قاعة العمليات المتنقلة (2.5 مليون دولار) 2007:

بادرت الحكومة الإيطالية  بعمل إنساني يخلد ذكرى 33 من جنودها الذين قتلوا في مدينة الناصرية في العراق بعد الاحتلال (بين عامي 2003 و 2006). وبدلا من أن يكون عملهم انتقاميا كان عملاً إنسانيا بالتبرع بقاعة عمليات جراحية تساعد المصابين بأمراض جراحية في أيام العنف والسلم.  تم الاتصال بي في شباط من العام 2007 بوساطة مركزي الرسمي في واشنطن وبوصفي طبيباً جراحاً. كان مقر الشركة المنتجة والصانعة للقاعة في شمال الولايات المتحدة في مدينة سانت جونزبري (St. Johnsbury) ولاية فيرمونت.

القاعة وهي في داخل الناقلة وعندما تفتح للعمل

تبلغ كلفة صناعة هذه القاعة بحدود المليونين ونصف المليون دولار تحملتها الحكومة الإيطالية كما تحملت مصاريف نقلها إلى الناصرية.

طبيعة قاعة العمليات المتنقلة:

بنيت القاعة داخل حاوية مركبة على ناقلة ضخمة. عند استخدامها تتوسع الحاوية عرضياً لتصل إلى ثلاثة أضعاف عرضها الأول. تنقل القاعة على ناقلة ضخمة مجهزة ذاتياً بالكهرباء والتكييف واللوازم الجراحية. ولقد حصلت هذا القاعة المحمولة على شهادات الكفاءة من أهم خمس وكالات متخصصة في العالم وبذا فإن مواصفاتها الفنية تعد من أرقى صالات العمليات  من حيث الكفاءة والأداء.

يمكن لهذه القاعة المحمولة أن تصل إلى أبعد مدينة أو قرية في العراق وعلى متنها فريق جراحي كامل لإجراء العمليات الجراحية على أفضل وجه لمن لا يستطيع الحصول على مثل هذه الخدمة في الحالات الاعتيادية. وكذلك يمكن أن تكون إضافة حيوية دائمة إلى مستشفى قائمة لترتفع بمستوى الأداء الجراحي في ذلك المستشفى إلى أرقى مستوى في العالم. وبتحوير استخدام هذه العربة يمكن أن تعمل كذلك كعيادة أشعة متنقلة حيث تصل إلى المواطنين في كل مكان للكشف عن احتمال وجود سرطان الثدي عند النساء مثلاً قبيل ظهور الأعراض أو غير ذلك.  ويمكن أن تستخدم أيضا في حالات الطوارئ كقاعة للعناية المركزة.

الشاحنة تمتد من الجانبين كي تكون المساحة واسعة في الاتجاهين وقد كتب على اللافتة الملصقة هدية الحكومة الإيطالية

المواصفات الفنية:

يبلغ طول الحاوية 56.5 قدم، العرض 8.5 قدم، الارتفاع 13.5 قدم. وعند توسع جانبي الحاوية في اليمين واليسار تبلغ المساحة الداخلية: بحدود 1000 قدم مربع. بعد المدخل الممتد إلى الخارج هناك غرفة التحضير للعمليات والإفاقة بعد العملية الجراحية.  تبلغ مساحة قاعة العمليات 22 قدما طوليا و 18 قدم عرضا أي بحدود 400 قدم مربع.في الحالات الطارئة يمكن استخدامها كعناية مركزة حيث يمكن لها أن تخدم تسعة مرضى في وقت واحد بكامل احتياجاتهم من الغازات وأنابيب السحب وغيرها. وهي تتسع لمريضين في وقت واحد (واحد يهيأ للعملية والآخر تتم إفاقته) وهناك تجهيز كامل لما تحتاجه الحالتان. وفي نهاية القاعة توجد غرفة حمام ومنزع لتبديل ملابس المريض أو الملاك العامل.  وكذلك تحوي محطة التمريض ما تحتاجه من مخازن رئيسة ولوحة السيطرة الرئيسية للغازات المخدرة والأوكسجين والقوة الكهربائية والماء ومغسلة.  والجدران مجهزة بخزانات عديدة في الجانبين.  وهناك مغسلة مزدوجة للفريق الجراحي تستخدم قبيل الدخول إلى قاعة العمليات، وصنابيرها تعمل بسيطرة جهاز يعمل بالأشعة تحت الحمراء للاقتصاد في استعمال الماء.

في داخل قاعة العمليات

في النهاية الأمامية للقاعة توجد غرفتان واحدة للبياضات والأدوات غير المعقمة والأخرى للبياضات والعدد  الجراحية المعقمة. ويجرى التعقيم موقعياً. وهي مجهزة بآلة تنظيف أولي تعمل بالسونار، ومنه تنقل الأدوات والبياضات إلى جهازي التعقيم المتطورين الذي يعمل أحدهما بالبخار والآخر يعقم بالشطف.

تجهز الوحدة ذاتيا بالطاقة الكهربائية لمدة  أسبوع  وعلى مدى  24 ساعة مستمرة في اليوم.

الاستلام في المعمل في فيرمونت:

قمت بزيارة موقعية للمعمل في شهر تموز خلال عملية التصنيع والاطلاع على مجريات العمل. وفي اليوم الأول  من شهر تشرين الأول تم الاستلام الرسمي في احتفالية مهيـبة تمت في موقع العمل في مدينة سانت جونز بري في ولاية فيرمونت. حضر الحفل جمع غفير من المسؤولين المحليين ومن العاصمة واشنطن.

جانب من الحضور

تصدر الحضور حاكم ولاية فرمونت ومدراء مكاتب ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. ومن الجانب الإيطالي حضر ممثل وزارة الخارجية الإيطالية  وممثلو الشركة الإيطالية الرسمية المشرفة على الاستلام والنقل إلى العراق. وكان واجبنا الاستلام الرسمي. ألقيت كلمات بالمناسبة بدأها مدير الشركة المنتجة ومن ثم ممثل إيطاليا وبعده ألقيت كلمتي حيث شكرت الحكومة الإيطالية لهديتها الثمينة في معناها وفائدتها للعراق وبعد ذلك ألقى حاكم الولاية وممثلو الشركة كلمات بالتعاقب. وبعد ذلك تم قص الشريط باتفاق خمسة أشخاص في وقت واحد وهم حاكم الولاية، مدير الشركة، ممثلي إيطاليا والمستشار الثقافي.

ذكرت في كلمتي ما تحقق في إيطاليا عام 1859 حينما كانت الحرب مستعرة بين الفرنسيين والنمساويين وكانت ساحة الحرب في مدينة سالفارينو الإيطالية  وفي حينها بدأت بذرة صالحة حيث أنشأ السيد هنري ديونانت منظمة الصليب الأحمر.

شكرت الحكومة الإيطالية  باسم حكومة العراق والشكر شمل الشركة المنتجة وحاكم الولاية وكل العاملين والحضور. وكذلك وضحت للجميع بأن هذه الهدية المباركة ستساهم في زرع الثقة بالجراحة العراقية بوصفها قاعة عمليات ذات مواصفات عالمية يندر حصول مضاعفات بعد العملية كالتي تحدث عادة في العمليات التي تجرى في قاعات ذات مواصفات ضعيفة لاسيما ما كان في العراق في  تلك الحقبة من الزمن. 

كلمة صاحب الشركة السيد ريك كوكران            أثناء إلقاء كلمتي
السيد كابريللي ممثل إيطاليا                  السيد حاكم ولاية فرمونت كيم دوكلاص
صحيفة أخرى نشرت الخبر
أثناء قص الشريط عن يساري ويميني مندوبا الحكومة الإيطالية  ومن ثم حاكم ولاية فيرمونت وعلى اليسار مدير شركة التصنيع وفي الخلف تظهر قاعة العمليات

الشحن:

تم شحن الوحدة عبر المحيط من ميناء بلتيمور يوم 16 تشرين الأول 2007. المؤمل أن تصل إلى الكويت بعد أقل من شهر حيث يتم إكمال نصب الأجهزة  الكهربائية  والجراحية واستلامها كاملة من الفريق الطبي الأمريكي والإيطالي وتدريبهم على استخدامها.

وجه نائب رئيس الجمهورية الدكتورعادل عبد المهدي الدكتور زهير حمادي وهو أحد مستشاريه للمساعدة في إدخال الشاحنة (قاعة العمليات) عبر الحدود.

.

عبور الشاحنة (قاعة العمليات) الحدود الكويتية العراقية

وصولها إلى مدينة الناصرية:

توجهت الوحدة إلى العراق يوم 24 تشرين ثاني 2007  لتستقر في مدينة الناصرية.

انتقالها إلى الفريق الطبي العراقي:

تبقى الوحدة لمدة سنة واحدة تحت الرعاية الطبية الأمريكية ومن ثم تسلم إلى العراق بعد تدريب فريق جراحي عراقي على استخدامها على أفضل وجه.

وفي العراق نشرت بعض وسائل الإعلام خبر وصول القاعة المتنقلة والإشادة بالجهود المبذولة من  الملحقية الثقافية.

بعض ما نشر في الصحف  العراقية
كتاب الشكر من وزارة التعليم العالي

اللقاء في الكونغرس  الأمريكي على هامش مشروع قاعة العمليات المتنقلة:

عقد في الثاني من تشرين الأول عام 2007 حفل مختصر في إحدى قاعات الكونغرس  الأمريكي في واشنطن تكريماً لهذا العمل الإنساني من الحكومة الإيطالية  وتثمين جهود الملحقية الثقافية العراقية. ألقيت في ذلك الحفل كلمة قصيرة شكرت فيها أعضاء الكونغرس  الذين حضروا والشكر للحكومة الإيطالية  والشركة المنتجة لقاعة العمليات.

جانب من اللقاء في الكونغرس