تعرف المبادرة في اللغة بأنها “فكرة وخطة عمل تطرح لمعالجة قضايا المجتمع وتتحول إلى مشاريع تنموية قصيرة المدى وبعيدة المدى”. وفي الواقع إن ما يطبق من المبادرات العديدة التي تطرح لا يرى النور منها إلا عدد ضئيل حتى في الدول المتقدمة. ولقد قيل أن الفكرة التي في ذهنك هي في عين الوقت في ذهن العديد من الناس في بقاع متعددة من العالم وعلى أكثر الظن انها قد طبقت هناك.

تحتاج المبادرة كي تطبق وتحقيق المؤمل منها إلى أن يحتضنها المجتمع الذي ولدت فيه وإلا فانها تذهب أدراج الرياح. وهنا يجب أن يكون المجتمع مؤهلا بما تتطلبه المبادرة ثقافيا وعلميا وماليا لتقبل تلك المبادرة كي يضمن نجاحها.

وهنا تحضرني القصة التي أشرت لها سابقاً التي ذكرت فيها مزاد التحفيات القديمة في لندن  حيث تم بيع كمان قديم فيه ….. لم يكن هناك شيء تغير في الكمان إلا أن الشخص المناسب في الظرف المناسب تمكن من عرض ما كان مخفيا من قدرات الكمان الذي لم يسترع اهتمام الجميع. فكيف الحال بالمبادرات والأفكار التي تطرح في البلدان النامية والفقيرة التي ليس لها الأمل بأن ترى النور؟

ينطبق هذا على ما بادرت به وبادر به العديد من زملائي في المجال الطبي وخارجه في العراق ولم نحظ بالتطبيق لذات الأسباب. ولقد حالفني الحظ بأن بعض ماطرحته سلك طريق التطبيق والتحقيق.

استعرض هنا بعض المبادرات التي قدمتها خلال حياتي العملية. أما المبادرات التي قدمتها خلال عملي كمستشار ثقافي في واشنطن فسأفصلها في الجزء الثالث من مذكراتي.