأن المتوقع هو أن تعيش المريضة خمس سنوات. وتوجهت له الأستاذة قائلة: يا ولدي هذا الفحص النسيجي هومن ثديي أنا وقد أصبت بالسرطان قبل عشرين عاما وها أنا بحال طبيعية أمامكم. وكان ذلك درسا مهما في أن علم البايولوجي يختلف عن العلوم الصرفة الاخرى في كونه يحتمل المفارقات والمتغيرات.
الأستاذ البريطاني الزائر: ومن الأساتذة الآخرين الذين طبعوا بصمتهم علي كان الأستاذ الزائر كامبل الأستاذ من جامعة مانشستر، أتذكر ما قاله في إحدى المحاضرات العشر التي كان مقررا أن يلقيها علينا ضمن منهاج الباثولوجي، بأنكم أيها الشباب سيصاب منكم أربعة على الأقل بسرطان البروستات حسب الإحصائيات المتوفرة. وتفتحت أحداقنا نحن الطلبة على هذه الآفة الفتاكة التي لم يتوصل العلم إلى علاج شاف لها في حينه وكل من الطلبة الذكور يدعو الله أن لا يكون أحد هؤلاء الاربعة! وقد وقف الاستاذ كامبل موقفا كريما لدعمي فيما بعد في مدينة مانشستر عند وصولي إلى بريطانيا عام 1971.
مؤتمر السرطان في قاعة الشعب:
بدأ تطلعي في مجال السرطان وأنا طالب في الصف الرابع في كلية طب بغداد عام 1964 حينما أقامت جمعية مكافحة السرطان العراقية مؤتمرا لها في قاعة الشعب في الباب المعظم ببغداد. حضره جمع غفير من أطباء العراق واشترك فيه عدد من الأختصاصيين من مصر وفرنسا وسويسرا وألمانيا وإنجلترا. وتألق في المؤتمر الأستاذ الدكتور إسماعيل السباعي من الشقيقة مصر، كان من خبراء العالم في جراحة السرطان توّجته محاضرته عن سرطان المريء وعلاجه برفع المعدة والامعاء من مكانها إلى أعلى وتمريرها تحت الجلد وربط المعدة بالبلعوم. كان الرائد والنجم في ذلك المؤتمر الأستاذ الدكتور خالد القصاب رئيس جمعية مكافحة السرطان. بُهرنا نحن الطلبة بما شاهدناه من تنظيم متميز ومعلومات تطبيقية طرحت في ذلك المؤتمر.
كان ذلك المؤتمر الأول الذي أحضره بهذا التواجد الدولي وكان ذا تأثير كبير علي وعرفني بأن ميدان الطب ليس في الردهة وقاعة العمليات فقط وإنما يتعداه إلى المجتمع العلمي العالمي ما جعلني وزملائي نفخر بأساتذتنا ومستوى الطب في وطننا.
ومن امتدادات هذا المؤتمر مثلا أن هذه العملية المعقدة لسرطان المريء قام بها بعد ذلك الأستاذ الدكتور حسين طالب في ردهة 19-20 في المستشفى الجمهوري. وهو الجراح المعروف بشجاعته الجراحية وإقدامه على الولوج في الميادين الصعبة التي قد لا يسلكها غيره من الجراحين في ذلك الحين. (تفاصيل الأستاذ حسين طالب في فصل آخر).
الدراسة السريرية في كلية الطب:
خلال دراستنا السريرية في الصف الرابع والخامس والسادس عرفنا الكثير عن مسببات السرطان وطرق تشخيصه وعلاجه. أثناء تدريبنا في الصف السادس في الوحدة الجراحية الثانية (ردهة 17/18) كان لنا النصيب الاكبر في مشاهدة حالات كثيرة ومثيرة من السرطان كون من يرأس الوحدة هو الاستاذ خالد القصاب المهتم أكثر من الجراحين الاخرين بالسرطان في العراق وكذلك الأستاذ زهير البحراني الرائد في أورام الجهاز الهضمي والأستاذ عبد الكريم الخطيب الجراح العام.
ندوة الأورام الاسبوعية (Tumor Conference):
يقول الأستاذ خالد القصاب: ” أرجع بذاكرتي إلى عام 1955. كانت معالجة المرضى تفتقر إلى هذا التعاون وتعتمد بالدرجة الأولى على مهارات الجراحين بصورة رئيسة مضافا إليها معالجات بالإشعاع بدائية تفتقر الى التخطيط وتعتمد على أجهزة بسيطة”.
وتأكيدا لإسلوب العمل كفريق واحد بدأ عدد من أطباء المستشفى التعليمي (بريادة الأستاذ خالد القصاب) بتنظيم اجتماعات سريرية يوم الأحد من كل إسبوع للتوصل إلى تحديد العلاج الأمثل لكل مريض ثم متابعة النتائج في الاجتماعات اللاحقة.
كانت هذه الاجتماعات تعج بالأطباء وطلاب الطب والدراسات العليا ويحضرها كثير من الزوار الأجانب واستمرت بدون انقطاع لأكثر من ثلاثين عاما.
كان الاستاذ الدكتور خالد يدير هذه الندوة الإسبوعية التي يشارك فيها الأساتذة في فرع الجراحة ومن له علاقة بحالات معينة من الأساتذة خارج فرع الجراحة. تعرض حالات السرطان المعقدة والنادرة ويتفق الغالبية على طريقة العلاج وكذاك متابعة الحالات التي تم عرضها وعلاجها في الندوات السابقة. شكل ذلك درسا قيماً إضافة للدرس العملي السريري لنا نحن الطلبة والمقيمون حيث نعيش النقاش والنزاع العلمي بين الأساتذة على أعلى مستوياته للحصول على أفضل الآراء التشخيصية والعلاجية فترى الأستاذ خالد ناجي بطريقة إبداء رأيه الصارم والأستاذ حسين طالب وهو يتطوع لعلاج الحالات التي لا يرغب العديد من الجراحين التعامل معها والأستاذ زهير البحراني وسرطانات الجهاز الهضمي والأستاذ عزيز محمود شكري وخبرته في سرطان الثدي والأستاذ هاشم مكي والغدة الدرقية وغيرهم من الأساتذة الأجلاء. وبعد سنتين تقريبا عندما أصبحت مقيما في وحدة الأستاذ خالد القصاب كنت المسؤول عن تهيئة الحالات وطباعة جدول العمل (الأجندة).
الإقامة في المستشفى الجمهوري:
بدأت بعد التخرج وإكمال الخدمة العسكرية الإلزامية بالإقامة الدورية لمدة سنة واحدة في مدينة الطب ولأني الخريج الأول فقد تقرر تعييني في المدينة وهو إجراء قديم يشمل الخريجين الأوائل، (وبعض من لديهم وجاهة معينة من غير الاوائل!!). المفروض أن يكون التدريب في الإقامة بأربعة تخصصات بضمنها الطب الباطني والجراحة ولكل منها ثلاثة أشهر ولكني فضلت أن يكون تدريبي فقط في الباطنية والجراحة العامة لستة أشهر في كل منهما. وعليه كنت في الفصل الثاني من الطب والجراحة مسؤولا عن زميل لي من دورتي في التخرج يأتي للتدريب في الفرع المخصص للطب والجراحة لكوني المقيم “الأقدم”!. ويكون لي السبق في المساعدة في العمليات الجراحية. وفي فترة الجراحة حيث كنت مقيما دوريا في وحدة الجراحة العامة 17-18ساعدت أساتذتي في الكثير من العمليات بضمنها العديد من الحالات السرطانية. وأتذكر مرة ونحن نهيئ لإجراء عملية لمريضة كانت قد أصيبت بسرطان الثدي المتقدم والتي ستجرى لها عملية رفع المبايض. وعند إكمالي التحضير الجراحي المطلوب لمنطقة العملية ليبدأ الاستاذ خالد العملية وأنا المساعد وإذا به يفاجئني بقوله انت الذي ستقوم بالعملية وأنا أساعدك. وكانت هذه مفاجأة كبيرة لي ولزملائي في صالة العمليات. ولله الحمد سارت الامور بوجوده على أفضل وجه. كان لتلك الفرصة بالقيام بالعملية لأول مرة الأثر البالغ في نفسي.
مريض والعلاج بالنظائر المشعة:
وجهني الاستاذ خالد القصاب يوما عند الاقامة بأن أغرز أبر الراديوم المشع في لسان مريض مصاب بسرطان اللسان المتقدم الذي لا يمكن علاجه جراحيا. وكانت هذه هي إحدى الطرق المتعارف عليها لعلاج الأورام السرطانية الظاهرة المتقدمة حيث يؤمل أن تتلف الخلايا السرطانية المحيطة بإبرة الراديوم. ذهبت إلى معهد الأشعة حيث توجد هذه الخدمة في معهد النظائر المشعة. لبست الدرع الواقي من الإشعاع وقدم لي الوعاء المعدني الخاص السميك الجدار 2سم ومغطى بغطاء بنفس المواصفات وفي داخله قضبان الراديوم التي طولها بحدود الـ 5- 6 سم وبسمك مليمترين ونهاية مدببة بعض الشيء. قمت بالعملية وأدخلت عدة ابر من الراديوم داخل الورم حسب ارشاده. كنت في حينها سعيدا لثقة الاستاذ خالد بي وكذلك بأنني ساهمت في محاولة مساعدة هذا المريض المعذب.
في واقع الحال وبناءً على المعطيات العلمية لاحقاً تظهر علامات استفهام كثيرة بخصوص طريقة العلاج هذه. ولكن كانت هذه الطريقة العلاجية في حينها هي الطريقة المتبعة في الدول المتقدمة.
في المملكة المتحدة:
مشروع البحث الأوربي:
بدأ معهد السرطان الأوربي معهد بورديه Bordet) في بروكسل عاصمة بلجيكا بمشروع بحثي سريري في بداية السبعينيات باستعمال عقاقير جديدة تجريبية لعلاج أورام الدماغ المتقدمة إتماما للعلاج الجراحي والإشعاعي. شارك في المشروع البحثي عدد كبير من المراكز السرطانية في أوربا. ترأس المشروع الأستاذ جان هيلدابراند رئيس قسم الأعصاب في جامعة بروكسل في بلجيكا. كان اسم المشروع (EORTC) European Organization for Research and Treatment of Cancer.أرسل لي الأستاذ إدوارد كووبر (Edward Cooper) مسؤول البحوث السرطانية في المؤسسة الاوربية للبحث في علاج السرطان شمال إنكلترا يذكر لي بخصوص المشروع ويتمنى أن يشارك قسمنا الجراحي العصبي بالمشروع. تداولت مع أستاذي في الجراحة العصبية مايلز كيبسون الذي كان تواقاً للمشاركة في المشروع.
بعد الاتصال بالأستاذ هيلدابراند وافق على أن يكون مركز مستشفانا في ليدز أحد المراكز المشاركة في ذلك المشروع البحثي وربما كان المستشفى الوحيد في بريطانيا الذي شارك به. تسلم مسؤولية المشروع أستاذي كيبسون وأناط بي مسؤولية المشروع لكثرة مشاغله. أرسل لنا المعهد الاستمارات الموحدة في كل المراكز الأوربية التي اشتركت بالمشروع.
كان العلاج يرسل الينا بالطائرة من بروكسل وبكمية محددة وحسب الاحتياج. شمل العلاج عقاقير الـ بي سي أن يو (BCNU) والـ سي سي أن يو (CCNU) وكذلك مادة البروكاربازين (Procarbazine). طبقنا ذلك البروتوكول العلاجي، وبروتوكول المتابعة والذي يجب أن يكون تقييم المريض فيه حسب ما قرره المشروع.
بدأنا باختيار المرضى في ردهتنا في المستشفى من الذين تنطبق عليهم المواصفات السريرية “الصارمة” التي وضعها المجلس الأوروبي. ترسل في نهاية العلاج رسالة تفصل فيها حالة المريض عند مغادرته المستشفى
وضعت جدولا زمنيا بما يتناسب مع توصيات المعهد لخصته في الشكل التخطيطي التالي:
في معهد بورديه للسرطان في بروكسل:
كان الاتصال بالمركز في بروكسل عن طريق الهاتف أو المراسلة ولكن كان هناك ضرورة للقاء ممثلي كافة المراكز في المعهد في بروكسل للتداول وتبادل الأفكار. في مرحلة فترة البحث قمت مع استاذي كيبسون بزيارة للمعهد. التقينا هناك برئيس الفريق الدكتور جان هيلدابراند، اختصاصي الأمراض العصبية في بروكسل، ومجموعة من الاختصاصيين المعنيين المشاركين من أغلب الدول الاوربية. بعد ذلك كنت أسافر منفردا أمثل المستشفى.
مسؤول الإحصاء: من المفارقات التي أثارت استغرابي حينما تعرفت على مسؤول الإحصاء المكلف بالمشروع السيد فليبس والقادم من الولايات المتحدة وتيقنت أن الباحثين يتجاوزون الحدود للحصول على أفضل النتائج المتوخاة فهناك فطاحل في الإحصاء في أوربا ولكن المعهد فضل هذا الإحصائي من أمريكا لمواصفات تتماشى مع تطلعاتهم.
استمرت علاقتي بهذا البحث أثناء وجودي في المستشفى ولحين مغادرتي النهائية للمملكة المتحدة عائدا الى الوطن في منتصف عام 1976. استمر اتصالي بالدكتور هيلدابراند وبأستاذي كيبسون ومتابعة المشروع الذي أخذ مأخذا تطبيقيا واسعاً على مستوى العالم.
جمعية مكافحة السرطان العراقية
تمهيد: بعد عودتي من المملكة المتحدة عام 1976 وحصولي على التخصص في الجراحة العصبية عاد اتصالي بجمعية مكافحة السرطان العراقية وبدأت بالنشاط لدعمها وقد انتخبت عضوا في الهيئة الإدارية لعدة دورات وسكرتيرا عاما عام 1983 وساهمت في إقامة ندوات ومؤتمرات محلية ودولية متعددة بخصوص السرطان والمشاركة فيها.
كان رواد فكرة استحداث مؤسسة ترعى المرضى المصابين بالسرطان وتُعنى بما يتعلق بالمرض بصورة عامة هما الأستاذين خالد القصاب وقيس كبة حيث قاما بأقناع وزير الصحة (الدكتور محمد الشواف) بضرورة انشاء مجلس أو مؤسسة في وزارة الصحة للعناية بالمصابين بالسرطانْ. اقتنع الوزير بالفكرة ودعمها وتم تأسيس “مجلس السرطان” برئاسته وعضوية معظم الموجودين في الصورة أدناه. وبعد عدة شهور من الاجتماعات المستمرة تمكن المؤسسون من الحصول على موافقة وزارة الداخلية لإنشاء جمعية غير حكومية غير ربحية هدفها النفع العام. كان اسمها عند تأسيسها “المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان” ثم عُدل الإسم إلى “جمعية مكافحة السرطان”.
أسس الجمعية مجموعة خيرة من الأطباء منهم: خالد القصاب وقيس كبة وكل من: عبد الرحمن الجوربجي، خليل الآلوسي، محمد علي خليل، إحسان قيمقجي، قيس كبة، آمنة صبري مراد، داود سلمان علي، سالم الدملوجي وحسين طالب.
شعار الجمعية: تبنت الجمعية شعار: “السرطان مرض قابل للشفاء، العلاج المبكر خير ضمان للشفاء العاجل، الوقاية خير من العلاج”.
أهداف الجمعية: نشر الوعي الصحي بين أفراد الشعب، الرعاية الاجتماعية لمرضى السرطان وتشجيع البحث العلمي في موضوع السرطان.
رمز الجمعية:
كان للجمعية رمز هو من أجمل ما نشر للتعبير عن الهدف. رمز للسرطان بما عبر عنه ابن سينا “لاستدارته وخروج عروق كالأرجل بخصوصه منه”. وقد دخل مبضع الجراح بين أرجله رمزا لهدف الجمعية للقضاء عليه. صمم الشعار الدكتور نوري مصطفى بهجت والدكتور خالد القصاب.
إصدارات الجمعية:
الكراس الأول: أصدرت الجمعية في الستينيات من القرن الماضي طوابع خاصة تلصق على الوصفات والتقارير الطبية وغيرها هدفها المساهمة بالتبرع للجمعية تغطية لتكاليف إصدار نشرات تثقيفية لأبناء الشعب حررها الأستاذ خالد القصاب والأستاذ قيس كبة وكانت هذا الكراريس السهلة الاستيعاب والواضحة في هدفها العلمي والاجتماعي نموذجاً حياً لهدف الجمعية في خدمة المجتمع.
النشرات التثقيفية:
لتحقيق الهدف الأول للجمعية في تثقيف المواطن بخصوص هذا المرض الذي يخشى الناس حتى من ذكر اسمه حيث يكنى وبألم عند الإصابة به “ذلك المرض”! وكذلك إعلام المواطن بخصوص السرطانات الأكثر انتشاراً التي تقل خطورتها بالكشف المبكر، فقد أصدرت الجمعية نشرة بعنوان “إقرأ عن” يمكن للمثقف الاعتيادي الاطلاع على معلومات أساسية بخصوص أنواع السرطان الأكثر انتشارا وهي سرطان الجلد، الفم، المجاري البولية، المعدة والامعاء، الثدي وسرطان الرحم وهي موجهة للمواطن مباشرة. ذكر لي الاستاذ قيس كبة بأنه والاستاذ خالد حررا تلك الكراريس لتثقيف المواطن بخصوص السرطان والوقاية منه أو اكتشافه المبكر.
ما خططت له الجمعية الفتية لمشاريع عديدة كان منها:
- بناء معهد البحوث السرطانية في العلوية بـمبلغ 100,000 (مائة ألف) دينار.
- بناء مستشفى خاص في العلوية بـ 50,000 (خمسون ألف) دينار.
- طبع وتوزيع 100,000 نشرة لتوعية الجمهور عن أعراض السرطان الأولى القابلة للشفاء.
- إصدار طوابع للجمعية بفئة 10 فلس، 50 فلس و100 فلس بأعداد كافية كمساعدة لإسناد مالية الجمعية.
مؤسسة كولبنكيان: تبرعت مؤسسة كولبنكيان المعروفة (التي أنشأت ملعب الشعب وغيره من المشاريع وكذلك منح الزمالات العلمية)، فأنشأت بناية خاصة لمستشفى السرطان في العلوية ولكن الدولة قررت أن يشغلها المختبر المركزي التابع لوزارة الصحة وخصصت من تلك البناية غرفتين فقط للجمعية!
الارتباط بالعالم:
في العام 1964 ارتبطت الجمعية باتحاد جمعيات السرطان العالمية في جنيف (سويسرا) وكانت من أوائل جمعيات السرطان العربية التي ترتبط بتلك المؤسسة. حضر ممثلون عن الجمعية كافة مؤتمراتها العالمية التي تعقد كل أربعة أعوام في فلورنسا وبونس آيرس وسياتل والمؤتمرات الإقليمية في دول المنطقة كما لعبت دورا فعالا في اللجنة الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية لدول البحر المتوسط.
علاقتي مع الجمعية:
استمرت علاقتي بأساتذتي في الوحدة الجراحية الثانية خالد القصاب وزهير البحراني وعبد الكريم الخطيب حتى بعد انتهاء تدريبي ونقلي إلى المناطق النائية حيث يجب أن نخدم هناك مدة سنة كاملة. كنت في كل مرة أسافر فيها الى بغداد أزورهم وأسلم عليهم في المستشفى او العيادة. واستمرت علاقتي مع الأستاذ خالد والسرطان خلال تدريبي على اختصاص العيون. وهنا وحينما كنت طبيبا مقيما في مستشفى الرمد في بغداد دعاني الأستاذ خالد في نهاية عام 1969 كي أرشح لعضوية الهيئة الإدارية لجمعية مكافحة السرطان. وكان هذا بطبيعة الحال شرفا كبيرا أكثر مما أتوقع أو استحق. تم الترشح وفزت في الانتخابات كعضو هيئة إدارية في 8/1/1970 وكنت أصغر عضو فيها. وكان هدف الأستاذ خالد هو تطعيم الهيئة بعناصر شابة غير مرتبطة بمسؤولية العمل المهني اليومي المرهق. لا أعتقد أن هذا الموقع قد حصل عليه طبيب شاب ممن أعرفهم وذلك بأن يحشر اسمه مع هؤلاء الأساتذة بعد ثلاث سنوات فقط من تخرجه من الكلية الطبية.
بعد عودتي الى العراق من رحلة التخصص عاد نشاطي في الجمعية وأصبحت عضوا في الهيئة الادارية في العام 1987 ولمدة سنتين.
مجلة الجمعية: لقد أصدرت الجمعية مجلة علمية إخبارية باسم “Iraqi Cancer Bulletin”. كانت في الغالب تنشر ما استجد من تطورات في مجال تشخيص وعلاج السرطان. كان لي شرف أن أكون سكرتير التحرير لمدة ثلاث سنوات.
أتذكر من المعلومات التي أدرجتها في المجلة كان خبر من مدينة سوتشي في الاتحاد السوفييتي التي قد قررت منع التدخين وقد كتبت لافتات كبيرة في مداخل المدينة تقول إن هذه المدينة محرم فيها التدخين.
ندوات ومؤتمرات الجمعية: أقامت الجمعية ندوات ومؤتمرات متعددة تخصصية وعامة وكانت تعقد في مختلف المؤسسات الصحية ومنها مدينة الطب، المستشفيات التعليمية الأخرى في بغداد وبعض المدن وفي قاعة الجمعية في المختبر المركزي. وكان لهذه الندوات الأثر البالغ في جمع الخبرات والتواصل العلمي بما يستجد من خبرات عالمية وتقدم في علاج مختلف أنواع المرض الخبيث.
المؤتمر الأول للسرطان والبيئة في أقطار الخليج العربي (1981):
عقدت الجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والجمعيات المعنية بالسرطان في أقطار الخليج العربي مؤتمراً ليومين في بغداد. كان لي الشرف في أن أكون من أعضاء اللجنة التحضيرية. كان المؤتمر مناسبة مهمة للتعرف بالمتخصصين بالسـرطان الذين شاركوا بالمؤتمر من الدول العربية والاوربية. أذكر منهم من كان أنشطهم وهو الدكتور يوسف عمر اختصاصي السرطان وهو من مصر ويعمل في الكويت. كان إسمه مفارقة للتندر مقارنة بالفنان الاستاذ يوسف عمر العراقي! وما أذكره من الأحداث المرتبطة بهذه المناسبة هو إننا أقمنا احتفالا فنيا مسائيا للمؤتمرين أحياه الفنان القدير الأستاذ حسين الأعظمي في بداية صعوده سلم الرقّي الفني. ومنذ تلك الليلة توطدت علاقتي بخليفة المقام العراقي ورائده الحاضر.
تم التركيز على وبائية مرض السرطان في العراق والخليج، وتبين من الدراسات التي قدمت من الباحثين العراقيين أن هناك علاقة أكيدة بين الإصابة بمرض البلهارزيا (التبول الدموي) وسرطان المثانة. وهذا أكد ما توصل إليه المتخصصون في مصـر قبل ذلك. وكذلك تبين زيادة نسبة الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي في منطقتنا.
ندوة الخلية السرطانية:
مع العديد من أقراني كنت من المؤمنين جدا أن لا حدود بين العلوم إن كانت من العلوم الصرفة أو التطبيقية أو الإنسانية أو الطبية. الجزء يعتمد على الكل وهو جزء لا يتجزأ منه. وكل من يعتقد بأن العلم الذي لديه أفضل من العلوم الأخرى أو أنه لا يحتاجها فهو غير صائب. ومن هذا فقد تعمقت علاقاتي العلمية بمختلف الاختصاصات الهندسية والحاسبات والإقتصاد والإحصاء والطب البيطري والتمريض فضلا عن علوم الطب السريرية والأساسية. وكان لي مع تلك الاختصاصات علاقة بحث مشترك أو إشراف على دراسات عليا مشتركة.
من هذا المنطلق اقترحتُ على الجمعية عام 1985 وبالتعاون مع كلية الطب إقامة ندوة موسعة في الكلية الطبية بخصوص “الخلية السـرطانية”. تم عقد الندوة في قاعة البكر الكبرى وكنت المقرر لها. وفيها امتزج العالم في الكيمياء بأستاذ الصيدلة بالطبيب الجراح مع الطبيب المعالج للسرطان وبالممرضة بمجموع 12 اختصاص. اكتظت القاعة بالحضور من الأطباء والعلماء والطلبة لتنوع المحاضرات وعلو مستوى المحاضرين ومنهم: الأستاذ الدكتور كنعان محمد جميل، الأستاذ الدكتور حنا بورزان، الأستاذ الدكتور أمجد النعيمي، الأستاذ الدكتور خالد القصاب والأستاذ الدكتور محمود حياوي والأستاذ الدكتور سامي المظفر والأستاذ الدكتور محمد علي العيد وساهمت بمحاضرة فيها وكذلك ساهم أخرون. التالي بعض وثائق وأدبيات الندوة من أرشيفي الخاص.
مؤتمر اليوبيل الفضي للجمعية عام 1987:
إحتفالا بمرور 25 عاما على تأسيس الجمعية عقد في فندق بابل مؤتمر اليوبيل الفضـي واستمر ثلاثة أيام وكان من المؤتمرات الناجحة في كل أبعاده. عقد المؤتمر في فندق بابل في الكرادة في بغداد وحضره جمع غفير من الاختصاصيين في مختلف فروع الطب والجراحة وطب الأسنان والصيدلة والتمريض.
مجلس السرطان في العراق:
تمهيد:
لم تكن في خمسينيات القرن الماضي في العراق مؤسسة أو جهة معينة تعنى بشؤون السرطان. ولكن في العام 1960 وبفضل جهود الاستاذين خالد القصاب وقيس كبة والدكتور عبد الرحمن الجوربجي وأخرين تم اقناع وزير الصحة (الدكتور محمد الشواف) بضرورة إنشاء مجلس أو مؤسسة في وزارة الصحة تعنى بالمصابين بالسرطانْ. اقتنع الوزير بالفكرة وتم تأسيس المجلس برئاسته وعضوية أولئك الاختصاصيين وكان معهم الأستاذ حسين طالب وأساتذة آخرين.
يبدو أن المجلس لم ير النور وحلت محله جمعية مكافحة السرطان غير الحكومية التي دعمها الدكتور الشواف بقوة بعد أن أجازتها وزارة الداخلية.
يهدف المجلس إلى تحقيق توعية المواطن بما يقلل من احتمال إصابته بالسرطان ومراجعته للمؤسسات الصحية حال اكتشافه عوارض مبكرة وتشخيص مرضه وعلاجه بأفضل ما يمكن بإتباع الطرق العلمية الحديثة وتقديم الخدمات التمريضية والتأهيلية الفضلى له، وهذا يحتاج إلى تكاتف كل المعنيين من متخصصين وإداريين في القطاع الصحي والطبي وبدعم من مؤسسات الدولة الأخرى والمؤسسات المتخصصة في العالم.
أعيدت الجهود ثانية لإحياء مجلس السرطان ففي 25/7/ 1985 أصدر القانون رقم 63 والقاضي بإنشاء مجلس للسرطان باسم: “مجلس السرطان في العراق” وأن يكون وزير الصحة رئيسا للمجلس الذي يتكون من 19 عضوا.
إعادة الحياة بالمجلس:
من الأرشيف الذي أحتفظ به يبدو أن جهوداً مستمرة بذلت من قبل الأساتذة المعنيين قد أثمرت وأعيد النشاط بالمجلس في شهر كانون الأول عام 1989. وقدم تقرير بكتاب رسمي بخصوص نشاطات المجلس منذ ذلك الشهر وحتى الشهر الثالث من عام 1990. كانت اللجان التي شكّلها المجلس تشمل لجنة مجاميع دراسة الأورام الشائعة، لجنة وضع تصور للحاجة للأجهزة الإشعاعية ولجنة دراسة جراحة الأورام.
بداية علاقتي مع المجلس:
طُور العمل في المجلس ففي الثالث عشر من مايس 1990 شكلت لجان إضافية منها لجنة الإشراف العلمي والفني لمجلة متخصصة يصدرها المجلس.
كُلفت في ذلك الكتاب أن أكون السكرتير التنفيذي العلمي لتلك اللجنة.
احتلال الكويت:
تسببت كارثة احتلال الكويت في 2 آب من العام 1990 وما تبعها من حرب الخليج عام 1991 بنتائج سلبية كبيرة على المجتمع العراقي، ما أثر على أداء مجلس السرطان أسوة بالعديد من المؤسسات والخدمات في العراق.
بقي المجلس غير فعال لحين تحسن الوضع الاقتصادي بعض الشيء بعد استحداث برنامج “النفط مقابل الغذاء” الذي وافقت عليه الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن المرقم 986 لعام 1995. بموجب هذا البرنامج ُسمح للعراق بتصدير جزء محدد من نفطه، ليستفيد من عائداته في شراء الاحتياجات الإنسانية كالغذاء والدواء تحت إشراف الأمم المتحدة.
إحدى الحقائق المذهلة:
تعرفت في بريطانيا عام 1998 خلال زيارة الى لندن للتدريب على جراحة محجر العين في مستشفى مورفيلدز على رجل أسكتلندي تزوج من سيدة عربية يعمل في شركة كلاسكو سميث كلاين (GSK) التي تنتج حبوب الأنجسيد التي تستعمل للعلاج الآني للذبحة الصدرية. عرفني عليه طبيب صديق لي من اليمن الشقيق (د عادل العولقي) كان يعمل معي في قسم جراحة الدماغ في ليدز وترك اختصاصه ليعمل مع شركة (IBM) في قسمها الصحي (تفصيل ذلك في فصل محجر العين).
حدثني ذلك الأسكتلندي بألم شديد عن موقف لا يكاد يصدقه إنسان وهو أن وزارة الصحة العراقية دفعت مبلغ 100000 (مائة ألف) باون استرليني كقيمة شراء وجبة من حبوب الأنجيسيد وقد استلمتها الشركة المنتجة. ولكن الشـركة رفضت شحن تلك الشحنة من الدواء، الذي بدون استعماله الآني يحتمل أن يموت المريض، بحجة أن النترات تدخل في مكونات حبة الانجيسيد ومن المحتمل أن العلماء العراقيين يتمكنون من استخلاص النترات وصنع قنبلة منها!! واستمر قائلا ان مجموع ما موجود من النترات في تلك الشحنة فيما لو استخلص لا يتعدى وزنا لا قيمة له في استخدام آخر.
وقال ولون وجهه تحول إلى حمرة شديدة بأنه حاول بجهود مكثفة اقناعهم بالأدلة العلمية بمساعدة متخصصين بهزالة تلك المعلومة ولكن الشركة أصرت على موقفها ولم ترسل الشحنة ويعلم الله كم من الضحايا الذين حرموا من إكسير الحياة ذلك.
عودة الى المجلس:
مرت على المجلس فترة لم يكن فيه نشاط يذكر بسبب الحصار الجائر. بادر وزير الصحة الدكتور أوميد مدحت مبارك بتكليفي بأن أتسلم المسؤولية في إدارته. أصدر في الشهر السادس من عام 1999 بعد لقائي معه أمراً بتعيين أعضاء جدد للمجلس حسب التعديلات التي أضيفت للقانون رقم 63 في 1985 أي ثلاثة عشر عضوا بضمنهم الوزير الذي يرأس المجلس.أعيد النشاط للمجلس بتسلم أعضاء الهيئة الإدارية مسؤولياتهم وأصبح الدكتور عبد الحافظ الخزرجي أمينا عاما للمجلس. كان العبء الأكبر يقع على عاتقي كون مشاغل الوزير تتعدى مجلس السرطان بواجبات الوزارة بكل آفاقها.
كان دوامي في المجلس يوم واحد في الأسبوع مع زيارات متكررة إضافية خلال الأسبوع حسب الحاجة، علما بأن واجبي المهني والأكاديمي الأساس هو في مستشفى الجراحات التخصصية في شعبة جراحة الدماغ الذي أترأسه وكذلك مسؤولية أدارة شعبة الجراحة العصبية في كلية الطب. فعملي في المجلس كان عملاً تطوعيا لتقديم ما يمكن في الخدمة العامة.
الشعار:
اعتزازا بما قدمته جمعية مكافحة السرطان العراقية اقترحت أن يكون الشعار متضمناً الشعار الذي صممه الأستاذان خالد القصاب ونوري مصطفى بهجت كشعار لجمعية مكافحة السرطان. أدخلت ذلك الشعار داخل شعار وزارة الصحة الذي يتمثل بالهلال والدائرة.
أهم الإنجازات التي تحققت:
تمكن المجلس من تحقيق إنجازات كبيرة تبعث بالفخر والاعتزاز بفضل تظافر جهود أعضاء المجلس ومساعدة الطيبين من خارجه وكذلك تشجيع ودعم الدكتور أوميد خلال فترة الحصار الاقتصادي والعلمي الجائر على العراق حيث كان يصعب الحصول على التخصيصات المالية.
- مقر المجلس:
لم يكن هناك مقر ثابت للمجلس وكان النشاط الوحيد هو ما يقوم به مركز التسجيل السرطاني والذي كان بإدارة الدكتورة منى باقر الحسني (وهي زميلتي في الكلية) والدكتورة آسيا الفؤادي.
أقنعت الوزير بأهمية المجلس وضرورة تثبيت مقرٍ دائم يليق به. بعد التجول في طوابق وزارة الصحة الإثني عشر، وجدت مكانا غير مشغول في جانب من الطابق الثاني يصلح أن يحقق ذلك. بعد إطلاع الوزير عليه تمت الموافقة على أن يكون مقراً للمجلس. بُدء العمل في الترميمات ودمج عدة غرف ليكون المقر متكونا من قاعتين كبيرتين متصلتين ببعضهما وألحق بهما ثلاث غرف إضافية.
تقرر البدء بتأثيث المقر فوجدت أن نلجأ الى ما تنتجه المعامل الحكومية لتقليل النفقات في ظل الحصار الجائر. وبفضل علاقتي مع السيد قيس العاني مدير معمل الأثاث الحكومي في مدينة المحمودية (20 كيلومتر جنوبي بغداد) حصلت على موافقته بتزويدنا بالأثاث الذي نرغب من مناضد وكراسي وإضاءة. كنت أزوره في المعمل بصورة دورية لتفقد سير الإنتاج. ولما وصل الأثاث كان من بينه منضدتين كل منهما بطول ثلاثة أمتار وضعت كل واحدة في قاعة. وكانت هناك مناضد وكراسي وأجهزة إضاءة ومدرجات لخزن الوثائق وغيرها. وأضفت ستائر أنيقة من السوق المحلي لمحة جمالية على القاعتين. - ملاك المجلس:
حينما كان المجلس في مقره السابق في مستشفى الإشعاع والطب النووي كان ملاكه يقتصر على الدكتورة منى الحسني والدكتورة آسيا الفؤادي.
بعد الانتقال الى المقر الجديد وبدعم الوزير أصبح الملاك يضم أطباءً من حملة البورد العراقي في الصحة العامة وملاك إداري وإحصائي متخصص. بلغ العدد ثمانية عشر فرداً:
1) أ. د. عبد الهادي الخليلي
2) د. منى الحسني
3) د. أسيا الفؤادي
4) د. عباس الرياحي
5) د. احمد جاسم دليّ
6) د. خلود جهاد عبد الغفور.
7) د. هيام مزاحم فاضل
8) سهير جلال مصطفى
9) جولان صالح مهدي
10) مها غانم علي
11) تريفا مراد خداداد
12) لمياء مطلك ناصر
13) بشار حميد كريم
14) شاكر حمود
15) هشام ربيع عبد الهادي
16) عروبة احمد حسون
17) رنا شعبان شعيب
18) عيدان صالح موسى - هيكلية للمجلس:
بعد اجتماعات متعددة ودراسة القوانين وتعديلاتها ثبتت هيكلية المجلس استنادا للقانون وتعديلاته وهذا هو الأساس الذي يعتمد عليه البناء في الحاضر والمستقبل. لم يكن من السهل إملاء كافة المواقع في الهيكلية بشعبها الثمان وتفرعاتها ولكن واصلنا جهودنا ونجحنا في تحقيق العديد منها.
- مركز التسجيل السرطاني:
تم تأسيس مركز التسجيل السرطاني عام 1974 وبدأ العمل الفعلي فيه عام 1975. كان مقره في مستشفى الإشعاع والطب النووي. كان المركز بإدارة الدكتورة منى الحسني وهي من أقراني في مراحل كلية الطب وبدعم من الأستاذ الدكتور تحسين السليم. التحقت بالمركز الدكتورة آسيا الفؤادي. بجهود الدكتورة منى وتفانيها في العمل ودعم الدكتورة آسيا أخذ مركز التسجيل السرطاني موقعا مرموقاً حتى بين الدول المجاورة ولعله كان أول مركز تسجيل في المنطقة.
اقتصر المركز في بداية سنوات استحداثه على جمع المعلومات عن الحالات السرطانية لدى المرضى الذين يعالجون في مستشفيات بغداد. مع أن هذا التوثيق متخصص ببغداد ولكنه كان يغطي ساحة كبيرة من مرضى المحافظات الذين يعالجون في مستشفيات بغداد. كان أسلوب توثيق حالات السرطان يقتصر على السجلات الورقية وكذلك باستخدام حاسبة قديمة من نوع (286).
عند الانتقال الى المقر الجديد في بناية وزارة الصحة العام 1999 حينما استلمت مسؤولية نائب رئيس المجلس تمكنا من إدخال التقنيات الحديثة والحصول على خمس حاسبات حديثة وتطبيق أسلوب الإدخال الحاسبي والابتعاد عن الإسلوب الورقي. كذلك تم تحويل كل المعلومات الورقية للسنين السابقة إلى وثائق رقمية في الحاسبات الحديثة.
بعد سبات لعدة سنين وعدم نشر الإحصاءات بسبب صعوبات جمة، تم الانتهاء من إحصاءات التسجيل السرطاني من ملاك المجلس ونشـر كتاب إحصاءات السـرطان للأعوام 1976 – 1997 بصورة كاملة. وبعد ذلك تم نشر إحصاءات الأعوام 1998-2000 وبعد ذلك للأعوام 2001 و2002. قام المركز بخطوات مهمة لتوثيق كامل لحالات السرطان في العراق منها:
• استحداث وحدات للتسجيل السـرطاني في المستشفيات الرئيسة في بغداد والمحافظات. تتكون الوحدة من طبيب وإحصائي. ولقد بلغ عدد الوحدات 28 وحدة تسجيل.
• إصدار دليل للمختبرات الأهلية للفحص النسيجي في كل أنحاء العراق ثبت فيه لكل مختبر رمزً رقمي معتمد في المجلس. تم التوجيه بإبلاغ مركز التسجيل السـرطاني عن جميع حالات السـرطان التي تسجل لديها.
• تعميم استمارة التسجيل السرطاني على كل المستشفيات الرئيسة في كل أنحاء العراق وأرسلت مرفقة مع كراس توضيحي لكيفية ملء الاستمارة.
• زار العراق خبير فرنسي من منظمة الصحة العالمية للمدة من 10-21/9/2000 لغرض اعتماد نظام منظمة الصحة العالمية الجديد للتسجيل السـرطاني وإدخاله على نظام العمل في المركز.
• تمت دعوة كل وحدات التسجيل في العراق الى بغداد للمشاركة في ندوة من 18-21/9/2000 على قاعة مجلس السـرطان بخصوص أهمية التسجيل السـرطاني وشرح الاستمارة الخاصة ودليلها وشارك في الدورة الخبير الفرنسي.
• التأكيد على تسجيل حالات الوفيات بسبب السرطان فضلا عن تسجيل الحالات التي تحت العلاج.
• إعداد التقييم السنوي لنشاط وحدات التسجيل السرطاني في بغداد والمحافظات من د. آسيا الفؤادي لعام 1999 . تم إعداده في الشهر العاشر من عام 2000.
• أصدر المجلس دراسة مفصلة أعدتها الدكتورة منى الحسني بشأن السرطان في العراق لـ (153161) حالة سرطان بين العامين 1976 – 2000. نشـرت تفاصيل هذا الإصدار في المحلق في الجزء السادس.
• طبق في العام 2000 برنامج التسجيل المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية (CANREG – 3 ) رغم وجود بعض النواقص فيه. كان الهدف الأساس أن يكون السياق الإحصائي في المركز يتماشى مع السياق العالمي كي يمكن إدخال إحصاءاتنا على الجداول العالمية لغرض التوثيق والمقارنة. كانت أهم عقبة في النظام العالمي هي عدم تقبله للأسماء العربية ما يسبب صعوبة توحيد تهجي الأسماء العربية. تقرر أن نتلافى تلك الصعوبات بأن نقوم في المجلس بترجمة تلك الأسماء إلى الإنكليزية لكي تعتمد صيغة واحدة وثابتة للاسم.
ترجمة أسماء المرضى:
كلفتُ الدكتورة خلود جهاد عبد الغفور المنتسبة للمجلس وبعض العاملين معها بأن “يترجموا” الأسماء العربية إلى الإنكليزية. بعد جهود كبيرة ومتميزة أصبح لدينا “قاموس” للأسماء حيث تم توحيد تهجي الأسماء. كان الهدف أن نتحاشى الالتباس في تهجي الأسماء فمثلا اسم “محمد” الذي يكتب بالإنكليزية بعدة صيغ سيتم إدخاله بالصيغة المثبتة بما هو في القاموس وهكذا.
تمت ترجمة ما يزيد على الأربعة ألاف وخمسمائة اسم من الأسماء المسجلة في سجل المرضى في مركز التسجيل السـرطاني كنموذج للأسماء المتداولة في المجتمع العراقي. وهنا أصبح التسجيل بإدخال الاسماء من العربية إلى الإنكليزية وتحليلها سهلا وعمليا.
أسماء غريبة جدا !!:
عند الاطلاع على الأسماء ظهرت أسماء عراقية غير متداولة. بالرغم من غنى التراث العربي والاسلامي بوفرة من الأسماء تستغرب من تسمية هؤلاء الناس بتلك الاسماء. ونحن نكن ّ كل الاحترام لحامليها حيث إن آباءهم وليس هم الذين اختاروا أسماءهم. وكمثل على تلك الاسماء الغريبة: عافص، عتوي، عريمش، عكموش، عويزر، أبو الجيج، بتلة، درهومة، دعيفس، دريعي، فدعوص، غرداشة، غجيري، جخيور، كنهوشة، خاشوكة، خرخاشة، مبيشة، مرغوف، نغينيش، نغيثل، رزيج، صليفح، شهلولة، طرخاته، طرهيلة، وغيرها. وهنا أكرر القول أن ذكر هذه الأسماء لا يقصد منه الانتقاص من حامليها مطلقا.
- المكتبة ومركز المعلومات:
أنشئ مركز المعلومات السرطانية في المجلس ويضم عددا من المجلات (ثلاث مجلات دورية) والكتب الخاصة بالأمراض السرطانية. والاقراص الليزرية التي تحوي على ملخصات بحوث العالم في مجال السرطان حتى الساعة. يقوم المركز بخدمة الاطباء والاختصاصات الاخرى المعنية بالسرطان. - لجان مجلس السرطان الاساسية:
• لجنة التسجيل السـرطاني: أ.د. عبد الهادي الخليلي/ نائب رئيس مجلس السرطان / رئيسا
• لجنة الوقاية: د. عبد الحافظ عبد الوهاب الخزرجي/أمين عام مجلس السرطان/ رئيسا
• لجنة العلاج الشعاعي والعقاقير: د. عبد المنعم احمد مهدي /عضو مجلس السرطان/ رئيسا
• لجنة الكشف المبكر للسرطان: أ. د. عامر شاكر محمود الهاشمي/كلية طب بغداد/ عضو مجلس السرطان/ رئيسا
• لجنة الرعاية التلطيفية وعلاج الالم: د. أياد حسن الرمضاني/ عضو مجلس السرطان/ محافظة نينوى/ رئيسا
• اللجنة الاعلامية: مدير مكتب الاعلام الدوائي/ رئيسا
- إصدار تعليمات قانون (63) عام 2001:
موقف الدكتور المحامي فخري العبيدي: عند إصدار القانون رقم 63 نصت الفقرة الحادية عشر على إصدار تعليمات للقانون، والذي يصدر هذه التعليمات هو وزير الصحة والتي يجب أن يقرها مجلس شورى الدولة ووزارة العدل والدائرة القانونية في وزارة الصحة. وهذه التعليمات أساسية في تسهيل وتوضيح سبل تنفيذ أي قانون يصدر في الدولة العراقية. منذ العام 1985 وحتى العام 2000 لم يحرك أي ساكن في إصدارها ما أثر على انسيابية العمل في المجلس من الناحية الإدارية.
بعلاقتي الشخصية بالمحامي الفذ الأستاذ الدكتور فخري العبيدي رئيس الدائرة القانونية في مجلس الوزراء التمسته أن يساعدنا في هذه المهمة. تفضل وخصص محاميين أثنين من الشباب في مكتبه بدراسة القانون ومتطلبات صياغة التعليمات بتفاصيلها.
بعد أن أقرها من الناحية القانونية بمراجعته الشخصية لها، عرضها على الدائرة القانونية في وزارة الصحة وبعد أن أيدوا محتواها وأجروا بعض الإضافات أُرسِلت الى مجلس شورى الدولة. وعادةً ما يتطلب تصديقها هناك عدة أشهر حسب ما هو متعارف عليه.
بحكم علاقة الدكتور فخري مع مجلس شورى الدولة والتزامه بالمساعدة تمكن من إكمال إجراءات التصديق في مجلس الشورى وبعدها من وزارة العدل خلال أسابيع قليلة وكانت تلك مدة قياسية.
أرسلت التعليمات لنشرها في جريدة الوقائع العراقية ولإتمام فضله فقد أرسل لي الاستاذ فخري نسخة من المطبعة مباشرة أوصلتها الى الوزير في نهاية الدوام الرسمي قائلا له إن هذه النسخة “من التنور” مباشرة أي قبل أن يراها المعنيون بعد!
“استناداً لقانون مجلس السرطان المرقم 63 لسنة 1985 الصادر في الوقائع العراقية ذي العدد (3058) والتعليمات الوزارية برقم (5) لسنة 2001 الصادرة في الوقائع العراقية ذي العـدد (3879) في 21/أيار/2001، والمتضمنة تشكيل الجهاز التنفيذي لمجلس السرطان. سهّل صدور هذه التعليمات تنفيذ القانون وتعيين ما أمكن من الذوات وحسب ماورد فيه.
فيما يلي تفاصيل الهيكل التنظيمي والملاك القياسي لمجلس السـرطان (التعليمات كاملة في الجزء الاول من كتاب مكافحة السرطان في العراق):.
أولاً: رئيس مجلس السرطان السيد وزير الصحة.
ثانياً: نائب رئيس المجلس.
ثالثاً: يدير الجهاز التنفيذي للمجلس الأمين العام.
رابعاً: يتم تنظيم وتنسيق العمل في الشعب العلمية بين أعضاء المجلس المكلفين من قبل المجلس ومسؤولي الشعب وحسب اختصاص الشعبة.
خامسا: يتكون الجهاز التنفيذي للمجلس من الشعب العلمية والشعبة الإدارية
- العمل على تهيئة ملاك متقدم في الاختصاص في مجال علاج السرطان:
بسبب الحصار الجائر الذي شمل الحصار العلمي والمهني تقلص عدد المتخصصين بعلاج السرطان وكذلك عدد التقنيين في العلاج الإشعاعي وكذا المتخصصين بالفيزياء الطبية المرتبطة بالعلاج. وهذا هو الفريق اللازم لطبيعة العلاج المتكامل لحالات السرطان. ولعدم وجود زمالات أو بعثات الى خارج العراق وتقلص عدد المعالجين والفيزيائيين ارتأيت عرض هذه الحالة المأساوية على رئيس المجلس (الوزير) والزملاء أعضاء المجلس. تم الاتفاق على البدء بالاتصالات والإجراءات الرسمية في تلك المجالات الثلاث.
- دراسة عليا للأطباء للحصول على الدبلوم العالي:
اتصلت بالدكتور محمد فلاح الراوي عميد كلية الطب بخصوص استحداث دراسة دبلوم عالي باختصاص العلاج السرطاني. رحب الدكتور محمد بالفكرة. تفضل بدعوة الزملاء الاختصاصيين بالعلاج السرطاني لاجتماع لدراسة المشروع. تمخض الاجتماع عن القبول بالفكرة والعمل على تحقيقها.
تحقق ذلك حيث وافق مجلس الكلية على استحداث هذا الاختصاص. بدأت الدراسة وكانت تحت مظلة رئاسة فرع الجراحة في كلية الطب بإشراف الاستاذ الدكتور معد مدحت عبد الرحمن وكان المسؤول عن تنظيم التدريس الأستاذ الدكتور خضير الرواق.
انخرط في الدراسة أربعة أطباء مقيمين ممن أكملوا تدريبهم في مستشفى الإشعاع والطب النووي. ولله الحمد استمرت الدراسة التي أمدها سنتان. وقد تمت ومنحوا الشهادة وأضيف للملاك الطبي المتخصص في العلاج السرطاني أربعة أطباء جدد ساعدوا في تحمل عبء رعاية المرضى الذين تزايد عددهم بسبب الحروب المتعددة.
- المعالجون الإشعاعيون:
لم يكن عدد المعالجين الإشعاعيين يزيد على أثنين أو ثلاثة وهم يبذلون جهودا استثنائية لتقديم الخدمات التقنية اللازمة لتطبيق تعليمات الاطباء المتخصصين في علاج المرضى بالأشعة العميقة. وبطبيعة الحال فالحاجة كبيرة لعدد أكبر منهم وخصوصاً أن من بينهم من هو على أبواب التقاعد.
اتصلت بالأخ الاستاذ الدكتور مازن جمعة الذي كان رئيس هيئة التعليم التقني في العراق وعرضت عليه فكرة أن يفتح دورة “موازية” أي لدورة واحدة فقط ولمدة سنتين لخريجي الصف السادس الثانوي للحصول على شهادة تقنية في العلاج الإشعاعي وذلك بالتعاون والتنسيق وإشراف اختصاصيي العلاج السرطاني.
أبدى الدكتور مازن متفضلا كل الاستعداد للمساعدة في استحداث تلك الدراسة الموازية.
ولكن بعد إعادة التفكير بالدراسة تبين أن هؤلاء الطلبة عند تخرجهم يجب عليهم أن ينخرطوا في الخدمة العسكرية الإلزامية ومن المحتمل أن تنخفض مهاراتهم ومعلوماتهم التي اكتسبوها في دراستهم بعد إكمالهم الخدمة العسكرية.
بعد المناقشة مع عدد من الزملاء خلصنا الى الاقتراح بأن نحاول أن ندعو خريجي قسم الفيزياء في كلية العلوم ليسجلوا في الدراسة والذين سيمنحون شهادة الدبلوم.
تغيير الخطة:
اتصلت بالأستاذ الدكتور رزاق حميد رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم في جامعة بغداد وهو زميل دراستي الابتدائية وتناقشت معه بخصوص انخراط خريجي قسم الفيزياء في دراسة دبلوم في العلاج الإشعاعي والسبب في اختيار هذا الاختصاص كون علم الأشعة يعتمد اعتمادا كليا على الفيزياء. رحب الدكتور رزاق بالفكرة وبناءً على موافقته اتصلت بالدكتور محمد الراوي في العمادة والذي كان قد تسلم رئاسة جامعة بغداد.
تباحثت مع الزملاء الاختصاصيين في السـرطان الذين رحبوا بذلك. وقرر الاختصاصيون والفيزيائيون منهاج الدراسة الذي يغطي سنتين بعد بكالوريوس الفيزياء.
وجهت طلباً رسمياً لرئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور عبد الاله الخشاب بخصوص استحداث تلك الدراسة.
في تلك الفترة تولى الأستاذ الدكتور محمد الراوي رئاسة جامعة بغداد واستمر التواصل معه بإرسال كتاب رسمي بخصوص المشروع.
إضافة مشروع دبلوم الفيزياء الطبية:
خلال المحادثات مع الدكتور رزاق وكذلك قسم الفيزياء في الكلية الطبية طرحت فكرة استحداث ماجستير في الفيزياء الطبية ينخرط فيها خريجو قسم الفيزياء. كان مقترحي أن يتقدم خريجو الفيزياء للحصول على دبلوم العلاج الإشعاعي وبدراسة موازية يمنح آخرون دبلوم في الفيزياء الطبية. يشترك الجميع في السنة الأولى بنفس المنهاج الدراسي وفي السنة الثانية يكون منهاج خاص لكل من المجموعتين تركز على العلاج الاٌشعاعي للمجموعة الأولى والفيزياء الطبية التطبيقية للمجموعة الثانية.
عندما عرض الاقتراح على الدكتور محمد الراوي، رئيس الجامعة، رحب به ودعاني لحضور الاجتماع الشهري لمجلس الجامعة الذي يضم كافة عمداء كليات الجامعة وبعض المسؤولين الكبار فيها. حضرت الاجتماع لمناقشة هذه الفقرة من الاجتماع وطلب مني عرض الاقتراح على المجلس وبحضور الدكتور رزاق حميد رئيس قسم الفيزياء وبينت لهم أن المجتمع الطبي بحاجة ماسة لاختصاص المعالجين الإشعاعيين وكذلك لاختصاص الفيزياء الطبية. أثبت لهم بالحقائق أن الخدمات الطبية تستوعب المئات من حملة دبلوم الفيزياء الطبية في مختلف الاختصاصات الطبية. تركت الاجتماع والانطباع العام كان مع الاقتراح ولكن يا للأسف لم يتحقق ذلك.
- مجاميع الأورام:
لتطوير الخبرة لدى المتخصصين ومواكبة التطور العالمي ولتحسين الخدمة المقدمة لمريض السرطان. تم تشكيل مجاميع تخصصية في مجلس السـرطان للأمرلض الأكثر شيوعا في العراق. تضم كل لجنة مجموعة من الجراحين المتخصصين، المتخصصين بعلم الباثولوجي، المتخصصين في العلاج السرطاني وبعض الاختصاصات الأخرى المعنية في الأمراض التي تحتاج اليها وفي كل لجنة كان أحد اختصاصيي السرطان عضواً فيها. ولكل لجنة رئيس ومقرر من بينهم. يقوم أعضاء اللجان بالتباحث فيما بينهم وكذلك بالاتصال بالمؤسسات والجمعيات الطبية المتناظرة في العالم للمشاركة بالخبرات والمعرفة وتقديم خطة للمسؤولين من اجل وضع الاسس الرامية لمكافحة السـرطان وتحسين حال الخدمات في موضوع اختصاصهم وكذلك تحسين الخدمات الاخرى بصورة عامة.
كانت اللجان على النحو التالي:
- مجموعة أورام العظام والانسجة الرخوة
- مجموعة أورام الجهاز الهضمي
- مجموعة أورام الجهاز البولي
- مجموعة أورام الغدد اللمفاوية
- مجموعة أورام الغدة الدرقية
- مجموعة أورام الجلد
- مجموعة أورام الجهاز العصبي
- مجموعة أورام العيون
- مجموعة أورام الوجه والفكين
- مجموعة أورام الثدي
- مجموعة اورام الجهاز التنفسي
- مجموعة أورام الاذن والانف والحنجرة
- مجموعة أورام النسائية
أرسلت لكل مجموعة رسالة بصفحتين تفصّل ما يتوخاه مجلس السرطان منها. الصفحة الأولى موجهة خصيصا لتلك المجموعة بالأسماء والصفحة الثانية عامة لكل المجاميع. وهنا نموذج من تلك الرسائل:
مؤتمر السرطان الرابع عشر 2000:
اقترحت على الزملاء أعضاء مجلس السرطان إقامة مؤتمر يجمع فيه المعنيون من الأساتذة والأطباء المتخصصين في داخل العراق وبمشاركة أساتذة متخصصصين من خارج العراق. لاقى الاقتراح تأييد الجميع وعندما عرضت الفكرة على رئيس المجلس، وزير الصحة، أيد الفكرة بشدة.
كانت هناك صعوبات كبيرة في أن يكون المؤتمر بالمستوى المؤمل بسبب الحصار الاقتصادي والعلمي. ولكن الجهود المكثفة من قبل الجميع تجاوزت تلك الصعوبات وأصبح مؤتمر السرطان الرابع عشر من أفضل المؤتمرات العلمية التي عقدت في العراق وذلك بشهادة العديد ممن شاركوا فيه.
لماذا المؤتمر الرابع عشر؟:
أطلقت على مؤتمر السرطان الذي عقده مجلس السرطان لأول مرة اسم مؤتمر السـرطان الرابع عشر وليس المؤتمر الأول كما هو متوقع. والسبب نابع من العرفان والتقدير لما قدمته جمعية مكافحة السرطان العراقية من مؤتمرات بلغ عددها ثلاثة عشـر مؤتمرا واعتبرت إن هذا المؤتمر امتداد لنشاطها وتثمين لدورها في خدمة مشروع مكافحة السرطان في العراق. وقد أيد وزير الصحة ذلك.
شعار المؤتمر:
وددت أن يكون الشعار معبرأ عن الماضي الذي نفخر به من تاريخ وادي الرافدين الذي مثله باب عشتار في بابل والتواصل مع الحضارة العربية الاسلامية برمز الملوية في سامراء وممتدة الى العصر الحاضر متمثلاً ببرج الاتصالات في بغداد وأن يحفظ التوازن الرياضي في التصميم مع التسلسل التاريخي وكأنه تواصل حضاري طبيعي. نفذ الفكرة أحد الفنانين الشباب.
الاستعداد للمؤتمر:
تقرر أن يعقد المؤتمر في 7 – 9 آذار (مارت) عام 2000.
بدأت الاستعدادات للمؤتمر وعقدت اجتماعات متعددة وسميت اللجان المتعددة وهي:
- اللجنة التحضيرية: الاستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي
- لجنة التشريفات: الست وقار الشبل
- اللجنة العلمية: الاستاذ الدكتور محمد علي العيد
- اللجنة الاجتماعية: الدكتور عبد المنعم أحمد مهدي
- لجنة الإعلام: الاستاذ الدكتور عامر الهاشمي والإعلامي الاستاذ علي الفواز
وشكلت لجان فرعية أخرى منها:
- لجنة الاستقبال
- لجنة التسجيل
- لجنة الحاسبات
- لجنة القاعات
- لجنة الإرشاد
تم نشر الدوار (منشور المؤتمر) على كافة المؤسسات الصحية والطبية في العراق.
محاور المؤتمر:
تقرر أن تكون محاور المؤتمر
- التغيرات الوبائية السرطانية بعد الحرب
- تأثيرات الحصار على علاج السرطان
- أمراض الدم السرطانية
- الأورام الصلبة
- الوراثة والسرطان
- مواضيع حرة
كراس المؤتمر:
تضمن كراس المؤتمر تشكيلة من المعلومات في التراث الطبي وعن واقع الحال في أمراض السرطان في العراق
“بغداد، مدينة ُ السلامِ، وقبة ُ الاسلامِ، وحضـرة ُ الدين، وحاضرة ُ الدنيا، وسُرَّة ُ العالم ِ. البلدة ُ الكبرى، لمدينة ُ العظمى. شيخة ُ البلدانِ، وست ُ الامكنة ِ، هي أم ُّ الدنيا، وسيدة ُ البلاد ِ، وجنـَّة ُ الارض ِ. بغداد ُ عين ُ العراق، والعراق عين الدنيا، مثوى العلماء، ومستقر الحكماء، ومرتاد الادباء، وملتقى الشعراء، ومنتجع المؤلفين الكبار……”.
الخدمات:
حاولنا أن تكون الخدمات بأفضل مايمكن من الناحيتين العلمية والاجتماعية. ففي كل قاعة من القاعات الثلاث نصب جهازا عرض ولكل جهاز تقني مسؤول عنه وهناك تقني آخر احتياط. لدى الاستقبال وضع جهاز اسنتساخ للحاجة الآنية للمشاركين، ولمسات مشابهة أخرى.
أما من الناحية الاجتماعية ففي الكافيتريا جهزنا صناديق لوجبات الطعام وضع في كل منها تشكيلة من المأكولات الخفيفة. وأعطيت لكل مشارك ثلاثة كارتات بألوان متعددة لكل يوم من أيام المؤتمر الثلاثة يقدمها المشارك للعاملين في الكافتريا للحصول على الصندوق. وللتوضيح إن هذا الإسلوب لم يكن معروفا ويصعب تحقيقه في زمن الحصار الذين يندر فيه الحصول على الأساسيات.
ومن الناحية الاعلامية فقد أصدرت جريدة يومية للمؤتمر سيأتي ذكرها لاحقا.
قدمت شركات الأدوية المحلية والعالمية مجموعة من الهدايا العينية والدوائية المتميزة في حينها مثل الحقائب الأنيقة والأقلام ورزمة من الأدوية الأساسية تم تغليفها في معمل الأدوية في سامراء وغير ذلك.
الافتتاح:
برعاية رئيس الجمهورية عقد المؤتمر الرابع عشر للسرطان في العراق على قاعة المؤتمرات العلمية في مدينة الطب ببغداد للفترة من 7-9/ آذار/ 2000 .وحضر بالنيابة عنه نائب رئيس الجمهورية طه محي الدين معروف.
عند وصول النائب عزف السلام الجمهوري ثم قدمت فرقة بابل/ مدرسة الموسيقى والباليه عرضاً غنائيا موسيقيا رائعاً وكان بعض من أعضاء الفرقة من الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة المَوَهوبين وعرضت على الشاشة الكبيرة كلمات كل أغنية ما جعل تفاعل الحضور وسرورهم بالغين.
الكلمات في الافتتاح:
ألقيت الكلمات التالية:
- كلمة الافتتاح وزير الصحة ، رئيس المؤتمر
- كلمة الأستاذ الدكتور خالد القصاب : السرطان في العراق.
- كلمة الأستاذ عبد الهادي الخليلي: السرطان ؛ واقع الحال.
- كلمة الأستاذ الدكتور زهير البحراني : واقع سرطان الجهاز الهضمي.
- كلمة الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ : السرطان في التأريخ.
- كلمة الأستاذ الدكتور سامي الأعرجي : السرطان واليورانيوم المنضب.
(الكلمات كاملة في الجزء الآول من كتاب “مكافحة السرطان: توثيق لجهود متواصلة”)
قام نائب رئيس الجمهورية الاستاذ طه محيي الدين معروف بتوزيع دروع المؤتمر على المكرمين من الرواد في خدمات السـرطان في العراق ومنظمة الصحة العالمية واللجنة المركزية لآثار التلوث بالقصف.
المعارض:
أشرف مركز الإعلام الدوائي في وزارة الصحة على تهيئة وتنظيم المعارض بشكل متميز ومن خلال مساهمة معمل أدوية سامراء وعشر شركات عدد طبية وأدوية عراقية وعربية وعالمية.
المنهاج العلمي:
- عدد الجلسات 14 جلسة
- عدد الحلقات النقاشية 3 حلقات
- عدد القاعات: 3 قاعات
- عدد المحاضرين العراقيين 116 محاضرا
- أورام الجهاز العصبي (البروفيسور كروكشانك، بريطانيا)
- علاج السرطان بالجينات ( البروفيسور كروكشانك، بريطانيا)
- علاج الأورام الصلبة المتعددة ( البروفيسور كوماتينا، قبرص)
- أورام الجهاز العصبي (الدكتور بايز، البرازيل)
- علاج أورام الجهاز التنفسي بالعقاقير (الأستاذ علي شريم، لبنان)
- علاج أورام الجهاز الهضمي (الأستاذ علي شريم، لبنان)
- علاج أورام الثدي (البروفيسور بسيو ، فرنسا)
- علاج أورام القولون والمستقيم (البروفيسور هريرا، فرنسا)
- علاج أورام الثدي (الأستاذ علي طاهر، لبنان)
- علاج أورام الثدي (البروفيسور بلبوم، فرنسا)
- التطورات الكيميائية في علاج السرطان(البروفسور مارتان، فرنسا)
الحلقات النقاشية:
- التسجيل السرطاني
يديرها د. فائق السامرائي
د. منى الحسني
د. عبد علي مهدي
د. عزام قنبر أغا
د. عبد الرحمن داود
د. البير رسام
د. نوال علش
- تأثير الحصار
يديرها د. عبد الجبار عبد العباس
د. طاهر توفيق
د. محمد حسن الاشيقر
د. محمد علي العيد
د. عبد المنعم احمد مهدي
د. راجي الحديثي
د. رئيس قسم الاستيراد
- اليورانيوم
يديرها د. منى الجبوري
د. سامي الاعرجي
د. احمد حردان
د. سلمى الحافظ
د. منى الحسني
د. عالم عبد الحميد
الجريدة اليومية:
أصدرت في أيام المؤتمر جريدة يومية بأربع صفحات تبين نشاطات المؤتمر والمؤتمرين بالإضافة إلى معلومات إحصائية وثقافية حول السرطان في العراق.
غلطة أم عمل كيدي (الادوية لنائب رئيس الجمهورية):
جرت العادة في المؤتمرات العلمية أن تقدم شركات الادوية والمستلزمات الطبية هدايا تذكارية للمشاركين وللمسؤولين الذين يحضرون حفل الافتتاح منها منتجاتها الدوائية. وبما أن السيد طه محي الدين معروف، نائب رئيس الجمهورية افتتح المؤتمر فكان من الواجب تقديم عينات من تلك الهدايا. والاصول أن ترسل الهدايا إلى مكتبه في اليوم التالي للافتتاح. كانت الهدايا تضم علبة مغلفة من معمل أدوية سامراء وهي واحدة من مئات من العلب المغلفة في المعمل التي تضم تشكيلة من منتجات المعمل التي يفخر بها العراق. وكذلك ضمت المجموعة حقائب وأقلام وغيرها. أرسلت هذه الهدية بيد مسؤول في وزارة الصحة مع رسالة من وزير الصحة لشخص السيد النائب. وفي اليوم التالي اتصل بي الوزير طالبا مني الحضور إلى مكتبه بسرعة. واذا به يفاجئني بالقول بأن هدية الأدوية المقدمة من معمل سامراء إلى السيد نائب رئيس الجمهورية طه محيي الدين وجد أن إحدى علب الأدوية مليئة بمخلفات الفئران!! علما بأن علب الأدوية الأثني عشر معبأة ومغلفة في معمل الادوية وكانت توزع مغلفة لكل المشاركين فلم يكن لأحد من ملاك المؤتمر أي يد في ذلك. وكانت هذه كارثة أدبية ورسمية وسياسية. تم على الفور الاتصال بمدير معمل سامراء للأدوية للاستفسار عن كيفية حدوث ذلك واتخذت اجراءات تحقيقية في الوزارة ولم يظهر تفسير مقنع.. أجابت إدارة معمل الادوية باستحالة وجود مخلفات الفأر في علبة مغلفة بصورة أوتوماتيكية؟ وبدا عليهم الاستغراب إذ ليس من الممكن حدوث ذلك إلا بعمل كيدي للإيقاع بإدارة المعمل أو الوزارة والمجلس. وبفضل طيبة نائب رئيس الجمهورية وثقته بالوزير وعمق الصلة الشخصية فيما بينهما فقد انتهت الـ “كارثة” بسلام ولله الحمد. الحمد لله أن هذا الموقف قد حدث مع السيد طه محي الدين وليس غيره من مسؤولي الدولة الكبار؛ إذن لكان ما تلقيناه؛ الوزير وإدارة معمل الأدوية وأنا شأن آخر لا يحمد عقباه.
الختام:
كان المؤتمر فرصة مناسبةً جمعت كل المعنيين بالسـرطان في القطر وفي مختلف الاختصاصات الطبية وغير الطبية، حيث تم تعريف المؤتمرين بجهود وفعاليات وزارة الصحة من خلال مجلس السرطان منذ تأسيسه في مجال مكافحة السـرطان.. كما تعّـرف الأشقاء العرب والأصدقاء من الأجانب على جهود وجهاد الأطباء العراقيين والمؤسسات الصحية في تقديم الخدمات الطبية في مجالات التشخيص والعلاج رغم الظروف الصعبة التي سببها الحصار الظالم. وكان المؤتمر مناسبة للإطلاع على آخر المستجدات في مجال السرطان من تشخيص ومعالجة ومتابعة.
وتعرف الأجانب على تأثيرات الحصار وما يسببه من معاناة للمرضى بسبب النقص الشديد في مستلزمات التشخيص والمعالجة من خلال المحاضرات والندوات التي ألقاها وشارك فيها الأطباء العراقيون التي تضمنت وثائق وإحصائيات توضح هذه الحقائق.
وقد صرح عدد من الضيوف الأجانب بأن المؤتمر لا يقل من الناحية العلمية والتنظيمية عن المؤتمرات العلمية والطبية في العالم وان نجاحه العلمي يعد مؤشراً واضحاً على فاعلية الجهد الطبي العراقي في التنمية العلمية والحضارية.
التوصيات:
- لجنة التوصيات
• د. نزار الشابندر
• د. عبد الحافظ الخزرجي
• د. محمد علي العيد
• د. فرات السامرائي
• د. عبد المنعم احمد مهدي
• د. طاهر توفيق
قدمت لجنة التوصيات تقريرها بثلاث صفحات كان أهمها:
- إجراء المزيد من البحوث والدراسات للمناطق المتعددة من القطر التي تعرضت لاستخدامات اليورانيوم المنضب من قبل دول العدوان.
- إيجاد العلاقة السببية بين الزيادة الأكيدة للسرطانات المتعددة في القطر بعد العدوان واستخدام اليورانيوم المنضب في الحرب.
- العمل على تحقيق مشروع إنشاء مركز الأورام الوطني وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
- الاهتمام بوحدات الكشف المبكر للأمراض السرطانية ودعمها من قبل الجهات المعنية وبكافة الوسائل.
الإشراف على الدراسات العليا في مجال السرطان:
بحكم توجهي الأكاديمي فقد عملت على تشجيع الشباب الباحثين كي يرتبطوا بالمجلس في بحوثهم ورسائلهم وأطاريحهم في دراساتهم العليا. وقد تم ذلك الارتباط مع طالبة ماجستير وطالبة دكتوراه. (ويمكن الاطلاع على تفاصيل البحثين في الجزء الأول من كتاب مكافحة السرطان في العراق)
- الماجستير:
زارتني عام 1999طالبة الرياضيات من جامعة تكريت هديل إبنة رفيق فترة الشباب الأستاذ الدكتور سليم الكتبي والذي كان يشغل منصب أستاذ الرياضيات في تلك الجامعة، مرسلة من صديقي الأستاذ الدكتور عبد المجيد حمزة أستاذ الإحصاء في جامعة بغداد لغرض الموافقة على إشراف مشترك لموضوع طبي. بعد أن اختبرت رغبتها وتأكدت من قابليتها واندفاعها وافقت على أن أشارك الأستاذ عبد المجيد في الإشراف على دراستها. اقترحت عليها وعلى الأستاذ عبد المجيد أن تكون دراسة الماجستير منصَّبة على تحليل ما سجله مركز التسجيل السرطاني من أرقام. اقترح الأستاذ عبد المجيد أن يشمل البحث إعداد جداول توثق توقعات التغيرات في معدل إصابة السرطان في العراق في العقد القادم.
شملت الدراسة نمط الزيادة في إصابات السـرطان في القطر منذ عام 1976وحتى 1999.
قسمت الدراسة إلى أربعة مراحل:
المرحلة الأولى: النظرة الشمولية: من خلال مجموع الاورام السرطانية تم اختيار 70 ورما كانت أرقامها موثقة بصورة مقبولة إحصائيا. ومن هذه وجد ان هناك زيادة مؤكدة في الإصابات بعد العدوان على العراق بمقدار 32 ورما سرطانيا. نشاهد هذه الزيادات على شكل مخطط مجسم لواقع الحال وعلى خط بياني لما سيحدث في المستقبل حتى عام 2008.
المرحلة الثانية: دراسة الأورام الست الأكثر تأثرا بالزيادة بحيث تعرض النتائج مبينة معدل الإصابة قبل العدوان وبعده.
المرحلة الثالثة: ركزت على الفرق الواضح في التعرض للزيادة بالأورام السـرطانية في المحافظات التي تعرضت للقصف باليورانيوم.
وأخيرا المرحلة الرابعة: درست فيها الزيادة السكانية في العراق خلال هذه السنين ومقارنتها بالزيادة الهائلة الحاصلة في الأمراض السرطانية. وقد وجد أن معدل التزايد في الأورام السرطانية يفوق بكثير معدل الزيادة السكانية خلال فترة ما بعد العدوان.
وعليه يمكن استنتاج حقيقتين:
أولاهما أن هناك زيادة أكيدة ليست من قبيل الصدفة بالتعبير الاحصائي وإنما هي زيادة معنوية في سنوات ما بعد العدوان. والحقيقة الثانية هي أن هذه الزيادة المتواجدة بصورة بالغة في المناطق التي تعرضت لليورانيوم يمكن أن تكون دليلا على العلاقة السببية في تلك الزيادة.
فيما يلي نلاحظ جدولين من مجموع العشرات من الجداول الإحصائية يمثل الأول الزيادة في الإصابة بسرطان الدم التي ازدادت بمعدل خمس مرات في محافظات البصرة، ذي قار، العمارة، واسط وصلاح الدين حيث كان زخم الحرب في أشده. وهذا الارتفاع في نسبة الإصابة يمثل الزيادة الحاصلة في كافة أنواع السرطان وبدرجات متباينة. والجدول الآخر يبين مقارنة في الإنحراف بين معدل الزيادة السكانية في العراق والزيادة في الإصابة بالسرطان.
تم البحث ومنحت الطالبة درجة الماجستير بامتياز. واستخدمت الأرقام والجداول في الأطروحة من قبل الحكومة العراقية لبيان ما خلفته الحرب على زيادة معدل الإصابات السرطانية في العراق. نشرت العشرات من الجداول البيانية التي تبين بأن هناك زيادة “مرعبة” في معدل الإصابة. وقد ذكرت في كلمتي في مؤتمر السرطان الرابع عشر بأن السرطان في العراق في السنين القادمة سيكون على درجة “الوباء”.
2) الدكتوراه:
خلال إحدى زياراتي الى قسم المكتبات في الجامعة المستنصرية للقاء أصدقاء لي من أساتذة القسم؛ الاستاذ نزار قاسم، الاستاذة إلهام اللوس، والاستاذة أوديت بدران والأستاذ فؤاد قزانجي وغيرهم، طلبت مني الاستاذة أوديت أن أشاركها بالإشراف على رسالة دكتوراه في المكتبات للطالبة ليلـى جوزيف نـواره في علم المكتبات. تم الاتفاق على أن تكون مادة الأطروحة دراسة ما نشر في العراق في موضوع السرطان من الباحثين العراقيين على مدى عقود ستة. وهذه دراسة متعبة وتحتاج الى متابعة وبحث مرهقين لصعوبة الحصول على المصادر القديمة التي فقدت غالبيتها لأسباب عديدة!
يهدف البحث إلى التعريف بما نشره الأطباء العراقيون من بحوث في مجال السرطان وبناء قاعدة بيانات ببحوث الأورام للفترة من عام 1942 وحتى نهاية عام 2000. شملت الدراسة (662) بحثا باللغة الإنكليزية و(34) بحثا باللغة العربية وبحثا واحدا باللغة الفرنسية منشورة في الدوريات العراقية والعربية والعالمية. وكذلك (552) بحثا باللغة الإنكليزية و(59) بحثا باللغة العربية ألقيت في المؤتمرات المحلية والعربية والعالمية، و(11) كتابا صادر باللغة العربية و(7) كتب باللغة الإنكليزية.
- البحوث:
1) مشروع بحث بخصوص علاقة اليورانيوم بارتفاع نسبة الاصابة بالسرطان:
أكملت في بداية العام 2003 تصميم بحث مفصل بخصوص توثيق العلاقة بين اليورانيوم وارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في العراق.
الاول: إكتشاف مادة اليورانيوم في مرضى السرطان (الدم والإدرار والعينة المأخوذة من الورم)، الثاني: اكتشاف اليورانيوم في عائلة المصاب بالسرطان (الدم والإدرار)، والثالث: إكتشاف اليورانيوم لدى الأشخاص الذين يقطنون في المناطق التي تعرضت بشدة للتلوث باليورانيوم (الدم والإدرار). وأن يقارن ذلك بعينات من أفراد يقطنون بعيداً عن تلك المناطق.
وافقت المنظمة على المشروع البحثي بدون أية ملاحظات. تقرر إيفادي الى باريس لعرض المشروع شخصياً على اللجنة العلمية في المنظمة. لكن بسبب توقيت موعد الزيارة مع بدء الاحتلال لم تتم الزيارة.
2) بحث الدكتورة آسيا الفؤادي بخصوص علاقة الغذاء بالسرطان:
قامت الدكتورة آسيا ببحث مهم يربط بين مرض السرطان والغذاء. ما جاء في بحثها المهم في مجال الصحة العامة وتثقيف المجتمع: ” بالنظر لأن العديد من أنواع السرطان لها علاقة مباشرة بالغذاء والتغذية، فقد وجد أن علاقة الغذاء بالسرطان كعلاقة السرطان بالتدخين. وثبت كذلك أن اتباع التغذية الصحية في كل مراحل العمر يمكن أن يقلل الوفاة، بسبب السرطان، بنسبة 30%.
لوحظ وجود اختلاف في أنواع وأعداد الإصابة بالسرطان في مناطق العالم الجغرافية المختلفة، ولذا يعتقد أن لنمط الحياة والغذاء السائدين تأثير على الإصابة بالمرض. تفاصيل البحث في كتاب مكافحة السرطان في العراق.
التعريب ونشرة السرطان:
إحتضن المجلس نشاط التعريب الطبي في الوزارة منذ بداية عام 2003 لعدم وجود جهة إدارية أخرى داعمة له، وبموافقة السيد الوزير تم نقل خدمات الدكتور عباس بدر الرياحي من خدمات طبابة الأسنان إلى مجلس السرطان. والدكتور عباس معروف بكفاءته في اللغة العربية وبقدراته في الكتابة ونظم الشعر وفوق ذلك كله خلقه العالي وتفانيه في عمله. قام الدكتور عباس بترجمة العديد من المواد التثقيفية في مجال السرطان وقام بعمل جبار حينما ترجم كتاب “العلاج التلطيفي لمرضى السرطان” لمؤلفه الكندي الدكتور نيل مكدونالد والذي أهداني نسخة منه عند مجيئه إلى العراق موفدا من منظمة الصحة العالمية للمساعدة في التوعية بخصوص أهمية وأفضل أساليب العلاج التلطيفي. بذل الدكتور عباس جهدا كبيرا في ذلك وكنت أتابعه وأقترح بعض التعديلات.
أشرف الدكتور عباس على إصدار نشرة تثقيفية بخصوص السرطان باللغة العربية والإنكليزية بإسم مجلس السرطان. تهدف النشرة إلى إعلام الأطباء بخصوص ما يستجد في عالم السرطان من تشخيص وعلاج على المستوى الدولي والمحلي وأن تكون النواة لمجلة متخصصة في المستقبل. كان العدد الأول خاص يهدف للتعريف بمجلس السرطان وقانونه وتشكيلاته ومؤتمراته والمنجزات المتحققة وتلك التي هي قيد الإنجاز
إيفاد مسؤولي مركز التسجيل السرطاني:
بذلتُ جهودا لدى الوزير للحصول على موافقته لتكريم الدكتورة منى الحسني والدكتورة آسيا الفؤادي ومنحهن فرصة إيفاد إلى فرنسا لزيارة مركز السرطان العالمي في باريس. تمت الموافقة عام 2002 وتمتعن بتلك الزيارة العلمية والاجتماعية. وهذا قليل بحق رائدتي التسجيل السرطاني ومن المعلوم أن الدكتورة منى هي السباقة في هذا المضمار منذ عام 1974.
معهد أبحاث السرطان:
بدأ التفكير بإنشاء معهد لعلاج أمراض السرطان منذ العام 1957، فقد أصدر عميد كلية الطب آنذاك الأستاذ الدكتور صائب شوكت كتاباً باستحداث لجنة لدراسة هذا المشروع وكانت تضم الدكتور محمود الجليلي، الدكتور خالد القصاب والدكتور عصام العمري. لعل ذلك ارتبط بمشروع كولبنكيان في بناء مركز السرطان الذي تم بناءه في جانب الرصافة وأصبح مقراً للمختبر المركزي ولم يحقق هدفه الأساسي بأن يكون خاصاً بمرض السرطان.
قدمت خلال عملي في المجلس مذكرة إلى الوزير بتاريخ 18/ 1/200 تلخص الأفكار والطموحات في تأسيس مركز متخصص للسرطان يتماشى مع التطور العالمي في علاج السرطان. كانذلك بعد التواصل مع السيدة مها النعيمي المسؤولة في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. قمنا سوية بزيارة ميدانية إلى موقع معهد النظائر المشعة الواقع خلف كلية الطب في العيواضية. وعقدت على أثر تلك الزيارة اجتماعاً رسمياً مع السيدة مها والدكتور قيس حبيب ممثل الوزارة.
لكن للأسف لم يتحقق ذلك لأسباب عديدة منظورة وغير منظورة.
بعد فترة تبنت رئاسة الجمهورية مشروع إنشاء معهد أو مستشفى الأمراض السرطانية. تم تكليف كلية الطب لدراسة وتنفيذ المشروع وكان أحد المسؤولين عن تنفيذ المشروع حسب علمي الأستاذ الدكتور سبهان الخضيري اختصاصي جراحة العظام.
الأساتذة الأجانب الزائرون:
زار المجلس عدد من الخبراء العالميين في مجال السرطان تحت مظلة منظمة الصحة العالمية. كان منهم الأستاذ الدكتور تاترسول من أستراليا، الأستاذ الدكتور ماكدونالد من كندا، الأستاذ الدكتور باركنز من بريطانيا والأستاذ الدكتور كوزمان من سويسـرا، الدكتورة أندريا أورلش من برنامج السيطرة على السـرطان في جنيف، سويسـرا، والدكتورة سيبوليفدا من مشروع السيطرة على السرطان في منظمة الصحة العالمية.
كذلك زار المجلس الخبير الفرنسي (أرك) من قبل منظمة الصحة العالمية بخصوص اعتماد برنامج إدخال معلومات المرضى. ساهم بعضهم في الورشات العلمية عام 2000 والعام 2002 وكذلك إبداء الإرشاد والملاحظات والخطط لتحسين أداء المجلس. تفاصيل محاضراتهم وملاحظاتهم في كتاب مكافحة السرطان في العراق.
الورشات التخصصية:
عقد المجلس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ثلاث ورشات عمل في الأعوام، 1999، 2000 و2002 حاضر فيها اختصاصيون موفدون من المنظمة.
عقدت في العام 1999 الورشة الوطنية الثالثة للسيطرة على السرطان في بداية تشكيلة المجلس الجديدة في حينه التي كانت بإشراف الدكتور عبد الحافظ الخزرجي أمين عام المجلس.
كما أقيمت ورشتان في العامين 2000 و2002 بمشاركة المتخصصين الموفدين من منظمة الصحة العالمية.
ورشة عام 2000: شملت الورشة الأولى العديد من الأطباء الشباب لتعميق روح الفريق للعمل من كافة المواقع لتقديم أفضل الخدمات للمرضى المصابين بالسرطان.
ورشة عام 2002: كانت ورشة موسعة حضرها العشرات من الأطباء الشباب من كافة أنحاء العراق وبحضور الخبراء الأجانب وممثلو منظمة الصحة العالمية.
توزع الأطباء المشاركون على عشرة مجاميع. قدمت كل مجموعة رؤيتها بخصوص المرض السرطاني الذي اختارته للدراسة والتمحيص. وكانت مناقشاتهم ونتائجهم مبنية على البحث الذي قام به الأعضاء وبإرشاد الخبراء الأجانب.
فيما يلي نماذج ما قدم الأطباء في مجاميع متعددة.
المحاضرات في الورشة:
قدمت محاضرتي أولاً ومن ثم تحدثت الدكتورة منى الحسني والدكتورة آسيا الفؤادي (من مركز التسجيل السرطاني)، الدكتور عبد الحافظ الخزرجي (من مجلس السـرطان)، الدكتور أحمد حردان (من ديوان وزارة الصحة) والاستاذة الدكتورة ندى العلوان (عضوة مجلس السرطان). يمكن الاطلاع على تفاصيل المحاضرات في الملحق.
أشرف وشارك في الورشة خبراء أجانب أوفدتهم منظمة الصحة العالمية وقدموا محاضرات فيها. وهم الدكتور أندريا أورلش من برنامج السيطرة على السرطان في جنيف، سويسرا، الدكتور يوجيونو كوزمان والدكتورة سيسيليا سيبوليفدا من مشروع السيطرة على السرطان في منظمة الصحة العالمية.
مجلس السرطان وإصابتي بالانزلاق الغضروفي وشلل كف القدم:
قمت في الحادي والثلاثين من شهر مايس عام 2000 بزيارة دورية إلى مقر مجلس السرطان في بناية وزارة الصحة حيث كنت بموقع نائب رئيس مجلس السرطان. وكنت قد حصلت للمجلس على منضدتين كبيرتين للاجتماعات بطول ثلاثة أمتار وبعرض يزيد على المتر. وللحفاظ على سطح المناضد من أواني الشاي وغيرها تم الطلب بتجهيزنا بلوحين زجاجيين بنفس قياسات سطح المنضدتين.
عند زيارتي إلى المجلس وجدت بأن اللوحين الزجاجيين لم يوضعا على سطح المنضدة بالرغم من تكرار توصيتي للمنتسبين بذلك. طلبت منهم بعد أن عاتبتهم أن يجلبوا بعض الصحف اليومية كي نمسح وجه الزجاج ومن ثم رفعنا اللوح الزجاجي الأول؛ كنت بجانب واثنين من المنتسبين في الجانب الآخر واستقر اللوح في مكانه. وبالطبع فإن رفع لوح زجاجي بطول الثلاثة أمتار يحتاج إلى موازنة دقيقة وتثبيت القدمين كي لا يتهشم.
وعند رفع اللوح الزجاجي الثاني شعرت بألم فجائي في أسفل الظهر على الجانب الأيسر. لم أعر للألم أية أهمية واعتبرته ألما وقتيا. ولكن عند عودتي إلى البيت بدأ الألم يتزايد وعند المساء انتشر إلى الساق الأيسر. لم ينفع الألم أية حبوب مسكنة ولا الكمادات الموضعية التي في الغالب تخفف أو تزيل الألم إذا كان سببه تشنجات عضلية مثلا. استمر الألم لعدة أيام ولكنه لم يمنعني من الدوام في قسم الجراحة العصبية ثم ازداد الألم بعد قيامي بإجراء عملية رفع ورم في محجر العين عن طريق رفع العظم الخارجي للمحجر والذي يحتاج إلى جهد عضلي ووقت أكثر. بعد ذلك اضطررت أن أبقى في البيت وأن أطلب من صديقي وجاري في السكن اختصاصي جراحة العظام الدكتور سبهان الخضيري أن يشرفني بزيارة للتأكد من تشخيص الحالة. بعد أن أتم الفحص تأكد له أن التشخيص هو انزلاق غضروفي حاد واقترح العلاج الأولي وهو أدوية تخفيف الألم والرقود التام في الفراش لحين إعادة الفحص بعد عدة أيام.
حدثت في الحادي عشر من شهر حزيران حالة أقلقتني وهي ظهور الدم في الخروج وبالجمع بين العارضين كان من جملة الاحتمالات وجود سرطان في القولون المتقدم والذي ضغط على العصب النسوي الذي يسبب عرق النسا! صادف في تلك الفترة إصابة العديد من الزملاء والمعارف بالسرطان ومنهم من قمم طب العراق الدكتور جعفر الكويتي اختصاصي القلب والدكتور طلال الجلبي اختصاصي جراحة العظام. ومن عملي في مجلس السرطان كنت على علم وثيق بأن السرطان سيكون مرضا وبائيا في العراق بسبب ما تعرض له في العقود التي سبقت من تلوث في الهواء والماء والغذاء. اعتبرت إن هذا قدري ولم أبح بتلك الأفكار. وعند استشارة الاستاذ زهير البحراني الذي شرفني في البيت تقرر إجراء فحص تنظير القولون. تم تنظير القولون في اليوم الثالث عشر من حزيران في مستشفى المستنصرية تحت التخدير العمومي وقد عانيت الكثير من الألم خلال الرحلة الى المستشفى بالدخول والخروج من السيارة ومن على طاولة قاعة العمليات. وأزال خوفي الاستاذ زهير حينما ثبت له أن ليس هناك ما يقلق ولم تكن أية علاقة بين النزف والانزلاق.
تفاقم الألم وتحدد في منطقة العصب القطَني الخامس الأيسر لكن ولله الحمد لم أعاني من اختلاطات أخرى تصاحب عادةً هكذا إصابة. في الثامن عشر من الشهر جرى فحص الرنين المغناطيسي (MRI) وتبين وجود فتق شديد في الغضروف بمسافة السنتمترين بين الفقرة القطنية الرابعة والخامسة.
إبتدأ ألم الظهر يخف تدرجيا وبقي شديدا في الساق وهنا بدأ الضعف في كف القدم اليسرى وبعد أيام قليلة كان الشلل تاما في القدم بحيث لا يمكن رفع الأصابع ولا القدم إلى أعلى.
وبالرغم من ذلك فالابتسامة على وجهي
بدأ النقاش بخصوص الحاجة إلى التداخل الجراحي وهي ضرورة في هكذا حالة. زارني وزير الصحة الدكتور أوميد مدحت مبارك مع الإخوة الجراحين وعلى رأسهم الأخ الدكتور سعد الوتري وكذلك اختصاصيي العلاج الطبيعي. تقرر أن يعطوا العلاج الطبيعي فرصة بمعنى استمرار الراحة التامة مع علاج سحب الفقرات والذي يوجب الذهاب إلى المستشفى. ولما لم يكن من المفضل أن أقوم بأية حركة خارج الفراش وجه الدكتور أوميد مشكوراً بجلب الجهاز إلى البيت والقيام بالعلاج موقعياً. جلبوا بسيارة نقل (بيكاب) ذلك الجهاز من المستشفى وهو بحجم سرير ولكن بأعمدة معدنية في أطرافه وعتلات وأدخل بصعوبة إلى داخل البيت.
جاءني معالج طبيعي من المتميزين وأجرى عملية السحب باتجاهين واستمر ذلك لثلاثة أيام ولكن ذلك لم يؤثر كثيرا على الحالة. لم يبد هناك أي أثر للتحسن في الحالة فبدأ التفكير الجدي بالتداخل الجراحي.
اقتراح السفر الى ألمانيا:
كان العراق تحت الحصار الدولي الشديد ولم يكن من الممكن التفكير بالسفر إلى خارج العراق لإجراء العملية الجراحية لعدم السماح بالطيران من وإلى العراق. صادف أن وزارة الصحة كانت في مرحلة إبرام عقد مع شركة برينلاب (BRAINLAB) الألمانية ومقرها في ميونيخ التي تنتج جهاز الملاح الدماغي (Neuronavigation) وهو أحدث تطور موجود في العالم باستخدام الكومبيوتر خلال عملية فتح الجمجمة. (تفاصيل ذلك في فصل الجراحة العصبية).
قدم ممثل الشركة في العراق بحكم علاقتنا وهو انكليزي الجنسية اقتراحا للوزير أن تقوم شركته بتدبير وتحمل نفقات السفر والعملية الجراحية في ألمانيا. تم الاتصال بمركز عيادة ألفا (Alpha Clinic) في مدينة ميونيخ. وافق الوزير وبدأت التحضير لتهيئة سيارة إسعاف تصل إلى الحدود العراقية ومن هناك تستلمني سيارة اسعاف أردنية وتتوجه إلى المطار مباشرة فالطيران إلى ميونيخ.
كنت في تلك المرحلة تتجاذبني فكرتان الأولى كانت رغبتي والأهل بالخلاص من تلك الإصابة بأفضل ما يمكن، والأخرى هو أن هكذا عمليات كانت تجرى بنجاح في العراق من قبل عدد من اختصاصيي الجراحة العصبية وجراحي العظام. فإذا كنا نقوم بذلك للآخرين فلماذا نذهب نحن إلى خارج العراق؟ أليس في ذلك زعزعة للثقة بالقدرات العراقية؟ على أية حال لم يتم ذلك المشـروع بسبب ذلك التردد.
القرار بإجراء العملية في العراق وإلغاؤه:
بسبب تزايد الألم وعدم التحسن بالرغم من أنواع العقاقير قررت أن أطلب من إخوتي جراحي العصبية أن يفكروا جديا بإجراء التداخل الجراحي. شرفني في بيتي مجموعة من الإخوة وفي مقدمتهم الدكتور سعد الوتري. كان ذلك يوم الاربعاء الخامس من تموز وتقرر أن تجرى العملية يوم السبت الذي يلي أي في التاسع منه.
التحسن المفرح وغير المتوقع:
في صباح الخميس السادس من تموز وبينما كنت مستلقيا على ظهري أفكربزيارة الإخوة الجراحين ثانية بعد أن ينتهي الدوام الرسمي لذلك اليوم وإذا بي أفاجأ بأن إبهام كف القدم اليسرى بدأ يتحرك تلقائيا إلى أعلى واستمر على ذلك ثم تبعته الأصابع الأخرى وبعدها كف القدم وكأنها مبرمجة تدريجيا في التحسن. تم عودة حالة كف القدم بعد حوالي الأربع ساعات إلى ما يقارب الخمسة وثمانين في المئة من وظيفتها الطبيعية. وعند تشريف الإخوة الجراحين فوجئوا بذلك التحسن غير المتوقع وبتلك السرعة وتقرر عدم الحاجة ألى أي تداخل جراحي ولله الحمد.
لماذا ذلك التحسن المفاجئ:
يصعب تفسير ذلك في ذلك التوقيت وبتلك السرعة!! بالرغم من معرفة مراحل تطور المرض الطبيعية؟ الجواب أننا لم نعهد ذلك في حالات مشابهة ولكنه حسن الصدف وحسن الحظ. كان بعض الأهل والأصدقاء يعزون ذلك إلى قضايا روحانية حيث كان قد زارني في البيت ما يقارب الخمسمائة عزيز وعزيزة ومن كل الأطياف الدينية والعرقية والطائفية. كذلك تعددت الأدعية في جوامع وكنائس ومندي وغيرها فهل كان لذلك التوجه الروحي أي دخل في ذلك؟ من الناحية العلمية يصعب قبول ذلك التفسير الروحاني ولكن هناك العديد من الباحثين الذين بذلوا جهودا كبيرة في تقصي تلك الطاقة الروحانية في الدعاء والصلاة ولازالوا وهذا يمكن أن يدل على حقيقة أن ذلك لم ينف تماما.
معنوياتي عالية خلال المرض:
من طبيعتي عدم الانفعال في الحوادث والمفاجئات المؤلمة ولا المفرحة. لا أقول إني متفائل أو متشائم ولكني أرى نفسي واقعي أتقبل ما يحدث ما لا سيطرة لي عليه. وفي ذلك ذكرت الصحفية الفاضلة السيدة بيان العريض في تحقيق مطول لها نشرته في مجلة ألفباء في العدد الصادر في الرابع عشر من كانون الأول يناير 1998 حيث كان العنوان أنظر الى “قعر الزجاجة….” والمقصود منه المثل المعروف “أنظر الى نصف الكأس المليء فأفرح به”.
كان الانزلاق الغضروفي من تلك المفاجآت المؤلمة التي تلقيتها بهدوء وعدم تأثيرها على نفسيتي بصورة تستحق الذكر. كانت الابتسامة على وجهي ولم تفارقه مع الأهل والزائرين الأعزاء ما أثار استغراب الكثيرين منهم.
كان بعض الزائرين لا يكتمون استغرابهم حيث يقولون بأنهم متألمون علي مما أشكو منه ومن ابتعادي عن العمل والمستقبل المهني الضبابي وبالرغم من ذلك كنت أقابلهم بالابتسامة والنكتة. كانت إجابتي أنا أشكر الله أن ساقي اليمنى سليمة وأن يداي طبيعيتان وأن لساني وذاكرتي طبيعيتان وكذلك السيطرة على الإدرار. كنت أعني ذلك من كل قلبي حيث ومن خلال مهنتي أعلم جيدا كم يعاني من لهم مشاكل صحية أكثر مني، وقد أنعم الله علي بما يمكن علاجه حتى اذا بقي شلل القدم على حاله فيعالج بأحذية خاصة أو عملية تثبيت مفصل الكاحل.
زيارات تذكر:
شرفني بتفضلهم بزيارتي أثناء فترة مرضي، العديد من الشخصيات الفذة الذين كنت أفخر بزيارتهم. و
كان من الملازمين الذين يعودوني يومياً تقريباً الاستاذ محمد جواد الغبان الشاعر الكبير والاستاذ مدرس الانكليزي الشاعر طارق مبارك وعدد من الزملاء وأصدقاء العمر. زارني بصورة مستمرة زملاء من أطباء الجراحة العصبية والملاك التمريضي والإداري.
كان الاستاذ طارق مبارك وهو مدرس متقاعد يجلب معه وريقات فيها ما كتب من الشعر الخفيف الظل والذي يحكي قصة المجتمع آنذاك. ولطيب ذكراه أذكر فيما يلي قصيدة واحدة من قصائد عديدة أحتفظ بها تحكي واقع حال المتقاعد. وكانت قدرة طارق كبيرة في الترجمة فطلبت من الوزير تعيينه في مجلس السرطان، والذي كنت نائبا لرئيسه، كمترجم وقد تم ذلك على الملاك الجزئي.
ثلاجتي ما فرغت لحظة مُذ دُشِنتْ في حفلة العرسِ
واليوم وضعيتها أصبحت تدعو الى الإحباط واليأس
إذ راعني فارغ أدراجها حين فتحتُ الباب بالأمس
…….
أقســم بـالله وبـالأنبيا قـد وقـع الساطور بالرأس
زارني كذلك عدد من الإخوان مثل الاستاذ فؤاد عارف الشخصية العراقية الكردية المعروفة مرافق الملك غازي والوزير بعد ذلك في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم. جاء مع الصديق المشترك الدكتور عبد الرسول الدباغ أستاذ الأحياء المجهرية في كلية طب بغداد.
استمرت علاقتي بعدها مع الأستاذ فؤاد بلقاءات متباعدة. وفي العام 2003 حينما أسست جمعية “إنقاذ وتطوير بيئة وحضارة العراق” كان الأستاذ فؤاد أحد الأعضاء المؤسسين السبعة وعشرين كما سيرد لاحقاً في فصل ما بعد الاحتلال.
كنت لا أقوى على الخروج من البيت للذهاب إلى صالون الحلاقة الذي اعتدت الذهاب إليه في شارع ١٤ رمضان. فكان صاحب الصالون السيد سامان يتفضل علي بزيارتي في البيت ومعه عدة الحلاقة الكاملة ليقوم بحلاقتي.
والسيد سامان من مرضاي المخلصين الذي كان يشكو من جحوظ عينه اليمنى بسبب ورم كبير خلف العين. أجريت له عملية فتح الجمجمة والمحجر ورفع الورم الذي تبين أنه مرض حميد ولكن له صفة العودة موضعيا وهكذا كان بعد ثلاث سنين. أعدت إجراء العملية ورفع الورم العائد وشفي تماما بفضل لله.
مشروع رئاسة الجمهورية والدكتور علاء بشير:
زارني أثناء مرضي أخي الأخصائي الشهير والفنان القدير الدكتور علاء بشير لتمني الشفاء ولكن كان في جعبته مشروعا مهماً. كان هناك تكليف لعلاء من رئيس الجمهورية أن يبحث في مشروع تطوير العلوم والتكنولوجيا في العراق مع عدد من الذين يختارهم وكان عددهم خمسة أو ستة. كنت بضمنهم وحسب ما أتذكر كان كذلك الدكتور عبد القادر أحمد مستشار التعليم العالي والدكتور جبير الحديثي الخبير بالحاسبات وأخرين.
كان الطلب أن يتقدم كل منا بمشروع غير نمطي لتضييق الفجوة بين العراق والعالم المتقدم. كان محور المشروع ما دعاه الرئيس بـ:”متابعة الأثر”. فنحن في الدول النامية والعراق منها، نتبع أثر الدول الغربية صانعة الحضارة الانسانية الحالية ولا يمكن أن نصل الى مصافها وهذه حقيقة ثابتة. كان على كل واحد منا أن يبتكر مشروعاً يحقق الاسلوب الذي بتطبيقه يمكن أن نسرع الخطى في تقليص الفجوة بيننا وبين المجتمع الغربي. سأفصل لاحقاً هذا المشروع في فصل مبادرات.
القريحة الشعرية لعدد من الإخوة الشعراء بخصوص الانزلاق الغضروفي:
“يا أبا ياسر”
الشاعر جواد الصافي كان منها:
يا (خليلي) يا أبا (ياسر) ِ عشـت العـمر يسـرا
ناعــم الـــبال رضــيّاً لا تـرى عسـراً وضرا
باســم الثـغر، وأحـلى الناس من يبـسم ثغرا
ساء ني أسمع أن تشكو مـــن الآلام ظــهـرا
….
اتمنـى لـك أن تـُشـفى فتُشــفي النـاس كثرا
الشاعر السيد عبد الرسول الكفائي
بعد الشفاء
أحيّي النطاسيّ الطبيب المكُرَّما إذا رجَّـع الغـرّيدُ شَـدواً تَرنُّما
فـلا زلت يا شيخ الاطباء سَالماً ولا زلت في عيشٍ رغيدٍ مُنّعمّاً
الشاعر السيد عبد الغني الحبوبي
بمناسبة شفاء الخليلي
(أَلمجَدُ عُوفى إذ عُوفيتَ والكَرَمُ) والعِلمُ والفضلُ والأخلاقُ والقِيَمُ
(يَدٌ) تُضاف الى أيدي مُؤرخِّهِ: (تَشيرُ في فضلِكَ الالاءُ والنَسَمُ) يقابل عام 2000
الشاعر عباس الرياحي
بمناسبة شفاء الخليلي…
ومـا الخلـيلي الا خـير مَــوَهبة اضفَت على الطب الوانٌ من السَّبل
فنـالـه ألـم فـي الـظهر أّقعَدهُ فـاقعــد الطب ايامـاً عـن العـمـلِ
حتـى دعـوت له ربـي ليشفيه مــن شـر حـاسده حـتى من الخلَلِ
يا هادئَ الطبع والرحمن صائنه مــن كـل نـائبة حتـى مـن الـزّلَـلِ
الشاعر داود الرحماني
أَنظُم بِلِبّالي.. الى العزيز الغالي
أَخي أبا ياسر لك الصحة والسلامة والعمر المديد.. من أجل عائلتك.. ونحن.. والناس.. فالجميع يدعو ويبتهل والله سميعٌ مجيب.
إليك كم بيت من الدارمي.. عساها تضيف شفَّافيّه.. الى شفّافيتكّ التي اعتدنا عليها:
هَالزَلكه بالسنسول؟ … لو زَلكَه اكليب؟ وَصلولي… حلوة طول… اوما بيهه كل عيب