من المعلوم أن العديد من شبابنا الأطباء الذين يعملون في الاختصاصات السريرية تقصر خبرتهم في الإسلوب الأمثل للبحث العلمي. حاولت تجاوز ذلك بمحاولة توسيع مدارك الأطباء الشباب في مجال البحث العلمي بما أتمكن منه. توجهت الى صديقي ممثل منظمة الصحة العالمية في بغداد الدكتور الحبيب رجب بخصوص ذلك. طرحت عليه فكرة إقامة دورة تهدف إلى تعريف الاطباء بفلسفة البحث العلمي. رحب بالفكرة وأبدى استعداد المنظمة لدعم المشروع.  اتصلت بأساتذة من غير الاطباء ممن لهم الباع الطويل في اختصاصاتهم ليحاضروا في الدورة حيث أن فلسفة البحث العلمي لا تختلف في جوهرها في أي من الاختصاصات العلمية والإنسانية. وبحكم علاقتي الشخصية مع أولئك الذوات تكرموا جميعا بالموافقة على المشاركة بالمحاضرات.

المحاضرون هم:

  1. الأستاذ الدكتور سامي المظفر العالم في اختصاص الكيمياء الحيوية والمتميز في البحث العلمي.
  2. الأستاذ الدكتور عبد المجيد حمزة أستاذ الاحصاء الحياتي
  3. الأستاذ الدكتور أكرم عثمان رئيس جمعية الحاسبات العراقية
  4. الأستاذ الدكتور نجدت الصالحي المتضلع بالفلسفة واللغة العربية
  5. الأستاذ الدكتور المهندس عبد الستار الدباغ
  6. وكنت المحاضر السادس

عقدت الدورة في شهر تشرين ثاني 2001 وحصلت كذلك على موافقة ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور الحبيب رجب بإقامة ورشة عمل في مجال البحوث الطبية للأطباء الشباب.

استمرت الدورة لمدة ثلاثة أيام شارك فيها ثمانية وعشرون طبيبا وطبيبة من الشباب المتطلع. وكانت هذه اول ندوة نوعية في هذا المجال.
قائمة أسماء الاطباء الشباب المشاركين في الدورة

أبديت بعض الملاحظات في ختام الدورة التي جاء فيها: “معنا من الأساتذة العلماء الكثير من الإرشادات والآراء والتوجيهات السديدة. والإنسان ليس لتعلمه نهاية فلقد علمنا نبينا الكريم بأن نطلب العلم من المهد الى اللحد. فليس هناك حدود بين الاختصاصات وإنما هي تتداخل مع بعضها في العلوم التطبيقية والانسانية. وكذلك فإنها تشترك في مجال البحث والتحقيق بنفس الأسس والقيم التي يجب أن تنطلق إلى خارج الاختصاص المعين كي تبدع وتكون مهيأة للتطبيق. وإن البحوث مهما كانت عميقة أو سطحية، بيولوجية أو رياضية، أو غيرها تتراكم بنتاج كل الاختصاصات ولا تتأثر بالتاريخ أو الجغرافيا بل تنتج ما يخدم تقدم العلم والمعرفة في كل مكان وزمان.

والأمل إن هذه الدورة قد ساهمت في تعريف أسس البحث العلمي بما يحقق بعضا من طموحاتنا في نشر الثقافة البحثية بين قادة المستقبل وزرع الرغبة الصادقة في التوجه لهذا المنحى الذي بدونه لا يمكن لأي مجتمع أن يصمد في خضم التقدم العلمي المتسارع.

وفقنا الله جميعا لخدمة العلم والمعرفة والوطن