كلية الطب جامعة بغداد:
البداية:
حاولت جهدي أن ألتحق بالمحيط الأكاديمي في كلية الطب منذ عودتي إلى الوطن. راجعت المسؤولين بعد تعييني في وزارة الصحة وكذلك مسؤولين في وزارة التعليم العالي لتحقيق ذلك. ساعد في إصراري على ذلك عدم وجود تدريسي بهذا الاختصاص في الكلية الطبية.
تقرر تعييني في كلية طب جامعة الموصل. وعندها بدأت بمراجعة المعنيين وبمساعدة من وزير الصحة الدكتور رياض الحاج حسين وأساتذتي خالد القصاب وزهير البحراني وآخرين تقرر إلغاء فكرة النقل إلى جامعة الموصل والتعيين في كلية الطب في جامعة بغداد.
أصدر كتاب التعيين من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالكتاب الوزاري المؤرخ في 18/7/1976 وفيه التعيين في كلية الطب جامعة بغداد بعنوان مدرس. يمنح هذا اللقب الأكاديمي لمن يحمل شهادة دكتوراه أو ما يعادلها حين يبدأ عمله في الجامعات العراقية قاطبة. كانت شهادة زمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية تعادل درجة الدكتوراه.
الالتحاق: التحقت بكلية الطب في جامعة بغداد بتاريخ الثامن عشر من تموز عام 1976. ولعدم وجود شعبة للجراحة العصبية في (المستشفى التعليمي) بمدينة الطب آنذاك، فقد تقرر أن يكون دوامي في مستشفى جراحة الجملة العصبية وأن ألتحق يوماً واحداً في الأسبوع في الكلية ومدينة الطب للتدريس السريري وإلقاء المحاضرات النظرية. كذلك أذهب إلى الكلية عند استدعائي لحضور اجتماع في الكلية أو في فرع الجراحة. يتم استدعائي أحياناً إلى مستشفى مدينة الطب عند وجود حالة مرضية أو طارئة تستدعي الاستشارة.
التفرغ الجامعي: يطلب من كل التدريسيين التفرغ الكامل للعمل في المستشفى التعليمي ولا يسمح بفتح عيادةخاصة، وذلكحسب النظام الذي كان سائداً منذ العام 1972 الذي عمل عليه الأستاذ فرحان باقر وبدعم من الأستاذ مهدي مرتضى والأستاذ صادق الهلالي وأساتذة آخرون خدمة للتقدّم العلمي والبحثي. كانوا يفحصون المرضى في مكاتبهم مساءً وتدفع الأتعاب الى إدارة المستشفى التي تستقطع منها نسبة قليلة لخزينتها قبل أن يستلمها التدريسي.
كان لزاماً علي عدم فتح عيادة خاصة فكانت عيادتي في الطابق الثاني في بناية مدينة الطبّ حيث الوحدة الجراحية التي يرأسها الأستاذ خالد القصاب وفيها الأستاذ زهير البحراني والأستاذ عبد الكريم الخطيب ومن وزارة الصحة الدكتور عمر دزه ئي. خصصت لعيادتي غرفة الدكتور عمر دزه ئي وهو غير متفرغ كونه على ملاك وزارة الصحة. كانت تقام العيادة بعد الدوام الرسمي ولمرتين في الأسبوع وبعدد 12 مريض في اليوم. وعملت معي الممرضة فاطمة والتي تعمل كمسؤولة في الطابق الثاني أثناء الدوام الرسمي. وحسب المطلوب كانت تهيئ لكلّ مريض ملف خاص به وتدخل علي كلّ ملفات المرضى مرة واحدة وبعد ذلك يدخل المرضى بالتعاقب. يدفع المريض أجور الفحص الرمزية الى محاسب العيادة ويجلب المريض وصل الدفع ليسلمه الى الممرضة.