تمهيد:
تم تأسيس مجلس البحث العلمي في العراق عام 1980 وهو استمرار لمؤسسة البحث العلمي التي كانت تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. يقع المجلس في منطقة الجادرية في بغداد قرب موقع جامعة بغداد ودائرة التقييس والسيطرة النوعية. المجلس كان هيئة علمية بحثية حكومية برئاسة رئيس المجلس الذي كان بدرجة وزير.
عند التأسيس كان المجلس مكونا من سبعة مراكز بحثية هي:
- مركز البحوث الزراعية
- مركز علوم الحياة
- مركز البناء
- مركز النفط
- مركز الفضاء والفلك
- مركز الطاقة الشمسية
- مركز التوثيق العلمي
وفي العام 1983/1984 تم إنشاء مركزين إضافيين وهما - مركز البحوث الإلكترونية والحاسبات
- مركز بحوث الهندسة الوراثية
المراكز كانت بدرجة مديرية عامة يرأس كل منها مدير عام بدرجة خاصة.
ومن التشكيلات الإدارية الأخرى:
- رئاسة المجلس
- الدائرة العلمية (مهماتها الشؤون الإدارية)
- اللجنة الوطنية لنقل التكنولوجيا
- وحدة الرصد الزلزالي
- وحدة المطبعة
الملاك الإداري القيادي الرئيس للمجلس كان على النحو التالي:
- الأستاذ الدكتور ناجح محمد خليل الراوي رئيس المجلس بدرجة وزير
- الدكتور سمير شاكر مدير عام البحوث الزراعية
- الدكتور أزور نعمان خلف مدير عام مركز بحوث الحياة
- الأستاذ الدكتور محمد أيوب صبري العزي مدير عام مركز بحوث البناء
- الأستاذ الدكتور سهام المدفعي مدير عام مركز بحوث النفط
- الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير عام مركز بحوث الفضاء والفلك
- الأستاذة الدكتورة نضال إبراهيم الحمداني مدير مركز بحوث الطاقة الشمسية
- الأستاذ الدكتور فائق صبيح مدير عام مركز التوثيق العلمي
- الأستاذ الدكتور منذر نعمان بكر التكريتي مدير عام بحوث الإلكترونيات والحاسبات
- الأستاذ الدكتور فاروق العاني مدير عام مركز بحوث الهندسة الوراثية
- الأستاذ الدكتور زهير محسن، الاستاذ الدكتور محمد العزاوي والاستاذ الدكتور رضوان العاني مدراء الدائرة العلمية
الملامح المضيئة في مسيرة مجلس البحث العلمي:
• من المعالم الرائدة في المجلس بناء مركز بحوث الطاقة الشمسية الذي له تصميم فريد يشبه اللوحة الشمسية
• مشـروع المرصد الفلكي في جبل كورك في شمال العراق بكلفة تزيد على 200,000,000 دولار
• وصلت الإنتاجية البحثية في المجلس 1989 الى معدل بحث واحد لكل باحث علمي في السنة وهذا كان مستوى جيدا
• استقطب المجلس كثيرا من العلماء والأساتذة العراقيين للتفرغ العلمي لإجراء البحوث
علاقتي مع المجلس:
مركز البحوث البايولوجية: بدأت علاقتي بمجلس البحث العلمي بوساطة الصديق العزيز العالم الأستاذ الدكتور أزور نعمان خلف الذي ترأس مركز علوم الحياة الذي كان له التأثير الكبير في استحداث وإنجاز الأبنية الجديدة للمجلس التي كان أولها بناية مركز البحوث البيولوجية. بدأت مع الدكتور أزور وبمشاركة الدكتور عبد الرحمن الطائي ومجموعة من الباحثين في المركز في التحضير لدراسة مرض الأكياس المائية وهو من الامراض المتوطنة في العراق الذي يسميه الأستاذ الدكتور خالد ناجي بانه “سرطان العراق”. كان الدكتور الطائي من الباحثين المرموقين في هذا المجال.
مركز بحوث الالكترونيات: بدعم منالصديق الأستاذ الدكتور منذر نعمان التكريتي بدأت بمشروع طموح في دراسة مرض الصرع. هيأ لي المركز فريقا من المهندسين الكهربائيين برئاسة الاستاذ الدكتور غسان تحسين وعضوية ثلاثة مهندسين كهربائيين بضمنهم كمال دانيل وفرنسيس بلصيل. تفاصيل البحث ذكرت سابقا.
لو كان هذا المشروع ينفذ في بلد غربي لكانت النتائج أوسع وأشمل. ولكن المهم هو أن ما قمنا به بقدر ما نستطيع أعطى مثلا للمهندسين الشباب بخصوص تحدي الصعاب في سبيل البحث والمتابعة ودلّ على عدم توقف حركة البحث العلمي.
نهاية مجلس البحث العلمي المؤلمة:
كان مؤتمر المجلس الذي عقد في العام 1989 آخر نشاط علمي لمنتسبي المجلس. ساهم فيه المئات من الباحثين العراقيين من أغلب المؤسسات الأكاديمية والعلمية والبحثية في العراق فكان بحقّ مؤتمراً علمياً متميزاً. شارك فريقنا بنشر بحثين بخصوص مرض الصرع.
مع كل الأسف والألم انتهى المجلس وأصبح خبراً بعد عين وتوزع ملاكه من الأساتذة والباحثين والإداريين على مختلف المؤسسات الأكاديمية. وأنتهى المجلس العتيد إلى تابع لمؤسسة التصنيع العسكري.