نهاية مشروع وأمل في المستقبل:
سبق أن فصلت في الجزء الثالث مشروع “سويّة من أجل العراق”. بدأت ذلك المشروع عند عملي في الملحقية الثقافية في واشنطن امتداداً لمؤتمر الأكاديميين العراقيين الأمريكان الذي عقد في واشنطن عام 2009. بدأ المشروع بأخذ الحالة التطبيقية فتم تأسيس اللجان في أغلب مجالات العلوم التطبيقية والعامة حيث بلغت 42 لجنة وأصبح لكل لجنة مقرر من أعضائها. ولإكمال الفائدة فقد حاولنا استحداث مشروع مماثل في العراق يحمل الإسم نفسه تتبناه وزارة التعليم العالي في العراق. بدأت الحملة في تكوين لجان مماثلة وحاولنا التواصل مع مقرري اللجان العراقية.
زار واشنطن رئيس وزراء العراق وحين اللقاء بشخصه وجه لي السؤال الآتي: ماذا حل بالمشروع ؟!وكان على علم بمشروع “سوية من أجل العراق”. أجبته أن المشروع متعثر. فاستدرك قائلا إن مشروعك يحتاج إلى مؤسسة. أجبته بالطبع يحتاج إلى مؤسسة ودعم متواصل من الدولة وانتهى الحديث بابتسامة!!
كذلك في لقاء آخر مع أحد الوزراء في وزارة سيادية حين كان في واشنطن قلت له: أن الدولة خصصت مليارات إلى هيئة الاستثمار وأرجو أن تؤيدني بأن هذا المشروع في استثمار كفاءات الخارج يستحق أن يدرج في أهدافه حيث يمكن لهؤلاء أن ينقلوا العراق إلى العصر الحاضر بما لديهم وانتهى الحديث كسابقه.
كانت هناك صعوبات شديدة في تطبيقه على كل المستويات رغم كل المحاولات ما جعل الإحباط يخيم على العديد من الزملاء الذين ساهموا بكل اندفاع وحرص على إدامة المشروع وللأسف وبمزيد من الحسرة لم يستدام المشروع كما كان مؤملاً ما سبب الاحباط لدى أعضاء اللجان في الولايات المتحدة وتدهور الحال تدريجياً حتى انتهاء المشروع.
أملنا كان كبيراً بأن يحقق المشروع استثمار كنز العراق المهمش وهم الكفاءات والطاقات العراقية الهائلة المنتشرة خارج الوطن بجمع شملها لتساهم مع الطاقات العراقية داخل العراق للنهوض بالوطن إلى الأعلى. وما كنز الكفاءات هذا إلا هو كنز آخر يضاف إلى كنوز العراق المتعددة التي منها الكنز التاريخي والكنز الديني والكنز الطبيعي والكنز السياحي وغيرها.
أقولها ثانية وثالثة بأن اللوم لا يقع على شخص مسؤول أو أشخاص معينين ولكن هو الوضع العام الذي لم يكن يسمح لأي جهد يعمل على تغيير الواقع المر الذي نحن فيه فانتهى نهاية مؤلمة لنا جميعاً.
المشروع البديل “منظمة توفيق”:
تم التشاور مع زملاء من الأكاديميين والمتخصّصين من المساهمين في مشروع “سوية من أجل العراق” من ذوي الرغبة الصادقة (رغم الإحباط) بأن يستمروا في تقديم ما يمكن لخدمة العراق لاسيما في مجالي التعليم العالي والصحة، وقررنا استحداث منظمة غير حكومية غير ربحية تسجل في الولايات المتحدة لتكون امتداداً للأهداف التي كانت مؤملة من مشروع “سوية من أجل العراق”.
لماذا “توفيق”:
اقترحت تسمية المشروع بما خطر على بالي من اختصار اسم المشروع بالإنكليزي Together For Iraq
بأن نختار منها الحروف TO F IQ لتكون بالعربية “توفيق”. وهكذا أصبح ذاك اسم للمنظمة. تعني كلمة توفيق النجاح والحظ السعيد.
طلبت من الصديق الآثاري الدكتور عبد الأمير الحمداني أن يسمي المنظمة باللغة السومرية. تفضل بإرسال الرسالة الإلكترونية التالية:
الهيئة المؤسسة:
بدأت الاتصال بالأساتذة حسين طعمة (أستاذ متمرس في العلوم النفسية السريرية في جامعة بيتسبرك ورئيس باحثين في وزارة الصحة)وعادل شمو (أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة مريلاند والمستشار الوطني في الخلق العلمي) ومجيد السكافي (أستاذ متمرس في العلوم الاجتماعية في جامعة ألاباما) لتأسيس المنظمة. تبرع المحامي الشاب زيد محسن العذاري الذي يعمل في مؤسسة قانونية معروفة في واشنطن وهي مؤسسة فينابل (Venable). تعهدت تلك المؤسسة بوساطة المحامي زيد بالقيام بكلّ ما يتطلب لتسجيل المنظمة.
التسجيل الرسمي والاستثناء الضريبي:
يجب على كل منظمة أن تحصل عند استحداثها على إجازة التسجيل الرسمية من الجهات المسؤولة في الدولة لكي تكون فعالة ولها كيان معترف به. تكلف عملية التسجيل الرسمي في الحالات الاعتيادية آلاف الدولارات وتستغرق أشهراً عديدة. لحسن الحظ استثمرنا قانوناً أمريكياً فريداً، وهو أنَّ المؤسسات الكبيرة مثل مؤسسة فنابل يجب عليهم تقديم خدمات بالمجان بما يعادل خمسين ساعة عمل في السنة وتدعى تلك الخدمة باللغة الإنكليزية (Pro Bono). سجلت المنظمة في ولاية مريلاند حسب توصية المؤسسة القانونية بتاريخ 15 تشرين الثاني 2011 .
بعد الانتهاء من التسجيل الرسمي للمنظمة حاولنا الحصول على مكسب اسثناء من دفع ضريبة الدخل. يشمل هذا الاستثناء كل من يتبرع للمنظمة بأن يستقطع ذلك المبلغ من دخله السنوي الإجمالي وبذا تقل ضريبته بما يناسب قيمة المبلغ. حصلنا عن طريق مؤسسة فينابل على ذلك الاستثناء الضريبي والذي يعرف في الولايات المتحدة c3) 501). تجمعت لدينا المئات من الصفحات والملازم التي تشمل المراسلات الرسمية بين المؤسسة ومنظمتنا ومؤسسات الدولة الأمريكية.
النظام الداخلي:
تم تقديم النظام الداخلي للمنظمة والذي تضّمن مادتين أساسيتين هما الأهداف ووسائل تحقيقها. عمل على كتابة النظام الداخلي الدكتور عادل شمو لخبرته في العمل بمنظمات أخرى ساعده المحامي زيد العذاري وبطبعة الحال بدعم من مؤسسة فينابل. جاء في مواد النظام الداخلي:
المـــادة (4):
تسعى الجمعية لتحقيق الأهداف الآتية:
- المساهمة في تطوير التعليم والبحث العلمي في العراق.
- التعاون مع المؤسسات التعليمية والبحثية خارج العراق.
- القيام بالمشاريع البحثية بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والبحثية خارج العراق.
- دعم الأكاديميين والباحثين للاستثمار الأفضل للعلوم والتكنولوجيا.
- العمل على تشجيع المتبرعين لتقديم المعونة المادية والمعنوية.
المـــادة (7):
تسعى الجمعية لتحقيق أهدافها بالوسائل الآتية:
- تشكيل لجان اختصاصية واستشارية بمساعدة أعضاء الجمعية.
- تأمين الاتّصال ، والعمل مع، الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية العراقية
- الاتّصال ، والعمل مع، الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في دول العالم لا سيما المتقدمة.
- التعاون مع المنظمات المناظرة داخل وخارج العراق.
- الإسهام في المؤتمرات والندوات ذات الأهداف المشتركة.
- تنسيق العمل بالتعاون مع مؤسسات الدولة لتحقيق أهداف الجمعية.
الشعار نحته الفنان محمّد غني حكمت:
ذكرت في قسم الملحقية الثقافية؛ فصل مشروع سوية من أجل العراق، إن الفنان الرائد محمّد غني حمكت قد صمّم لنا الشعار المتميز. طلبت منه ان ينحت الشعار كي تبقى آثار إبداعه النحتية بالإضافة إلى الإبداع التصميمي. أرسل لي المنحوته وهي بقياس ثمان إنجات بستة إنجات وبعمق إنجين.
الموقع على الإنترنت:
أنشأنا موقعاً للمنظمة على الإنترنت يحوي تفاصيل كثيرة عن المنظمة وأعضائها ونشاطاتها باللغتين الإنكليزية والعربية. يحوي الموقع كذلك رابطاً يسهل الانتقال إلى موقع “مجلة توفيق للعلوم العصبية” التي تصدرها المنظمة.
التواصل مع الجالية العلمية في الولايات المتحدة:
تواصلنا مع الجالية العلمية في الولايات المتحدة لإعلامهم بإنشاء منظمة توفيق ودعوتهم للمشاركة فيها.
أرسلنا الرسالة الآتية:
الزملاء الأعزاء أعضاء الهيئات التدريسية والباحثين والمتخصصين العراقيين الأكارم
تحية طيبة
يسعدني أن أكتب لكم لأخبركم بأن زملاء لكم من العراقيين الأكاديميين والعلماء والمتخصصين في الولايات المتحدة قد استحدثوا منظمة غير حكومية غير ربحية مسجلة في الولايات المتحدة الأميركية باسم “منظمة توفيق” انطلاقاً من وفاء الدين الذي يدينون به للعراق الحبيب.
تهدف الجمعية لخدمة المجتمع الأكاديمي والبحثي والمهني في العراق بما يمكن بوساطة قدراتهم الذاتية وعن طريق مؤسساتهم العلمية والجامعات التي يعملون فيها والجمعيات العلمية والمهنية التي ينتمون اليها.
إن ما يقوم به الأخوة والأخوات في المجتمع الأكاديمي والعلمي والمهني في العراق في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات والمؤسسات المهنية والبحثية من جهود جبارة في تطوير المستوى العلمي، بحاجة إلى دعم زملائهم من العراقيين في كل أنحاء العالم للمساهمة معهم في النهوض وعودة العراق إلى ما كان عليه من التميز والتقدم.
تغطي تخصصات أعضاء المنظمة العديد من الاختصاصات الطبية بكل مرافقها في الطب البشري والبيطري والصيدلة وطب الأسنان والتمريض والهندسة الطبية وكذا فروع الهندسة في الكهرباء والميكانيك والمعلوماتية غيرها وكذلك العلوم الصرفة والتخصصات الانسانية. ومن أعضاء المنظمة قياديون في اختصاصاتهم على مستوى العالم.
قامت منظمة “توفيق” بجهود متواضعة في مجالي الطب والطب البيطري فبدأ برنامج تدريب الأطباء العراقيين الشباب في أفضل المستشفيات الجامعية الأميركية مثل جامعة جورج تاون، جامعة نيويورك، جامعة برمنكهام ألاباما وجامعة كاليفورنيا.
أنشأت المنظمة مجلة علمية محكمة على الإنترنت وهي بمستوى المجلات العالمية المرموقة في مجال الطب والصيدلة وطب الأسنان والتمريض والهندسة الطبية. وقد مثـلت هيئة التحرير كل الاختصاصات هذه وبمشاركة قياديين علميين أمريكان.
ندعوكم للإطلاع على موقع الجمعية على الإنترنت، الذي هو في طور الإكمال، وبعنوان (www.tofiq.org) وكذلك موقع المجلة وعنوانه (TJMS.Tofiq.org) وكذلك النشرة الحديثة المرافقة.
هنالك على الموقع ثلاث استمارات: الأولى للزملاء الأكاديميين والباحثين والمتخصصين من قياديي المجتمع الأكاديمي والشباب في مرحلة التدريب وكذلك تشمل الأساتذة الذين يرغبون بالحصول على فرص لقضاء سنة تفرغ علمي في الجامعات الأميركية. الاستمارة الثانية موجهة لمن له الاستعداد بالتبرع بوقته وخبرته وبما يجود به من مساعدات عينية من أجهزة ومستلزمات وأموال. والثالثة لشبابنا المتواجدين في الولايات المتحدة من القادمين الجدد من كل الاختصاصات الذين بحاجة الى توجيه ومساعدة ودعم.
نأمل أن يصاحب التوفيق منظمة “توفيق” لتحقيق المؤمل في خدمة الوطن المبارك وأهلنا الطيبين.
مع الاحترام والتقدير
الأستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي
رئيس منظمة توفيق
الهيئة الإدارية:
بدأت الاجتماعات الرسمية للمنظمة وبدأ الإعلام عنها وكذلك بدأ النشاط المتعدد الجوانب. نشرنا دواراً باللغتين العربية والإنكليزية يوضح طبيعة المنظمة وما قامت به. تقرر في البداية أن تكون المنظمة بمساهمة أعضاء مشروع “سوية من أجل العراق” ووبسبب الصعوبات الادارية واللوجستية تمت على أن تقتصر العضوية على الهيئة الإدارية بما يتماشى مع القوانين الخاصة بالمنظمات غير الحكومية.
أصبح أعضاء الهيئة الإدارية باتفاق الجميع كما يأتي:
الرئيس: عبد الهادي الخليلي
نائب الرئيس: الأستاذ الدكتور عادل شمو (أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة مريلاند والمستشار الوطني في الخلق العلمي)
السكرتير: الأستاذ الدكتور علي شوقي العطار ( أستاذ الجراحة التقويمية في جامعة جورج تاون)
المسؤول المالي: الأستاذ الدكتور وائل خماس (أستاذ التشريح في جامعة ويسترن للعلوم الصحية)
العضو: الأستاذ الدكتور حسين طعمة (أستاذ متمرس في العلوم النفسية السريرية في جامعة بيتسبرك ورئيس باحثين في وزارة الصحة)
العضو: الأستاذ الدكتور مجيد السكافي (أستاذ متمرس في العلوم الاجتماعية في جامعة ألاباما)
أصبح الدكتور سمير جونا (أستاذ الجراحة في جامعة لوما ليندا) سكرتيراً للمنظمة بدلاً من الدكتور علي العطار الذي اعتذر بسبب مشاغل العمل.
انضم للهيئة الإدارية الأستاذ الدكتور عادل حمادي (الجراح الاختصاصي والأستاذ في جامعة بافالو)
التمويل: اقتصر التمويل المادي على ما يقدمه أعضاء الجمعية وبعض تبرعات أفراد من الجالية العراقية في الولايات المتحدة.