تأبين الشاعرة الرائدة نازك الملائكة:
علمنا يوم 20 حزيران 2007 بخبر رحيل الشاعرة نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحديث. وبحكم علاقتي بالمؤسسات الأكاديمية في واشنطن وغيرها ولما ذكر لي بأن جامعة جورج تاون كانت قد أقامت احتفالين تكريميين للأديب المصري نجيب محفوظ والشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي في وقت سابق، اتصلت بشخص الأستاذ الدكتور مايكل هدسون مدير مركز الدراسات العربية في جامعة جورج تاون وطرحت فكرة إقامة حفل لتكريم الشاعرة الرائدة تشارك فيه الملحقية الثقافية والجامعة. رحب الأستاذ هدسون بالفكرة وبدأ العمل المشترك والتحضير للاحتفال.
تقرر منهاج الاحتفال بالاتفاق مع الأستاذ هدسون والأستاذ عرفان شهيد رئيس قسم الآداب العربية والإسلامية في جورج تاون، وحدد يوم الثامن من أيلول 2007 للاحتفال وذلك في قاعة مركز الدراسات في الجامعة. أرسلت الدعوة لحضور الاحتفال إلى العديد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية الأمريكية وإلى أفراد الجالية العراقية والعربية.
.
قامت الملحقية بتوزيع منشور الحفل (البروشور) الخاص بالمناسبة وكان من تصميم الأستاذ حميد الخاقاني الشاعر والفنان، وفيه تفاصيل الاحتفالية حيث تبدأ بكلمة لمدير مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون، سفير العراق سمير الصميدعي، الملحق الثقافي عبد الهادي الخليلي، الشاعرة لميعة عباس عمارة، الأستاذ الدكتور حسين محفوظ، الأستاذ الدكتور عبد الاله الصائغ والأستاذ الدكتور عبد الحسن زلزلة وفي الختام الأستاذ هدسون وعبد الهادي الخليلي.
الاحتفال:
أقيم الاحتفال، في القاعة الرئيسة في مركز الدراسات العربية والإسلامية في جامعة جورج تاون واسقبلت الحضور بالترحاب وتوزيع برنامج الحفل وقد زين المسرح بصورة كبيرة للشاعرة نازك. كان عدد الحضور يربو على الـ 300 من عيون الجالية العراقية في واشنطن، نيويورك، نيوجرسي، ديترويت، كاليفورنيا وغيرها. وحضر كذلك جمع غفير من المجتمع الثقافي الأمريكي. حضر الحفل الأستاذ حميد الكفائي ممثلا لقناة الحرة التلفزيونية.
كان من بين الحضور الأستاذ الدكتور محسن الموسوي (نيويورك)، السفيرة رند الرحيم، الاستاذ الدكتور علاء الدين الأعرجي (نيويورك) وغيرهم ما تطول قائمة أسمائهم الكريمة. ومن الأجانب البروفسورة الايطالية سلوزي بالدللي خبيرة الفنون وأساتذة مختصون أمريكان.
افتتح الحفل الأستاذ هدسن حيث ثمن هذه المبادرة من الدائرة الثقافية للعمل المشترك مع المؤسسات الأكاديمية الأمريكية وإعلام المجتمع الامريكي بالوجه العراقي الناصع في مجال الثقافة والعلوم. بعد ذلك قدم الأستاذ الدكتور عرفان شهيد بحثا عن موقع الشاعرة نازك وريادتها في تجديد الحركة الشعرية ومساهمتها في الحركة النقدية العربية.
ومن ثم ألقى سفير جمهورية العراق سمير الصميدعي كلمة شملت أهمية الاحتفال بالشاعرة الرائدة وأكد على أهمية تعريف العالم بالثقافة والعلوم في العراق.
بعدها ألقيت كلمتي التي تضمنت الترحيب بالحضور وشكر الجامعة والمركز وكل المساهمين وكذلك نيذة عن حياة المحتفى بذكراها.
قدم بعد ذلك كلمة الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ (العراق) والتي ألقاها نيابة عنه (باللغتين العربية والإنكليزية) الأستاذ الدكتور محمود ثامر.
وأعقب ذلك محاضرة الأستاذ الدكتور عبد الاله الصائغ (ديترويت) التي تعرض فيها للكثير من أدب الشاعرة من أوجه مختلفة.
وبعد ذلك ألقيت وبتكليف شخصي كلمة الشاعرة المبدعة لميعة عباس عمارة (كاليفورنيا) التي لم تتمكن من الحضور بسبب عارض صحي. ثم ألقى الأستاذ الدكتور عبد الحسن زلزلة (كندا) كلمة أعقبها بقصيدة رثاء وذكريات خالدات.
وبعده ألقى الدكتور محمّد حسين الطريحي قصيدة الكوليرا بإيقاع شنف أسماع الجميع
الطلبة الأمريكان: تخلل تقديم المتحدثين إنشاد ثمانية شباب من قسم اللغة العربية في الجامعة مقاطع من شعر الشاعرة وبأسلوب إلقائي جميل باللغتين العربية والإنكليزية بإشراف الأستاذ بلقاسم بكوش والأستاذة روشيل ديفز من أساتذة الجامعة. وأبدع بعدئذ الدكتور محمّد حسين الطريحي بإلقاء قصيدتها “الكوليرا” بأسلوب أخاذ نال استحسان الجميع.
فلم وثائقي: وبعد ذلك عرض فلم وثائقي عن حياة الشاعرة والذي أنتجته بطلب من ملحقيتنا المخرجة الأستاذة خيرية منصور التي تقيم في القاهرة، وقد أبهر الفلم الحضور بما بذلته من جهد كبير في التوثيق وتخللت الفلم قراءات من شعرها وبعض من ذكرياتها وقد أدت ذلك بصوتها الشجي.
الختام: اختتم الحفل الأستاذ هدسون والدكتور عبد الهادي بشكر الجامعة والمشاركين ودعي الحضور لتناول الطعام العربي العراقي!
مقتطفات مما جاء في كلمات المتحدثين.
السفير الأستاذ سمير الصميدعي:
ألقى كلمة باللغة الانجليزية تحدث فيها عن الشعور المرهف في شعر نازك وكان حديثه حديث شاعر مشهود بشاعريته. وللأسف لم تكن كلمته مدونة.
عبد الهادي الخليلي:
إنه لشرف عظيم وامتياز أن تضّيفنا وتشارك معنا جامعة جورج تاون التي تعد أقدم جامعة يسوعية في الولايات المتحدة. أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور مايكل هدسون مدير مركز الدراسات العربية المعاصرة. وأشكر كذلك الأستاذ الدكتور عرفان شهيدرئيس قسم الآداب العربية والإسلامية في جورج تاون والأستاذة روشيل ديفز والأستاذ بلقاسم بكوش لمساعدتهم في التحضير لهذا الاحتفال الثقافي الفريد لتكريم ذكرى الشاعرة نازك الملائكة رائدة الشعر العربي المعاصر. وأتقدم بالشكر والامتنان للأستاذ الدكتور عبد الحسن زلزلة الذي شرفنا من أوتاوا في كندا والأستاذ الدكتور عبد الإله الصائغ الذي تكرم بالمجيء من ديترويت، ميشيغان والأستاذ الدكتور محمود ثامر الذي قدم كلمة أستاذنا الأجل الدكتور حسين علي محفوظ وكذلك الأستاذ الدكتور محمّد حسين الطريحي لتقديمه قراءة جميلة لقصيدتها “الكوليرا”.
الأستاذ الدكتور عبد الاله الصائغ:
ما جاء في كلمته النقدية:
“……نازك الملائكة شاعرة حدّثت القصيدة العربية متقدمةً خطواتٍ بينةً على رفيقَ همِّها بدر شاكر السياب! … ولاعبرة بالجدل الذي ثار بشأن أولوية الريادة إن كانت للسياب أم كانت للملائكة! فقصيدتها ( الكوليرا ) وأخواتها ومثيلاتها سبقت قصيدة السياب (هل كان حبا ) وأخواتها ومثيلاتها ! وقد تكون حماسة الفيض من النقاد العرب من باب مقولة (الرجال قوامون والنساء قعّادات) وهي مقولة جاهلية بامتياز! ولقد ظن كثير من الدارسين إن تحديث القصيدة العربية منصرف إلى كسر صدفة الشكل وربما الاكتفاء بهذا الكسر! دون إيلاء واقع انزياح المعنى الاهتمام اللازم! فتبارى شعراء التحديث في عدد من تقنيات الشكل المغايرة. (التفاصيل في الملحق)
الشاعرة لميعة عباس عمارة:
طلبت مني الشاعرة المتألقة لميعة عباس عمارة أن ألقي نيابة عنها كلمتها وقصيدة حيث لم يمكنها المجيء من أقصى الولايات المتحدة لظروف صحية في ذلك الحين.
كلمة الأستاذ العلامة حسين علي محفوظ
“…….واسم (نازك) في اللغات الشرقية يعني اللطيف الظريف النظيف، الرقيق الرشيق الأنيق. يلفظه البغادّة بكسر الزاي. وهو في الألسنة الشرقية بضم الزاي. ولا يزال البغاددة يقولون (نازوكي) إذا بالغ في الرقة، وأسرف في اللطف.
تخرجت (نازك الملائكة) في دار المعلمين العالية، صيف 1944، وكانت الدار كلية جامعة. كانت بيتاً وأسرة تحكمها قوانين الأسرة وتعاليم البيت. وتربط طلابها وأساتذتها أبوّة وبنوّة وأخوّة تميّز الدرعميين المنسوبين إلى دار المعلمين العالية. وهم في العراق بمنزلة الدرعميين المنسوبين إلى دار العلوم في مصر.
وُلدت نازك في بيوت تعتز بالأدب، وتباهي ببُردته، وتختال في ثيابه. وإذا تعثّر الأدب الجديد بما يعتبُ عليه أعمدة الأدب القديم من ضَعف، وإذا كان في الشعر الحديث ما يُحاسب عليه النقّاد من خروج؛ فإن في أدب نازك وشعرها من القوة والالتزام (في دائرة التجديد) ما يرفعه إلى رضا الكبار. وهي مرتبة لم يبلغها إلا قلّة، منهم نازك. ولعلها تنفرد في بعض الأحايين. أدبها على كل حال معجِب، وشعرها يكاد يتفجّر لطفاً، ويسيل رقة. ومن وراء ذلك من المعاني والأعماق ما يملأ الآفاق.
أكملت (نازك) دراستها في أمريكا. وها هي ذي تُذكر – هاهنا – اليوم.
سلاماً لكم جميعاً، وسلام عليكم، مع التحيات والأماني
الأستاذ الدكتور عبد الحسن زلزلة:
قصيدة الدكتور عبد الحسن زلزلة التي مطلعها:
كيف يقوى على رثاكِ لساني؟ فأســعفيني بــدفقةٍ مـن حـنانِ
وآخرها:
وســلام عــليـكِ، عاشــقة الليل، (وسقيا) لرحلة الأحزان
يقول في رسالته: “وبعد فأرجو أنك استعدت قسطا من راحتك بعد جهدك الكبير الذي بذلته لإنجاز حفلة تكريم الشاعرة الراحلة الأستاذة الكبيرة نازك الملائكة. لقد أكبرت فيك عملك الصامت الدؤوب لإنجاح الحفلة وتحملك مشاق التحضير والاستعداد والإخراج. وكما وعدتك فها إني أرسل إليك صورة الخطاب الذي ألقيته في الحفلة..”
رسالة الأستاذ المحامي منير الملائكة
جاء في رسالة الأستاذ منير الملائكة: “وإني إذ أقدم شكري وشكر وتقدير العائلة الكبير لاهتمامك وهمتك الشخصية واهتمام السيد السفير بإقامتكم هذا الحفل التقديري الذي تستحقه نازك العزيزة، ….” المحامي منير الملائكة، المدير العام والوزير المفوض في وزارة الخارجية حتّى عام 1969″
الختام:
شكر الأستاذ هدسون وعبد الهادي الخليلي الحضور والمشاركين والجامعة وكل من ساهم في التهيئة لهذا الحفل. أخص بالذكر ممن نقدم لهم الشكر هذا وهم يستحقوه بل وأكثر من ذلك الفاضلة المخرجة خيرية منصور والأديبة ريم قيس كبة التي تواصلت معي من القاهرة في تهيئة وتلبية كل ما احتجنا إليه من معلومات. كان الاحتفال وبشهادة الجميع احتفالا مهيبا يليق بصاحبة الذكرى التي سيبقى ذكرها خالداً في تاريخ الشعر والأدب العربي.
نموذج من الإعلام الذي غطى أخبار الحفل:
معلومة لابد منها:
تجمع لدي أرشيف يسعدني أن أقدمه للباحث الذي يمكن أن يستفيد منه بشأن الشاعرة العظيمة.
تأبين المرحوم الأستاذ الدكتور فخري البزاز
أقيم في مبنى السفارة العراقية في واشنطن احتفال مهيب يوم الأحد الموافق الثالث والعشرين من آذار 2008 نظمته الملحقية الثقافية بمناسبة أربعينية العالِم القدير أ.د فخري البزاز الأستاذ في جامعة هارفارد والمعروف على مستوى العالم أجمع في مجال البيئة والتغيرات الحرارية.
بعد تلاوة آي من الذكر الحكيم تضمن الحفل كلمات ألقاها سفير جمهورية العراق في واشنطن الأستاذ سمير الصميدعي، المستشار الثقافي في واشنطن أ.د عبد الهادي الخليلي، ومن أصدقاء المرحوم تحدث الأستاذ الدكتور جميل قيردار أستاذ أمراض القلب في بوسطن، الأستاذ الدكتور إحسان شهباز أستاذ علم النبات في جامعة سنت لويس في ميزوري، وتحدثت طالبته الأستاذة سونيا سلطان أستاذة علم الأحياء في جامعة هارتفورد وأخيراً تحدثت السيدة عقيلته أ.د مآرب البزاز.
حضر التأبين عدد من أفراد الجالية العراقية في واشنطن من معارف المرحوم والمعنيين بالعلوم والثقافة.
جاء في كلمة التأبين التي ألقيتها: “… التقيت به للمرة الوحيدة في لندن نهاية 2003 في مبنى الجمعية الملكية البريطانية حيث كنا نحن الإثنين مع 10 إخوة آخرين أعضاء مؤسسين للأكاديمية العراقية للعلوم. كانت مساهمته فاعلة في جلسات استحداث تلك المؤسسة العلمية العراقية، وعرفته صارماً في طرح أفكاره، وفي ذات الوقت تراه مستمعاً جيداً لأفكار الآخرين، وتشاهد دوماً الابتسامة الرقيقة على محياه.
كان للدكتور فخري مقولة كان يرددها في أكثر من مناسبة وباللهجة العراقية بأنه : “حزين مثل بـِلبل صحا (من النوم) متأخر … شاف (رأى) البـِستان من غير تين “. وحسب ما أظن أنه كان يقصد من ذلك أنه صحا على فقدان البيئة العالمية السليمة، وفقدان الوطن وفقدان الأهل. ولكنه وبفضل الله وبتفانيه في سبيل العلم كسب الذكر العبق والخالد والصدقة الجارية بما ترك للإنسانية…”.
تأبين عازفة البيانو الرائدة بياتريس أوهانيسيان:
اتّصلت بي الفنانة الرائدة بياتريس أوهانيسيان عازفة البيانو الشهيرة من مدينة شيكاغو عن طريق الهاتف في بداية شهر شباط 2008.
بعد التحايا طلبت مني أن أساعدها في تحقيق رغبة جامحة لديها وهي نقل البيانو الشخصي الذي فيه كل ذكرياتها الفنية من العراق إلى الولايات المتحدة. طلبت منها أن ترسل لي طلباً خطياً كي أرفقه مع المراسلات الرسمية لدعم الطلب.
كان ذلك بطبيعة الحال ما يبعث السرور لتلبية رغبة إنسانة كبياتريس التي سخرت حياتها للفن الراقي وكانت علماً من أعلام الفنّ والمجتمع في العراق. أجريت اتّصالات شخصية مع من يمكن أن يساعد في هذه المهمة من المسؤولين في العراق. علمت فيما بعد من شقيقتها الطيبة سيتا أوهانيسيان أنَّ البيانو قد وصل “سالماً”.
المفاجأة المؤلمة:
في صباح اليوم الثامن عشر من تموز (يوليو) 2008 اتصلت بي شقيقتها سيتا وهي تنعى بياتريس بقلب ملؤه الحزن والألم لأنها عرفت كم كنت أعتز ببياتريس لكثرة الاتصالات الهاتفية معها.
قررتُ أن نقيم لها في الملحقية الثقافية حفلاً لتكريم ذكراها.
اتصلت بالعديد من المؤسسات والأشخاص، وعلمت أن لها زميل محب في واشنطن وهو السيد مارتن بيركوفسكي عازف البيانو الشهير. وبعد الاتصال بعدة محافل فنية تمكنت من تأمين قاعة من أفضل القاعات في واشنطن وهي إحدى قاعات السمثسونيان. وتعد السمثسونيان كوزارة الثقافة الأمريكية ما يقابل وزارة الثقافة في العراق.
أرسلت الدعوة للمؤسسات الفنية الأمريكية وللجالية العراقية وذكر فيها برنامج الحفل وكان مرفقا مع الدعوة منشور يحوي ملخصاً عن بياتريس باللغتين العربية والإنكليزية.
الاحتفالية:
في مساء يوم السبت الموافق 30/8/2008 أقامت الملحقية في واشنطن حفلاً تأبينياً ضخماً لذكرى أربعينية عازفة البيانو العراقية ذات الصيت العالمي، بياتريس أوهانيسيان.
أقيم الاحتفال في قاعة الكونسرت للمتحف الوطني الأمريكي الهندي. وهذه القاعة من أرقى القاعات في واشنطن. قدمت بعد الترحيب والشكر، نبذة عن بياتريس وما قدمته للمجتمع في العراق وخارجه. وعرجت على تاريخ العراق الفني والتراثي والطاقات الهائلة في الوقت الحاضر.
اعتزازاً بذكرى بياتريس شارك في الاحتفال مدير ذلك المتحف السيد كفن كوفر بإلقاء كلمة ترحيبية. وإخلاصاً بصداقته ببياتريس عزف العازف العالمي مارتن بيركوفسكي على البيانو عدة مقطوعات.
بعدها عزف الفنان العراقي أمير الصفار مقطوعة متميزة بالسنطور.
اعتزازاً بذكرى بياتريس شارك في الاحتفال مدير ذلك المتحف السيد كفن كوفر بإلقاء كلمة ترحيبية
.
قاد عازف العود الفنان رحيم الحاج الرباعي الوتري للفرقة السيمفونية في مدينة بالتيمور وقدموا معزوفات موسيقية كان منها مقطوعات من تأليف رحيم.
استعرض الأديب والناقد والباحث الدكتور علي عبد الأمير عجام حياتها وموهبتها الموسيقية واحتضانها للفن العراقي ودوام إخلاصها للعراق وأهله.
ألقت كلمة الختام الآنسة سيتا أوهانيسيان شقيقة بياتريس، حيث شكرت الدائرة الثقافية لهذه المبادرة في تكريم رواد الثقافة من العراقيين. ثم عرض فيلم فيديو أثناء الحفل لصاحبة الذكري بياتريس وهي تعزف مقطوعة من تأليفها.
الختام:
كان للحفل الأثر البالغ في نفوس الجالية العراقية وخصوصاً الطائفة الأرمنية الكريمة التي قدمت شكرها لتكريم بياتريس بهكذا حفل.
تكريم لميعة عباس عمارة، الشاعرة السامقة:
تمثل الشاعرة لميعة عباس عمارة رقة العراق وعظمته وشموخه. اختارت الغربة مرغمة. شاعرة عراقية بامتياز، تستمد من ماء أهوار العراق ومن بغداد العراق حيويتها وشاعريتها التي ارتقت بها إلى الأعالي في ميدان الشعر والأدب على الصعيد العراقي والعربي.
علمت بأنها في الولايات المتحدة وفي مدينة سان دييغو في كاليفورنيا فاتصلت بها وتحدثت معها هاتفياً وأبلغتها برغبتي أن أزورها وأن تقوم الملحقية بتكريمها في حفل نجمع فيه الجالية العراقية في سان دييغو، وافقت بالرغم من وعكة ألمت بها وبذا بدأنا بالتحضير.
التحضير للزيارة:
تفضل الأستاذ علي الموسوي الأديب الفنان من مدينة ناشفيل في ولاية تنسي بالإشراف على تصميم درع التكريم الذي أتمه بأسلوب متميز.
اتصلت ببعض عيون الجالية العراقية في سان دييغو وكان منهم اختصاصي طبّ الأطفال الدكتور فارس فرنكول والدكتور البيطري بطرس مرقص وآخرين. تكفلوا متفضلين بكل متطلبات الزيارة والحفل. خلال الزيارة الشاملة لولاية كالفورنيا كانت سان دييغو إحدى المدن الثلاث التي زرناها.
في بيت الشاعرة:
توجهنا عند الوصول في يوم الأحد العشرين من شهر نيسان 2008 إلى بيت الشاعرة الرائدة لميعة عباس عمارة التي تلقتنا بأحلى الترحاب والبشاشة.
تجولنا في دارها التي تعد متحفاً يضيق بمخزونه من التحف والهدايا والصور التي أهدتها لشخصها الكريم شخصيات ومنظمات أدبية ورسمية في مختلف دول العالم.أأ
وعند دخولنا إلى غرفة الضيوف التي كانت ملاصقة “للمطبخ” غادرتنا للحظات شممنا عندها رائحة الطبخ الزكية وكانت قد أعدت لنا أكلة خاصة وعندما عادت كانت تردد بيتين من الشعر العراقي الأصيل نظمتهما بالمناسبة!
تِهللْ من تلاكينة وبشَّه وَشِمّ ريحَة طبخ تمن وبشه هلال العيد هنّاني وبشَّر بجَيتك يا چبير الگدِر ليه
قضينا وقتاً من أحلى الأوقات معها تخللته الطرفة والحديث عن الماضي وآلامه وعن الحاضر الملبد بالغيوم والمستقبل المبهم للعراق وأهله والأمل الدائم في قدرة العراق والعراقيين على تخطي الصعاب وكانت متفائلة بالمستقبل.
حفل التكريم:
أترك تفاصيل حفل التكريم للمذيعة المحبوبة من كل العراقيين السيدة كلادس يوسف بما وصفت به الحفل في مقالها الذي نشرته على الإنترنت في موقع “عنكاوة”.
البروفسور الدكتور عبد الهادي الخليلي المُلحق الثقافي في السفارة العراقية يزور جنوب كاليفورنيا
زار المُلحق الثقافي العراقي جنوب كاليفورنيا الشهر الماضي (نيسان)، بدأت جولته من لوس أنجلس، سان دييغو، ثم سان فرانسسكو وكان بصحبته معاونه الدكتور جلال مجيد.
هنا في سان دييغو استقبلته الجالية العراقية استقبالا حافلاً مهيباً يليق بشخصه الكريم، وكان هذا الإحتفال مُخصصاً لتكريم الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة تثميناً لدورها المُتميز في إثراء الشعر الحديث.
في بداية الاحتفال رحبت عريفة الحفل الإعلامية العراقية كلادس يوسف بالبروفسور والشاعرة الرائعة والحضور الكرام، واستعرضت في كلمة موجزة المسيرة الفريدة والمُشرفة التي يتمتع بها الدكتور الخليلي الذي اضفى على هذا المنصب هيبة ووقاراً ولنا جميعاً أن نفخر به، فمسيرته ما هي إلا محطات وهاجة نقية.. وهالة مضيئة تعطينا صورة واضحة عن جذور وماض مُشرف.. فهو النموذج المُتطور والمُتقدم في فكره وعمله.
ثم أشادت عريفة الحفل بشعر لميعة عباس عمارة الذي أذهل جمهور المُثقفين العرب، وأينعت كل كلماتها لتطال السحاب.
ثم ألقى الشاعران كريم الجسار وخليل الحسناوي باقات عطرة من الشعر الشعبي.
ثم كانت المُحاضرة القيمة للدكتور الخليلي، استعرض فيها نُخبة من مُفكري ومُثقفي وفناني العراق الذين أثروا ثقافة القرن العشرين الذين سنستلهم مُعظم أفكارهم وتطلعاتهم لتطوير هذا المُجتمع لتخليصه من قبضة التخلف المُدمرة، ليلحق بركب الحضارة الإنسانية الحديثة.
كانت المُحاضرة مدعومة بالصور المُتلفزة التي تؤكد تراث العراق العريق.. وكان صداها واضحاً لدى جميع الحاضرين.
ثم تفضل الدكتور بتقديم هدية رمزية “عبارة عن شعار يحمل علم العراق وبيتاً من شعرها وموقع من الدكتور الخليلي” للشاعرة لميعة عباس عمارة وسط تصفيق الحاضرين وفرحهم بهذا التكريم الذي هو بمثابة تكريم لكل المُثقفين.
بعد ذلك أمطره الحاضرون بمجموعة من الأسئلة والاستفسارات أجاب عنها الدكتور الخليلي بكل رحابة صدر وموضوعية ثم توجه الجميع إلى مأدبة العشاء التي أقامها سيادته بهذه المناسبة.
وأخيراً ودع سيادته بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
في اليوم التالي كانت له مُحاضرة علمية قيمة في جامعة سان دييغو.
نُثمن وبقناعة مُطلقة دور الدكتور الخليلي وبما يبذله من جهود في تمكين العراق من نشر ثقافته وتراثه وتاريخه الأصيل .. ونتمنى من أعماق قلوبنا أن يكلل عمله بالموفقية والنجاح في سعيه الدؤوب الذي تؤطره ملامح ثقافية وفكرية وعلمية تنمو وتتطور في ظل الطموح بلا حدود.
تحية حب وإجلال لجميع أعضاء سفارتنا في واشنطن وعلى رأسهم سيادة السفير سمير الصميدعي.
حفظ الله العراق وليبقى علم العراق مُرفرفاً في أنحاء المعمورة ولتبقى سفارتنا في واشنطن حضناً دافئاً يقي العراقيين برد الغربة”.
وكما تفضلت به الإعلامية القديرة كلادس يوسف فإن حفل تكريم الشاعرة لميعة قد عقد في قاعة مطعم حمورابي في منطقة “إلكهون” الجميلة وحضرها ما يزيد على السبعين عضواً من أفراد الجالية العراقية الكريمة.
بدأ الحفل بإلقاء كلمتي التي جاء فيها:
إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن نجتمع هذا اليوم مع هذه النخبة الطيبة من أهلنا في سان دييغو. والفضل في ذلك يعود للرمز العراقي الشامخ الشاعرة لميعة عباس عمارة.
أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى ألأخ الفاضل الدكتور فارس فرنكول والأخ بطرس مرقص للجهود المضنية التي بذلاها في سبيل تحقيق هذا التجمع الخير. وأشكر كل من ساهم معهم في الجهد والوقت. وأشكر لكم أيتها السيدات والسادة الأكارم تشريفنا بحضوركم وأقدم اعتذاري لمن لم يسع المجال لدعوتهم.
أيها الحضور الكريم
يجافي الحقيقة من يظن أن الكتابة إلى أو عن لميعة عباس عمارة بالأمر السهل، ليس فقط لأنها ضليعة باللغة العربية وفنونها نحواً ونظماً، إنما حباها الله بتلك الألمعية الفريدة حتّى لتظن أحيانا أن في خاطرها جهازٌ حساس يلتقط الفكرة والإحساس المرهف كما يلتقط الإبداع المتميز.
نحمد الله الذي قدّر لنا أن نكون مع الشاعرة العراقية الرائدة التي تحمل في ذكرياتها جانباً مضيئاً من التاريخ الشعري والفكري والسياسي لعراقنا الحديث.
وليس قليلاً أن نكون بحضرة الشاعرة التي عاصرت الجواهري والسياب ونازك وواكبت وشاركت في صنع حركة شعرية معاصرة أعادت لعراقنا الحبيب مجده الشعري عبر التاريخ.
نرحب بك ست لميعة وبضيوفك الكرام راجين لك طول العمر والبقاء صرحاً ثقافياً شامخاً نعتز به ونفتخر
والسلام.
اسمحوا لي باسمكم أيها الحضور الأكارم وباسم كل العراقيين أن أقدم إلى الرائدة الشاعرة العراقية المبدعة لميعة عباس عمارة هذا الرمز المتواضع “عنوان عرفان ووفاء لعقود من الابداع”.
يحمل هذا الرمز علم العراق الحبيب على قلوبنا جميعاً وما عبّرت به لميعة عن ذلك الحب حينما قالت:
وبغداد قيثارتي البابلية قلبي وهُدبي عليها وتر
الشاعرة لميعة عباس عمارة، وعن يساري الإعلامية كلادس يوسف ثم الكاتب وسام كاكو
اختتام الزيارة:
ودعنا الشاعرة الفذة لميعة متمنين لها طول العمر ودوام إغناء التراث العراقي والعربي بنتاجها المتألق وودعنا الحضور الكرام وكان ذلك الحفل فرصة أكدت محبة الجميع للعراق وأهله وتراثه.
تكريم ذوات متميزين
الدكتور دوني جورج ومأساة المتحف العراقي:
عقدت الملحقية الثقافية أول نشاط ثقافي لها في واشنطن العاصمة في السادس عشر من كانون الأول 2006 وكان دعوة للآثاري المعروف الدكتور دوني جورج الذي ضحى بالكثير من صحته وتعرض لأنواع المخاطر على حياته كي يحافظ على التراث الآثاري العراقي خصوصاً في أيام النهب والتخريب في بداية الاحتلال عام 2003.
عندما ترك الدكتور دوني العراق التحق بجامعة ستوني برووك في نيويورك كأستاذ زائر. اتصلت به هاتفياً لأطرح عليه اقتراحي بأن يشرفنا بزيارة وإلقاء محاضرة بشأن ما جرى من مآسي في تاريخ العراق الحضاري حينما اجتاحت الأيادي القذرة أسوار المتحف العراقي ودخلت الصالات ونهبت وهشمت ودمرت الآثار التي تخص الإنسانية جمعاء. كانت استجابته آنية وبكل رحابة صدر.
اتصلت بالأستاذ أريك كلاين أستاذ الآثار في جامعة جورج واشنطن في العاصمة وأبلغته بما اتفقت به مع الدكتور دوني، رحب كثيرًا بالفكرة واقترح أن تستضيف الجامعة تلك المحاضرة. وكانت هذه بادرة كريمة منه حيث أن ذلك يعني بأن استثمار القاعة وتفاصيل عرض الصوت والصورة يكون بالمجان.
بدأنا بالاستعدادات وأرسلنا دعوة الحضور إلى المئات من المعنيين وأفراد الجالية العراقية وساعدنا في ذلك ملاك سفارتنا وشعبة الآثار في وزارة الخارجية الأمريكية وكذلك جامعة جورج واشنطن.
أقيم الحفل في قاعة كبيرة من قاعات الجامعة وحضره ما يقارب المائتين من الآثاريين ومن متخصصين وطلبة في الجامعة وخارجها وكذلك العديد من أفراد الجالية العراقية الكريمة.
افتتح النشاط الأستاذ أريك كلاين الذي رحب بالمدعوين باسم رئيس جامعة جورج واشنطن وأشاد بهذا النشاط بالتعريف بما حصل للآثار العراقية إبان الاحتلال.
قدمت كلمتي بعد ذلك فرحبت فيها بالدكتور دوني وشكرت له تجشمه عناء السفر بالقدوم من نيويورك لمشاركتنا بما يحمله من خبرة وهم. كانت كلمة الترحيب باللغة العربية.
بعدها كلمة موجهة لمجتمع الآثار باللغة الإنكليزية وجاء فيها: بأن التراث المنهوب من العراق من المتحف ومن المواقع الأثرية هو تراث للعالم كله. أكدت ما كان معلوما بأن ما يزيد على العشرة آلاف قطعة أثرية قد سرقت، التأكيد على إن من يتاجر بتلك المسروقات من المؤسسات والأشخاص يعتبر عدوا للإنسانية. إن القطع المسروقة معرضة للتلف إذا لم يحافظ عليها وتخزن بطريقة علمية. أن المجتمع الآثاري العراقي من متخصصين وطلبة بحاجة إلى دعم من زملائهم في الولايات المتحدة والعالم أجمع، مواصلة الضغط على الحكومات والمؤسسات المعنية مثل الإنتربول لملاحقة مجرمي المتاجرة بالآثارالعراقية، وأخيراً الحث على تبني مشروع المتحف العراقي الجديد. بعد ذلك قدمت الضيف الكريم وفصلت مسيرته العلمية الثرة وخدماته الهائلة في مجال الآثار في كل سني عمله.
تفضل الدكتور دوني بإلقاء محاضرة مفصلة متميزة فصل فيها ما دمر وسلب ونهب من آثار عراقية ما جعل الحاضرين جميعاً في تفاعل تام في كل دقيقة من الدقائق الستين التي تحدث فيها وكان ألم وحزن الجميع يتزايد مع كل صورة من الصور التسعين التي عرضها على الشاشة الكبيرة. تحدث عن العمل البطولي الذي قام به حين جمع الآثار الباقية في المتحف في غرفة وبنى حائطاً أمامها بحيث لا يتصور أي شخص بان هناك غرفة خلف الحائط وبذا حافظ على ما تبقى من آثار وهذا عمل وطني يسجل في تاريخه ومسيرته.
تقدم العديد من الحضور بأسئلة بأسئلة بشأن المحاضرة أجاب على أسئلتهم برحابة صدر وبتفاصيل أغنت السائلين بالمعلومات. وفي الختام قدمت الشكر والامتنان للدكتور دوني على تفضله بما قدمه من واقع الحال الحزين أملاً أن يرتق ذلك الفتق! دعوت الأستاذ سمير الصميدعي سفير العراق ليتفضل بتقديم درع أعدتّه الملحقية ونقش عليه اسم الدكتور دوني جورج. انفضّ جمع الحاضرين بعد أن تلذذوا بطعم الأكلات العراقية!
ندوة اللغة العربية والحاسبة / الدكتور عدنان ولي:
24 شباط 2007
تعرفت بالأستاذ عدنان عيدان ولي على البعد، فهو يسكن في لندن، عن طريق أولاد أخيه ياسر ومحمّد وكلاهما شعلة من الذكاء والموهبة في استخدام الحاسبات. وقد ساعداني في تحضير محاضراتي للطلبة والمؤتمرات العلمية ومركز جراحة محجر العين في بغداد. تقابلنا في بيروت حيث كنا مدعوين للمؤتمر التأسيسي لمنظمة الترجمة العربية 28 إلى 30 كانون الثاني 2002.
تعددت اللقاءات في لندن وتوثقت العلاقة ورأيت فيه ما وصفته بأنه “أمة في رجل ورجل في أمة” لعمق تضلعه في اللغة العربية وجذورها وإحاطته الواسعة جداً بالتاريخ العربي فهو سيبويه عصر الحاسبات.
ركز كل جهده على اللغة العربية بكل عمق وعلى تعريب برامج الحاسبات فأنتج برنامج “المترجم العربي”، ثم برنامج “الوافي” وكذلك أكمل بناء قاعدة المعلومات باللغة العربية “الهدهد”. وأخيرا بدأ يبدع باستخدام الحاسبة في مساعدة الباحثين والمؤلفين فمثلا يمكن أن يضبط حركات كتاب كامل بدقائق قليلة حيث يتم التحريك بأدوات التنوين. ولكن لم تستثمر كفاءاته الدول العربية وبالأخص العراق وطنه الأم الذي أدار وجهه عنه.
دعوته إلى واشنطن إكراماً لما قدمه للغة العربية وعرفاناً بكفاءاته وأن يطلع المجتمع العراقي على أخ لهم متميز يفخرون به وأن يطلع الأمريكان على طاقات عراقية فريدة.
التحضير: اتصلت بالأستاذ محسن السيسي، أستاذ اللغة العربية في جامعة جورج واشنطن وهو من الجزائر الشقيقة وعرضت عليه الفكرة وبدون تردد وافق على استضافة النشاط في رحاب الجامعة. أرسلنا الدعوة للعديد من المؤسسات التي تعنى باللغة العربية والحاسبات وكذلك العديد من أفراد الجالية العراقية والعربية.
كان عدد الحضور يزيد على المائة من أعضاء الجالية العراقية والعربية وطلبة الدراسات العربية في الجامعات الأمريكة في منطقة واشنطن. جهزت الدائرة الثقافية كراس يضم انتاجات ومواقع الإنترنت الخاصة بالمحاضر.
افتتح الجلسة الأستاذ محسن السيسي، أستاذ اللغة العربية في جامعة جورج واشنطن، مرحباً بالحضور وعبر عن سعادة قسم اللغة العربية والجامعة باستضافة هذه المحاضرة القيمة.
ومن ثم قدمت الأستاذ عدنان للحضور بعد مقدمة مختصرة عن الحاسبات والخبراء فيها في العراق وعن شارع الصناعة في بغداد. عرضت على الحضور نبذة عن المحاضر وآفاق علمه وخبرته وما قدمه للمكتبة العربية والتراث العربي واللغة العربية والتاريخ العربي من مساهمات تعدّ الفريدة من نوعها في تاريخ العالم العربي.
استعرض المحاضر وخلال ساعتين، وبدون كلل منه ولا ملل من الحاضرين، تاريخ الترجمة في العصور المتعاقبة منذ صدر الإسلام؛ ما يقارب عام 100 هجري، منتهياً إلى موجة الترجمة الحالية في الصين. وبعد ذلك استعرض تاريخ الترجمة الآلية التي كان قد بدأها بإدخاله برنامج الوافي للترجمة. وبعد ذلك برنامج الوافي الذهبي. ومن خلال الإنترنت الآني قدم استعراضاً مباشراً للحاضرين للبرنامج وقابلياته. وبعد ذلك استعرض القواميس التي أنشأها التي يسهل استعمالها على المستخدم. وبعد ذلك شرح تفاصيل ماكنة البحث العربية التي قام بها وهي الهدهد المتخصّصة باللغة العربية، التي تقابل الـ (كوكل) ولكن بدرجة أقل.
وأخيراً استعرض القاعدة الجديدة التي أنشأها حديثاً التي تضم بليون كلمة عربية مستقاة من عشرة آلاف كتاب في مجالات المعرفة وعلى مدى العصور. ومنها يمكن أن يجهز المستخدم بكل المصادر المطلوبة، وكذلك يعطيه المعلومة الصحيحة عن تاريخ الكلمة عبر العصور وعن ترددها ومعلومات كثيرة جداً عن الكلمة والجملة والمعلومة ما يفيد الباحثين وطلبة الدراسات العليا في الوطن العربي.
وبعد انتهاء الساعتين التي لم يمل منها الجلوس طلبت من شيخ علماء الجالية الأستاذ الدكتور حسين طعمة، أستاذ علم النفس السريري في جامعة بتسبرك، ومعهد الصحة الوطني والمستشار حالياً في وزارة الصحة الأمريكة لشؤون الصحة النفسية، أن يتفضل إلى المسرح ليقدم هدية تذكارية من الدائرة الثقافية إلى السيد المحاضر. بعدها استمتع الحضور بتناول المرطبات والماكولات التي أعدتها الدائرة الثقافية.
وفي الختام قدمنا للأستاذ عدنان هدية رمزية تفضل بتقديمها الأستاذ الدكتور حسين طعمة تعبيراً عن امتنان وتقدير الجميع.
كان صدى المحاضرة عظيما جداً وانبهر بها الجميع وشعروا بالفخر والاعتزاز بهذه الطاقة العراقية الخلاقة التي تعطي الصورة الحقيقية للكفاءات العراقية الأصيلة.
زيارة الدكتور سنان الشبيبي:
الدكتور سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي في ضيافة الملحقية الثقافية
نظّمت الدائرة الثقافية أمسية ثقافية في ديوان السفارة يوم 20/10/2007 في واشنطن ألقى فيها الدكتور سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي العراقي محاضرة عن موضوع مشكلة ديون العراق.
ذكر الدكتور الشبيبي بأننا بفضل التعاون والتنسيق المثمر بين البنك المركزي ووزارة المالية استطعنا أن ننتهج آلية متوازنة وخطوات مدروسة في إدارة مشكلة الديون العراقية التي تمثل عبءاً ثقيلاً على التقدّم الاقتصادي في العراق، وقد حققنا في هذا السبيل نجاحات وإنجازات سيكون لها أبلغ الأثر على التنمية الاقتصادية في العراق وأضاف بأن ظاهرة الديون هي ظاهرة جديدة على الاقتصاد العراقي وأن العراق لم يعرف بأنَّه من الدول المدينة، وأن الأرقام والإحصاءات التي كانت تقدّمها الحكومة السابقة للوكالات والمؤسسات النقدية الدولية كانت معدومة أو قليلة. وقال الدكتور الشبيبي بأنَّ الديون بحدّ ذاتها تمثل مشكلة مزدوجة؛ ففي حالة تسويتها ودفعها فأنها ستحرم العراق من الموارد للتنمية الاقتصادية، وفي حالة الامتناع عن الدفع، سيكون البلد عرضة لسياسة الحصار والمقاطعات والمطالبة بالتعويضات. وأضاف المحافظ بأنَّ مثل هذه الحالة ستمنع أي مستثمر من التعامل مع بلد مثقل بديون تصل لحدّ 130 مليار دولاراً. وقال الدكتور الشبيبي بأنَّ الخبراء والمستشارين الماليين والاقتصاديين العراقيين وبعد التغيير السياسي الذي حصل في العراق في نيسان عام 2003، بدأوا بالعمل على حصر وتحديد حجم ومبالغ هذه الديون وتركيبها وتصنيف المجموعات الدائنة. وقد استطعنا الحصول على أرقام ومعلومات من المؤسسات النقدية والمالية الدولية والتي استخدمت كأساس في التدقيق والمفاوضات الشاقة والمارثونية التي أجريت مع نادي باريس وقد نجح الفريق الفني العراقي في التوصل إلى اتّفاقية دولية أعلنت في 24/11/2003 وحصل العراق بموجبها على نسبة إطفاء وصلت إلى 80% من قيمة ديونه والتي تمثل أحسن نسبة تحصل عليها الدول المدينة من مجموعة الدول متوسطة الدخل. ونجح البنك المركزي العراقي في الدخول بمفاوضات مهمة مع برنامج وكالة التنمية الدولية (IDA) (International Development Association) العائدة لمجموعة البنك الدولي والتي منحت العراق تسهيلات مالية مهمة، (SBA) (Standby Agreements) مع صندوق النقد الدولي ووفقاً لشروط نادي باريس، وفي النية تجديد هذه الاتّفاقيات الساندة للعام 2008 لما لها من مردودات إيجابية مالية واقتصادية لصالح العراق.
وأشار المحافظ بأنَّ العراق قام بالمباشرة في حملة دولية واسعة اتّصل فيها بكلّ الدول الأعضاء وغير الأعضاء في نادي باريس الدولي لغرض تسوية ديونها مع العراق. وأضاف بأنَّ الكثير من الدول استجابت للدعوة العراقية وأن قسماً من الدول الدائنة كانت لها ديون (قذرة) وهي في أغلبها ديون واستحقاقات لمعدات عسكرية.
وفي الختام قدمت شكري للدكتور سنان على ما قدمه من تفاصيل مهمة بشأن مشكلة ديون العراق والحالة الاقتصادية بصورة عامة، وشكرت كذلك السفير لحضوره ومداخلته والحضور الأكارم من أفراد الجالية.