عائلتي
الوالد
استقرّ جدّي محمّد رضا الخليلي في مدينة السماوة فكان طبيبها وابنها البار وتوفي فيها عام 1333هـ. أنجب من الأولاد اثنين هما حسن الخليلي (الذي بقي في السماوة) ووالدي محمّد صالح. كان لجدي من البنات اثنتين الأولى خديجة تزوجت من محمّد علي الخليلي والأخرى حليمة تزوجت الشيخ حبيب الخليلي.
ولد والدي محمّد صالح الخليلي في مدينة السماوة عام 1318 هـ (1900م) ونشأ فيها. دخل المدرسة الرشدية (الرشادية) على عهد الأتراك وأكمل الصف السادس. انتقل إلى النجف الأشرف حيث دخل المدرسة الأهلية العلوية. استقر في مدينة الكوفة وخدم هذه البلدة المقدسة بمزاولته الطب ومن ثم في مجال التجارة.
والدي الشيخ محمّد صالح الخليلي عند ولادتي والاخرى في سنيه الأخيرة
شخصيته: كان الوالد معتدل القامة بطول ووزن متوسطين، أبيض السحنة وذي عينين زرقاوين كأخيه وأختيه. كان مهابا من الكبار والصغار حيث تشعر وأنت في مجلسه أنك أمام شخص يستحق الاحترام ولا تجرؤ أن تتحدث إلا إذا تحدث إليك. وحينما تجلس معه تستمتع بالحديث والقصص التي ينقلها مما ينجذب إلى مجلسه الكبار والصغار. كان ودودا مع الوالدة والعائلة بصورة عامة ولكنه كان صارما مع الأولاد، لا سيما معي، حيث يشعر بأن من الواجب عليه توجيهنا بما يليق بالأسرة وبتطلعاته لمستقبل أفضل بالطريقة التي يؤمن بها.
ملبسه: كان والدي يعتم بعمامة بيضاء كغالبية آل الخليلي. لبس عمي الحاج حسن الخليلي العقال والحاج محمّد علي الخليلي كان يلبس الكشيدة (الفينة)، وبطبيعة الحال كان موظفو الدولة والشباب الناشئ حاسري الرؤوس.
تعلمت من الوالد كيفية لفّ العمامة التي كان يلفها بطريقة خاصة حيث يستخدم ركبة ساقه اليمنى بعد ثنيها ثنيا كاملاً ويلف حولها قماش العمامة الأبيض الخفيف. تلبس العمامة وداخلها “العرقجين” وهو غطاء رأس أبيض. وكذلك كان يلبس الوالد الدشداشة الخفيفة وفوقها “الزخمة” وهذه تغطي الصدر بدون أكمام وفوقها “الصاية” وهي رداء طويل وكذلك بدون أكمام وبعدها يلبس “الجبة” وهي رداء سميك نسبياً وبأكمام فضفاضة وعبئ صدرها بكتان سميك لتكون متماسكة. كان هذا لبس الشتاء والصيف مع اختلاف نوع القماش وسمكه في الفصلين.
الشيء بالشيء يذكر حول غطاء الرأس في العراق: أود هنا أن أذكر أن العراقيين في السابق وفي العهد الإسلامي وما قبله ووصولاً إلى السومريين كانوا يغطون رؤوسهم بغطاء يحمي الشخص من حرارة الشمس القوية في الصيف ويساعد على الدفء في الشتاء.
لباس الرأس منذ عهد السومريين حتى الزمن القريب لمختلف أطياف المجتمع
كانوا يرتدون فضلاً عن لباس الرأس ملابس كاملة في الصيف. إن تلك الملابس وسيلة منطقية للوقاية من حرارة الصيف على عكس ما يعتقده ويطبقه الجميع تقريباً في الوقت الحاضر وهو لبس الملابس القليلة و(نُص ردن) في الصيف والسروال القصير (الشورت). المسوغ لذك الرأي هو أن تلك الملابس الثقيلة تسبب تعرق الجلد وعند تبخره يجعلك تشعر ببرودة جسمك بسبب البلل والرطوبة وكذلك عند تبخر عرق الجسم يساعد في تقليل حرارة الجسم. أتذكر أن البدو الذين كانوا يفدون إلى مدينتنا مع إبلهم كانوا يلبسون في الصيف الفروة المصنوعة من جلد وصوف الخروف ما يجلب الملاحظة والاستغراب ولكن ذلك نابع من خبرة تراثية لتوقي حر الصحراء الشديد حيث أن تلك الملابس السميكة تحجب حرارة الجو من النفاذ إلى الجسم وتسبب التعرق. يؤيد ما ذكرت النصائح التي نشرتها أكاديمية الأمراض الجلدية الأمريكية، الاحتماء من التعرض المباشر للشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والثانية بعد الظهر وكذلك لبس القمصان ذات (الأكمام) الطويلة ولبس السراويل الطويلة ولبس النظارات واستعمال الدهون الخاصة للجلد.
مقطع مما نشرته أكاديمية الأمراض الجلدية على موقعها لعام 2020
الوالد وخط اليد: اتصف الوالد بجمال الخط وكان يكتب بطريقة كان الغالبية من جيله يتصفون بها. وأورد هنا مثالا لذلك الخط الجميل وهي أبيات شعر أرخ فيها للأديب الطبيب محمد الخليلي سنة تأديته لفريضة الحج عام 1376 هـ.
خط يده المتميز
ممارسة الطب: تعاطى والدي الطب العربي اليوناني القديم الذي ورثه عن الآباء والأجداد. مارسه عمي وجدي وأبوه وجده وأبوه أي خمسة أجيال يمارسون هذا الطب.
كان والدي طبيب الكوفة وراعي أهلها لفترة طويلة تخللتها الأيام العصيبة التي كان الناس فيها يموتون بالعشرات لا بل بالمئات أيام وباء الكوليرا في العقد الرابع من القرن الماضي. ساهم بمعية الدكتور سعد الدين في علاج وباء الكوليرا عام 1923حيث بقي في الحجر الصحي يرعى المصابين لعدة شهور.
كان مقر ممارسته الطب (دار الحكمة أي العيادة الطبية) في القسم البرّاني (المخصص للضيوف) من بيتنا. تحوي العيادة غرفتين بينهما فتحة بسعة فتحة باب في نهاية الحائط الفاصل بين الغرفتين تسد الفتحة ستارة من قماش. كان مجلسه عند تلك الفتحة في الحائط حيث يمكنه ان يشرف على الغرفتين من موقعه. ولم يكن لمن يجلس في أي من الغرفتين أن يشاهد الجالس في الغرفة الأخرى. كانت الغرفة الكبيرة عيادة الرجال والغرفة الصغرى لعيادة النساء. جرت العادة أن يتقدم المريض نحوه ويجلس على كرسي قريب منه فيسمع منه تفاصيل شكواه. أما في حالة النساء فتجلس المريضة خلف الستارة في غرفة النساء عند الفتحة وتحكي له قصتها المرضية فيفحص المريض بما يجب. بعد ذلك يكتب العلاج على ورقة بمساحة الإنجين في أربعة إنجات. وتدعى حينئذ هذه الورقة بالـ “التسِكرة” وهي ما يقابل ورقة الوصفة الطبية. يأخذ المريض “التسكرة” إلى الحاج محمّد حسين العطار لتحضير الدواء. يقع محل عطارة الحاج محمّد حسين غير بعيد عن بيتنا في سوق ألبو شمسة.
أثناء فترة ممارسته للطب حظي الوالد باعتماد المراجع من العلماء في متابعة ورعاية صحتهم ومنهم كان السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ محمّد حسن المظفر وآخرين.
كان للكوفة نعم المواطن الصالح الذي قام بما يجب لخدمة أهلها طبياً واجتماعيا. قال له أحد أهلها مرة عندما زاره وهو يشكو من ألم في المثانة:
يا طبيب البلد يَلمالَك مَثيل ريت لَـن يأيدك رب الجليل
ريت لن يأيدك رب الـعباد ولا يـراويك يمرزا بلدنيا نكاد
انت حُسن أخلاق عندك مو عبوس
والمريض وياه ما تدِّور فلوس
وآنَه اشكي لك يَمرزا علِّـتي هواية ما خذني الحريج بسوِّتي (المثانة)
وانته مَعنه ومادة عن حاجتي.. …
التجارة: بعد ان ترك والدي الطبابة توجه إلى التجارة حيث اشترى خاناً في سوق ألبو شمسة في الكوفة بمشاركة السيد محمّد السيد شبر أل شبر وهو من أعيان المدينة.
البطاقة الشخصية للوالد محمّد صالح الخليلي
الخان: عرفت مدينة الكوفة بكثرة الخانات ومنها خان الوالد. كان للخان باب واسع تتمكن الحيوانات التي تحمل الغلة بضمنها الجمل أن تدخل منها لتفريغ حمولتها من الغلّة. تشمل الغلة الرز والحنطة والشعير والتمر. يؤدي باب الخان إلى ساحة كبيرة مبلطة بالقير تحيطها من جوانب ثلاث (لواوين) تعد بالعشرات تخزن فيها الغلّة وتحفظ من المطر في الشتاء.
صورة في داخل خان الوالد نشرها السيد باسم خضير في "موقع الكوفة" في الفيسبوك
تخزن الغلّة داخل الخان على الأرض ويعمل منها “هرماً”. تغرز على قمة الهرم قطعة من الخشب مدببة النهاية تثبت على نهايتها العريضة قطعة مربعة من “التنك” القصدير يكتب عليها رقم الغلّة الذي يقابل ما مثبت في سجل خاص باسم مالك الهرم من الغلة.
وعند بيع أي من “أهرام” الغلّة توزن بميزان يحوي زنبيلين من خوص سعف النخيل ومربوطة بكلّ من الزنبيلين ثلاثة حبال مثبتة في نهايتي عمود من الخشب فيصبح ميزاناً بكفتين. توضع في أحد الزنبيلين قطعاً من الطابوق القديم أو الحصى كوحدة للوزن متفق عليها، وتوضع الغلّة في الزنبيل الآخر. يحمل الميزان عامل قويّ البنية وهو “الوزّان” يحمله على أحد كتفيه. يبدأ الوزن الذي يمكن أن يستغرق ساعات وساعات عند وفرة الغلّة.
تكون مسؤولية مراقبة الوزن من شخص آخر هو “العدّاد”. يجلس العدّاد على الأرض قريباً من الوزّان. وتوافقاً مع ما ينطق به الوزان من عدد بصوت مسموع بعد كل وزنة، يضع العدّاد في إناء بجنبه قطع “سيفون” ويكون العدّ بأن توضع لكل زنة سيفونة واحدة. والسيفونة هي الغطاء المعدني الذي تغلق به قنينة شراب المرطبات مضغوطة من حافتها بحيث تكون على شكلّ مغزلي مدبب من نهايتيه. بعد انتهاء الوزن يتمّ وبإشراف صاحب الغلّة حساب عدد السيفون في الإناء لمعرفة الوزن النهائي.
المثل الشعبي: ومن هنا جاء المثل الشعبي: “ض… ط وزّانهه وتاه الحساب”. حيث إن الوزّان أثناء عملية الوزن وبسبب الجهد الثقيل يمكن أن يخرج منه “ريحاً” وبصوت مسموع يختلط ذلك الصوت على العدّاد فيعتقد أن هذه زنة أخرى فيضع سيفونة إضافية، وفي النهاية يكون الحساب غير صحيح ” تاه الحساب”. ويقال هذا المثل حينما ينحرف المسؤول عن الخط الصحيح وتختلط الأمور على الآخرين بين الغلط والصح!
الثقافة والأدب: كان مجتمع والدي يزخر بجمع من الأدباء وعشاق الأدب، وكان له مجلس يومي يؤمه أهالي الكوفة وأحيانا من أهالي النجف وبغداد والحلة وكربلاء وغيرها من المدن المجاورة. كنت ملازماً لتلك الجلسات حيث أستمع لما يقال بدون أن أنبس بكلمة.
اهتم الوالد أن أكون على تماس مع الأدب واللغة فكان يكرمني بعانة (أربعة فلوس) لكل بيت من الشعر أحفظه عن ظهر قلب. اطلعت على ألفية ابن مالك وقطر الندى وبل الصدى وبعض الكتب الأخرى في اللغة العربية وهي من ضمن الكتب التي كانت في مكتبته في البيت.
شجعني كذلك للدخول في مناظرات ومطاردات شعرية. والمطاردة الشعرية هي أن يتبارى اثنان أو أكثر بأن يلقي الأول بيتاً من الشعر ليلقي بعده من له الدور بيتاً آخر من الشعر يبدأ بآخر حرف من البيت الذي ألقاه الأول (حرف القافية)، والثالث يلقي بيتاً أول حرف فيه هو القافية للبيت الثاني وهكذا. وعند نفاذ ما في خزين الذاكرة من البيت المطلوب عند أحد المتبارين يخسر نقطة ليكسبها من ألقى بيتا يفي بالمطلوب. حفظت الكثير من الشعر الذي بقي بعضه في الذاكرة والذي أستشهد به في الكتابة والحديث وحتّى في محاضراتي العلمية في كلية الطب وخارجها.
أتذكر بعض مقولاته التي كان يرددها دائماً ومنها كان يقول “الامتثال خيرٌ من الأدب” حينما يطلب من الصغير القيام بعمل لا يتفق مع الإصول، مثل الطلب من الصغير أن يتقدم على الكبير في الدخول أو الأكل وغير ذلك. وكذلك “افتَرسِت الذئاب وافترشت التراب”. كان يرددها قريباً مني حينما كنت أتأخر في النهوض الصباحي في أيام العطل. وهذا يعني أن عليك النهوض مبكراً لأداء متطلبات يومك حتى في ايام العطل.
أذكر وأنا في الصف السادس الابتدائي طلب مني أن ألقي كلمة بالنيابة عنه في حفل تأبين أحد وجهاء الكوفة حيث كان يشكو والدي من وعكة صحية في حينها. وكذلك ألقيت كلمة في المهرجان السنوي لمدرسة ابن حيان حول النبي محمد (ص). كانت تلك تجارب محرجة في الحديث أمام جمع كبير ولكني اجتزتها بما كان راضياً عنه.
نظمه للشعر: كان مقلّاً في نظم الشعر. وكان بعض ما تم توثيقه من نظمه قصيدة طويلة قالها حينما كان مقيماً في الحجر الصحي لعدة شهور مع المصابين بمرض الكوليرا يسهم في علاجهم وكان كل العاملين في المحجر ممنوع عليهم مغادرته حتّى انتهاء مدة الحجر:
ألا من مبلغ عني سلاما لمن لا أبتغيه بسواد أنسي
فيخبره بما في من شجون وآلام وأفكار بحبسي
تقشر من هجير الصيف وجهي وأعدمني الشتاء جميع حسي
قضى وقت اصطيافي وسط حِجري فهل وقت الشتاء يكون رمسي
فأيلول بحمد الله ولىّ وذا تشرين يأتي بعد خمس
وله في الإخوانيات عندما أقام في بيتنا وليمة فاخرة لأصدقاء له من أدباء وشعراء من النجف الأشرف أنشدهم فيها قصيدة طويلة ذكرها بالتفاصيل السيد علي الخاقاني في مجلته “البيان” تحت عنوان “باجة في ندوة” كان فيها العديد من المطارحات منها:
الحمد لله على حسن الصـــدف إذ شرف الإخوان من أرض النجف
نخبة أهل الفضل إخوان الصفا ومن بهم مجلس أنسنـــــا صـــــــفا
فــهاكــموها نعمـــت الوليـــمة وليمــــــة والله ذات قيمـــــــــــــــة
هذا طبيخ الماش فيه اثنا عشر من الخضيــــــري اللطيف المـــعتبر
مطبـــقاً مكشـــمشاً مزعفـــرا وحــوله الحلـــوى تضـــوع عنبـــرا
رعاية الأقارب: كان الوالد شديد الالتصاق بعائلته الصغيرة وآل الخليلي ككل. لم يخلُ بيتنا من أحد أرحامه حيث يعيش فيه كأحد أفراد العائلة إلى حين يتمكن من الاعتماد على نفسه. بدأ ذلك حتى قبل ولادتي كما علمت لاحقاً. في عهد الطفولة عشت مع أولاد ونساء من الأرحام إلى أن تمكنوا من الوقوف على أقدامهم ثم غادروا بيتنا.
الديوان: أما ديوان بيتنا ومنقلة القهوة و”القمقم” والدِلال الستة المتسلسلة في الحجم ابتداءً من أكبرهن “القمقم” فكانت منصوبة أغلب الأوقات لإخوانه ومحبيه ومن يزوره من خارج المدينة.
القمقم والدِلال الأصغر أمام منقلة الفحم
كان مجلسه يعقد يومياً في بيتنا ولعدة ساعات وهو يجمع التاجر والأديب والحائك والمتقاعد وكل منهم على قدر كبير من الثقافة العامة والأدب يتجاذبون أطراف الحديث ويتطرقون إلى كل المجالات الاجتماعية والسياسية والأدبية. من رواد المجلس العديد من وجهاء الكوفة منهم مثلاً السيد شبر آل شبر والحاج جعفر الشيخ علي والشيخ كاتب الطريحي والأستاذ نعمان امين والحاج حمد تويج والحاج وداعة مرزة والسيد أحمد ربيع والحاج محسن الصباغ والحاج محمّد حسين العطار، السيد أحمد ربيع، الشيخ عيسى الحائك، الشيخ حسين الأعمى وغيرهم من الناس الطيبين من أهل الكوفة. شمل مجلسه أحياناً علماء ووجهاء من خارج الكوفة من النجف وبغداد والحلة وغيرها. أتذكر منهم الشيخ محمّد رضا المظفر وأخيه الشيخ محمّد حسين المظفر والسادة الأخوين من آل ياسين السيد صادق والسيد علي والأخوين السيد مهدي والسيد محمّد بحر العلوم وغيرهم. كان المجلس بمثابة مدرسة لنا نحن الأبناء حيث نستمع لما يقال وليس لنا الحق في التدخل أو التساؤل. ومن هذه المجالس تعلمت الكثير وحفظت العديد من قصصه الحكيمة.
بالإضافة إلى مجلسه اليومي كان يقام في بيتنا مجلس عزاء حسيني إسبوعي يحييه القارئ المعروف الشيخ عبد الحميد الهلالي.
نشاطه في لقاء الأعيان والمسؤولين: كان قليل اللقاء بالمسؤولين الرسميين في المدينة ولكنه شارك مع أعيان الكوفة في بعض البرامج العامة في المدينة كالاحتفالات الدينية والأدبية والاجتماعية. وتجاوز أحيانا حدود المدينة ليشارك في مناسبات في النجف كاحتفالات ولادة الإمام علي (ع) وغيرها. من نشاطه الاجتماعي مساهمته في إصلاح ذات البين بين الناس في حالة وقوع خلافات بينهم لعلاقاته الطيبة بأهل المدينة واحترامهم له.
في الاحتفاء بالشيخ العلامة محمد رضا الشبيبي في النجف لإلقاء محاضرة عام 1959 في جمعية منتدى النشرفي النجف. الجالسون في صدر المجلس من اليمين السيد صادق السيد ياسين، الوالد محمد صالح الخليلي، الشيخ موسى دعيبل، الشيخ محمد رضا الشبيبي، السيد علي بحر العلوم، الشيخ محمد كاظم الشيخ راضي، السيد يوسف الحكيم والسيد محمد حسين الحكيم. ويظهر الشيخ عبد الغني الخضري على يسار الصورة
ساهم مع أعيان المدينة ومسؤوليها في لقاء العديد من الحكام كان منهم الملك فيصل الثاني والزعيم عبد الكريم قاسم.
أثناء زيارة الزعيم عبد الكريم قاسم مدينة الكوفة عام 1962 قابله الوالد مع وفد كان فيه الوجيه الحاج جعفر الشيخ علي وآخرين. وبناءً على التماسهم للزعيم في تلك المقابلة تحولت المدينة إدارياً من صفة ناحية إلى قضاء في شهر تشرين الثاني عام 1962.
الزعيم عبد الكريم قاسم والوالد إلى اليسار وبينهما الحاج جعفر الشيخ علي
سفرة الحج: أتذكر وأنا في عمر الخامسة حفل استقباله لدى عودته بالطائرة من سفرة الحج إلى بيت الله الحرام التي تمت في العام 1367هـ. كان مطار المثنى المطار الوحيد في بغداد، وكما هو معلوم فإن كل الطائرات التي تحط فيه كانت طائرات مروحية. وصلنا جمعاً من الأقارب والأحباب داخل مدرج المطار، وقفنا عند سلم الطائرة لنستقبله وهو ينزل منها لابساً الدشداشة البيضاء وتمنطق في وسطه “الهميان” وهي محفظة مصنوعة من الجلد أو الكتان تحفظ فيها النقود وجواز السفر وغيرها. أقيمت عند وصوله إلى الكوفة جلسات البهجة والتبريكات بتلك المناسبة.
اكتشفت مفارقة هي أن جواز سفره الصادر عام 1948 يفتح على الطريقة الغربية من اليسار ومكتوب باللغة الفرنسية ويحوي معلومات تشابه ما يذكر في جوازات الوقت الحاضر.
ذكر الدكتور سليم عبابنه والدي من ضمن 1316 طبيباً في كتابه "معجم أعلام الطب في التاريخ العربي الإسلامي" نشر دار البيروني للنشر والتوزيع عام 2010.
ذكر الدكتور سليم عبابنه والدي من ضمن 1316 طبيباً في كتابه “معجم أعلام الطب في التاريخ العربي الإسلامي” نشر دار البيروني للنشر والتوزيع عام 2010.
من كتاب معجم أعلام الطب دار البيروني للنشر 2010
وفاته: أصيب رحمه الله وهو في عمر الثامنة والسبعين بجلطة دماغية استقرت في الجانب الأيسر من الدماغ سببت شللاً في الجانب الأيمن من الجسم مصحوباً بصعوبة الكلام والتعبير. وهذه حالة مؤلمة جداً للمريض والأهل. تحسنت حالته العامة بعض الشيء ولكنه تعرض بعد أسابيع لجلطة دماغية أخرى أشد من سابقتها ما أثرت على وظائف أجهزة الجسم فتوفاه الله في اليوم الثاني من شهر جمادي الآخرة 1398 هـ الموافق للتاسع من شهر أيار عام 1978.
تاريخ وفاة الوالد للشاعر الكوفي محمد الشيخ علي البازي "سمِّه غاب الصالح الخليلي" 1978
أقيم له مجلسا عزاء (فاتحة)، في الكوفة في جامع بنت الملة قرب بيتنا القديم وكذلك في بغداد في جامع براثا في العطيفية. كان المجلسان يليقان بمنزلته المتميزة.
نظم الشاعر الاستاذ محمد نجل الشاعر الكبير الشيخ علي البازي قصيدة تؤرخ وفاته قال فيها:
عَمّاه ياصفوة َ من شيدوا صرحاً لطب النجف الجليلِ
يابن الذين قد سما عِلمَهم فوق السهى بالعمل الجميل
فثورة العشرين أقطابهــا تنادهوا عزماً لنصر الجيل
(عباسُكم) من بين أركانها قاسى لظى مستعمرٍ دخيل
إيه أبا الهادي وذي نفثةٌ من قلب مصدور بها عليل
يوم غياب الطب تاريخه (سمِّه غاب الصالح الخليلي) 1978
وكذلك رثاه الدكتور المحامي محمد جواد الطريحي بقصيدة منها:
(ابا الهادي) وان النظم يسمو فانت بسلكه عقد جمان
رحلت فلم تكن تسطيع صبرا ودنيانا ابتلاء وامتحان
بـ (هديك) قد (صفا) للناس رشد (تكفل) منه للاخرى (ضمان)
للجيل نهج(سعدت) بما عملت (وفقت) فينا فقر عينا بمسعاك الامان
لانك (صالح) قد شيعته لواء الخلد اثار حسان
جزيت بما نلت بدار (دنيا) لدى (الاخرى) بفردوس يزان
وبـ (الاثنين) فالتاريخ (يحكي قد احتفلت لصالحنا الجنان)
قصاصة من إحدى الصحف العراقية التي نشر فيها مقال عن الوالد
اللوحة التي نشرت في ذكرى وفاة الوالد رحمه الله
الوالدة
والدتي فاطمة جواد أحمد حسين الخليلي (حفيدة المرجع الأعلى للشيعة في حينه). ولدت في النجف عام 1334هـ (1912م) وتوفيت في 7 صفر 1433هـ الموافق اليوم العشرون من آذار 2012م.
كانت مع كل ما عليها من عبء في رعاية البيت الصاخب والأولاد والأقارب والضيوف تراها مبتسمة سعيدة تضفي السعادة على الآخرين. فقدَت طفلين قبل ولادة أختي الكبرى ماجدة ومن ثم توالت الولادات إلى أن أنجبت ست بنات وستة أولاد في مدة ستة عشر عاماً. ساعدها في رعاية الأولاد والبيت أقارب وجيران طيبون كانوا متواجدين كأفراد العائلة في تواصلهم معنا. عند وفاتها كان لها من الأولاد والأحفاد وأبنائهم 123 فرداً.
تزوجت شقيقتها السيدة صديقة من الشيخ محمّد الخليلي الذي سكن النجف. وهو معروف بممارسته الطب العربي الإسلامي وكذلك بشاعريته وشخصيته الفذة. وهو جد عالم الفيزياء الشهير في بريطانيا الدكتور جميل (جيم) الخليلي.
شقيقها الأستاذ مرزا جواد الخليلي الذي كان من أوائل من أنشأ المطبعة الحجرية في النجف وبعدها افتتح مطبعة عصرية فيها ثم انتقل إلى بغداد حيث أسس مطبعة الزهراء المعروفة والتي تقع في شارع المتنبي.
إخوتي وأخواتي
أنعم الله على الوالدين بستة أولاد وست بنات. كانت لنا أختنا الكبرى والتي أنجبتها زوجة الوالد السابقة السيدة حليمة والتي توفيت وأنا ابن أربع سنوات.
إخوتي: ضامن في أعلى اليمين ثم كافل. وفي الصف التالي صفاء الى اليمين ثم فائق ويليه الى اليسار أسعد
إخوتي الخمسة
1. ضامن: البروفسورضامن الخليلي، حائز على شهادة الدكتوراه في مجال تصميم الحاسبات الإلكترونية عام 1972 من جامعة مانجستر. عمل في مجالات البحوث الهندسية والأكاديمية في العراق وأصبح رئيسا لقسم الهندسة الكهربائية في الجامعة التكنولوجية عام 1978 ثم رحل إلى كندا ليتسنم مواقع متعددة هندسية واستشارية في صناعة الإلكترونيات الدقيقة. بعدها التحق بالمجال الأكاديمي في الكلية الملكية الكندية وتم ترقيته إلى درجة بروفسور عام 1990 عمل أيضا أستاذ مشارك في جامعتي كونكورديا وكارلتون في كندا. أشرف على عشرات إطروحات الدكتوراه والماجستير ونشر ما يربو على 180 بحث علمي في مجلات علمية في شمال أمريكا وأوربا وفي مؤتمرات عالمية.
2. كافل: أكمل دراسته الجامعية في القاهرة ثم عاد وعمل في التجارة. اختطف في أيلول ١٩٨٠ مع سيارته لجهه مجهولة. علمنا بعد بحث متواصل أنه كان معتقلاً في مديرية الأمن العامة. انقطعت الأخبار عنه بالرغم من البحث المستمرحتى سقوط النظام في العراق ٢٠٠٣ حيث حصلنا على وثيقة رسمية بالحكم عليه مع مجموعة بالإعدام و مصادرة أمواله مؤرخة في ١٩ مايس ١٩٨٣ ، بالرغم من أنه لم يكن منتميا أو مهتما بالسياسة والأحزاب بشكل مطلق، عدى كونه يسكن في بيت أخته التي أعدم ولدها بتهمة انتمائه لحزب إسلامي .
3. صفاء: تخرج في كلية القانون جامعة بغداد عام 1974 وحصل على عضوية نقابة المحامين. جمع بين الدراسه والعمل فكان مساعدا لوالدي في تجارة الحبوب والتمور ثم انشأ في الكوفه معمل الخليلي للجرش والهبش ١٩٦٩منتميا لاتحاد الصناعات العراقي في عمر مبكر. وبعد تأميم الدوله لتجارة الحبوب تعاقد مع مصلحة الحبوب كأفضل معمل في محافظة كربلاء عام ١٩٧٣ واستمر حتى ١٩٧٩. دخل ميدان الصناعة وانتمى إلى اتحاد الصناعات فأنشأ معملا لطبع العلامات في النجف. غادر العراق عام 1982 وعمل مع المعارضة العراقية كمدير لمركز حقوق الإنسان في العراق حتى انتهاء الحرب. استقر في الإمارات العربية وعمل في الميدان الصناعي والتجاري ثم عاد إلى العراق عام 2016.
4. فائق: تخرج في كلية الزراعة جامعة بغداد 1976. تعين معيداً في الكلية عام 1978 بعد أداء الخدمة العسكرية. غادر إلى آيرلندا عام 1980 للدراسات العليا حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة دبلن. عُين تدريسياً في الجامعة نفسها. سافر إلى دبي للعمل التجاري ثم التحق بجامعة الكوفة عام 2009. تقاعد عام 2013.
5. أسعد: تخرج في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد عام 1978. غادر بعد تخرجه إلى دبي وعمل فيها في المجال الصناعي والتجاري. استقر في السنين الأخيرة في لندن.
الأخوات
الكبرى حبابة وقد تزوجت من السيد كاظم أحمد الحسيني (تاجر قرطاسية)، ماجدة زوجها الأستاذ عزيز العصامي (صاحب مطبعة)، حكيمة زوجها الأستاذ عبد الصاحب الخليلي (مدير كمرك)، هيفاء زوجها الأستاذ سامي جاسم بلاش (رجل أعمال وصناعي)، نعماء زوجها الأستاذ الدكتور نعمان الخليلي (أستاذ صيدلة)، فائقة زوجها الأستاذ حسن الخليلي (رجل أعمال)، فائزة زوجها الأستاذ الدكتور محمّد جواد الطريحي (قاضي وخبير قضائي).
زوجتي وأولادي
عندما تخرجت في كلية الطب في العام 1966 أجرت لجنة تحرير مجلة الطلبة التي يصدرها الاتحاد الوطني للطلبة مقابلة خاصة معي. كان من بين الأسئلة التي وجهت لي سؤال حول الحب والمستقبل؟ أجبت بقولي أن الحب شيء أساسي في الحياة ولكن يجب على الرجل أن يجد الإنسانة التي توافقه في نقاط كثيرة في فكره وآماله وطموحاته وإني أتلهف لليوم الذي ألتقي به بكذا إنسانة لأقترن بها! كان فكري منشغلاً في تلك الفترة بأن أغادر إلى خارج العراق للدراسات العليا. عندما سنحت لي تلك الفرصة للسفر إلى بريطانيا في نهاية الشهر التاسع من العام 1971 كان قراري في داخل نفسي أن أحاول أن أكمل تدريبي لمدة خمس سنوات وأعود إلى الوطن وأن ألتزم بعدم الزواج بأجنبية.
عدت إلى الوطن في نهاية الشهر الخامس من عام 1976 وأنا عازب فتحقق ما كنت قد قررته عند سفري.
بحكم حصولي على الشهادات العليا في الاختصاص واستعدادي لبناء حياة أسرية كانت هناك مجالات واسعة لاختيار رفيقة للعمر ولكني وجدت في قريبتي حنان الخليلي كريمة الأستاذ المحامي صادق الخليلي الإنسانة الفريدة التي تتصف بكل ما أتمناه من خلق عال ونضوج فكري وجمال الشكل والروح. لم أتردد ولا للحظة واحدة في القرار بالتقدم لوالديها طالباً يدها. كان التجاوب منها ومن العم والدها والسيدة والدتها القبول والرضا. بعد لقاء عائلتينا تمّ ولله الحمد كل ما هو مطلوب من مراسيم العقد وترتيبات الزواج ومن ثم قضاء شهر العسل في إيطاليا.
أكملت حنان الخليلي دراستها الجامعية في العام 1972 وحصلت على البكالوريوس في اللغة الإنكليزية من كلية التربية جامعة بغداد وبعدها التحقت بالدراسات العليا في الجامعة المستنصرية حيث حصلت على شهادة الدبلوم العالي في علم المكتبات والتوثيق عام 1973. كان عندها دافع للمزيد من التعلم فقد كانت محبة لتعلم اللغات فدرست اللغة الفرنسية في المعهد الفرنسي في بغداد ووصلت إلى مرحلة متقدمة فيها. عند تقدمي لخطبتها كانت حنان تعمل أمينة مكتبة مركز الدراسات الفلسطينية وهو مركز أبحاث تابع إلى جامعة بغداد.
استمرت زوجتي في موقع عملها كمسؤولة مكتبة مركز الدراسات الفلسطينية. بالرغم من ابتعادي عن البيت بسبب عملي المهني في مستشفى جراحة الجملة العصبية وبعدها مستشفى الجراحات في مدينة الطب، وانشغالها بمسؤوليتها الرسمية، كانت تؤدي كافة الالتزامات البيتية وتربية أطفالنا الثلاثة ومتابعة دراستهم. لم تتململ ولم تشكو بل كانت تضفي بابتسامتها وطيبتها على الجميع فتزرع في أولادنا القيم النبيلة وحبّ التعلم والتفوق والمنافسة فأصبحوا في المقدمة دوماً.
عشنا في بغداد وتنقلنا في سكننا بين حي مدينة الضباط وحي زيونة ثم استقر سكننا في حي المستنصرية في منطقة شارع فلسطين.
مرت علينا ظروف صعبة في العراق كان آخرها اختطافي في الثامن والعشرين من نيسان عام 2004. ذهب في ذلك اليوم أصدقائي الذين كانوا معي في السيارة حين الاختطاف إلى بيتي لإخبار زوجتي عمّا حدث. تلقت الخبر بشجاعة وإيمان بالله وشكرت الله أني كنت على قيد الحياة فكان لديها أمل بأن هذه الشدة ستنتهي. كانت أثناء أيام اختطافي رابطة الجأش تخفف عن الجميع هول الصدمة وتتصرف بكل حكمة. وفي عين الوقت أخذت زمام المبادرة في التفاوض عبر الهاتف مع المجرمين الخاطفين حول الفدية المطلوبة. أكبرت فيها تلك الروح في قدرتها على عدم إظهار ألمها أمام الآخرين والتي يندر وجودها.
تحملت معي المصاعب طيلة أيامنا الأولى في كندا التي استقر فيها ركابنا حيث التغيير الكبير والابتعاد عن الأهل والوطن. كانت محبة لمهنتها كأمينة مكتبة فحصلت على عمل كمكتبية متطوعة في مدرسة ثانوية بالقرب من سكننا.
عند استقرارنا في واشنطن عملت زوجتي كمتطوعة في مكتبة الكونجرس الأمريكي في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفترة ستة أشهر. ازدادت خبرة في اختصاصها وتعرفت على مجتمع مكتبي أمريكي من أعلى المستويات. تطوعت بعد ذلك بخدماتها المكتبية ليوم واحد في الإسبوع للعمل في مكتبة عامة بالقرب من سكننا في فيرجينيا منذ مجيئنا وحتّى الوقت الحاضر.
مع زوجتي حنان الخليلي وبجنبها ابنتي الكبرى صبا وبجانبي بنتي رند وولدي ياسر واقفاً
وملخص القول أن الله قد حباني بجوهرة لا تقدر بثمن ورفيقة درب شاركتني بكل آمالي وآلامي وطموحاتي وإحباطاتي فكانت نعم الزوجة ونعم الصديقة ونعم الأم ونعم الإنسانة.
أكرمنا الله ببنتين وولد. البنت الكبرى صبا (بكالوريوس لغة إنكليزية) تعمل في مجال الإدارة في مؤسسة طبية في فيرجينيا. رند حصلت على البورد الأمريكي في اختصاص الأشعة والاختصاص الدقيق في مجال أشعة الثدي قضته في جامعة كولومبيا في نيويورك وتعمل الآن أستاذة مساعدة في جامعة جورج تاون في واشنطن. وياسر حصل على البورد الأمريكي في اختصاص طب الأعصاب وزمالة في فسلجة الأعصاب ويعمل أستاذاً مساعداً في جامعة فرجينيا كومنولث.
والد زوجتي
والد زوجتي هو الأستاذ المحامي ورجل الأعمال صادق محمّد سعيد الخليلي. تخرج في كلية الحقوق عام 1945. امتهن التجارة كوسيلة لخدمة المجتمع. أصبح عضواً في غرفة تجارة بغداد في عمر مبكر. ساعد وهو في ذلك الموقع العديد من التجار الصغار الذين كانوا بأمس الحاجة إلى من يدعمهم.
المحامي الأستاذ صادق الخليلي 1912-1981
أعضاء غرفة تجارة بغداد ويظهر الأستاذ صادق الخليلي الأول من اليسار
شارك في اتحاد الصناعات العراقي فكان عضواً فعّالاً فيه وساهم في نشاطات تخدم التعليم والثقافة فكان عضواً في هيئة إدارية لمدارس أهلية ومنتديات متعددة. ومما يذكر أنه ساهم في مشروع إنشاء جامعة الكوفة في العام 1967 والذي لم ير النور.
صورة تذكارية للهيئة المؤسسة لجامعة الكوفة في العام 1967 (يظهر صادق الخليلي الثالث من اليسار في الصف الأول الوقوف)
قدم الخدمات الاجتماعية الطوعية فأصبح عضواً في منظمة الهلال الأحمر العراقية، منظمة حقوق الإنسان العراقية، جمعية التحرر من الجوع المرتبطة بمنظمة (فاو)، جمعية المقاصد الخيرية والصندوق الخيري الإسلامي.
كان بيته ملتقى النخبة الثقافية في المجتمع حيث تتضمن جلساتهم تبادل الآراء والأحاديث الممتعة.
والدة زوجتي
تنتسب والدة زوجتي إلى الأصل الحسيني فهي العلوية زهرة بنت السيد أحمد المولودة في النجف عام 1927 والمتوفاة في عمّان الأردن في العام 2005. كانت سيدة حصيفة حكيمة محترمة لها حضورها في المجتمع النسائي البغدادي. ساندت زوجها في كل مراحل حياته وكان يعتمد على استشاراتها اعتماداً كبيراً وكانت نعم الزوجة والأم.
إخوة زوجتي
لم يكن لزوجتي حنان أختاً ولكن الله حباها بأربعة إخوة طيبين هم: ظافر (بكالوريوس إدارة واقتصاد)، حازم (بكالوريوس إدارة واقتصاد)، عادل (بكالوريوس هندسة كهربائية) وعلي (بكالوريوس وماجستير محاسبة).
زوجتي حنان تتوسط إخوتها الأربعة: أعلى اليسار ظافر، أعلى اليمين حازم، على اليسار عادل وعلي الى اليمين