مركز جراحة محجر العين

إحتوى الجزء الأول من مذكراتي تفاصيل حول جهودي في تحقيق إنشاء مركز متخصص بجراحة محجر العين لما لهذا الاختصاص من أهمية في علاج الامراض التي تؤثر على وظيفة الإبصار وعلى الصحة العامة وكذلك على جمالية المريض المصاب. كان إصراري نابعا بما أؤمن به بأن علم الطب والجراحة لا يمكن أن يتطور بدون اعتماد منهجية الاختصاص الدقيق. طبقت البلدان المتقدمة هذا المنهج منذ عقود وكانت الولايات المتحدة سباقة بهذا المجال.

كان تحقيق ذلك إنجازا أعتز به في عز عصر الحصار الذي دمر البلد في كل جوانبه. بالرغم من كل تلك الصعوبات فقد أنشئ المركز على أسس قويمة من كل الجوانب وبدون أن يكلف الدولة أي مبلغ.

برنامج تطوير الجراحة العصبية

كما ذكرت في الجزء الأول في فصل الجراحة العصبية كنت قد قدمت مشروعاً لتطوير الجراحة العصبية في العراق إلى رئيس الجمهورية عن طريق وزير التعليم العالي. كان ذلك بعد الحماس الذي ملأ نفسي بعد عودتي من حضور مؤتمر اليوبيل الذهبي للجمعية المصـرية لجراحة الأعصاب وما رأيته في المؤتمر من تطور في الاختصاص على مستوى العالم.

مركز التقانات العصبية

بادرت عام 2000 بتقديم اقتراح إلى مدير مستشفى الجراحات  التخصصية بخصوص استحداث مركز التقانات الجراحية العصبية عندما أصبح الطابق الرابع عشر فارغا بعد أن انتقل الأطباء المقيمون الذين كانوا يسكنون فيه. جاء في رسالتي:

“….بالنظر للتطورات الهائلة والسريعة في مجال الجراحة العصبية يحتم علينا الواجب الخدمي والتربوي والوطني  أن نواكب هذا التطور لكي لانتخلف عن الركب الحضاري العالمي والذي يحقق أفضل الخدمات المتاحة للانسان. وعليه نأمل من إدارة مستشفانا، التي عودتنا دوما على تبنيها لكل ما هو مفيد لرفع كفاءة الأداء الطبي في المستشفى، الموافقة على استحداث مركز باسم:

“المركز العراقي للتقانات الحديثة في الجراحة العصبية” The Iraqi Advanced Neurosurgical Center

 يعنى هذا المركز بتطبيق ما استجد من التطورات الحديثة في التقانات المستخدمة في الجراحة العصبية في العالم.

يكون موقع المركز في ما خصص للشعبة في الطابق الرابع عشر ومتداخلا مع شعبة الجراحة العصبية في الطابق الحادي عشر في المستشفى.

يشمل المركز الوحدات التالية:

  1. وحدة جراحة قاعدة الجمجمة ومحجر العين، بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي
  2. وحدة الجراحة العصبية التنظيرية، بإشراف الأستاذ الدكتور طارق الزعين
  3. وحدة جراحة العمود الفقري، بإشراف الدكتور آري سامي
  4. وحدة الجراحة العصبية الوظيفية، بإشراف الدكتور قيس شمال

ويمكن أن يشارك اختصاصيون من اختصاصات أخرى من داخل وخارج المستشفى بتشكيلة  هذه الوحدات.

يعد هذا المركز امتدادا ودعما للخدمات التي تقدمها شعبة الجراحة العصبية حاليا في موقعها في الطابق الحادي عشر.

تجرى الفحوصات المختبرية والشعاعية لمرضى المركز في المستشفى وكذلك تجرى العمليات الجراحية في قاعات العمليات في الطابق الحادي عشر أو اي طابق آخر معني بالحالة المنفردة.

نأمل أن تكون  هذه الطفرة العلمية الطبية حقيقة واقعة ولكن بخطوات متوازنة ومتلاحقة لتحقيق ما نصبو اليه جميعا لخدمة وطننا الغالي….”

قدمت قائمة مفصلة بالاحتياجات من الملاك والعدد التشخيصية والجراحية.

النهاية: لم يتحقق ذلك مع مزيد الأسف وافتتح عوضا عن ذلك مركز جراحة محجر العين في الطابق الرابع  عشر من المستشفى.

اقتراح دورة خاصة لتدريب سكرتير(ة) طبيب

من المعلوم أن وقت اساتذة الكليات الطبية والاطباء الاختصاصيون محدود لا يسمح لهم أن يتفرغوا لكتابة التقارير الطبية والرسائل والبحوث. لذا بادرت عام ٢٠٠٠ بتقديم اقتراح للأستاذ الدكتور محمد الراوي عميد كلية الطب يتضمن إقامة دورة تأهيلية لمدة سنة واحدة ينخرط فيها خريجو الدراسة الجامعية، لغرض إعداد كادر مؤهل لأعمال السكرتارية في الوسط الطبي الحكومي والخاص. ما شجعني على المقترح هو ما لاحظته في الدول الغربية من الأعمال والمهمات التي يقوم بها هؤلاء وأثر ذلك في تسهيل عمل وزيادة انتاجية الأساتذة والأطباء في الجامعات والمستشفيات. في الة نجاح هذا المشروع يمكن تطبيقه على سكرتارية التخصصات العلمية والانسانية المختلفة.

اتصلت كذلك برئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الإله الخشاب الذي أيد المبادرة لما يمكن أن توفره من وقت وتحسن من مستوى العمل في المجتمع الطبي.

بطبيعة الحال لم يكن من السهل استيعاب هكذا مشروع، والبيروقراطية هي سيدة الموقف. المهم بالنسبة لي إني بادرت بتقديم ما اعتقدت انه مهم للمجتمع وأبلغت أصحاب القرار وليس لي من الشأن أكثر من ذلك.