بسبب استمرار الصعوبات والعقبات في مشروع البعثات إلى الولايات المتحدة بالرغم من الجهود الحثيثة من كل الأطراف ارتأيت جمع عدد من المتخصصين بالقبول الجامعي للتدارس بطريقة العصف الدماغي كما يسموه في الولايات المتحدة والحصول على آرائهم ودعمهم.
ساعدت في إقامة تلك الندوة التي عقدت في يوم الخميس الموافق ١٥ كانون أول 2011 مؤسسة نافسا المسؤولة عن تنظيم المؤتمر العالمي السنوي للتعليم العالي.
عقد لقاء موسع في رحاب الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة مع مجموعة من ممثلي جامعات أمريكة ووزارة الخارجية الأمريكية ومؤسسة الإنماء الأمريكية في واشنطن. كان عنوان الجلسة هو جلسة “عصف دماغي” لتبادل الآراء والاستماع للمقترحات البناءة لخدمة مشروع البعثات الطلابية العراقية. شارك باللقاء 18 شخصية تمثل جامعات أمريكية عديدة وقسم التعليم في وزارة الخارجية.
قدمت عرضا مفصلاً عن التعليم في العراق ابتداءً من الزمن السومري ومروراً بالعصر المزدهر العربي الإسلامي وحتّى العصر الحديث. وبعد ذلك تركز حديثي على البعثات العلمية منذ الأربعينيّات من القرن الماضي وحتّى البرامج الطموحة للوزارة وتطرق إلى مبادرة رئيس الوزراء والزمالات الأخرى التي ينخرط فيها طلبتنا المبعوثون. ثمّ تحدثت عن البرنامج الجديد الذي بدأته الوزارة والذي يشمل ابتعاث آلاف الطلبة إلى الدول المتطورة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أن علوم القرن الواحد والعشرين تبدأ هنا. وبينت الصعوبات المتوقعة في قبول وتأهيل هذا العدد من الطلبة خلال مدة قصيرة. ثم طلبت من الحضور البدء بمناقشة المشروع الجديد للوزارة وطرح الأفكار وبيان الصعوبات والحلول الممكنة.
وبعد مناقشات مستفيضة وتوضيح تفاصيل القبول ومتطلبات الدراسة في مختلف الجامعات تم الاتفاق على مقترحين:
الأول: استحداث قسم متخصّص في الوزارة يعمل على استقبال طلبات التقديم، والتعامل معها بالتعاون مع الملحقيات الثقافية.
الثاني: استحداث تنظيم مرتبط بالملحقية يضم مسؤولين في التعليم العالي من أمريكيين وعراقيين يكون مقره في الملحقية في واشنطن للقيام بهذه المهمة.
وفي واقع الحال فإن الاقتراح الثاني كان قد طبق في غالبية الملحقيات الثقافية العربية في واشنطن منذ استحداث برامج البعثات فيها، وكان يمكن أن يوفر على الطالب والوزارة والملحقية الكثير من المعوقات والوقت.