مشروع المركز الثقافي العراقي في واشنطن

تمثل الثقافة جسراً حقيقياً للتواصل بين الشعوب، وهذا التواصل هو من أساسيات وسائل التطور والرقي،   وهو وسيلة مهمة لتوسيع أفق الشعوب الناهضة وتنويرها بما لدى الشعوب الأخرى من ثقافة وتراث ودفعها إلى  المساهمة في تطوير المجتمعات النامية. ومن أهم الثوابت للجسور الثقافية هي المراكز الثقافية المعتمدة بين البلدان.

من المتفق عليه أن العراق بحاجة ماسة جدا لاسيما في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه لإظهار صورته الثقافية والحضارية الناصعة أمام الشعب الأمريكي، حيث أن الصورة التي تتمثل للفرد الأمريكي حينما يتردد أمامه اسم العراق هي صورة الحزن والمأساة والدم والدموع. وفي طليعة وسائل تحسين صورة العراق يأتي استحداث مركز ثقافي عراقي في العاصمة واشنطن، ليصبح هذا المركز مناراً عراقياً مشعاً للثقافة والحضارة للماضي التليد والمستقبل الجديد. وكذلك يكون هذا المركز حلقة التواصل مع العراقيين في كل الولايات المتحدة بجمع شملهم وإدامة تواصلهم مع الوطن العزيز وتوجيه طاقاتهم في سبيل خدمة وتقدم الشعب العراقي. ونذكر بأن العديد من الدول العربية والغربية افتتحت لها مراكز ثقافية في واشنطن.

أتيحت لي فرصة مقابلة رئيس الجمهورية جلال الطالباني عند زيارته إلى واشنطن في الشهر العاشر من عام 2007.  كان اللقاء منفرداً تحدثنا فيه بشأن عدة أمور تخص العمل في واشنطن. قدمت له مذكرة رسمية كنت قد أعددتها وفيها مبادرات متعددة منها استحداث مركز ثقافي عراقي في واشنطن. 

المقترح أن تخصص  بناية واسعة في واشنطن للمركز الثقافي العراقي.

تشتمل هذه البناية على ثلاث طبقات.

تخصص الطبقة الأولى لقاعات الندوات الثقافية الدورية، المعارض الفنية والمناسبات الرسمية.

جزء من المذكرة التي قدمتها إلى رئيس الجمهورية

الطبقة الثانية تضم قاعات دراسية مجهزة بأحدث التقنيات التدريسية، تستخدم لتدريس أبناء الجالية العراقية لغتهم الأم وثقافة وتاريخ العراق، وكذلك إقامة دورات تدريبية للمهنيين من الموظفين والتدريسيين وغيرهم واستقدام المحاضرين الأمريكان أو العراقيين لإلقاء محاضراتهم ما يوفر الكثير من الأموال ويمكّن من إقامة المزيد من هذه الدورات التدريبية لتطوير العلم والمعرفة في العراق.

الطبقة الثالثة تستخدم كغرف سكنية للمسؤولين والموفدين ما يوفر الكثير من أموال مؤسسات الدولة ويؤمن لهم الحماية اللازمة.

اقترحت بأن يشغل المركز المقترح بناية السفارة العراقية الحالية في واشنطن، وقد أيد ذلك العديد من منتسبي السفارة السابقين والحاليين. ومن الجدير بالذكرإن البناية لم تعد تفي بالمساحة المطلوبة والتوسع المرتقب في عمل السفارة كي تستوعب الزيادة المستمرة والمتوقعة في عدد الموظفين والعاملين في السفارة.

مشروع مكتبة الموسيقى العراقية 2007:

استحدثنا في الملحقية الثقافية مكتبة للفن العراقي الأصيل المخزّن على أقراص ليزرية والتي وصل عددها إلى الألف وخمسمائة قرص، وهي تضمّ الفن العراقي الموسيقي الأصيل منذ بداية القرن العشرين وحتّى الآن وفيها تسجيلات لحفلات نادرة عامه وخاصة. وهي من إنتاج وجهد وعرق جبين الأستاذ الفنان الموسيقي والمؤرخ فؤاد ميشو الذي يسكن مدينة نوكسفيل ولاية تنسي.

الاستاذ فؤلد ميشو

أرسلها إلى  الملحقية بطلب شخصي مني وعلى وجبات كي يحفظ التراث الموسيقي العراقي ويكون مصدراً لطالبيه توفره الملحقية. احتفظت بها في الملحقية بعد أن صنفت تلك الأقراص.

بعد استحداث المركز الثقافي العراقي في واشنطن سلّمت المجموعة كاملة رسمياً إلى  المركز ولكن بعد إلغاء المركز وإغلاقه يعلم الله ماذا حلّ بتلك المكتبة الموسيقية. لله الحمد ان للأستاذ فؤاد نسخته الشخصية الكاملة.

مشروع “بيتي آمن”:

 لاحظت أن أغلب المجرمين الذين يرتكبون جرائم القتل والخطف والسرقة في الوطن يسكنون في أحياء لا يبدو عليهم  فيها ما يثير الشك، فبادرت إلى  تقديم ما اعتقدت أنه يمكن أن يقلل من وجود هؤلاء المجرمين في الأحياء الآمنة. وكان منطلقي من وحي اختصاصي الطبّي.

إن وحدة بناء المجتمع هو البيت أو أية وحدة سكنية أخرى. ومن العديد من البيوت والوحدات السكنية يتكون الشارع ومن مجموعة من الشوارع نحصل على المحلة ومن عدة محلات تنشأ مدينة ومن ثم فإن عدة مدن تكون محافظة ومنها الوطن الأكبر. فإذا كان أحد البيوت فيه منحرف بأي اتجاه سلبي كان، فإن ذلك يؤثر سلباً على الشارع والمحلة والمدينة والمحافظة وبالتالي يكون التأثير السلبي على المجتمع كله والوطن بأكمله.

وعلى هذا الأساس قدمت هذا المقترح عام 2006 موجّهاً إلى  رئيس الوزراء عن طريق الأستاذ  محمّد  حمود حينما كان مستشاراً لرئيس الوزراء، وأعطيت هذا المشروع عنواناً هو:“بيتي آمن”

وفي هذا المشروع يعلن الشخص المسؤول عن تلك الوحدة السكنية أو البيت أن بيته آمن. ومن ثم يعلن سكان الشارع بأن “شارعي آمن” ومن بعد ذلك يعلن بأن “محلتي آمنة” وعلى هذا الأساس يعلن سكان المدينة بأن “مدينتي آمنة” ومن ثم تعلن المحافظة بأن “محافظتي آمنة” ويتحقق الأمن في الوطن ككل.

إن المقصود بالبيت الـ: “آمن” هو:

1.     لا يسكن فيه مخربون.

2.     لا يوجد فيه من هو محكوم عليه أو مخالف للقانون.

3.     لا توجد فيه أسلحة غير مرخصة أو غير مسجلة في الدولة.

4.     لا توجد فيه أية مادة تؤدي إلى  أذى الناس بأي شكل من الأشكال.

5.     لا توجد فيه أية شائبة خُلقية أو مخالفة للعرف العام.

التطبيق:

يتطلب التطبيق أولاً الإيمان بالمشروع ومن ثم أن تتعاون كل القوى في المجتمع على تطبيقه بإستراتيجية مشتركة. ويتم ذلك بدعم ومشاركة:

1.     كل القيادات الدينية المحلية والعشائرية والوجهاء.

2.     الحكومة بكل دوائرها على المستوى الفيدرالي والمحافظة والمدينة

3.     الكتل السياسية

4.     وسائل الإعلام بكل أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي

5.     منظمات المجتمع المدني

6.     الجامعات والمدارس

7.     كل المؤسسات والتنظيمات التي تعنى بالخدمة العامة

المطلوب من كل المؤسسات الدينية والرسمية وغير الرسمية أن تتوجه للشعب بإعلان المشروع على أن يبدأ في وقت متزامن واحد وعلى مدى إسبوع أو أكثر لتوعية المجتمع والعمل على تطبيق الاستراتيجية المتفق عليها من الجميع.

والأمل أن يكون “بيتي آمن” حديث المجتمع ليلاً ونهاراً في ذلك الإسبوع كي يعمل الجميع بجدية تامة لتحقيق سلامة الفرد والمجتمع والقضاء على من يعمل على المساس بالأمن ويعرقل التقدم.

قدم المشروع الأستاذ المستشار محمّد الحاج حمود مباشرة وباليد  إلى شخص رئيس الوزراء. ولم أحصل على أي ردّ.

سد الموصل:

حينما نُشر خبر خطورة سد الموصل واحتمال انهياره اتصلت بخبير السدود العراقي الأمريكي في الولايات المتحدة الدكتور مساعد الحسني الذي يسكن في ولاية فيرجينيا. استطلعت منه مساعدة الجهات الفنية والمسؤولة في العراق فاستجاب وقدم للملحقية تقريراً عن السد واحتمالات انهياره والحلول الفنية التي اقترحها. أرسلت كتاباً رسمياً بخصوص ذلك وكذلك تطوعه بالذهاب إلى موقع السد والعمل مع المسؤولين العراقيين والقيام بكل ما يمكن لحماية السد.  تم الاتصال بين المسؤولين والأستاذ مساعد، كما اتصل بي هاتفياً الأستاذ صادق الركابي مستشار رئيس الوزراء وتباحثنا بخصوص ذلك. لم نسمع رداً من المسؤولين بعدها.

مشروع مهرجان إسبوع الشباب العراقي 2006:

حرصاً على دعم الشباب في العراق وتفاعلهم مع الشباب والمجتمع الأمريكي  في ميدان الفن، قدمت مشروعاً عام 2006 لاستضافة 50 طالباً عراقياً من معاهد الفنون الجميلة العراقية ممن يتمتعون بقدرات فنية متميزة بأن يفدوا إلى  واشنطن بصحبة خمسة من أساتذتهم ليقيموا “مهرجان إسبوع الشباب العراقي”. يقدم الشباب في هذا المهرجان عرضاً فنياً يشمل الموسيقى والرسم والنحت والتمثيل والغناء في واشنطن ولمدة إسبوع. ومن ثم يشكل منهم  خمس مجموعات تشمل كل منها عشرة طلاب وأحد الأساتذة ليقدموا  نشاطات مماثلة في خمس ولايات كبرى.

إن مشروعاً مثل هذا يحتاج إلى  تمويل مادي يبلغ عشرات الألوف من الدولارات ليغطي نفقات السفر والإقامة والتنقل الداخلي.

اتصلت بعدة جهات أمريكية من منظمات المجتمع المدني في محاولة للحصول على دعم تنظيمي ومادي. تطوع للمساعدة في المشروع عدد من الشباب الأمريكي والعراقي الأمريكي من منظمات مختلفة وعقدت اجتماعات عديدة معهم والمنظمات التي ينتمون إليها. 

إحدى الرسائل المتبادلة بيني وبين شباب المؤسسات الأمريكية المتعاونين معنا

بجهود شخصية، تمكنت من الحصول على ضمان استضافة كل الطلبة وأساتذتهم مجاناً في بيوت عوائل أمريكية.  فضلا عن التوفير المادي، سيشكّل ذلك فرصة إضافية للتعرف على المجتمع الأمريكي عن قرب.

رسالة السيد بايلر من مؤسسة المانونايت بالتبرع باستضافة الطلبة وأساتذتهم

في إحدى الاجتماعات شاركتنا الشيخة حصة بنت الشيخ حمد أمير دولة قطر. عندما اطلعت على تفاصيل المشروع أشارت بالاتصال بالمؤسسة القطرية للحصول على

رسالة الشيخة حصة بخصوص اقتراحها بالاتصّال بمؤسسة قطر
رسالة السيد بايلر من مؤسسة طائفة المانونايت المتبرع باستضافة الطلبة وأساتذتهم

دعم للمشروع.

بالرغم من الجهود المكثفة التي بذلناها وبذلها شباب المؤسسات المتعاونون معنا وبعض المنظمات في تحقيق هذا المشروع، وكذلك حصولنا على السكن المجاني للجميع لم يتحقق المشروع وأسقط ما في يدنا لعدم التمكن من الحصول على تغطية كاملة لنفقات السفر من العراق أو خارجه.

مشروع مليون حاسبة لطلبة العراق (محاولة) 2007

كان من طموحاتي أن أتصل بالسيد بيل غيتس (Bill Gates) الشهير وأن أحاول معه أو مع من بشأنه لدعم طلبة العراق بالتبرع لهم بمليون حاسبة والتي لا تكلف ميزانية مؤسسته الكثير قياسا الى ثروته الطائلة. لم يكن من السهل الاتصّال به وشرح أهداف المشروع الذي كان في فكري.

وزير الاتصالات محمّد علاوي: زار واشنطن محمّد علاوي وزير الاتصّالات في حينه حيث طلب مني أن أرافقه إلى اجتماع رسمي مع إحدى شركات الاتصّالات الحديثة وهي شركة إنجينوم (Ingenium). عند الحديث مع السيد جون واتكنز (John Watkins) ممثل المؤسسة الداعية علمت بأن له علاقة مع رئيسة فرع مؤسسة بيل غيتس في واشنطن السيدة ماركوت تايلر (Margot Tyler).

السيدة ماركوت تايلر

 بعد مدة وبناءً على طلبي تم لقائي معه ومع السيدة ماركوت في أحد المطاعم في واشنطن.  هناك شرحت لها هدفي من المشروع وأهميته من الناحية الإنسانية والتربوية. ولخصت لها ذلك بالقول بأن التبرع بمليون حاسبة لطلبة العراق  وفي الظروف الصعبة التي يعانون منها  وما هم فيه من مآسى سيبعث فيهم الأمل ويمكنهم من استخدام الحاسبة  في منهاجهم التعليمي. يكون الفضل في ذلك للسيد بيل غيتس شخصياً ولمؤسسته الإنسانية. وبذلك تفتح قناة مهمة بين المؤسسة والعراق ككل.

رسالة إلى  السيدة ماركوت تايلر أشير فيها إلى  الاجتماع مع السيد جون واتكينز

استوعبت السيدة ماركوت ذلك واقترحت أن أتصل بالسيد غيتس مباشرة وتفضلت بإعطائي عنوانه الشخصي الذي يصله مباشرة. 

بعض من الرسائل الإلكترونية المتبادلة مع ممثلة مؤسسة بيل غيتس

أرسلت على أثر ذلك رسالة مفصلة للسيد غيتس وقد ساعدني في تحريرها بلغة التعامل مع هكذا شخصيات أحد الشباب العراقيين الأمريكان وهو الدكتور ليث نجل الدكتور سامي باقر الحسني. وفيما يلي بعض من الرسالة التي أرسلتها إلى  السيد غيتس وترجمتها:

بداية ونهاية رسالتي إلى  بيل كيتس في 11 شباط 2007

جاء في الرسالة التي أرسلتها إلى  السيد بيل غيتس

“أكتب إليكم بعد اجتماع مشجع في واشنطن العاصمة مع ممثل مؤسسة غيتس السيدة ماركوت تايلر.

….أنا واثق من أن العراقيين جميعا وخصوصا الطلبة سيكونون ممتنين كثيرا لما تقدموه لهم. وإن النماذج الحية التي تقدموها في خدمة الانسانية في أغلب بقاع العالم  تنير الطريق وتشجع العديد من الاشخاص والمؤسسات على السير على ذلك النهج في خدمة الانسانية….

ومما تقدم ولأجل مساعدة العراق يمكنني أن أقدم بعض الأمثلة الممكنة في المجالات التي يمكن للمؤسسة أن تساعد فيها، وسيكون من دواعي الشرف أن ألتقي بكم وأعرض عليكم هذه القضايا وغيرها من الخيارات”.

وللأسف وبالرغم من تلك المحاولات لم يتحقق ما كنت أصبو إليه ويجب الإقرار بمبدأ:

على المرء أن يسعى بمقدار جهده                وليس عليه أن يكون موفقا

اقتراح استحداث هيئة للعلوم والتكنولوجيا والإبداع في العراق 2008

في خضم هذا العالم اليوم أصبحت العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أساسيات التقدم الاقتصادي والاجتماعي حيث إن التقدم الحاصل الآن يجري بسرعة هائلة لا يمكن مواكبته. 

لا يمكن لأي بلد أن ينتعش ويتعافى اقتصادياً بدون  استثمار جزء كبير من ثروته في العلوم  والتكنولوجيا حيث أنهما  وقود الابتكار والتطور وبهما تزداد فرص العمل ويرتفع مستوى المعيشة وتثبت أسس التحسن في الحياة العامة والخاصة.

وقد استحدثت كل الدول المتقدمة والعديد من الدول النامية هياكل إدارية تكون في الغالب تحت رعاية أعلى سلطة في الدولة تتعهد برعاية العلوم والتكنولوجيا والابتكار. ولقد أجريت دراسة لما هو موجود حالياً في مجال تنسيق جهود العلوم والتكنولوجيا في الدول التالية: الصين، كوريا الجنوبية، كندا، دول البحر الكاريبي، مصر، آيسلاندا، الهند، إيرلندا، اليابان، كينيا، ماليزيا، نيوزيلاند، الباكستان، البرتغال، سنغافورة، جنوب أفريقيا، تايوان، تايلاند، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة وفيتنام. وتبين أن هناك حاجة ماسة لاستحداث كيان مركزي خاص لهذا الغرض. ومما تجدر الإشارة إليه هو أن مثل هذه المؤسسة في الولايات المتحدة يترأسها رئيس الجمهورية وعضوية العديد من الوزراء.

إن الدولة العراقية الجديدة تؤمن بالدور الأساس للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لبناء اقتصاد رصين يضمن التواصل مع العالم المتقدم ويحقق مستوى اقتصادي عال لكل قطاعات الشعب العراقي. وعليه فإن من الضروري تحشيد واستثمار الطاقات العلمية وتوجيهها  وتأسيس  مجلس العلوم والتكنولوجيا والابتكار وذلك:

  • لضرورة مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي والابتكار ولتداخل ذلك في كل مرافق الحياة العامة.
  • لضرورة تنسيق الجهود لضمان تكاملها ودعمها لبعضها البعض.
  • لضرورة منع هدر الطاقات والجهود والأموال التي لا تخضع للتنسيق المركزي والتكامل.
  • لضرورة استحداث مؤسسة تعنى برعاية العلوم والتكنولوجيا والابتكار حسبما يؤمن تطويراً مبرمجاً شاملاً في كل دوائر الدولة ومؤسساتها.
  • لضرورة رفع المستوى العلمي لكل عراقي

التأسيس: يؤسس المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ويكون ارتباطه بدولة رئيس الوزراء مباشرة.

العضوية:

  1. الرئيس: رئيس الوزراء
  2. نائب الرئيس: نائب رئيس الوزراء
  3. وزير الصناعة
  4. وزير الصحة
  5. وزير المالية
  6. وزير التعليم العالي
  7. وزير التربية
  8. وزير العلوم والتكنولوجيا
  9. وزير البيئة
  10. مستشار رئيس الوزراء لشؤون العلوم والتكنولوجيا
  11. أي مسؤول آخر حسب قرار الرئيس

الاهداف:

  1. وضع إستراتيجية  للنهوض بالعلوم والتكنولوجيا في الوطن
  2. وضع خطط لتطبيق الإستراتيجيات

التطبيق:

  1. تطوير الملاك العلمي
  2. تطوير الملاك الساند من البنية التحتية التقنية
  3. تطوير الفكر العلمي للمجتمع
  4. تطوير وسائل البحث العلمي
  5. وضع آلية للتعامل مع العالم المتطور
  6. تطوير واستحداث مراكز بحثية متخصّصة
  7. استحداث نظم مكتبات حديثة
  8. استحداث مجالات نشر النتاج العلمي
  9. تشجيع الابتكار واستثماره

اجتماعات المجلس:

يترأس الجلسات الرئيس،  وعند غيابه يقوم نائب الرئيس بمهمات رئاسة المجلس وعند غيابه يكلف مستشار الرئيس للشؤون العلمية أو من يخوله الرئيس برئاسة الاجتماع.

الواجبات:

1.عملية تنسيق صنع السياسات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مؤسسات الدولة

2. ضمان أن تكون القرارات والبرامج الصادرة تتماشى مع الأهداف المثبتة للمجلس

3. المساعدة في تداخل منهاج المجلس في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار مع برنامج الحكومة الفدرالية

4. ضمان أن تؤخذ سياسة العلوم والتكنولوجيا والابتكار بنظر الاعتبار في اتخاذ القرارات السياسية للحكومة وتنفيذ تلك السياسات

5. تطوير العلاقات الدولية في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار

التنسيق:

تنسق كل الدوائر والوكالات الممثلة في المجلس أو الدوائر المعنية من خارجها سياسة العلوم والتكنولوجيا والابتكار بوساطة المجلس وتشاركه في المعلومات المتعلقة بالبحوث والميزانية

الميزانية:

يقدم المجلس إلى وزير المالية توصياته بشأن ميزانية البحوث والتطوير التي تظهر التوجهات الوطنية في الخطة الإستراتيجية. فضلا عن ذلك سيقدم المجلس التوجيهات إلى  وزير المالية بشأن تقديم ميزانية مؤسسات البحث والتطوير

الإدارة :

أ. يمكن للمجلس أن يعمل بمساعدة لجان عاملة أو مستحدثة، أو هيئات خاصة أو مجاميع هيئات متعددة

ب. يجب على كل الدوائر وبما يسمح به القانون أن توفر المعلومات التي يطلبها المجلس بشأن كل المصادر والأشخاص والدوائر والمطبوعات.

ج. يجب على كل الهيئات والمؤسسات وبما يسمح به القانون التعاون اللازم مع المجلس وتقديم المساعدة والمعلومات والنصائح عندما يطلبها المجلس.

ماذا حصل بعد ذلك:

بعد إرسال  المقترح إلى  بغداد عام 2008 ،  أعدت إرساله عام 2009 و تبين أن لجنة على غرار ما تقدمت به قد شُكلت في العراق يرأسها وزير العلوم والتكنولوجيا. ولم يمكنني التحقق إن كانت تلك الخطوة قد جاءت بسبب مبادرتي أم لا؟  على أي حال لم تصل تلك اللجنة إلى  المستوى الذي كنت آمل أن يكون حيث أن ليس لوزير العلوم والتكنولوجيا السلطة القانونية على الوزراء الآخرين والعديد من دوائر الدولة. بينما كان المقترح أن تكون الهيئة برئاسة رئيس مجلس الوزراء الذي يمتلك تلك الصلاحية وبوساطتها يمكن تطبيق مقترحات الهيئة وتكون ملزِمة للجميع.

مشروع مركز العراق للدراسات الاستراتيجية  2008

إن تقدم أي مجتمع ودولة في عصرنا الحاضر يعتمد اعتماداً كلياً على البحث العلمي واستثماره في خدمة المجتمع بكل آفاقه. وتتنافس الدول المتطورة في النسبة المخصصة للبحث العلمي من الناتج الإجمالي السنوي. وتصل في بعض الدول إلى  ما يزيد على الأربعة بالمائة منه. فمثلا تخصص كوريا الجنوبية 4.3% والولايات المتحدة 2.7% وتتراوح الدول الاخرى المتقدمة في تلك الحدود. البحث العلمي لا يقتصر في تلك البلدان المتطورة على المؤسسات الأكاديمية  بل يتعداها إلى  وجود مراكز بحثية مستقلة رسمية وغير رسمية وهي مما تدعى بمراكز الدراسات الفكرية (Think Tank). تعنى هذه المراكز برفد الدولة بالدراسات والمقترحات المبنية على بحث علمي من متخصصين من منتسبي تلك المراكز أو خارجها. تكون المشاريع البحثية إما حسب الرؤى العلمية لتلك المراكز بما يحتاج له المجتمع والدولة أو بتكليف رسمي من الدولة للبحث في حلول لمشكلة معينة في المجالات الاقتصادية والبيئية وغيرها. يبلغ عدد مراكز الدراسات الفكرية في الولايات المتحدة مثلا بحدود الألفي مركز متوزعة على الدراسات السياسية، الاقتصادية، العلاقات الدولية، الأمن، البيئة، العلوم والتكنولوجيا، الفنون والعلوم الإنسانية.

في العراق يتم البحث العلمي في المؤسسات الأكاديمية  وليس هناك تواصل أو استثمار لتلك البحوث في خدمة المجتمع. ومهما ترتقي تلك البحوث فهي تقتصر على ما هو متوفر من أدوات البحث المحلية. فمن الضروري خلق أرضية للبحوث تساهم في تطوير المجتمع وحل  المشاكل الاستراتيجية في العراق بأيدي متخصصين متفرغين في وسط علمي متطور مثل الولايات المتحدة.

المقترح:

استحداث مركز عراقي في واشنطن يعنى بالبحوث الإستراتيجية التي تهم العراق.

التمويل: 

يمول المركز من الحكومة العراقية  ومن التبرعات غير المشروطة من العراقيين في داخل العراق وخارجه أو أية مؤسسة غير حكومية.

الإشراف:

تشرف على المركز هيئة إدارية من أبناء الجالية العراقية المعترف بكفاءتهم العلمية والأكاديمية  وينتخب من بين أعضائها رئيساً للمركز.

الهدف:

القيام ببحوث تهم العراق في حاضره ومستقبله مما توجه به دوائر الدولة العراقية من طرح لمشكلات تبغي الوصول إلى حلول لها أو ما يتفق عليه مجلس الإدارة  من البحث في مواضيع استراتيجية تهم العراق وتسعى إلى  تطوير الأداء والقدرات.

يقوم بالبحث  أكاديميون عراقيون مقيمون في الولايات التحدة أو أكاديميون  وباحثون من الأمريكان وغيرهم. تعطى مدة زمنية معينة للبحث ويقدم في نهاية البحث برنامجا علميا واضحا يستثمر من الدولة العراقية. ويمنح الباحث مبلغاً مجزياً يتفق عليه مسبقاً.

 الطموح:

أن يتطور المركز في خدماته البحثية وأن يحصل على تقييم واحترام المؤسسات الأكاديمية  والعلمية الأمريكية وأن يسعى إلى الإرتباط بإحدى الجامعات الأمريكية المتميزة للعمل البحثي المشترك وأن يتطور ذلك إلى  القدرة على منح شهادة الماجستير من تلك الجامعة للباحثين المؤهلين عند الإشراف المشترك من داخل المركز ومن الجامعة.

 المستقبل:

أن يكون المركز حلقة وصل علمية بين العراق والولايات المتحدة يتواصل بمساعدته الباحثون في داخل العراق مع من هم في الخارج، ويكون المرآة المشرقة للإنتاج العلمي العراقي ليطلع عليه المجتمع العلمي الأمريكي.

وفي المستقبل يمكن أن يرقى إلى  أن يكون معهداً علمياً عراقياً مرموقاً  في الولايات المتحدة يخدم الملاكات العلمية والفنية العراقية في كل مجالات العلم والتكنولوجيا

مشروع رعاية الجالية العراقية في أمريكا 2008:

تشكل الجالية العراقية في الولايات المتحدة صورة صادقة للعراق في كل أبعاده، ففيها من العلماء من حقق سمعة على مستوى العالم في مجال العلم والتكنولوجيا، ومن الأطباء والمهندسين الذين فاقوا بسمعتهم العديد من أقرانهم من السكان الأصليين، وهناك من الأدباء من حقق سموا على المستويين العالمي والعربي، ومن المثقفين من أصبحوا مصدر فخر، ومن رجال الأعمال من حقق تقديراً في مجاله يضاهي العديد من أمثاله في هذا الحقل، ومن ومن ويطول التعداد. وهناك لفيف من العلماء والأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين الذين لم يسمح المجتمع هنا بكفالة العيش لهم ولعوائلهم، ويعيشون حالة كفاف وتعفف تؤلم كل من تصله أخبارهم أو يعلم بوجودهم. وتضم الجالية أيضاً كمّاً هائلاً من أهلنا الطيبين الذين لم يسعفهم الزمان أن يرتقوا إلى  المستوى التعليمي أو المعاشي العالي.

في الوقت الحاضر هنالك موجة عارمة من اللاجئين الجدد الذين وفدوا إلى الولايات المتحدة آملين تحقيق “الحلم الامريكي” ولكنهم بمزيد الأسف واجهوا الصدمة الشديدة بعكس المؤمل. وتشكل فئة  العلماء والأطباء والمثقفين نسبة  كبيرة منهم، وقد فاجأهم الواقع المرير فوجدوا أنفسهم وعوائلهم بدون مأوى وبدون ضمان لمعيشتهم اليومية ولا ضمان لأولادهم دراسياً ولا معاشياً، وكذلك المستقبل القاتم لعدم السماح لهم بممارسة مهنهم بسبب القوانين والتشريعات المعمول بها.

وكل هؤلاء هم أهل العراق وفخر العراق ومن كافح في سبيل العراق ومن أفنى حياته العلمية والعملية الإنتاجية من أجل العراق.

الكلّ يشعر بالإحباط، وأقصد بالكلّ، الفئة التي عيونها على وطنها للحصول على المعونة المالية وهم يشاهدون في الإعلام الملايين بل البلايين تتقاطر على وطنهم، والفئة المثقفة الذين يأملون أن يحتضن الوطن كفاءاتهم وقدراتهم التي بدأت تخبو لأسباب مادية ومعنوية، وكذلك أصحاب القدرات العاملين والمنتجين من علماء وأطباء وأكاديميين الذين يعيشون في بحبوحة النعيم في الولايات المتحدة ولكنهم يتمنون التواصل مع الوطن والأهل كي يمدوا العراق بما لديهم من إمكانات وقدرات التي هي دين في أعناقهم للوطن ولكن ليس هناك من قناة دائمة لاستثمار ذلك المعين.

دائرة الهجرة: طلبت من دائرة الهجرة في وزارة الخارجية الأمريكية أن نلتقي بمن لهم العلاقة في هذا الشأن. قامت الوزارة بدعوة عدد من الذوات المعنيين وعقد الاجتماع. اصطحبت معي إلى  الاجتماع أحد أفراد الجالية المرموقين وقُدم لنا عرض شامل بشأن طبيعة إجراءات اللجوء والهجرة.

حالة سيدة عراقية: وفي الاجتماع عرضت عليهم حالة مؤلمة لسيدة عراقية نبيلة كنت قد عملت معها في العراق وقدمت إلى  أمريكا عن طريق اللجوء بوساطة الأمم المتحدة. بقيت تلك السيدة لمدة شهرين تعاني من الجوع والبرد وتعرضت لأمراض لم يسعفها منها سوى الطبيب العراقي الذي اتصلت به وقام بكل ما يتطلب من فحص سريري ومختبر وعلاج وكانت حالتها لا تخلو من خطورة. أجاب المسؤولون بأنه يخصص  لكل طالب لجوء يصل إلى  أمريكا عون مادي وصحي يكفيه بأن يعيش ثمانية شهور على الأقل. والسبب في حرمان تلك السيدة من هذه الرعاية هو “الشخص الوسيط”. والشخص الوسيط هذا يكون في الغالب مؤسسة أو منظمة من منظمات المجتمع المدني التي تستلم التخصيصات  من الوزارة وتتكفل بالقيام بما يجب. وتبين أن هناك منظمات لا تقوم بواجبها كما يجب بل تستغل ضعف وعدم قدرة اللاجئ على الشكوى وتتقاسم معه تلك المخصّصات. والحق يقال، تحققت الوزارة من قصة السيدة العراقية وتبين أن تلك المنظمة مقصّرة وعوقبت بمنعها من القيام بدور الوسيط مستقبلاً.

اقترحت أن يكون “الشخص الوسيط” من أفراد الجالية العراقية واستوعب الأخ عضو الجالية العراقية الذي كان معي المشروع كي ينتفي دور الوسيط المستغل. وبناءً على تلك المقابلة تبلور لدي اقتراحا قدمته إلى المسؤولين وبعض أفراد الجالية.    

المقترح:

أن تنشأ مؤسسة باسم “مجلس رعاية العراقيين” (أو ما شابه) مقره الولايات المتحدة وله فروع في مختلف الولايات لرعاية الجالية اجتماعياً ومادياً والعمل على إبقاء وإذكاء الحس الوطني والعائدية للوطن. وكذلك رعاية الكفاءات والطاقات العراقية في الولايات المتحدة خدمة لتقدم العراق.

الذي يتبادر إلى  الذهن إن هذا من واجب السفارة والدائرة الثقافية الملحقة بها وهذا هو المؤمل، ولكن المفضل أن تستحدث الجالية العراقية هذا المجلس ليتكفّل بمهام هذا الجانب كلياً ويرتبط  بالسفارة أو الملحقية الثقافية. ولكن يجب أن يكون له ملاكه الخاص وأن تكون له ميزانية تؤمن تحقيق المؤمل منه.

ومن واجبات هذا المجلس:

  1. رعاية الكفاءات العراقية .
  2. توفير معونة مادية على غرار الحصة التموينية في داخل العراق على أن تؤمن عيشاً كريماً لأهلنا المحتاجين.
  3. تتكفل المؤسسة بجمع الطاقات وتنظيمها بشكل يمكن العراق من استثمارها بأفضل صورة .
  4. استحداث مدارس ومراكز ثقافية للجالية في كل الأماكن التي تتمركز فيها الجالية.
  5. نشر الثقافة العراقية بين المجتمع الأمريكي من خلال نشاطات الجالية وما يقدم من دعم ومشاركات من العراق .
  6. إنشاء قناة فضائية محلية داخل أمريكا تبث ولو لساعات محدودة بحسب التوقيت والأجواء التي تنسجم مع الحياة في أمريكا تتخللها برامج مدروسة تقّرب الوطن وتحببه لأبناء الجالية العراقية.
  7. إصدار جريدة (ووسائل إعلامية أخرى) لنشر الثقافة العراقية للمجتمع الأمريكي.
  8. تقوم بإحصاء كامل للعراقيين تشمل كفاءاتهم واحتياجاتهم .
  9. ما يرتئيه المجلس من مهام أخرى .

تم تقديم هذا المشروع للمسؤولين في وزارة التعليم العالي لإبداء الرأي والدعم ولم يتم ذلك. أما بخصوص قيام  الجالية بتلك المهمة لوحدها فتبين ان هناك العديد من العوائق القانونية والإدارية التي تحول دون ذلك. ويبقى ذلك حلماً كالأحلام السابقة واللاحقة.