مشروع ملاحقة الآثار العراقية المسروقة:
في خضم التدهور الأمني في العراق كان ما أصاب الآثار العراقية من نهب وتخريب الكثير وعلى مستويات عديدة. فقد تمت السرقة وتهريب الآلاف من القطع الأثرية من المتاحف الوطنية والمحلية وكذلك من مواقع الحفريات بصورة مباشرة. وهذه الأخيرة أكثر خطورة مما سرق من المتاحف حيثُ إنَّ تلك المسروقات من المواقع الآثارية لم توثق ولم يطلع عليها المتخصصون.
تشجعت للسير في ذلك المسار حينما أخبرتني الأستاذة الدكتورة زينب البحراني، أستاذة الآثار في جامعة كولومبيا الأمريكية، بوجود قطع آثارية نفيسة كانت قد سرقت من العراق وعرضت في مزادات عالمية بضمنها مزادات في الولايات المتحدة.
علمت بوجود الدكتور دوني جورج الآثاري العراقي المعروف في الولايات المتحدة بعد أن غادر العراق والتحق تدريسيا في إحدى جامعاتها. طلبت منه تقديم محاضرة في واشنطن بخصوص جرائم سرقة الآثار.
تفضل الدكتور دوني بالمجيء إلى واشنطن حيث ألقى محاضرة في جامعة جورج واشنطن حضرها عدد كبير من أبناء الجالية العراقية والمعنيين بالآثار من المجتمع العلمي الأمريكي.
تولدت لدي فكرة العمل الجدي في سبيل إعلام المجتمع بهذه الجرائم ومحاولة إيجاد وسيلة للتقليل من حدوثها وملاحقة المختفي منها.
يصعب جداً رصد الآثار المسروقة وملاحقة المجرمين سراق الآثار إلا بالوسائل الرسمية والقانونية على المستوى الدولي لأنها تحتاج إلى تعاون مباشر ووثيق بين الجانب العراقي والأمريكي. قدمت بعد التداول مع الأستاذ بهاء المياح مستشار وزير السياحة والآثار في بغداد اقتراحاً بهذا الخصوص إلى وزير السياحة والآثار الدكتور لواء سميسم بعد أنْ اطّلع عليه الدكتور دوني قبيل إرساله.
يتلخص الاقتراح باستحداث لجنتين من المتخصصين بالآثار إحداهما عراقية والثانية أمريكية.
أولاً: اللجنة العراقية:
- الأكاديميون:
o الدكتور عبد العزيز حميد، جامعة بغداد
o الدكتور صباح جاسم، جامعة بغداد - وزارة الدولة لشؤون الآثار والسياحة:
o الدكتور عباس الحسيني
o الدكتورة أميرة عيدان
o الدكتور صلاح سلمان رميض
o الدكتور عبد الرحمن محمّد علي - ممثل وزارة الخارجية العراقية
ثانياً: اللجنة الأمريكية: - المختصون بالآثار
o الدكتور دوني جورج (جامعة ستوني بروك)
o الدكتورة زينب البحراني (جامعة كولومبيا)
o الدكتور جون رسل
o الدكتور ماكواير كيبسون
o الدكتورة اليزابث وينتر - المسؤولون الأمريكيون:
o ممثل قسم العراق في وزارة الخارجية
o ممثل دائرة الجمارك الأمريكية
والمقترح أن تشرف الوزارتان على المشروع باتصالهما ببعضهما بصورة مباشرة عبر اجتماعات مباشرة أو عبر الإنترنت. يرشح مسؤول من العراقيين هو الدكتور دوني جورج لرئاسة اللجنة العراقية ومن الجانب الأمريكي الدكتور جون رسل.
أرسل المشروع إلى وزير الدولة لشؤون الآثار والسياحة الذي وعد بدراسته. استلمت ردّاً من الوزارة هو شكر وزير الدولة على ذلك الاقتراح وعلى جهود أخرى في هذا المجال ولكن لم يحدث أي تحرك لتطبيق الاقتراح!
“اختراق” المواقع الأثرية الإسلامية في سامراء:
خلال زيارة رسمية لقسم الآثار في وزارة الخارجية الأمريكية في بداية الشهر التاسع من عام 2007 بدعوة من خبير الوزارة الأستاذ جون رسل أستاذ الآثار في معهد الآثار الأمريكي في بوسطن، اتّصل به فريقه في العراق بشأن حدث آثاري مهم وهو دخول القوات الأمريكية في مواقع الآثار الإسلامية في سامراء والقيام بحفريات لإنشاء بناية في تلك المواقع المهمة في التراث الإسلامي العباسي.
تأثر الدكتور جون كثيراً من ذلك العمل “الشنيع” الذي يمكن أن يدمر المواقع الآأثارية. كان جون وكأن الموقع ملك شخصي له. طلب مني بصفتي الرسمية كملحق ثقافي أن أقدم ما يمكن بالاتصّال بالمسؤولين العراقيين للتحقق من ذلك ومحاولة التدخل لمنع تلك الحركة.
ثارت ثائرة العديد من المتخصصين في العالم والمعنيين بتلك المواقع التراثية الإنسانية. كان منهم بالإضافة للدكتور جون رسل، الدكتورة زينب البحراني أستاذة الآثار في جامعة كولومبيا، والدكتور أليستر نورذرج أستاذ الآثار في جامعة باريس وغيرهم.
اتّصلت هاتفياً بنائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي مباشرة في بغداد فأبدى اهتماماً كبيراً وبعد ساعة واحدة اتّصل بي مبلغاً بأنَّه كلف وزير الداخلية للتحقق مما يجري. أرسل الوزير فريقاً من الوزارة لمتابعة الحالة وقد أبلغت الدكتور جون رسل بتلك المبادرات والاهتمام الآني من المسؤولين العراقيين وأبلغني بأن أشكرهما نيابة عنه وعن مجموعته.
قام جميع المتخصصين بدورهم للعمل بما يمكن لوقف ذلك التخريب. كان للأستاذ بهاء المياح مستشار وزارة الآثاروالسياحة الدور الفعال في متابعة الموضوع وكنت على تواصل معه. وكذلك قام بالدعم والمساعدة الدكتور فيصل الأسترابادي أستاذ القانون في جامعة أنديانا.
توضّحت الحالة بعد ذلك حيث علمنا بأنَّ الحفريات كانت لتشييد بناء في موقع الآثار قام به فريق أمريكي بطلب من المسؤولين العراقيين وكان ذلك الموقع هو مركز للشرطة العراقية!
المهم في الموضوع أن العمل توقف ولم يحدث خرق آخر في تلك البقعة التاريخية الغنية حسب ما بلغنا.
الأرشيف اليهودي العراقي:
مما نشر في وسائل الإعلام والتقارير الرسمية أنه في السادس من شهر أيار (مايو) من عام 2003، دخلت مجموعة مؤلّفة من 16 جندياً أمريكياً من وحدة “ألفا” إلى مقر المخابرات العراقية المغمور بالمياه: “للتفتيش عن الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، حيث عثر في قبو تلك البناية على سبعة صناديق كانت مغمورة تحت أربعة أقدام من المياه. تبين أنَّ تلك الصناديق كانت تضمّ آلاف الوثائق والكتب ذات الصلة بالطائفة اليهودية في العراق. فرتبت سلطة التحالف المؤقتة تخزين المواد في شاحنة مجمدة لوقف نمو المزيد من العفن، ثمّ طلبوا المساعدة من إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية في واشنطن التي أرسلت خبراء في المحافظة على الوثائق إلى بغداد في شهر حزيران من عام 2003.
تم الاتفاق الرسمي بين القائم بمسؤولية الآثار العراقية، الذي عينه بول بريمر وهو الدبلوماسي الإيطالي بيير كوردوني وكان مساعده الخبير الأستاذ الآثاري جيسبي بوريتي مدير هيئة الآثار الإيطالية، والأرشيف الوطني الأمريكي. تضمن الاتفاق نقل الأرشيف كاملاً إلى واشنطن في مقر الأرشيف الأمريكي حيث يقوم الخبراء المختصون بترميم وإصلاح ما تلف من الوثائق بسبب تعرضها للمياه الجوفية في قبو المخابرات العراقية، ثم إعادتها إلى العراق بعد ثلاث سنوات.
طلب مني مستشار وزارة الآثار والسياحة الأستاذ بهاء المياح أن أتابع الموضوع بصورة رسمية وأن أحاول الحصول على المعلومات المستجدة بشأن مدى إنجاز العمل الذي تقوم به مجموعة الخبراء في الأرشيف الأمريكي.
بعد تثبيت الموعد مع إدارة الأرشيف قابلت السيد ألن فاينشتاين مدير المؤسسة في السابع عشر من تشرين الأول عام 2007 وكان بصحبتي السكرتير الثالث في سفارتنا في الولايات المتحدة السيد محمّد الفتيان. حضرت الاجتماع السيدة دورس هامبورغ مديرة برامج الحفظ والوقاية في إدارة الأرشيف القومي الأمريكي المسؤولة عن (الأرشيف اليهودي العراقي) والسيد كاري ستيرن من إدارة الأرشيف والسيد جون فلامنك من وزارة الخارجية الأمريكية.
أرسلت في اليوم التاسع عشر من تشرين الأول 2007 رسالة إلكترونية إلى مستشار وزارة الآثار والسياحة ذكرت فيها عرضاً موجزا عن اللقاء الذي تبعه تقرير السفارة المفصل.
لقاء رسمي في دائرة الأرشيف القومي الأمريكي:
تم لقاء رسمي في مكتب إدارة الأرشيف القومي الأمريكي يوم الأربعاء 31 تشرين الأول 2007. حضر معي في ذلك اللقاء السيد محمد هشام ممثلاً للسفارة العراقية في واشنطن.
فيما يلي الملاحظات الرسمية التي قدمت إلى السفارة ومنها إلى وزارة الخارجية العراقية بعد ذلك الاجتماع.
م/ مخطوطات عراقية اثرية
التقى الملحق الثقافي الدكتور عبد الهادي الخليلي والسكرتير الثالث محمّد هشام بكلّ من السيدة دورس هامبورك (Doris A. Hamburg) مديرة برامج الحفظ والوقاية في إدارة الأرشيف القومي الأمريكي (NARA) والمسؤولة عن (الأرشيف العراقي اليهودي) والسيد كاري ستيرن (Gary Stern) من إدارة الأرشيف والسيد جون فلامنك (John Fleming) من وزارة الخارجية الأمريكية من أجل التباحث بخصوص إعادة وثائق الأرشيف اليهودي العراقي تنفيذاً لتوجيهات الحكومة العراقية والواردة إلينا بموجب كتاب وزارة الخارجية 20888 في 12/9/2007، علماً بأنَّ هذه الوثائق كان قد تمّ إخراجها بعد سقوط النظام السابق عام 2003 من أحد أقبية جهاز المخابرات العراقي السابق وكانت مغمورة بالمياه، وقد أمر الحاكم المدني للعراق السفير بول بريمر آنذاك بإرسالها إلى المركز الوطني الأمريكي للوثائق (NARA) من أجل صيانتها من التلف الذي لحق بها. وتم الاتّفاق في حينه بأن يقوم مركز (NARA) بأعمال الصيانة الخاصة ومن ثمّ إعادتها إلى العراق بعد مرور عامين من إرسالها ابتداء من 17/8/2003.
شكر الدكتور عبد الهادي الخليلي المسؤولين عن نقل الوثائق وصيانتها وتوثيقها وأكد بأن تعاد هذه الوثائق كاملة إلى العراق بعد الانتهاء من عملية الصيانة النهائية مباشرة.
وقد تحدثت السيدة هامبورغ عن كيفية وصول هذه الوثائق التي يبلغ عددها 3800 وثيقة من العراق، حيث قامت قوة أمريكية خاصة باقتحام أقبية في مبنى المخابرات العراقي بحثاً عن أسلحة للدمار الشامل في صناديق حديدية بحسب المعلومات الواردة إليهم. لكن بدلاً من ذلك عُثر على صناديق حديدية تحتوي على وثائق قديمة مكتوبة باللغة العبرية، وبعضها مكتوب بالعربية والإنكليزية. ومن أجل الحفاظ عليها قامت سلطة الائتلاف المؤقتة بالاتصّال بمركز تواجد السيدة هامبورك وتم الاتّفاق في حينه على نقلها إلى مركز الوثائق في واشنطن بعد التعامل معها بالأساليب التقنية اللازمة ومن ضمنها تجميد الوثائق لمنع نمو العفن فيها والذي كان قد سبب تلفاً في بعضها. أجريت العديد من عمليات الصيانة الأولية والتوثيق بالصور والحاسبة. كلّفت هذه العملية مبلغ 100,000 دولار تبرعت بها مؤسسة خيريّة أمريكية بتوسط جمعية يهودية إذ أنَّ القانون الأمريكي يمنع التبرع إلى مؤسسة حكومية بصورة مباشرة.
أفادت السيدة هامبورغ بأنَّه لحدّ الآن لم يتم صيانة هذه الوثائق بشكل نهائي بسبب عدم وجود تمويل للمشروع إذ أنَّ المرحلة القادمة من هذا المشروع تتطلب مبالغ كبيرة، وخبرات تخصصية متطورة لإعادة تأهيل هذه الوثائق ومن ثمّ تبويبها وبتكلفة تقديرية تبلغ 2 إلى 3 مليون دولار، ويتطلب ذلك تأمين جهة ممولة لتغطية هذه المبالغ. عرضت السيدة هامبورغ صور للوثائق تصوّر مراحل التعامل مع الوثائق منذ لحظة العثور عليها ولحد الآن، والصور موجودة لدى الدائرة الثقافية في واشنطن. كذلك تمّ تزويدنا بوثائق من المركز عن المشروع ومراحله وكُلّ ما يتعلق به، وتشمل وثيقة الاتّفاق الذي تمّ نيابة عن العراق ووقعه ممثل السفير بريمر وممثل عن دار الوثائق الأمريكية.
كذلك استفسر الجانب العراقي عن الأمور الآتية:
- بخصوص نية المتحف إقامة معرض لهذه الوثائق داخل أو خارج الولايات المتحدة.
- التوراة الجلدية المحفوظة في اسطوانات خشبية.
- إمكانية تصوير هذه الوثائق من أحد عناصر السفارة.
- إمكانية إرسال وفد من بغداد من أجل الاطلاع على التقدم الحاصل في المشروع.
- المساعدة في تحديد وتبويب الوثائق عن طريق أحد الخبراء العراقيين والمساهمة للعمل في المشروع.
- إرسال كتاب رسمي إلى المركز وإلى وزارة الخارجية الأمريكية للمطالبة بهذه الوثائق بعد إصلاحها.
- إعطاء تقدير أولي عن مدة انتهاء المشروع وإعادة الوثائق إلى العراق حسب طلب الحكومة العراقية.
وقد أجاب الجانب الأمريكي عن استفساراتنا وكما يأتي: - في نية دار الوثائق إقامة معرض بعد الانتهاء من المشروع ولم يتم تحديد المكان والزمان لحد الآن علماً بأنهم لمّحوا بأن من حق المركز عرض الوثائق حسب القانون الأمريكي بعد الانتهاء من صيانتها.
- تم التأكيد بأن الوثائق تعود للعراق، وللعراق وحده الحق بالتصرف بها بعد الانتهاء من صيانتها.
- تم التأكيد بأن الوثائق لن تغادر أرض الولايات المتحدة إلا إلى العراق.
- طلبوا السماح بتصويرها كلية وجعل النسخ المصورة مبذولة للباحثين.
- أكدوا أن من ضمن الوثائق هناك التوراة الجلدية المحفوظة في اسطوانات خشبية.
- بإمكان السفارة الاطلاع على الوثائق في أي وقت وتصويرها لكن ليس الآن لأن الوثائق موجودة بسرية في مكان آخر.
- يمكن للوفد الحضور بعد الانتهاء من المرحلة الحالية للمشروع.
- يمكن إرسال كتاب إلى وزارة الخارجية الأمريكية وبدورها ستقوم بإرساله إلى المركز.
- لا يمكن تحديد مدة لانتهاء المشروع في الوقت الحاضر لحجم وضخامة وصعوبة العمل حسب ادعائهم.
الملاحظات والتوصيات - إرسال مذكرة رسمية من السفارة إلى الخارجية الأمريكية للمطالبة بتلك الوثائق.
- إرسال الوثائق مع الصور إلى الدائرة القانونية في وزارة الخارجية العراقية وإلى هيئة الآثار من اجل الاطلاع عليها وإبداء ملاحظاتهم عليها خصوصا الاتفاقية بين المركز والمنظمة اليهودية.
- زيارة المركز الذي فيه الوثائق مرة ثانية من السفير حتّى يتوضح للجانب الأمريكي أهمية هذا الموضوع للحكومة العراقية.
- مفاتحة رئاسة الوزراء من اجل إرسال خبير متخصص بهذه الوثائق حتّى يعمل في المشروع بالسرعة الممكنة.
- تحديد موعد شهري أو فصلي مع المركز من أجل عقد اجتماع دوري بين السفارة والمركز حتّى يتم الاطلاع على آخر التطورات ورفد بغداد بتقرير عن هذه التطورات.
- أن يتحدث السفير أو الملحق الثقافي مع الصحافة المسموعة أو المقروءة عن هذه الوثائق وعن أهميتها بالنسبة للعراق وعن المراحل التي مرت بها هذه الوثائق.
- تشكيل لجنة فنية متخصصة لدراسة كلفة المشروع حتّى تساهم الحكومة العراقية فيه من أجل إعادة تلك الوثائق بأسرع وقت وحتّى لا تكون هناك حجة لأي جهة للمطالبة بتلك الوثائق بوصفها أسهمت بإعادة تأهيلها.
- يمكن الاستنتاج من الصور المعروضة بأن العمل الذي قام به المركز عمل كبير في الحفاظ على تلك الوثائق.
للتفضل بالاطلاع …. مع التقدير.
د. عبد الهادي الخليلي؛ المحلق الثقافي محمّد هشام مالك؛ سكرتير ثالث
وبعد تلك المذكرة تعهدت السفارة العراقية بالتنسيق مع الجهات المسؤولة في العراق بمسؤولية متابعة مستجدات المشروع ولم يكن للملحقية شأن بالمتابعة بعد أن تم تثبيت متطلبات العراق لمسؤولي الأرشيف الوطني الأمريكي في ذلك الاجتماع.
تمثال إنتمينا Entemena:
التمثال إنتمينا هو تمثال الملك السومري انتمينا في لكش Lagash في وادي الرافدين.
يبلغ ارتفاع التمثال بحدود ثلاثة أقدام وقد نحت من حجر الديوريت الأسود عام 2340 (تقريبا) قبل الميلاد. يبلغ وزنه 300 باوند وقد عثر عليه بالقرب من معبد أور في جنوب العراق عام 1920.
نهب تمثال إنتمينا من المتحف العراقي في بغداد مع العديد من القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن، خلال فوضى انعدام الأمن عند الاحتلال عام 2003. كما ذكر لنا إن التمثال كان سينقل إلى خارج العراق وعثر عليه في الحدود ثم نقل إلى الولايات المتحدة للتأكد من أصالته والاحتفاظ به حتّى إعادته إلى العراق.
بعد لقاءات قمت بها مع طاقم من السفارة تسملت السفارة التمثال الذي سيبقى بحماية الحكومة الأمريكية ما دام في بناية السفارة. والدولة الأمريكية ليست مسؤولة عن أمن التمثال خارج البناية حسب القانون الأمريكي حيث إن التمثال دخل أمريكا بدون اتفاق ثنائي موقع مع العراق.
اللبوة السومرية:
اتصلت بي الدكتورة زينب البحراني في بداية كانون الأول عام 2007 تبلغني بعرض قطعة أثرية بالغة الأهمية سرقت من العراق وعرضت في مزاد سوذبي في نيويورك. كان الهدف إن كان بإمكاننا إيقاف البيع لعائديته للعراق.
والتمثال يصور لبوة ذات عضلات مجسمة تعود إلى بلاد ما بين النهرين عمره 5000 عام. صنع التمثال من الحجر الجيري وهو بارتفاع ثلاث إنجات وربع الإنج.
عند الاتصّال بالمسؤولين الأمريكان والتقصي تبين أن تلك القطعة قد سرقت من العراق عام 1948 أي قبل صدور قانون حماية الآثار في السبعينيات، لذا لا يمكن التدخل لمنع البيع.
تم بيع التمثال بالمزاد العلني في الخامس من كانون الأول 2007 بمبلغ 57.2 مليون دولار بعد أن عرضه المزاد في البداية بمبلغ 14 مليون دولار.
الآثار المسروقة (بحدود الألف قطعة):
بالتعاون مع خبير الآثار في وزارة الخارجية الأمريكية الأستاذ جون راسل ودائرة الجمارك الأمريكية تم تنسيق مشروع إعادة ما يقارب ألف قطعة اثرية كانت قد سرقت من المتحف العراقي بعد ترميم بعض القطع التي تعرضت للتلف.
بدأنا النقاش بشأنها حينما اتصلت بي دائرة الجمارك والحدود الأمريكية لإبلاغي بوجود ما يقارب الألف قطعة أثرية مسروقة من العراق بعد 2003.
في الرسالة الآتية التي أرسلها السفير الصميدعي إلى وزارة الخارجية العراقية وبعض التفاصيل عن المشروع:
اتّصلت دائرة الجمارك في الولايات المتحدة بالملحقية الثقافية في واشنطن لتعلمها بوجود ما يقارب 1000 قطعة أثرية في جمارك مدينة نيويورك حيث تمّ الحجز عليها هناك. منها بحدود 370 قطعة أثرية تمّ حجزها عام 2001 إذ تمّ تخزينها في أربعة صناديق لكنّها تعرضت لبعض التلف بسبب أحداث 11/9/2001 في أمريكا بسبب دخول المياه إلى هذه الصناديق وأخبرونا بأنَّه تمّ الاتصال بفريق من الخبراء في جامعة هارفرد (Harvard University ) لتقييم التلف ومحاولة ترميمها.
وفي عام 2001 تمّ حجز بحدود 600 قطعة أثرية لا زالت بحوزة نفس الدائرة وأن مجمل القطع الأثرية المجرودة تشمل أختام أسطوانية وخرز أثرية (beads) وقد طلبت الدائرة المذكورة أنْ توقّع الدائرة الثقافية في السفارة العراقية على أربعة تعهدات للمجاميع الأربعة التي تشمل كلّ القطع الأثرية. تم توقيع هذه التعهدات من السفير العراقي عن الجانب العراقي ودائرة الجمارك عن الجانب الأمريكي بتاريخ 20/7/2007 ونرفق لكم نسخة من هذه التعهدات علماً بأنَّ التعهد الذي تمّ توقيعه لا يلزم العراق بأية التزامات مالية أو غيرها، بل ينصّ فقط على إعادة القطع كاملة بعد ترميمها من الخبراء حسب قولهم.
قامت دائرة الجمارك بعدها بالاتصّال بالمستشار الثقافي الدكتور عبد الهادي الخليلي لإبلاغه بوجوب توقيع تعهدات جديدة، وبعد المداولة تبين أن لا حاجة لتوقيع هذه التعهدات لأنها ستكون تكرار للتعهدات السابقة التي وقعها السفير وقد تفسّرمماطلة في التسليم.
كذلك قامت الملحقية الثقافية بالاتصّال بالسيد جون رسل (John Russell) الأستاذ في جامعة بوسطن والمستشار في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الآثار العراقية الذي قدم العون الكبير في العمل لإعادة هذه الآثار بالسرعة الممكنة، وهو من المناصرين لإعادة هذه الآثار إلى العراق بأسرع وقت ممكن. حالياً هو في زيارة عمل إلى جمهورية مصر العربية وسيعود بعد إسبوع ليعلمنا بما تمّ من إجراءات بشأن تسليم مجموع هذه القطع، علماً أنَّ الدائرة الثقافية في السفارة قامت بالعديد من الاتصّالات وأرسلت عددا كبيرا من الرسائل وتابعت الموضوع بشكل مكثف.
في هذا الصدد عقد الملحق الثقافي اجتماعا في وزارة الخارجية بتاريخ 18/3/2008 وبطلب من السيدة دايان سيبرندت (Diane Siebrandt) المتخصّصة في شؤون الآثار العراقية والتي تعمل في سفارة الولايات المتحدة في بغداد. تم في اللقاء بحث مشروع إقامة تجمع أصدقاء المتحف العراقي الذي من المؤمل أن يضم عدد من منظمات المجتمع المدني ومؤسسات ثقافية ومتاحف عالمية وبمساهمة الموسرين من الجالية العراقية في الولايات المتحدة وخارجها، وكدعم لهذا المشروع تمّ عرض اقتراح إقامة احتفالية ضخمة بداية العام المقبل يدعى إليها العديد من الذين تمّ ذكرهم آنفاً وتعرض فيها هذه القطع الأثرية لمدّة أسبوع ما يؤثر كثيراً في نفوس المتبرعين من الحضور إلى واشنطن.
ولم نتمكن لحد الآن من الحصول على عدد هذه القطع الأثرية بشكل دقيق، إذ تمّ إبلاغنا فقط أنَّ ما في حوزتهم يقارب الألف قطعة وأن السفارة بانتظارعودة الأستاذ رسل من أجل الضغط على دائرة الجمارك الأمريكية لتسليم هذه القطع وبأسرع وقت ممكن.
سمير شاكر الصميدعي سفير جمهورية العراق/
النهاية: وأخيرا تسلمت السفارة القطع وأعيدت إلى العراق باحتفال رسمي