مناهج كلية الطب في جامعة بغداد 2003:
امتدادا لما قدمته عام 2002 فقد التقيت عام 2003 بعميد كلية الطبّ الأستاذ الدكتور حكمت الشعرباف وقدمت طلباً بالموافقة على الاستمرار بالاتصال بعمادة كلية طبّ جامعة إدنبرة في بريطانيا وهي الكلية آلام لكليتنا حين تأسيسها عام 1927 ، ودعم الدكتور حكمت تلك المبادرة. اتّصلت بعميد كلية طب جامعة إدنبرة الأستاذ الدكتور كامينغ (Dr. Cumming). أحال الدكتور كامينغ الطلب إلى السيدة راشل إللاوي (Rachael Ellaway) التي تفضلت بإرسال كلمة المرور لموقع كلية الطب والتي لا تمنح لغير أساتذة وطلبة كلية طب إدنبرة. كانت تلك البادرة فتح باب التعاون بين الكليتين لتطوير مناهج كليتنا.
استمر التواصل مع كلية طب إدنبرة ولكنه توقف بسبب الحالة الأمنية والصعوبات والاختطاف والاغتيالات التي كانت سائدة في تلك السنين العصيبة من تاريخ العراق.
برنامج “تنمية وتكامل التعليم الطبي والخدمات الصحية” 2003:
قدمت في العاشر من كانون الثاني عام 2004 مذكرة إلى وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور زياد أسود بخصوص “تنمية وتكامل التعليم الطبي والخدمات الصحية” جاء فيها:
السيد الوزير الدكتور زياد أسود المحترم
“… إن البرنامج في غاية الأهمية ويستحق أن يكون من الأولويات للتخطيط لمستقبل طبي وصحي أفضل لمجتمعنا ولمواطنينا الذين عانى جّلهم من التخلف الصحي والطبي التعليمي.
لقد كان لي شخصياً اهتمام شديد في هذا المجال ومنذ سنين عديدة، لشعوري بأهمية مواكبة العصر بتخريج أطباء أكفاء لهم القدرة الفكرية والتطبيقية التي تمكنهم من منافسة خريجي الدول المتقدمة.
إن مشروع إعادة النظر في منهاج كليات الطب وتحديثه، وحسب ما أرى، يحتاج إلى الكثير من الجهد الذي يتعدى حدود الخبرة الوطنية المحلية لا سيما تلك التي كانت عليها كلياتنا في الأعوام السابقة. وكذلك فأن دراسة هذا المشروع وإعطاء الرأي الخبير فيه ليس بالضرورة أن يكون ضمن اختصاص عمداء الكليات الطبّية لموقعهم الإداري، ونحن نعلم إن بعضهم ليس بالأهلية العلمية القيادية التي تمكنه من إعطاء الرأي العلمي الدقيق المبني على الخبرة الموازية لما هو معمول به في الكليات الطبّية العالمية. وهذا يسري كذلك على بعض رؤساء الفروع العلمية في الكليات حيث أن خبرتهم مبنية على ما هم عليه وليس بالضرورة على ما يجب أن يكون.
وللبدء في هذا المشروع يجب أن تستحدث لجنة من أعضاء من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممن لهم الخبرة المشهودة في التدريس وليس على أساس موقعهم الإداري. ويجب أن تضم هذه اللجنة من يمثل وزارة الصحة والذي له الباع المشهود بالخبرة في هذا المجال وكذلك ليس بالضرورة الموقع الإداري.”
ولقد طرحت فكرة إعادة النظر بمنهاج التدريس في كليات الطب على الأستاذ الدكتور محمود ثامر مستشار القائم بأعمال وزير الصحة وبحضور السيد جيم هافمان مستشار الوزارة منذ حوالي ستة أشهر. وكذلك طرحته قريباً على عضو مجلس الحكم الدكتورة رجاء الخزاعي. واقترحت في حينه أن تشكل لجنة ممن لهم الباع في هذا المجال ومنهم الأستاذ الدكتور علاء عبد الصاحب العلوان، الأستاذ الدكتور محمود حياوي، الأستاذ الدكتور حكمت الشعرباف والأستاذ الدكتور غانم الشيخ (عميد كلية طب تكريت سابقاً وخبير منظمة الصحة العالمية ببرامج التعليم في الكليات الطبّية) وأكون من ضمنهم وتكون اللجنة برئاسة الأستاذ محمود ثامر. شُكلت اللجنة ولكن بأعضاء آخرين غير الذين اقترحتهم وكان عملها متعثراً بسبب صعوبات متعددة.
بعدها تمّ الاتّفاق على أن أقوم أنا بالاتّصال بالعديد من الكليات الطبّية في العالم الغربي للحصول على منهاج تدريسهم المتكامل ومناقشة التفاصيل معهم وعرضها على اللجنة. ولقد كتبت إلى جامعات هافرد، جونز هوبكنز، شيكاغو في الولايات المتحدة، مجيل في كندا، وجامعة لندن، برمنكهام، سنت بارث وأدنبرة (الكلية الأم لكلية طبّ بغداد) في بريطانيا، كارلونسكا (ستوكهولم) في السويد. وفعلاً رحبت كلية طبّ أدنبرة بذلك وبعد عدة رسائل أعطوني، بعد التعهد الأدبي، مفتاح موقعهم الإلكتروني الذي من خلاله يمكن الاطّلاع على تفاصيل المنهاج التدريسي بتفاصيله وبمحاضراته الكاملة والذي هو خاص بأساتذة وطلبة تلك الكلية.
حصلت كذلك على مفتاح منهاج كلية طب برمنكهام الإلكتروني ومنهاج كلية طب سنت بارث المطبوع. وحصلت على مواقع مهمة أخرى بهذا الصدد. وتبين أن هناك تغييراً جذرياً بالمواد التي تدرس وبأسلوب التدريس في الوقت الحاضر في هذه الكليات. وإن هذه المناهج يعاد النظر بها سنوياً. ولكن وبسبب عودة الأستاذ محمود ثامر إلى أميركا لم تدع اللجنة للاجتماع ثانية.
وقعت مسؤولية كبيرة على عاتق المعنيين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة في إعادة النظر جذريا بمناهج الكليات الطبّية مسترشدين بمناهج كليات الطب المرموقة ومنها ما ذكر آنفا ويجب أن يدخل في المناهج تحويرا أو إضافة بما يناسب احتياجنا الوطني الصحي. وأن يعهد بهذه المهمة للجان كفؤة ولا تتكرر لجان الماضي التي تعتمد على قرارات من هم في الموقع الإداري الذي ليس بالضرورة أن تكون قراراتهم هي الأصح في هذا المجال.
الرأي:
- وجوب إشراك وزارة الصحة في اللجنة المشكلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بصاحب خبرة في هذا المجال، وفي رأيي إن الدكتورة نيرة الأوقاتي يمكن أن تمثل فكر الوزارة. وبطبيعة الحال بعد وضع تصور واضح من قبل السيد الوزير لما ترغب فيه الوزارة من الطبيب الحديث التخرج.
- نؤكد على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تعتمد في اختيار اللجنة الأساتذة أصحاب الخبرة وليس بالضرورة أصحاب المواقع الإدارية…”
اللقاء مع عضو مجلس الحكم:
خلال حضور عضوة مجلس الحكم الدكتورة رجاء الخزاعي مؤتمر كلية طب بغداد في 10 شباط عام 2004 قدمت لها المشروع بصورة مباشرة وباللغة الإنكليزية. كان المشروع متعلقاً باستثمار الكفاءات العراقية في الخارج.
جاء فيما قدمته للدكتورة رجاء ما يلي:
- إنشاء “هيئة” أو “لجنة” أو تحت أي اسم يكون مسؤولاً عن الاستثمار الأمثل لكفاءات العراقيين الذين يعيشون في الخارج وكذلك غير العراقيين من أشخاص ومنظمات الذين هم على استعداد للمساهمة.
- يكون “المجلس” تحت رعاية أعلى سلطة في العراق.
- يرتبط “المجلس” بجميع الوزارات والمكاتب الحكومية الأخرى.
- يضع المجلس خطة إستراتيجية لما يحتاجه العراق وتنظيم ذلك مع ما يعرضه المغتربون بينهم
- يكون “المجلس” نقطة الاتصال لجميع المغتربين من أشخاص ومنظمات.
- يكون التخطيط مفصّلاً حيث يصل إلى مستوى الفرد المغترب الذي يساهم في المشروع. يطلب منه أن يثبت اختصاصه وماذا يمكنه أن يقدم، متى يمكنه ذلك وماهي الفترة الزمنية التي يمكنه أن يبقى في العراق لتحقيق ذلك.
وعلى الجانب العراقي تهيئة كافة المستلزمات التي تؤمن ما يحقق أفضل استثمار لما يقدمه المغترب والتأكد من تحقيق رغباته في العمل وما يتعلق بالسكن والنقل… الخ. - إذا تمكن أحد الأكاديميين أو الأطباء داخل العراق من الاتصال المباشر مع مغترب أو مؤسسة في الخارج يمكنه أن يقوم بذلك ولكن عليه أن يحيط المجلس بالعلم.
- يتم تقييم الخطة وتنفيذها بجدول منتظم.
وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور طاهر البكاء 2004:
في تلك الفترة أستوزر الأستاذ الدكتور طاهر البكاء وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في العراق وهو صديق عزيز يتمتع بالخلق العالي والكفاءة الإدارية والعلمية العالية وكانت أفكاره وطموحاته مبنية على خبرة طويلة في الحياة الأكاديمية وقد استقبله المجتمع الأكاديمي بالأمل بحياة أكاديمية أفضل.
قدمت طلباً للكلية ومنها إلى الوزارة بالموافقة على تفرغي لمدة سنة واحدة أقضيها بالبحث في كندا. وافق الوزير بعد موافقة العميد الأستاذ الدكتور حكمت الشعرباف.
خلال وجودي في كندا خولني الوزير بأن أتصل بالجامعات والمؤسسات العلمية الكندية لمناقشة مذكرات تفاهم مشتركة بينها وبين المؤسسات التعليمية العراقية.
وفي 18-19 كانون أول (ديسمبر) من 2004 وبتوجيه من الوزير ودعمه ذهبت من كندا إلى الأردن للقاء رئيس الهيئة العراقية للاختصاصات الطبّية (المجلس العلمي) الأستاذ الدكتور نزار الحسني وعدد من عمداء كليات الطب العراقية؛ الأستاذ الدكتور حكمت الشعرباف عميد طب بغداد، الأستاذ الدكتور رياض العزاوي طب المستنصرية، الأستاذ الدكتور محسن السباك معاون عميد طب البصرة والدكتور محمّد خليفة معاون عميد كلية التمريض. ومن الولايات المتحدة حققت استضافة الأستاذ الدكتور محمود ثامر والدكتور مايكل برنان رئيس جمعية أطباء العيون الأمريكية. وكان هدف الاجتماع مناقشة اقتراحي باستحداث دراسة امتحان المعادلة الطبّية الأمريكي USLME في العراق وكذلك استحداث امتحان وطني للأطباء حديثي التخرج من كافة كليات طب العراق لممارسة المهنة وعدم الاقتصار على شهادة التخرج من الجامعة حفظا على المستوى الوطني العلمي والمهني.
تمت مناقشة المواضيع بالتفاصيل ووافق الجميع بعد الإجتماعات المتعددة ان يناقش المشروع في بغداد بتشكيل لجان لدراسة آفاقه. وللأسف لم يحصل شيء مما كان مؤملاً لأسباب تتعلق بالوضع العام.
بسبب ما عانيته في العراق بعد الاحتلال لم يسعني العودة إلى العراق وسط قلق وخوف عائلتي والتهديدات التي كان قد صرح بها المختطفون. قدمت طلباً لوزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور طاهر البكاء لمنحي إجازة بدون راتب لسنة واحدة، وتفضل بالقبول.
مشروع آخر لتطوير التعلميم الطبي في العراق:
قدمت للوزير البكاء في الشهر السابع من عام 2004 مطالعة تتضمن اقتراحات عديدة بخصوص تطوير التعليم الطبي في العراق.
جاء في المطالعة:
“…. خلال الشهرين الماضيين وبعد لقاءات مباشرة في واشنطن وعن طريق البريد الإلكتروني والمحادثات الهاتفية التي يربو عددها جميعا على المائة تمكنا من تحقيق الآتي:
توثيق الاتصال بالمؤسسات الطبّية الرائدة في الولايات المتحدة، بل في العالم، وعلى رأسها:
- الجمعية الأمريكية لكليات الطب،
- الجمعية الطبّية الأميركية،
- الهيئة الوطنية لامتحانات الكليات الطبّية،
- الهيئة الوطنية الأمريكية لامتحان الممارسة الطبّية
تمكنا من تحقيق موافقة هذه المؤسسات على التعاون مع الوزارة ومؤسساتها لغرض:
- المساعدة في تحديث مناهج الكليات الطبّية في العراق.
- المساعدة في استحداث امتحان شامل لكل خريجي كليات الطب يكون ملزماً لممارسة المهنة في العراق.
- الموافقة على دراسة إمكانية أنشاء مركز امتحاني في العراق لنيل شهادة الممارسة الطبّية الأميركية.
- المساعدة في وضع صيغ للممارسة الطبّية على مستويات التخصص العالي.
- المساعدة في وضع برنامج للتعليم الطبي المستمر والإلزامي لكل الممارسين الطبيين.
- المساعدة في دخول المجتمع الطبي العراقي في النطاق الطبي العالمي.
ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة والخطوة التاريخية التي حظيت بدعمكم ودعم الوزارة متمثلاً بالوكيل العلمي الأستاذة الدكتورة بريوان خيلاني أرى أن نعمل بجهد استثنائي بكل ما نستطيع كأفراد ومجاميع لتحقيق هذه الطفرة التي نأمل أن تصاحبها طفرات مماثلة في اختصاصات أخرى هندسية، علمية وإنسانية.
وعليه أرى أن تسمى:
اللجان المسؤولة عن المناهج الطبّية وكذلك اللجان المسؤولة عن الامتحانات المركزية…”.
بناءً على اقتراحي تفضل الوزير الأستاذ الدكتور طاهر بتشكيل لجنة برئاسة وكيل الوزارة الأستاذ ة الدكتورة بريوان خيلاني وعضوية الأستاذ الدكتور نزار الحسني رئيس المجلس العراقي للاختصاصات الطبّية، الأستاذ حكمت الشعرباف عميد كلية طب بغداد، الأستاذ الدكتور طارق الجبوري عميد كلية طب النهرين والأستاذ الدكتور سعد العاني عميد كلية طب الكِندي.
درست اللجنة تفاصيل المقترحات التي قدمتها وناقشتها مناقشة مستفيضة وصدر بذلك محضر اجتماع كما هو فيما يلي:
استمرارا لذلك المشروع عقد اجتماع في عمّان لمدة يومين في الثامن عشر والتاسع عشر من كانون الأول عام 2004. حضر الاجتماع من العراق الأستاذ الدكتور نزار الحسني رئيس المجلس العراقي للاختصاصات الطبّية، وعمداء كليات طبية الأستاذ الدكتور حكمت الشعرباف، الأستاذ الدكتور رياض العزاوي، الأستاذ الدكتور محسن السباك، الأستاذ الدكتور محمّد خليفة. وكان معي من الجانب الأمريكي الأستاذ الدكتور مايكل برينان والأستاذ الدكتور محمود ثامر.
تم اللقاء في عمان الأردن في الثامن عشر من شهر كانون الأول عام 2004. قدمت ورقة العمل إلى المجتمعين في بدايته رسالة تخاطب وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور طاهر البكاء شاكرا له ومضمنا تفاصيل المشروع باللغتين العربية والإنكليزية وكانت ورقة العمل بست عشرة صفحة.
أستهلت ورقة العمل برسالة إلى الوزير جاء فيها:
“…استنادا لتكليفكم الكريم لي بالاتصال عن طريق السفارة العراقية في واشنطن بالهيئات الطبّية في الولايات المتحدة والتحدث إليهم بخصوص ما يمكن أن نتواصل به مع تطورات الطب الحديثة، تم الاتصال بعدد من الهيئات المعنية. منها هيئة الامتحانات العامة USMLE والهيئة الطبّية الأمير كية AMA وكذلك هيئة الكليات الطبّية الأميركية AAMC.
بعد المناقشات معهم تبين إمكانية إسهامهم بمشاريع من شأنها رفع مستوى التعليم الطبّي وتحسينه في العراق. ومن هذه المساهمات:
- استحداث امتحان شامل للكليات الطبّية في العراق
- إعادة النظر بمناهج الكليات الطبّية في العراق.
- مشروع استحداث امتحان USMLE في العراق….”
- استحداث امتحان شامل للكليات الطبّية:
يأمل كل المعنيين بالتعليم الطبّي والصحة أن يكون مستوى خريجي كليات الطبّ العراقية بما يؤمل أن يكون من الناحية المهنية والعلمية. ومثل هذا الامتحان يطبق الآن في الولايات المتحدة ولكل الكليات الطبّية.
ولا يسمح لأي طبيب بأن يمارس الطب في الولايات المتحدة إلا بعد أن يجتاز هذا الامتحان (إضافة للامتحان الذي تقوم به الكليات)، وهذا هو امتحان USMLE. يتقدم الطلبة الأمريكان للمرحلتين الأولى والثانية من الامتحان خلال دراستهم في الكلية، ويتقدمون للامتحان الثالث والأخير عند الإقامة في المستشفى. وهذا ينطبق على كل خريجي الكليات الطبّية من خارج الولايات المتحدة. تكون مفردات الامتحان المزمع بالاتفاق مع المعنيين في العراق طبقاً لما يدرسه الطلبة في الوقت الحاضر. يؤمن هذا الامتحان :
- مستوى مقبول لكل الخريجين
- يعوّد الطلبة على الطريقة الحديثة في الامتحان
- يؤهلهم للدخول في امتحان USMLE
ويجب أن يكون في علمنا بأنه لا يمكن لأي طبيب يرغب في التدريب في الولايات المتحدة ويحصل على خبرة متميزة إلا بعد اجتيازه هذا الامتحان ، حيث يتم تسجيله كطبيب معترف به. وفي هذه الحالة يمكن للجراح أن يساهم في إجراء العمليات واختصاصي الأشعة الداخلية بأداء التدريب العملي المطلوب وهكذا. فهو مهم ليس فقط لخريجي الكلية الطبّية ولكن لخريجي الهيئة العراقية وغيرهم ممن يرغبون في تطوير كفاءة أدائهم.
ومن المهم أن أذكر هنا بأن بعض دول العالم بدأت بهذا المشروع وقد تم تطبيق هذا الامتحان ، الوطني المحلي، في جمهورية بناما، وكذلك في جنوب فرنسا وكانت التجربة ناجحة.
وإذا بدأ العراق في ذلك فسيكون المبادر على مستوى المنطقة كلها.
وعلى أي حال يمكن أن يُبدأ الامتحان لبعض الكليات في البداية وليس كلها ثم تقيم التجربة قبل تطبيقها بصورة شاملة. إن تطبيق هذا الامتحان سيؤهل أطباءنا للمنافسة العالمية وعلى أعلى المستويات. ولقد طال انتظارنا للتطوير والخروج من المسيرة التي بقينا فيها لسنوات طويلة.
- إعادة النظر بمناهج الكليات الطبّية في العراق:
وفي هذا المجال عرضت هيئة الامتحانات الأمير كية USMLE
للمساهمة في هذا المشروع وكذلك هيئة الكليات الطبّية الأمير كية AAMC وهيئة الأطباء الأمير كية AMA. إن مناهجنا بحاجة إلى إعادة النظر ورفع مستواها إلى المستوى المقبول عالميا. ونؤمن لخريجينا أن يفخروا بمستواهم. إن هذا المشروع بحاجة إلى تهيئة جيدة وتعيين لجان متخصصة من أساتذة الكليات الطبّية ومن يقابلهم من المؤسسات الطبّية الأمير كية.
- مشروع استحداث امتحان USMLE في العراق:
بعد جلسة مع المسؤول في هذه المؤسسة الدكتور بيتر سكول( Peter Scoll) أبدوا قبولهم لمناقشة هذا المشروع مع المسؤولين العراقيين المعنيين في الوزارة. إن هذا الامتحان كما ذكر في أعلاه سيؤمن الكثير لأطبائنا ولمجتمعنا الطبي. حيث يمكن لمن يحصل على المرحلتين الأولى والثاني أن يدخل اسمه في برنامج اختيار الأطباء المقيمين لأغلب البرامج التدريبية في الولايات المتحدة. وبهذا يكون نصيبهم في القبول للحصول على البورد الأمريكي مماثل لما يحصل عليه خريجو الكليات الطبّية الأمير كية ما عدا بعض الاختصاصات التي لا يمكن لغير الأمريكان الدخول في برامج تدريبهم. ويتم هذا والطبيب في العراق ويذهب إلى الولايات المتحدة عند قبوله فلا يهدر وقتا بالتحضير للامتحان وانتظار موعد دخوله في البرنامج التدريبي في حال نجاحه. يتطلب بعد الموافقة عليه تأمين مراكز امتحانية ومشرفين فقط ولا يحتاج إلى أي تحضير علمي أو إداري.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور سامي المظفر 2005:
أستوزر في العام 2005 الأستاذ الدكتور سامي المظفر للتعليم العالي والبحث العلمي. والأستاذ سامي عالم وأكاديمي ممن نفخر بهم في العراق وخارجه وهو صديق وزميل في العديد من المجالات العلمية حيث عملنا سوية في السابق في مشاريع متعددة وكان منها مشاركته في الدورة التي أقمتها بدعم منظمة الصحة العالمية في العام 2002 لتوجيه الأطباء الشباب وتعليمهم أصول وفلسفة البحث العلمي وقد شارك معي في تلك الدورة الأستاذ سامي وكل من؛ الأستاذ الدكتور عبد المجيد حمزة أستاذ الإحصاء والأستاذ نجدت الصالحي المفكر المعروف والدكتور أكرم عثمان أستاذ الحاسبات في استخدام الحاسبة في البحث العلمي والأستاذ الدكتور المهندس عبد الستار الدباغ. كذلك كنا أعضاء في استحداث الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم.
أرسل لي الدكتور سامي وأنا في كندا طلباً لإبداء الرأي بخصوص البعثات التي تروم الوزارة إرسالها إلى العديد من دول العالم، وبالتأكيد كان قد استشار عدد من الزملاء بشأن ذلك بالرغم ما يكتنز من خبرة في هذا المجال. أرسلت لي عناوين ومجالات البعثات المقترحة من اللجان المتخصصة. اطلعت عليها وأبديت ملاحظاتي التي ركزت فيها على شمول التخصّصات الحديثة العلمية والأدبية في المشروع التي هي من متطلبات العصر الحاضر.
وفي خطوة أخرى كلفني الوزير أن أمثل الوزارة في كندا والولايات المتحدة وأن اتحدث بالنيابة عنه في اجتماعات أقوم بها مع الجامعات والمؤسسات التعليمية في هذين البلدين.
بالمؤسسات العلمية والأكاديمية في كندا 2005
بادر الأستاذ الدكتور سامي بفكرة إقامة مؤتمر أطلق عليه إسم ” مؤتمر جمع الشمل Reunion Conference” وقد أرسل لي رسالة بهذا الخصوص في التاسع والعشرين من الشهر السادس عام 2005 للمساهمة في نشر الخبر بين الأكاديميين في كندا والولايات المتحدة. كان المؤمل ان يعقد المؤتمر في بغداد في شهر تشرين الثاني عام 2005. قررت الوزارة تحمل نفقات الإقامة والتنقلات الداخلية للمؤتمرين.
كلف ااوزير مستشار الوزارة الأستاذ الدكتور محمّد النجم، القادم من الولايات المتحدة، بمتابعة المشروع. تواصلت مع الأستاذ النجم عن طريق الهاتف والرسائل الالكترونية.
كلف الوزير مستشار الوزارة الأستاذ الدكتور محمّد النجم، القادم من الولايات المتحدة، بمتابعة المشروع. تواصلت مع الأستاذ النجم عن طريق الهاتف والرسائل الإلكترونية.
بسبب الظروف الامنية ولعدم تخصيص ميزانية لكذا مؤتمر يتوقع أن يكون ضخما فقد أوقفت الجهود وعُطل المشروع..
مشروع اقترحته لوزارة التعليم العالي في الثامن عشر تشرين الأول 2005:
الرؤيا:
مشروع رفع مستوى التعليم العالي في العراق والذي يشمل:
- معرفة واقع حال التعليم العالي الحالي في العراق
- تسمية المجالات التي تحتاج إلى تطوير آني وكذلك الطموح المستقبلي.
- مقارنة أو إقرار ما هو مطلوب وما متوفر من طاقات مهيأة للاستثمار.
- إنشاء قاعدة بيانات للعراقيين خارج العراق (من أكاديميين ومهنيين).
- معرفة ما يمكن أن يقدمه كل فرد للمساعدة ضمن أطر مثبتة.
- إشراك خبراء من الدول الصديقة والمنظمات العالمية للمساعدة في التخطيط والتنفيذ.
الاحتياجات:
أولاً: اعتراف رسمي ودعم للمشروع
ثانياً: تكليف الأشخاص المناسبين للمشروع من داخل العراق وخارجه.
ثالثاً: تخصيص ميزانية
رابعاً: الحصول على الدعم والتوجيه من خبراء في العالم المتقدم.
الخطوات المقترحة:
الخطوة الأولى:
• إنشاء لجنة مركزية عليا من العراقيين للإشراف في الداخل والخارج. تشترك فيها وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، العلوم والتكنولوجيا، التربية، الصحة، الهجرة وغيرها.
الخطوة الثانية:
• التوأمة بين كل جامعة عراقية مع جامعة من الجامعات المرموقة في دول متطورة.
الخطوة الثالثة:
• إنشاء لجان فرعية تشمل كل الكليات المتناظرة في الجامعات العراقية وعلى سبيل المثال؛ كليات الطب، الهندسة، العلوم، الفنون، الخ. ويتم التعاون بين تلك المجاميع للكليات المتناظرة مع مثيلاتها في العالم المتقدم.
الخطوة الرابعة:
• إنشاء لجان فرعية على مستوى الأقسام العلمية المتناظرة في كل الجامعات العراقية وعلى سبيل المثال؛ أقسام علم وظائف الأعضاء، الطاقة الشمسية، الجغرافيا، الفلسفة، الهندسة الكهربائية وما إلى ذلك. تتواصل تلك الأقسام مع نظيراتها داخل وخارج العراق.
الخطوة الخامسة:
• تستحدث لجان فرعية أخرى وفقا للاحتياجات الآنية.