“نظرية” في أسلوب التقدم العلمي المطلوب في العراق والدول النامية
البداية:
ذكرت سابقاً بخصوص إصابتي بشلل كف القدم اليسرى عام ألفين الناتج عن الانزلاق الغضروفي وكنت في بيتي طريح الفراش عام 2000. زارني خلال تلك الفترة أخي الدكتور علاء بشير اختصاصي الجراحة التقويمية المعروف. كانت زيارته للاطمئنان على صحتي وكذلك لإبلاغي بمشروع يحمله ويطلب مني المشاركة فيه. كان المشروع بتوجيه من رئيس الجمهورية ويتلخص بتقديم أفكار لتطوير العلوم والتكنولوجيا في العراق. تم اختيار عدد لايتجاوز الخمسة أو ستة أشخاص ليشاركوا في المشروع.
كان ذلك التكليف فرصة ثمينة لتقديم ماكنت أطمح لتحقيقه في ذلك الاطار. أنجزت مشروعي بعد ثلاثة ايام وسلمته للدكتور علاء.
تمهيد:
إن الفجوة العلمية والحضارية بين الدول المتطورة والدول النامية كبيرة جدا وهي في اتساع مستمر. فلا يمكن للدول النامية مطلقا الوصول إلى مستوى الدول المتطورة مهما حاول قادتها وأصحاب الأدمغة الخلاقة فيها أن يبذلوا كل قدراتهم. فالتراكم الحضاري والتطور المستمر في التعليم والعلوم أخذ قرونا من الجهد المتواصل في حين كانت الدول النامية نائمة في واقع الحال. وبالرغم من ذلك التطور المستمر نرى إن هذه الدول تعمل باستمرار على تحدي الصعوبات والمنافسة والصراع فيما بينها للوصول إلى الأفضل ومن يتخلف منها عن ركب التطور يترك خلف “القافلة” حيث أن المنافسة لا ترحم حتى الذين ساهموا في البناء والتطوير ان لم يعملوا على إدامة الزخم والعطاء.
لقد بذلت بعض الدول النامية في القرن الماضي جهودا استثنائية وبنجاح كي تخطو خطوات بناءة في اللحاق بركب الدول المتقدمة وبلغت بعضها مستوى يقرب من مستوى تلك الدول. ومثال على ذلك كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وغيرها. تطورت هذه الدول بفعل سياسات واستراتجيات هادفة على المدى القريب والبعيد شارك فيها أصحاب القرار السياسي وأصحاب الكفاءات.
سبل المعرفة:
إن سبل المعرفة في الحياة تقع في محورين أساسيين هما : العلوم الإنسانية، والعلوم الصرفة أو التطبيقية.
يمكن أن نرى في مجال العلوم الإنسانية والروحانية نبوغا فطريا منبعه قدرات ذاتية أو صقل وتدريب قدرات اعتيادية في ظاهرها والسمو بها إلى التميز فهناك الشاعر والرسام.
اما المحور الثاني أي العلوم الصرفة او التطبيقية فلايشاهد فيها النبوغ والاستنباط الذاتي إلا ما ندر فكم هناك مثل نيوتن أو أينشتاين؟. والسبب إن هذه العلوم لا تبنى إلا على تراكم المعلومات. فالعالم في علوم الفضاء لا يمكنه إلا أن يكون سيدا في الفيزياء مثلا، والفيزياء علم يعتمد على الرياضيات العالية، وهذه تعتمد على الجبر والهندسة والرياضيات الأولية، واعتماد هذه على الجذور والأسس والقسمة والضرب والطرح والجمع. ويجب أن تكون بهذا السلم المعرفي التسلسلي، وإلا لن يكون هنالك عالم في علوم الفضاء. وهذا التطور المعرفي التراكمي ينطبق على الطب والهندسة والكيمياء وغيرها.
ففي مجتمعنا يمكن أن ينبغ الشاعر والفنان والنحات وغيرهم ممن يمكن أن يبلغوا مستوى عالميا ولكن لايمكن أن ينبغ فيزيائيا أو كيميائيا أو طبيبا بدون السير بطريق المعرفة والتعلم.
تجارب عالمية:
إن تجربة الاتحاد السوفياتي وكذلك تجربة نهرو في الهند في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي أثبتتا فشلهما لأنهما ركزتا على سبيل واحد للتطور العلمي وهو التطور العمودي أي التميز في مجالات محددة فقط. فكان تركيز الاتحاد السوفيتي على العلوم والتكنولوجيا العسكرية والهند على العلوم الذرية. فنرى أن الاتحاد السوفيتي قد انهار وكان أحد أسباب ذلك هو اقتصار مواكبة التطور العلمي على تلك المجالات المحدودة فكان يضاهي الدول الغربية في مجال الفضاء والتسليح ولكن لم يصاحب ذلك تطور في وسائل المعيشة في البيت أو المدرسة أو الانتاج الصناعي وغيرها. وفي الهند في القرن الماضي اعتقدَ نهرو بأن عالم الذرة هومي بهابها (Dr. Homi J. Bhabha) هو من سيطور الهند بطفرة هائلة حينما كلفه بأنشاء وقيادة وكالة الطاقة الذرية الهندية بتاريخ 10/8/1948. ولكن ذلك لم يتحقق وفشلت التجربة الهندية لاقتصارها على العلوم النووية وكذلك بسبب عدم إشراك المجتمع العلمي في القيادة العلمية. وبعد ذلك صحح اتجاهها في السبعينيات بشمول كافة المجالات العلمية وبقيادة مشتركة واسعة فآتت أكلها وبرزت الهند قوة علمية هائلة تماشي العصر وتساهم في تطوره.
أين نحن من هذا:
حقق العراق بعض التقدم خلال بعض عقود القرن الماضي بعض عقود القرن الماضي ولكن وبسبب تدهور الحالة السياسية والاقتصادية تراجع عما كان عليه.
للعمل على تطوير الوطن للحاق بالركب في كافة المجالات يجب التفكير باستحداث وتطبيق استراتيجية غير نمطية.
الفكرة:
تتلخص الفكرة في بناء استراتيجية غير نمطية باستحداث إسلوب التطور بشقيه التطورالعمودي والتطور الافقي. والمقصود بالتطورالعمودي التعمق في اختصاص دقيق جدا من الاختصاصات المعرفية العامة، أي معرفة كل شيء عن شيء. أما التطور الأفقي فهو يلحق بالعمودي كما سيتم شرحه لاحقا. وفيه يتطور المجتمع العلمي والمهني العام علميا ومهنيا بمعرفة شيء عن كل شيء في ذلك الاختصاص وما يتعلق به.
تتميز الدول المتطورة بالريادة في كافة تخصصات المعرفة عامة كانت أو تلك التي تتفرع منها. فالتطور العمودي في التخصصات الفرعية الدقيقة وصل إلى أوجه في أمريكا وأوربا والصين واليابان وغيرها.
التقدم العمودي:
فلو نظرنا مثلا إلى الجراحة العصبية فإن تلك الدول المتطورة تتميز بالقدرات الهائلة في جراحة الاورام وإصابات الرأس أو جراحة العمود الفقري وغيرها من الاختصاصات “العامة”. وفي نفس الوقت تتميز هذه الدول بأنها متقدمة أيضا في التخصصات الدقيقة في الجراحة العصبية مثل جراحة أورام الغدة النخامية أو إصابات الرأس عند الأطفال الرضع أو التشوهات الخلقية في العمود الفقري الرقبي. ولو أخذنا مثال آخر في الطب هو اختصاص العيون لوجدنا لدى المتخصص فيه القدرة على أن يجري العمليات المتعددة من خلال تخصصه العام ولكن في مبدأ التخصص الدقيق ترى ان هناك جراح للماء الأبيض فقط وآخر لداء الزرقاء (الماء الأسود) وثالث لجراحة الحول ورابع لانفصال الشبكية وغيرها. والجراحون في هذه الاختصاصات الدقيقة يتفرغون كليا للعمل في تلك الاختصاصات فقط.
وإذا ضربنا مثلا آخرا في مجال الزراعة مثلا فهناك التخصص العام فيه يشمل؛ التربة، البستنة، التصنيع الزراعي، الهندسة الوراثية والمنتجات الحيوانية وغيرها من الاختصاصات العامة. ولكن التعمق فيها بالاختصاصات الدقيقة هو سر التطور في الدول المتقدمة، فمثلا هناك التخصص الدقيق في مرض معين من أمراض النخيل، الهندسة الوراثية للرز، تشجير الطرق الخارجية الصحراوية، وغيرها مما يحتاج الى التعمق فيه واستنباط أفضل الطرق للتعامل معه واستثماره.
أما في مجال الهندسة الميكانيكية مثلا فهناك الاختصاصات العامة مثل ميكانيكية المواد، تكنولوجيا التصنيع، هندسة البيئة، الهندسة الطبية وغيرها. أما الاختصاصات الدقيقة المنبثقة منها فهي عديدة جدا ومنها الهندسة الطبية لتصنيع المفاصل، تصميم هندسة مكيفات الهواء للمناطق الحارة الجافة أو المناطق ذات الرطوبة العالية، النانوتكنولوجي وغيرها.
وهذا المبدأ ينطبق على كافة الاختصاصات العلمية الأخرى وكذلك العلوم الإنسانية.
ترسل هذه الفرق إلى أفضل المراكز العالمية في هذه الاختصاصات للتدريب الكامل ولمدة ستة أشهر أو سنة. وفي ذات الوقت توفر الدولة ما يحتاج هؤلاء لدى عودتهم من عُدد وأدوات وغيرها ما يوازي ما تدربوا عليه بعد تحقيق المتوخى من مستوى التدريب وعندها سيباشرون بنفس مستوى عملهم الذي عملوا به في تلك المراكز. بعد الممارسة يكونوا قد ماثلوا زملائهم في كل أنحاء العالم في هذه التخصصات الدقيقة وأصبح بإمكانهم أن يشاركوا في أي مؤتمر أو تجمع علمي عالمي حيث يجدوا من يستمع بلهفة لما يقدمَوَه من خبرة وعلم. وهذا الذي أدعوه بالتقدم العمودي.
التقدم الافقي:
أما التقدم الافقي هنا فهو يشمل ما تعلمه الجراح من تقنيات جانبية في علم الجراحة، وما تعلمه المخدر من أساليب التخدير فضلا على التخدير التخصصي، وما تعلمته الممرضة من اسلوب التمريض العام وكيفية كتابة التقارير ورعاية المرضى، والتقني من حسن التعامل مع الآلة وصيانتها. عند عودتهم ستوفرهذه الخبرة لزملائهم في المهنة تطورا في مجال عملهم فيساهموا في رفع مستواهم العام في فن الجراحة والتخدير والتمريض والتقنيات الساندة. وهذا ينطبق تماما على اختصاصي هندسة السمنت وجغرافية ظاهرة التصحر.وهذا هو التقدم الافقي والذي سيساهم في رفع المستوى العام في الاختصاص وما يرتبط به.
تفاصيل النظرية بتطبيق نموذج رياضي:
شرح الاستاذ الدكتور مازن عبد الحميد السامرائي أستاذ الهندسة الكهربائية وعميد كليتها من خلال استحداثه لنموذج رياضي للنظرية حيث تفضل قائلا:
“……ولأغراض المتابعة والإفادة فالخليلي يقسم العلوم الى قسمين: إنساني (ويشمل الروحاني)، وعلمي صرف وتطبيقي، ولكنه ينظر اليهما نظرة شاملة تتداخل فيها التفرعات العلمية لتؤدي الى محصلة حيوية واضحة، وهو دوماً لايسعى إلى متابعة العلم وركوب موجته حسب، بل إلى التميز فيه،ويرى ان نسلك طريقاً خاصاً بنا، إذا أردنا التقدم الصحيح والسريع للعودة إلى مكانتنا التاريخية السابقة.
هذا الطريق في رأي الخليلي يأخذ بنظر الاعتبار البحث ونقل التقانة وتطويرها في مجالين اثنين، يسمي أولهما بالعمودي، والثاني بالأفقي. الأول (العمودي) هو العلم بكل شيء عن شيء معين وهو علم المتخصصين، والثاني (الأفقي) هو العلم بشيء عن كل شيء وهو علم الجماهير العلمية حسب تعبير الدكتور الخليلي.
للخليلي في هذه الرؤية نهج جديد لم أجد أنه حظي بما يستحقه من انتباه لدى المخططين العلميين. غالباً ما يكمن السبب في أننا في البلدان النامية نعمل بردود فعل للتقدم العلمي في أماكن أخرى في العالم بغية اللحاق به، مع أن نظرية اللحاق غير مجدية في هذا المقام.
يجد الخليلي (حسب قراءتي لنظريته) أن واقع الدول المتقدمة يمثل في النقطة س من الشكل (1)
أي ان العلم العام (علم الجماهيرالعلمية كما يسميه الخليلي) .. في زمن معين لدى الغرب قد وصل إلى أفضل حالاته الممكنة، وكذلك الحال بالنسبة للعلم المتخصص.
أما واقعنا، وواقع الكثير من البلدان النامية الأخرى خلال نفس الفترة الزمنية، فهو كما في الشكل (2)
وللمقارنة بين المتغيريين يظهر مقاس المعرفة المتواضع الذي تمثله النقطة ص. ولو جمعت الحالتين لوجدت الحالة التي في الشكل (3).
أن مسيرتنا (اللحاقية) ستجعل الفجوة العلمية تتفاقم. فلإن (س – ص) (وهي الدلالة على الفجوة العلمية)، ستزداد مع الزمن بالنسبة لما كانت عليه.
الخليلي قلق أذن من هذه الحالة ونشاركه نحن قلقه. نظرية الخليلي في حل هذه الأزمة العلمية التي لا تُقلِق كل الدول النامية المقودة والقاصرة ولكنها تقلق بعضاً منها، كالعراق مثلاً (لأنه يتطلع إلى مواكبة العالم العلمي لا اللحاق به عن بعد). تأخذ النظرية الخليلية النهج الآتي: إختيار بعض التخصصات الدقيقة المتقدمة جداً (العلم العمودي) ودعمها مادياً وبشرياً دعماً غير محدود مع ما تحتاجه بالحد الأدنى من دعامة علمية عامة (العلم الأفقي)، وبذلك يمكن تمثيل وجهة نظره كما في الشكل (4).
ولكن الخليلي لا يختار تخصصاً دقيقاً واحداً ويقول: لو أخترنا مجموعة من التخصصات الدقيقة بعدد محدود من مجالات المعرفة المتخصصة لإستطعنا النهوض العمودي المطلوب بمدة قياسية مع عدم إهمال التقدم الأقل سرعة في العلم الأفقي الساند. وهذا يجعلنا نمتلك ناحية أو أكثر من نواحي العلم بشكل كامل. وفي تحليلي لهذه النظرية أجد بأنها بحاجة إلى مناقشة العلاقة بين التخصصات المتعددة، من حيث تداخل المتطلبات الأفقية (أولاً)، ونسبة الطول الأفقي المطلوب لكل طول عمودي (ثانياً)، فماذا لو كانت العلاقات كما في الشكل (5) مثلاً؟
التطبيق:
يكون التخطيط على مراحل ثلاث: الآني والقريب والبعيد. فالآني هو ما يتحقق في العام الأول والقريب التخطيط لمدة ثلاث سنوات والبعيد لمدة خمسة وعشرين سنة. ويكون التطبيق كما يلي:
- تسمى هيئة عليا برئاسة رئيس الوزراء ويكون أعضاؤها من بعض الوزراء المعنيين والقانونيين والأكاديميين المشهود لهم بالخبرة. تقوم الهيئة بالتخطيط الاستراتيجي للمشروع لمراحله الثلاث.
- ينبثق عن تلك الهيئة لجان تشرف على التنفيذ وأخرى على الرقابة العلمية ولجنة تشرف على الجوانب المالية.
- تخصص ميزانية طموحة لتنفيذ المشروع.
تثبت بعد دراسة مستفيضة حاجات البلد الآنية من الاختصاصات الدقيقة في مختلف المجالات. يجب أن نكون واقعيين وأن لانطمح في التخطيط الاستراتيجي في البداية الولوج في ميادين العلم الدقيقة التي هي أعلى مما يمكن أن يطبق في مجتمعنا مثل تخصصات علم غزو الفضاء أو علم أعماق المحيطات أو اختصاصات النانوتكنولوجي العالية الخ..
- تقوم الهيئة بالاتصال بالمؤسسات العلمية في العالم والدول المتطورة الصديقة والهيئات الدولية لدعم المشروع معنويا وماديا.
- تقوم الدولة والهيئة العليا بتوقيع الاتفاقات الرسمية مع تلك الدول والمؤسسات العلمية.
- يتم في الخطوة الاولى تثبيت عدد من الاختصاصات ولتكن خمسة اختصاصات تمثل الجوانب المطلوبة آنيا التي يمكن لنا تحقيقها وتوفير مستلزماتها.
- يتم اختيار الفرق من الشباب الذين أتموا دراستهم العليا في الاختصاص العام بحيث يضم الفريق أعضاءً لهم علاقة مباشرة بالاختصاص. فمثلا في الجراحة يكون رئيس الفريق جراحاً وفي فريقه طبيباً في التخدير وممرضة عمليات وتقني وهذا ينطبق على جميع الاختصاصات بما يتلاءم مع المتطلبات الخاصة بها.
- تكون فترة تدريب الفريق لمدة سنة أو أكثر أو أقل حسب متطلبات كل اختصاص.
- خلال فترة تدريب الفريق تقوم الهيئة وبالتشاور مع الفريق المتدرب بإعداد موقع عملهم وتهيئة كافة مستلزمات العمل من الأجهزة والمعدات المطلوبة للعمل مباشرة عند عودتهم بعد اكتمال فترة التدريب.
عند البدء بتنفيذ هذه الاستراتيجية وبالدقة والرقابة المطلوبين وتنفيذ واجب الدولة بتهيئة مستلزمات العمل لكل اختصاص فإننا سنجني منذ البداية ثمرات المشروع والمكتسبات في هدف التطور العمودي وهي:
- ترتقي الخدمات في الوطن في مجال ذلك الاختصاص إلى المستوى العالمي في الخبرة والأداء.
- يتعرف رئيس الفريق على أقرانه في ذلك العمل من كافة أنحاء العالم ويستمر بالتواصل مع أي تطور مستقبلي في الاختصاص.
- تصبح لرئيس الفريق الكفاءة والخبرة لتقديم بحوث ومشاركة في ندوات ومناظرات بذلك الاختصاص في مؤتمرات علمية عالمية ويكون خير سفير علمي لوطنه.
وفي مجال التطور الأفقي:
- تعرف أعضاء الفريق الذين شاركوا رئيسهم في التدريب على أسلوب العمل وتوثيق المعلومات في ذلك الاختصاص.
- عند عودتهم يمكنهم أن يقيموا دورات تدريبية لاقرانهم بما تعلمَوَه من التعامل المتقدم مع الأجهزة وطريقة توثيق المعلومات.
الهدف النهائي:
أن يرتقي البلد تدريجيا الى مستوى العالم المتقدم في الاختصاصات التي تم التدريب عليها وتكون المراكز التي تمارس فيها تلك الاختصاصات منارا علميا وقدوة للاختصاصات الأخرى ليس فقط في العراق بل للمنطقة بأسرها.
قدمت هذا المشروع عام 2000 وأعدت تقديمه عام 2003 ولكن بدون ردود فعل. ثم قدمته مرة أخرى عام 2008 إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدراسته فكانت إجابة مستشار الوزير الأستاذ الدكتور ماهر العبيدي في كتابه الآتي مؤيدا أفكاري بما يعبر عن وجهة نظره الشخصية وهو صاحب الثقافة العالية.
الختام:
الطموح أن يلقى المشروع الرغبة في دراسته والمداولة في حيثياته والأمل الكبير في تطبيقه.
مشروع الثقافة العلمية الجماهيرية
تعتبر الثقافة العلمية الجماهيرية (كأحد مكونات الثقافة العامة) أساسية لتطوير قدرة المجتمع على فهم المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية والفكرية المرتبطة بالعلوم والتقنية، ولإعداده (المجتمع) ليعيش في عصره ويتماشى مع التجدد العلمي المتفاقم. وليست هناك حاجة للدخول في تفاصيل ذلك حيث أصبح من البديهات.
تكونت فكرة المبادرة بعد حضوري اجتماع الاسكوا في القاهرة عام 2002 ممثلا للعراق حيث تمت مناقشة مشروع الثقافة الجماهيرية في الوطن العربي.
تشكيل هيئة للثقافة الجماهيرية:
تتضمن المبادرة انشاء هيئة خاصة بالإشراف على الثقافة العلمية تشمل وزارات الثقافة، التعليم العالي، التربية، الداخلية، والعاملين في الإعلام وغيرهم من المعنيين.
تكون تشكيلاتها وواجباتها كما يلي:
أولا:الإدارة:
- وضع إستراتيجية محددة للثقافة الجماهيرية.
- وضع خطط تثقيفية محددة المعالم وبسقف زمني.
- رصد ميزانية خاصة لهذه الهيئة.
- متابعة ما يجري في العالم من تطور وإدخاله في الاستراتيجية الوطنية.
- وضع أسلوب علمي رصين لتقييم الأداء.
ثانيا: الترجمة:
يجب استحداث لجنة عليا للترجمة تعتمد على الترجمة النمطية وكذلك الترجمة الآلية. وعلينا أن نرعى حركة الترجمة التي تخدم الثقافة الجماهيرية والثقافة المتخصصة وإيصالها إلى كل شرائح المجتمع من الطلاب والعمال والفلاحين والمثقفين.
ثالثا: التلفزيون:
- تستحدث مؤسسة خاصة بالثقافة العلمية الجماهيرية التلفزيونية. يكون هدف هذه المؤسسة رفع مستوى المعرفة عند الفرد العادي. فمثلا تستحدث برامج تلفزيونية جماهيرية موجهة لإعلام المواطن عما استجد من تطورات علمية، تغيرات اجتماعية تحتاج الى مشاركة المجتمع بإبداء الرأي فيها وكذلك عن السلامة المرورية والتراث وغير ذلك كما كان يقدمه الأستاذ كامل الدباغ في برنامجه العلم للجميع. وهذه يجب أن تكون مبرمجة بحيث تؤدي دورها المرسوم بعناية من قبل متخصصين تستشيرهم الوزارة.
- استحداث برامج لتعريف المواطن بقدراته وتنميتها من خلال برامج المناظرات العلمية والاجتماعية أو السياسية وكذلك برامج المسابقات العلمية الهادفة.
رابعا: الراديو:
وينطبق عليه ما ذكر في التلفزيون في ثالثا. وهذا موجه لراكبي المركبات والذين يفضلون سماع المذياع على مشاهدة التلفزيون. وهؤلاء يجب تهيئة برامج ثقافية لهم بطريقة تسهل الاستيعاب الجيد عن طريق السماع.
خامسا: المكتبات في الأحياء السكنية:
يجب العودة بزخم يشابه ما كانت عليه هذه المكتبات في الخمسينيات والستينيات. نأمل أن تتطور هذه المكتبات وتكون منارا للعلم والثقافة الجماهيرية. وبطبيعة الحال تكون هذه متطورة بتوفيرها للانترنت للجميع فضلا عن كتب الثقافة العلمية الجماهيرية.
قدمت المشروع في حينه إلى وزير التربية الدكتور فهد الشكر عام 2003 ، وبعد دعوة للمشاركة في الأفكار أرسلها وزير الثقافة الأستاذ مفيد الجزائري قدمت له المشروع وكافة التفاصيل التي كنت أحتفظ بما جمعته خلال حضوري لمؤتمر الأسكوا المذكور.
تهدف عملية التثقيف الصحي إلى تغيير سلوكيات الأفراد الصحية والتأثير بها ما يساهم في خلق مجتمع مدرك للضـروريات الصحية للكبار والصغار والتي تساهم في تطوير المجتمع على كافة الصعد. تشمل عملية التثقيف للفرد الإعتيادي وكذلك تثقيف وتطوير معلومات الملاك الطبي والصحي في البلاد.
يتحمل المتخصصون في الطب مسؤولية تثقيف المجتمع في الجانب الصحي خصوصاً في الظروف الصعبة التي يمر بها العراق من حصار وتدمير. فاتحت نقابة الأطباء لدراسة فكرة وتبني مـشروع تثقيف المجتمع صحيا.
كان ذلك عام 1999 وكان الدكتور محمد الراوي نقيبا للأطباء وهو من الحريصين على تقديم خدمات النقابة للأطباء والمجتمع. أرسلت له رسالة جاء فيها :
“…..أبارك، كما يبارك الكثير من الزملاء الأطباء، جهودكم والزملاء في الهيئة العليا للنقابة ومختلف لجانها في دفع وتحسين المسيرة الطبية في قطرنا العزيز.
يسعدني أن أساهم معكم بتقديم بعض الاقتراحات التي آمل أن تلقى القبول، لعلها تحقق بعضا من تحسين مستوى المواطن والطبيب. أرجو أن تلقى هذه المقترحات البسيطة الجادة ملقى رحبا وبذا تحقق نقابتنا إضافة أخرى لجهودها الخيرة في هذا المسار….”
تمهيد:
لو فرضنا أن هنالك عشـرة آلاف طبيب في القطر وكان معدل المرضى الوافدين على عياداتهم خمسة في اليوم الواحد مع وجود مرافق واحد لكل مريض، لأصبح مجموع المواطنين المراجعين للعيادات الخاصة في اليوم الواحد 100000 شخص. وبافتراض 300 يوم عمل في السنة الواحدة، يكون المجموع السنوي للمراجعين 30 مليون. وهذا هو أدنى رقم محتمل. نضيف لذلك الرقم عدد مراجعي المؤسسات الصحية الرسمية في السنة الواحدة وهو بحدود 67 مليون. وعليه يتجاوز المجموع الكلي 100 مليون مراجع سنويا.
المقترح :
أن تستحدث لجنة مشتركة تتولى شؤون تنسيق العلاقات بين الوزارتين واستحداث هيكل إداري مختص يتكون من:
- استحداث منصب وكيل وزير التعليم العالي للشؤون الطبية، وفي الوقت الراهن يمكن أن يقوم بذلك رئيس القطاع الطبي الحالي في الوزارة.
- استحداث منصب وكيل وزير الصحة لشؤون التعليم الطبي، وفي الوقت الراهن يقوم مدير عام البحث والتطوير بتلك المهمة.
- عدد من أساتذة كليات المجموعة الطبية من القياديين في الميدان الطبي والخدمات الصحية.
- عدد من قياديي الاطباء الاختصاصيين في وزارة الصحة الذين مارسوا العملية التعليمية.
- عدد من الملاكات الساندة في الإدارة والحسابات والإحصاء والعلاقات العامة.
الأهداف: - تحديد الأهداف الآنية والاستراتيجيات المستقبلية في المجالات الطبية والصحية لوزاتي التعليم العالي والصحة.
- النظر في منهجية التعليم الطبي (الطب والتمريض والصيدلة والبيطرة) بشكل عام.
- النظر في برامج التدريب التخصصية في الطب والتمريض والاختصاصات المتعلقة بهما.
- النظر في المشاريع البحثية في جميع أنحاء الكليات الطبية ومراكز البحوث.
- النظر في شهادة الممارسة الطبية وإعادة منحها بعد سنين حسب جدول لكل اختصاص.
- النظر في إدارة المستشفيات التعليمية الرئيسية وتحقيق برامج الجودة في الأداء.
- النظر في برامج التدريب للملاكات على كافة المستويات.
- النظر في برامج التعليم الطبي المستمر.
- النظر في التوأمة وتبادل الزيارات مع المؤسسات الطبية خارج العراق.
المقترح:
أن تستحدث لجنة مشتركة تتولى شؤون تنسيق العلاقات بين الوزارتين واستحداث هيكل إداري مختص يتكون من:
- استحداث منصب وكيل وزير التعليم العالي للشؤون الطبية، وفي الوقت الراهن يمكن أن يقوم بذلك رئيس القطاع الطبي الحالي في الوزارة.
- استحداث منصب وكيل وزير الصحة لشؤون التعليم الطبي، وفي الوقت الراهن يقوم مدير عام البحث والتطوير بتلك المهمة.
- عدد من أساتذة كليات المجموعة الطبية من القياديين في الميدان الطبي والخدمات الصحية.
- عدد من قياديي الاطباء الاختصاصيين في وزارة الصحة الذين مارسوا العملية التعليمية.
- عدد من الملاكات الساندة في الإدارة والحسابات والإحصاء والعلاقات العامة.
الأهداف:
- تحديد الأهداف الآنية والاستراتيجيات المستقبلية في المجالات الطبية والصحية لوزاتي التعليم العالي والصحة.
- النظر في منهجية التعليم الطبي (الطب والتمريض والصيدلة والبيطرة) بشكل عام.
- النظر في برامج التدريب التخصصية في الطب والتمريض والاختصاصات المتعلقة بهما.
- النظر في المشاريع البحثية في جميع أنحاء الكليات الطبية ومراكز البحوث.
- النظر في شهادة الممارسة الطبية وإعادة منحها بعد سنين حسب جدول لكل اختصاص.
- النظر في إدارة المستشفيات التعليمية الرئيسية وتحقيق برامج الجودة في الأداء.
- النظر في برامج التدريب للملاكات على كافة المستويات.
- النظر في برامج التعليم الطبي المستمر.
- النظر في التوأمة وتبادل الزيارات مع المؤسسات الطبية خارج العراق.
التطبيق:
1 – التعليم الطبي:
• تطوير المنهاج الدراسي
• الامتحان الطبي الوطني لكل خريجي كليات الطب في العراق
• شهادة الإجازة الدورية للاستمرار بممارسة المهنة
• برامج التعليم الطبي المستمر
- التمريض:
• تطوير المنهاج الدراسي
• برامج تدريب متطورة
• برامج تدريب على التمريض التخصصي - التقنيات الطبية:
• تهيئة ملاك متدرب على الفيزياء الطبية
• تهيئة ملاك متدرب في الأشعة التشخيصية.
• تهيئة ملاك متدرب في العلاج الإشعاعي.
• تهيئة ملاك متدرب في تقنيات المختبر
• تهيئة ملاك متدرب في قاعات العمليات الجراحية
• تهيئة ملاك متدرب للعمل في العناية المركزة
• مجالات أخرى - الإدارة
• التدريب في الإدارة الطبية
• التدريب في القيادة الطبية
• تهيئة ملاك في رقابة الجودة
• العمل على تثبيت القيم الأخلاقية المهنية
• نشاطات أخرى - الاختصاصات الداعمة:
• ضمان جودة التوثيق
• الاستخدام الأمثل للإحصاء الحيوي
• استخدام تكنولوجيا المعلومات
• تهيئة ملاكات في السكرتارية الطبية
• تطوير التسويق الطبي
• تطوير كفاءة المهندسين الصحيين.
6 – الخدمات الطبية التخصصية العالية:
• تطوير الخدمات الجراحية: العصبية، القلب، التقويمية
• تطوير التأهيل الطبي
• تطوير مشروع الأطراف الاصطناعية وما يتصل بها
- المكتبات:
• تأمين الكتب الحديثة
• الإشتراك في المجلات العلمية الرصينة
• تأمين أطلاع الملاكات على التعليم عبر الإنترنت - المعدات:
هنالك العديد من المؤسسات الصحية في العالم التي تغلق أبوابها وتعرض معداتها للبيع أو الهبة ويمكن محاولة الاستفادة منها بطرق مناسبة.
الأمل كبير في أن يأتي اليوم الذي نرى تطبيق هذا المشروع في عراقنا العزيز.