تمهيد:
إن من صميم متطلبات الأكاديمي في أية مؤسسة أكاديمية في العالم المشاركة في المؤتمرات العلمية كجزء من واجباته كأكاديمي. وبطبيعة الحال كان لأساتذة كلية الطب في جامعة بغداد المشاركة الفعالة في المؤتمرات وفي كل مناسبة علمية.
كان لكلية الطب في جامعة بغداد تقليد سرى لسنوات عديدة وهو إقامة مؤتمر علمي سنوي يشارك فيه معظم الأساتذة ليس بالحضور فقط ولكن المشاركة الفعلية في إلقاء البحوث وكذلك يشجع الطلبة لحضوره وحتى إلقاء البحوث.
كانت هناك كذلك مؤتمرات تقيمها مؤسسات أكاديمية ومهنية خارج الكلية تعنى بالمجال الطبي بكافة آفاقه يشارك فيها من لهم الرغبة في ذلك من الأساتذة من خارج وداخل المجتمع الطبي.
الحروب والحصار:
ما تجدر الاشارة اليه أن المؤتمرات التي عقدت خارج العراق فقد تحددت كثيراً بسبب ظروف الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات ومن بعدها سنوات الحصار الجائر. كان على أي باحث في مجالات العلوم والانسانيات أن يتخطى عددا من الصعاب كي ينتج بحثا على مستوى مقبول. وبالرغم من تلك الصعوبات فقد تخطت الهمم العالية لدى أساتذة كلية الطب بل عند كل الأكاديميين في أغلب الاختصاصات لتخطي تلك الصعوبات زتقديم النتاج العلمي ما يدعو للفخر. فقد تمكن عدد من الباحثين العراقيين من الحصول على قبول المشاركة في المؤاتمرات الدولية وكذلك نشـر بحوث في المجلات العلمية العالمية المرموقة.
أستعرض هنا المؤتمرات والندوات في العراق طوال فترة حياتي الجامعية وحتى العام 2003 التي أسهمت شخصياً فيها إما في إقامتها أو المشاركة فيها. أما نشاطاتي بعد الاحتلال وحتى التحاقي بالملحقية الثقافية وما بعدها فسوف ترد لاحقاً في هذا الجزء وفي الجزء الثالث.
كانت مشاركتي العلمية ببحوث في المؤتمرات والندوات في العراق التي عقدت في كلية الطب جامعة بغداد، كليات طب خارج جامعة بغداد، مؤتمرات نقابة الأطباء، الجمعية الطبية العراقية، جمعية السرطان العراقية، مجلس البحث العلمي، المجمع العلمي، بيت الحكمة، منتدى الرواد وغيرها.
استعرض فيما يأتي اهم المؤتمرات التي أسهمت فيها وفِي نهاية الفصل هناك قائمة بأسماء وأماكن انعقاد المؤتمرات والبحوث التي شاركت فيها.
مؤتمر جمعية مكافحة السرطان العراقية في بغداد 1964:
حضـرت لأول مرة مؤتمراً عالمياً وأنا طالب في الصف الرابع في العام 1964 هو مؤتمر جمعية مكافحة السـرطان العراقية الذي عقد في قاعة الشعب في بغداد. حضـر المؤتمر العديد من الأساتذة من خارج العراق كان منهم الجراح المصـري العالمي اسماعيل السباعي الذي عرض عملية معقدة لعلاج سرطان المعدة.
مؤتمر جمعية الاطباء العرب الأمريكان في بغداد 1978:
كان هذا المؤتمر فرصة رائعة للتعرف على زملائنا المغتربين العرب لاسيما العراقيين منهم. كان رئيس المؤتمر الدكتور العراقي اختصاصي القلب الدكتور جعفر الصدر وكان كذلك رئيسا لجمعية الأطباء العرب الأمريكان. قابلت فيها استاذي الدكتور محمود ثامر وزملاء من أيام الكلية الذين اختاروا البقاء في امريكا. قدمت فيه بحثاً عن حالات نادرة من الشلل النصفي الذي سببه تخثر الشـريان السباتي الذي يغذي الدماغ الناتج عن الشدة على الرقبة.
احذري يا سيدتي!!: في ذلك البحث ذكرت فيما ذكرت حالة حدثت خلال عملي في بريطانيا حيث استدعيت لفحص سيدة أغمي عليها فجأة بعد دخولها الى قسم الطوارئ في المستشفى. علمنا ان شجاراً قد حصل بينها وبين زوجها الثمل الذي عاد متأخراً في الليل وسدد لها لكمة شديدة على فكها الاسفل ما سبب كسـرا فيه. وعند مراجعتها عيادة الطوارئ في اليوم التالي سقطت مغشيا عليها وتبين انها أصيبت بالشلل النصفي. أجرينا لها فحص تلوين الشـرايين الذي أظهر ان بطانة الشـريان السباتي قد تمزقت بفعل شدة حركة الرأس الى الخلف عند اللكمة وسبب ذلك التمزق تخثر وانسداد الشريان.
مؤتمر الجمعية الطبية العراقية في البصرة 1978: عقدت الجمعية الطبية العراقية في العراق في العام 1978 مؤتمرها السنوي في مدينة البصرة.
شارك في المؤتمر العديد من اساتذتنا والزملاء من التدريسيين الأطباء وكذلك ضيوف مرموقين من الاطباء البريطانيين كان من بينهم استاذا هو حفيد مؤلف الكتاب الشهير المتجدد “التشخيص التفريقي Differential Diagnosis”.
سافرنا الى البصرة بالقطار الليلي وكان في كابينتنا الاستاذ خالد القصاب وأخرون.
عربتنا انفصلت من القطار!: عندما بدأت الرحلة الى البصرة استعد الجميع للنوم ولكنه يصعب مع صخب عجلات القطار. وبينما كنت بين اليقظة والنوم والقطار يسير حثيثا شعرت بأن القطار يسير بالاتجاه المعاكس وليس باتجاه الجنوب. حسبت ذلك ضربا من الخيال بسبب التعب ولكني حينما مددت رأسي خارج الكابينة ذهلت لمشاهدة عربتنا تسير بالاتجاه المعاكس وقد انفصلت عن القطار الذي يسير باتجاه الجنوب. ايقظت الاستاذ خالد القصاب والباقين وبين الضحك والقلق شعرنا بأن القطار مع عربة القيادة قد قفل راجعا باتجاهنا وشد العمال عربتنا به ثانية وسار وسرنا باتجاه البصرة. وكانت طرفة تحدثنا بها عند انعقاد المؤتمر وبعد ذلك لمدة طويلة.
سكان الأهوار ووظيفة المخيخ!: ضمن أيام انعقاد المؤتمر نظمت لنا رئاسة الصحة سفرة مائية الى الاهوار وكانت من السفرات اللطيفة التي لا تنسى. عند وقوفنا للاستراحة في إحدى الجزر كان يقف على مقربة منا شاب من شباب الاهوار منتصبا على نهاية زورقه “السومري”. يبدو الشاب مستقرا وبدون اي تمايل في جسمه. حينما تطلعت الى ساقيه وجدتهما بحركة ترددية سريعة مستمرة الى اعلى واسفل ولكن لا تظهر تلك الحركة على اعلى جسمه.
شاركت الاستاذ البريطاني بهذه الالتفاتة وكان من المؤكد انه لو كان أي منا في محله لهوينا في الماء ولم نستطع الوقوف للحظة واحدة. وهنا تبين لي ان سكان الاهوار لديهم القدرة غير الاعتيادية لترويض المخيخ والجهاز العصبي بصورة عامة على التأقلم لكذا حالة بحيث يحافظون على توازنهم الى درجة تفوق الخيال الاعتيادي حينما تستقل السيدة منهم الزورق مع طفلها الرضيع ترضعه وتجذف بالمجذاف وقد ارسلت شبكة الصيد في الماء وتراها مستقرة في زورقها.
مؤتمر اتحاد أطباء الاسنان العرب عمان 1982
كان تجمعا علميا رائعا شارك فيه جراحو وأطباء الاسنان من غالبية الدول العربية. كان ذلك المؤتمر أول مشاركة لي في مؤتمر خارج العراق وبهذه الاهمية. قدمت فيه بحثاً بشأن موارد اللقاء بين اختصاص الجراحة العصبية واختصاص جراحة الوجه والفكين.
ندوة مرض الإيدز بغداد 1985:
عقد فرع الاحياء المجهرية في كلية الطب ندوة مهمة لتعريف المجتمع الطبي في العراق بخصوص مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). اكتشف المرض لأول مرة في العام 1981 ومن ثم تأكدت حقيقة المرض وعرفه المجتمع الطبي العراقي المتخصص ولقد كان من الضروري تعريف العاملين في المجال الطبي بكل جوانب المرض حيث انه يمكن ان يصيب كل أعضاء الجسم. لم يكن المرض معروفا في العراق حيث كان السفر ممنوعا لسنين طويلة لا سيما في الثمانينيات حينما كانت الحرب العراقية الايرانية مشتعلة. خضع كل زائر أجنبي أو عراقي يدخل الى العراق حسب التعليمات الرسمية لفحص الدم للتحري عن وجود فيروس المرض في الدم كي يحافظ على صحة المجتمع.
تحدثت في محاضرتي عن القرد الاخضر وتفاصيل حياته حيث انه كان يعتقد بأنه السبب الرئيس لبداية المرض ويكون ذلك عندما يأكل السكان المحليون دماغ القرد المصاب فينتقل إليهم ومن هنا بدأت سلسلة الاصابات.
ندوة الخلية السرطانية بغداد 1985:
اقترحتُ على جمعية مكافحة السرطان العراقية في العام 1985 وبالتعاون مع كلية الطب إقامة ندوة موسعة في الكلية الطبية وعلى قاعة البكر الكبرى بخصوص “الخلية السرطانية” وكنت المقرر لها. وفيها امتزج العالم في الكيمياء بأستاذ الصيدلة بالطبيب الجراح مع الطبيب المعالج للسرطان وبالممرضة وغيرهم. تفاصيلها لاخقا في فصل مسيرتي في مجال السرطان.
مؤتمر بغداد العالمي للحاسبات بغداد 1986:
عقد المركز القومي للحاسبات بالمشاركة مع المؤسسات المعنية مؤتمرا علميا يبحث بأحدث ما وصل اليه علم الحاسبات في العالم واستخدامها في كل مجالات الحياة. البحث المشترك الذي قدمته كان بعنوان “تحويل جداول القرارات إلى برامج كفوءة لتشخيص الآم الظهر” كان بالاشتراك مع الاستاذ الدكتور سلام ناصيف رئيس قسم الحاسبات في كلية العلوم وطالب الماجستير صاحب الاطروحة عبد الرحمن الحسيني. يعد البحث من أوائل بحوث تطبيقات الحاسبة في مجال التشخيص الطبي في العراق.
حلقة دراسية بخصوص الرنين المغناطيسي النووي (حلقة دراسية) 1986:
أقام اتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب مؤتمرا للرنين المغناطيسي النووي (NMR) وتطبيقاته المختبرية في مجال الكيمياء في بداية الدخول في عالم الرنين المغناطيسي. كان ذلك قبل سنين من دخول الرنين المغناطيسي (MRI) الى العراق. تكفل بتنظيم المؤتمر الاستاذ الدكتور سلمان رشيد سلمان أستاذ الكيمياء في كلية العلوم وشارك معي في النشاط الاستاذ الدكتور محمد حسن الاشيقر استاذ الاشعة في كلية الطب. قدمت دراسة بخصوص الرنين في تلك الحلقة الدراسية.
ندوة الاستعمالات التشخيصية والعلاجية لأضداد وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies) بغداد 1987:
عمل الدكتور سند البلاغي الاستاذ في كلية الطب فرع الاحياء المجهرية والطفيليات على إقامة الندوة وكان مقررها. وللدكتور سند الباع الطويل في هذا المجال الحديث في التطبيقات الطبية. ساهم في الندوة عدد من الاختصاصيين وأسهمت فيه بخصوص أهمية الاستخدامات التشخيصية والعلاجية المستقبلية في مجال امراض وأورام الجهاز العصبي.
أعطى اكتشاف واستخدام هذا الأفق الجديد الأمل الكبير في علاج عدد من الامراض والاستغناء عن العلاج الجراحي في حالات عديدة.
ومضة علمية: حدثني الدكتور سند البلاغي قبيل إقامة الندوة بخصوص بداية ذلك الاكتشاف التاريخي. قال بأن الدكاترة جورج كوهلر (من ألمانيا Georges Köhler) وسيزار مليستاين (من الارجنتين César Milstein) جلسا يوما في الكافتيريا يحتسيان القهوة عند انعقاد مؤتمر علمي في السبعينيات وكانا يناقشان فكرة الحصول على حلول بيولوجية للأمراض وفي النقاش تولدت لديهما فكرة بـ “تزاوج” خلية سرطانية (من وروم المايلوما) مع خلية مناعة (خلية ب) حيث ان الخلية السرطانية لا تموت إذا تهيأت لها الظروف اللازمة ويقابلها صفة الهدف المحدد لخلية المناعة كي تنتج خلية لها الصفتان.
تبلورت الفكرة وترجمت الى حقيقة حيث ظهر ذلك الاكتشاف إلى الوجود في العام 1975. تطور بمرور الزمن بصورة انفجارية ودخل في المجالات التشخيصية والعلاجية وطبق في العديد من الاختصاصات. وقد حازا مع زميل لهما بجائزة نوبل عام 1984.
مؤتمر جراحة الإصابات بغداد 1987:
فكرت بإقامة مؤتمر لتطوير خبرة الجراحين الشباب في العراق بجراحة الاصابات وخصوصا ان الحرب العراقية الايرانية كانت ملتحمة ولم تبد لها نهاية في الافق. في تلك الايام كانت هناك مستشفى أجنبية يديرها ويعمل فيها اختصاصيون من الدول الغربية وهي مستشفى ابن البيطار. اتصلت بإدارة المستشفى وشرحت لهم الفكرة والهدف وطلبت منهم مشاركة جراحين موفدين في المؤتمر. وافق أكثر الجراحين في اختصاصات متعددة للمشاركة. أخبرت العميد باقتراحي وطلبت أن يكون المؤتمر برعاية الكلية. بدأنا الاستعدادات واشترك في التحضير والاتصالات بالمحاضرين الاجانب الصيدلي احسان سليم من مكتب الاعلام الدوائي في وزارة الصحة. أسهمت ست شركات دوائية عالمية بدعم المؤتمر بهدايا رمزية للمشاركين.
استمر المؤتمر لثلاثة ايام وشارك فيه واحد وثلاثون استاذا محاضرا بضمنهم الاساتذة الزائرون. عقد في كل يوم جلستان شملتا أغلب آفاق جراحة الطوارئ.
مؤتمر اليوبيل الفضي لجمعية مكافحة السرطان العراقية بغداد 1987:
ذكرت تفاصيل المؤتمر في فصل النشاط العلمي؛ مسيرتي مع السرطان.
عقد المؤتمر في فندق بابل أوبروي في بغداد حضـره عدد غفير من الاساتذة والاختصاصيين والأطباء الشباب والطلبة.
مؤتمر اليوبيل الفضي لجمعية مكافحة السرطان العراقية بغداد 1987:
ذُكرت تفاصيل المؤتمر في فصل النشاط العلمي؛ مسيرتي مع السرطان. عقد المؤتمر في فندق بابل أوبروي في بغدادوحضره عدد غفير من الاساتذة والاختصاصيين والاطباء الشباب والطلبة.
مؤتمر مجلس البحث العلمي بغداد 1989:
عقد مجلس البحث العلمي مؤتمرا مهماً في العام 1989. عقد المؤتمر في رحاب قاعات مجلس البحث العلمي في الجادرية. استمر لثلاثة أيام وقدمت فيه بحوث أصيلة في أغلب الاختصاصات العلمية من هندسية الى طبية الى زراعية الى ما يخص العلوم الاساسية والحاسبات وغيره. وزعت في يوم افتتاح المؤتمر جائزة صدام للعلوم.
قدمت في المؤتمر بحثين كان أحدهما قد أجري في مجلس البحث العلمي بشأن تحليل تخطيط كهربائية الدماغ بالكومبيوتر، لمحاولة معرفة توقيت نوبة الصرع عند المصابين بالصرع. وكان البحث الثاني بخصوص دراسة مرض الأكياس المائية في محجر العين.
المؤتمر العالمي لمرض الاكياس المائية 1989:
قدمت اقتراحا لعميد الكلية الطبية لعقد مؤتمر عالمي للأكياس المائية بعد أن ضمنت مشاركة عددا من العلماء المتخصصين والقياديين على مستوى العالم. وافق مجلس الكلية وبدأت بالتحضيرات وشُكلت لجنة برئاسة العميد وكنت رئيس اللجنة التحضيرية. قمت بالاتصالات بنيوزيلاندا، استراليا، المملكة المتحدة، البرازيل، أروغواي، الولايات المتحدة وكندا. وكذلك بالزملاء المتخصصين في الجراحة والطفيليات في كليات الطب والعلوم والطب البيطري وحتى المتقاعدين منهم.
التمست الأستاذ النبيل الطبيب الفنان الدكتور نوري مصطفى بهجت لكي يصمم شعارا للمؤتمر. تناقشنا في مفرداته وبعد ذلك حقق ذلك متفضلا وأبدع فيه.
حضر المؤتمر كل من الاستاذ مايكل كيميل الخبير في منظمة الصحة العالمية من نيوزيلاند، الاستاذ جارلس تانر من مونتريال كندا، الاستاذ راوش من سياتل والاستاذ جونسون من الاسكا في الولايات المتحدة والدكتور أكين أوغلو من تركيا. لم يتمكن من الحضور كل من الدكتور سولزبي وسمث من المملكة المتحدة، الدكتور كونه من استراليا، والدكتور منكري من الارجنتين والدكتورة كسيتليوني من الأرجواي لأسباب إدارية!
أبدع العراقيون من الجراحين والعلماء بما عرضوا من خبرة عالمية بهذا المرض وكان في مقدمتهم الاستاذ الدكتور زهير البحراني الذي عرض خبرته في أكياس الكبد والدكتور مكي حمادي فياض الذي عرض فلما ولأول مرة يبين خروج كيس مائي من قناة الصفراء بوساطة ناظور المعدة والأمعاء. كذلك عرضت خبرتي في مرض الأكياس المائية في محجر العين.
هدايا المؤتمر: شملت التحضيرات عمل قمصان تي شيرت طبع عليها وبإتقان صورة شعار المؤتمر وتبرع بالقمصان والعمل وإيصالها الصناعي النبيل السيد صلاح الصفار وهو صديق شخصي ومحب للخير والمصلحة العامة وسلمها لنا بدون مقابل. وزعت تلك القمصان على كل المشاركين في المؤتمر.
وكذلك تبرع صديق آخر هو السيد عبد الامير النركيلجي في بغداد بعمل أواني نحاسية بقطر يزيد على القدم الواحد في سوق الصفافير حيث يقع محله التراثي المتميز. تفنن الصفارون من أصدقائه في طرق النحاس وحفر الشعار واسم المؤتمر على الأواني وبطريقة فنية رائعة. قدمت هذه الهدايا للضيوف من خارج العراق.
المؤتمر الطبي في مدينة السليمانية 1989:
أقامت جمعية الاطباء في السليمانية مؤتمرا طبيا. تكرم المنظمون بدعوتي للمشاركة بإلقاء بحث فيه. كان على رأس المدعوين من بغداد الاستاذ خالد ناجي. كان المؤتمر منظما جدا وسعى الاخوة والاخوات الاطباء بتوفير كل وسائل الراحة والترفيه.
مؤتمر جمعية أطباء العيون العراقية بغداد 1989:
استمرت جمعية اطباء العيون العراقية بإقامة مؤتمر سنوي في كل عام تقدم فيه البحوث والمحاضرات. وكنت من المساهمين دوما في تلك المؤتمرات بخبرتي في مجال محجر العين.
مؤتمر العلوم العصبية عمّان؛ 1993
كان ذلك أول مؤتمر تخصصي أشارك فيه خارج العراق خلال أيام الحصار. حضر المؤتمر عدد من الزملاء من العراق ومن الدول العربية والاوربية. كان تنظيمه ومستوى البحوث التي ألقيت متميزا.
خدمات لم تكن لدينا: مما أثار فضولنا خلال المؤتمر أن الزملاء الاردنيون كان كل منهم يحمل هاتفا خلويا وخلال المحاضرات يرن هاتفهم ويتركوا القاعة للرد على من يطلبهم. كنا نحن محرومين من تلك “النعمة” في ذلك الوقت.
جهاز سكين جاما (Gama Knife) لعلاج اورام الدماغ: خلال تلك الزيارة دعاني الاخ الدكتور محمد صالح نور مدير مستشفى ابن الهيثم الخاصة في عمان لحضور حفل تدشين جهاز سكين جاما. افتتح الحفل وقص الشريط الامير رعد ممثلا لجلالة الملك حسين. كانت تلك البادرة مفخرة لنا جميعا أن تكون في منطقتنا وفي بلد شقيق تلك التسهيلات لعلاج حالات أورام الدماغ التي تحتاج إلى ذلك النوع من العلاج.
مؤتمر اتحاد الأطباء العرب للعلوم العصبية تونس 1993:
كان ذلك المؤتمر من المؤتمرات المهمة التي ضمت عددا من الاختصاصيين في العلوم العصبية. كان رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور المنجي بن حميدة اختصاصي طب الأعصاب ووزير الصحة السابق. دعانا الدكتور المنجي وزميله الدكتور فيصل هنتاتي لزيارة معهد بحوث امراض الأعصاب الذي أنشئ حديثا وكان بدعم من فرنسا وبلجيكا. وعرض علينا الدكتور المنجي معلومات عن مرض جيني يصيب الأعصاب أكتشف في ذلك المعهد.
المعهد الوطني التونسي والدكتور المنجي بن حميدة لأمراض الأعصاب1993: أنشأ الدكتور المنجي بن حميدة في العام 1974 المعهد وكان هدفه العمل على اكتشاف الجينات المسببة لبعض أمراض الجهاز العصبي. كان سبب ذلك التوجه للبحث الجيني هو تخصص المنجي بذلك العلم فضلا عن تخصصه في طب الأعصاب. بعد سنوات من البحث تمكن الباحثون من اكتشاف الجين المسبب لمرض عصبي نادر هو مرض شاركو ماري توث. وكان ذلك الاكتشاف فخرا للطب العربي.
مع الرئيس ياسر عرفات: شاركنا في المؤتمر وكان برفقتنا زملاء من الأردن الشقيق. كان من بين الزملاء الذين صاحبونا من الوفد الاردني زميل جراح هو الدكتور عادل شريدة وهو الذي أجرى للرئيس ياسر عرفات عملية جراحية لتفريغ خثرة دموية في الجمجمة بعد سقوط طائرته في الصحراء الليبية حينما كان عائدا من الخرطوم في الشهر الرابع 1992. كرم الرئيس الوفدين العراقي والاردني بدعوة غداء في مكتبه في العاصمة تونس. كان اللقاء حميما وكانت الحفاوة التي أحاطنا بها الرئيس ومساعدوه بالغة لا سيما الرعاية من شخص الرئيس فكان يصر على إكرامنا فردا فردا عند تناول الطعام. قدم لنا قهوة لم أتناول مثلها قبل ذلك وشرح لنا الرئيس طريقة صنعها حيث كانت مصنوعة من قشور حبيبات القهوة.
المؤتمر الأول للجمعية العراقية للعلوم العصبية بغداد 1994:
عقدت الجمعية العراقية للعلوم العصبية مؤتمرها الأول وكان ذلك إنجازا مهما للجمعية.
مؤتمر التمريض 1995:
عقد في الرابع والعشرين من شباط 1995 مؤتمر التمريض القطري الثاني في العراق. قامت بتنظيمه وزارة الصحة وكان مؤتمرا ضخما حضره فضلا عن المجتمع التمريضي والطبي العديد من المسؤولين ومنهم وزراء في الدولة. طـُلب مني أن ألقي كلمة افتتاح المؤتمر.
جاء في كلمتي في الافتتاح:
” السادة الوزراء الأفاضل، الحضور الكرام
قال أحد أطباء العصور الوسطى: يا رب أمنحني قوة القلب والفكر كي يكونا مستعدين على الدوام لخدمة الغني والفقير، الشريف والشرير، الصديق والعدو. وأصلي لئلا أرى المريض إلا أنه شبيهي المتألم. بهذه الروحية وبهذه القدسية يتعامل الأطباء والممرضات مع المريض. الصديق والعدو واحد بالنسبة لهم، والشريف والشـرير في نفس المستوى وكذا الغني والفقير. طوبى لهذه الشريحة التي لا تدانيها شريحة أخرى في الوجود غير أهل التقوى، أهل الدين. “فالعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان”.
ومن ثم تحدثت عن تاريخ التمريض والتركيز على رائدة التمريض في العصـر القريب فلورنس ناينتنكل. تطرقت إلى واقع التمريض وإلى أفكار بخصوص تطوير تلك المهنة الكريمة.
لحظات محرجة: أصبت في ليلة انعقاد المؤتمر بحالة مغص شديد في الامعاء وكنت على وشك ان أقدم اعتذاري عن عدم الحضور. ولكن الحرج الادبي من الوزير الذي كلفني شخصيا لتقديم كلمة الافتتاح ولشعوري ببعض التحسن آليت على أن أقاوم ألمي وأذهب إلى المؤتمر. عند وصولي أخبرت الاستاذ علي الفواز مدير الإعلام في الوزارة بما أشكو منه وطلبت منه أن يقف قرب المنصة فإذا ما بدر مني ما يدل على معاناة شديدة تمنعني من التواصل فعليه أن يتدارك الموقف. والأستاذ علي الفواز إنسان رائع حاضر البديهة لذا كنت مطمئنا لتدارك ما كان يمكن أن يحدث ولله الحمد لم يحدث. تركت المؤتمر بأسرع ما يمكن لئلا يبدو علي ما يثير الانتباه!!
ندوة الطب البابلي 1995:
عقدت ندوة عن الطب البابلي على هامش انعقاد مهرجان بابل الفني عام 1995. عقدت الندوة في بيت الحكمة في بغداد بينما عقد المهرجان في منطقة آثار مدينة بابل عند مشارف مدينة الحلة.
تحدثت في الندوة بشأن الصداع في الطب البابلي تشخيصا وعلاجا. جاء في بحثي الذي يوجد بكامله في فصل النشاط العلمي/ المحاضرات ما يأتي:
“….. أما موضوعنا ألم الرأس فقد فصل كثيرا. وأن وجوده دليل على ان الصداع ليس ظاهرة من افرازات العصر الحديث وأنماء هو قديم قدم التاريخ. وقد ذكر ان الشاعر السومري في الألف الثالث قبل الميلاد يندب عند اشتداد نوبة الصداع المؤلم الذي يعمي العيون، ويرجو من الآلهة أن تكون حياته بعد الموت خالية من الألم. كان الشيطان تيو TIU هو الروح المسؤولة عن أحداث الصداع.
أن أول علاج للصداع جاء من بلاد سومر في تعويذة أريدو المفصلة. وأن المراسيم لعلاجه تتطلب وجود امرأة حكيمة، قليل من شعر بنت باكر وماء مطهر وهذه تساعد على أن يعرج الصداع نحو السماء ويزول الألم من المريض. وأن الأغنية السومرية التي وصلت إلينا بعد خمسة آلاف عام تشير إلى الصداع الذي يمكن أن يعد وصفاً لصداع الشقيقة وعند ذكر العلاج يقرّ بأنه ليس ناجعا دوما في أن يخلص المريض منه. تقول الاغنية:
يجول الصداع في الصحاري وله صفير العواصف يضيء كالبرق من أعلى ومن أسفل وهو يدمر من لا يخاف آلهته كما يقطع القصب…….”
دورة إصابات الرأس 1995:
أقيمت في مستشفى الجراحات التخصصية في مدينة الطب ندوة مكثفة للأطباء المقيمين في المجمع.
كانت الندوة برعاية وزير الصحة. شارك معي فيها الاختصاصيون الدكتور عبد الباقي الخطيب (الجراحة التقويمية)، الدكتور طارق الزعين (الجراحة العصبية)، الدكتور نوزاد اسماعيل (اختصاصي الاشعة)، الدكتور أياد محمد اسماعيل (جراحة الوجه والفكين) والدكتور آري سامي (الجراحة العصبية).
الندوة العلمية الأولى للتشوهات الولادية كلية صدام الطبية 1996
أقام الأستاذ الدكتور محمود حياوي عميد كلية طب صدام والدكتور علي فخري الزبيدي اختصاصي الجراحة التقويمية ندوة علمية للتشوهات الولادية. شاركت فيها ببحث بخصوص تشوهات العمود الفقري.
مؤتمر مدينة الطب 1997
قدمت في المؤتمر بحثين مهمين أحدهما بخصوص رعاية المريض في العناية المركزة بعد عملية فتح الجمجمة وهو ملخص لأطروحة ماجستير تمريض كما سيرد ذكره في فصل الحياة الأكاديمية.
والآخر غريب بعض الشيء!! فلقد كان عنوانه حساب كلفة المريض الراقد في شعبة الجراحة العصبية وهو ملخص لأطروحة ماجستير محاسبة كما سيرد ذكره في فصل الحياة الأكاديمية.
مؤتمر الأطباء العرب في الخرطوم السودان 1998:
أقيم المؤتمر في فندق الهيلتون في الخرطوم. كان ذلك عين الفندق الذي اغتيل فيه السيد مهدي الحكيم عام 1988.
شارك في المؤتمر العديد من زملائنا العراقيين ومن معظم الدول العربية.
استمتعنا بالعلم الذي جاء به المحاضرون وكذلك بما شاهدناه من الطيبة واللطف من كل من التقينا بهم.
زيارة الى أم درمان: يفصل نهر النيل الابيض مدينة أم درمان عن مدينة الخرطوم ويربطهما جسر. يا للأسف كان غالبية شوارع المدينة غير معبدة أو معبدة بطريقة سيئة. استغربنا من وجود حفرة كبيرة في منتصف شارع في وسط المدينة بدون حواجز إنذار تسع في حجمها سيارة بكاملها!
مؤتمر هيئة البحث العلمي 1999:
عقدت الهيئة مؤتمرها الاول الشامل في أيلول 1999. وكانت قد عقدت في السابق أربعة مؤتمرات متخصصة لاستعراض نشاط المراكز والوحدات البحثية ومناقشة خططها المستقبلية. شارك في هذه المؤتمرات باحثون في المراكز والجامعات العراقية وفي مؤسسات الدولة المتعددة المعنية بالبحث العلمي. تمت في هذه المؤتمرات مناقشة الخطط البحثية لمجاميع من المراكز والوحدات قسمت وفقا للتخصص إلى البحوث الطبية، بحوث العلوم السياسية، بحوث البيئة، البحوث النفسية والتربوية، البحوث الدوائية، البحوث الهندسية، بحوث العلوم التطبيقية، العلوم الزراعية، البحوث التاريخية والتراثية، وبحوث المواد.
الدكتور همام عبد الخالق وزير التعليم العالي، وعلى يساره الدكتور ماهر الجعفري رئيس الدائرة التربوية ورؤساء الجامعات الدكتور خليل لطيف والدكتور قبيس الفهداوي ثم الدكتور محمد الراوي عن يميني.
المؤتمر (الثاني) للجمعية العراقية للعلوم العصبية بغداد 1999:
عقد المؤتمر الثاني للجمعية العراقية للعلوم العصبية في العام 1999 وقدمت فيه بحوث عديدة وكذلك قدمت الجمعية دروعا تذكارية لرواد العلوم العصبية بعنوان “وفاء وعرفان” وقد كرمتني الجمعية بإحداها.
مؤتمر العيون العربي الافريقي، القاهرة، مصر، 1999:
أسهمت مع عدد من الزملاء اختصاصيي العيون في مؤتمرات دولية عقدت في القاهرة وبيروت ودمشق حيث قدمت ما لدي من خبرة في جراحة المحجر وعرض الحالات التي تم علاجها والنتائج المتوخاة.
مؤتمر نقابة الاطباء في النجف 1999:
بدعوة من نقيب الاطباء في النجف حضرت مؤتمر النجف الطبي الثالث وشاركت العلامة الدكتور عدنان البكاء والاستاذ الدكتور ظافر داوود الطائي ندوة حول الموت وموت الدماغ وزرع الاعضاء. كان المؤتمر حافلا بالنشاط العلمي والاجتماعي.
ندوة شرعية زرع الاعضاء، بيت الحكمة، 1999:
بدأتُ في التسعينيات بحملة علمية ثقافية لتوعية مجتمع المثقفين بخصوص موت الدماغ وعده موتا حقيقيا كتوقف القلب والتنفس. كان من تلك الحملة مشاركتي في ندوة أقيمت في بيت الحكمة حضرها أعلام من المتخصصين بالقانون والطب وعلوم اخرى.
بدأت حديثي:
“يسعدني ويشرفني ان أحضر بيت الحكمة لأول مرة وان يختارني البيت كي أكون معقبا على محاضرين أكارم في موضوع حيوي يعد أحد مواضيع الساعة المهمة. وسيكون التعقيب بخصوص موضوعين: أولا؛ نقل الأعضاء، وما تعلق بذلك بخصوص موت الدماغ…..” وأنهيته: “…..وفي الختام ألخص ما ذكرت بقولي: إن غرس الأعضاء ضرورة، بيعها محرم، التبرع بها نعمة بشرط عدم إيذاء جسم المتبرع، الوصية بهبة الأعضاء بعد الموت صدقة جارية، يجب أن لا يشجع تبرع الأهل او الأقارب وغيرهم بالأعضاء بدون وصية، عضو ميت الدماغ هو الأمثل في الغرس، وإن ميت الدماغ ميت حقيقة كمقطوع الرأس”.
ندوة اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في جامعة إربد في الاردن 1999:
سبق أن قدمت اقتراحا الى اتحاد مجالس البحث العلمي العربية بعقد ندوة لمناقشة البحوث الطبية وأهميتها في بناء مجتمع رصين. عقدت تلك الندوة في رحاب جامعة العلوم والتكنولوجيا في إربد الاردن.
كان ما قدمته هو وجهة نظري في توجيه البحوث الطبية التي كنت قد تحدثت عنها في العراق قبيل ذلك.
مؤتمر المعلوماتية لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية دمشق 1999:
عقد في مدينة دمشق مؤتمر للمعلوماتية وأهميتها للمجتمع. كان المؤتمر برعاية الدكتور بشار الاسد وقد حضر شخصياً بعض جلسات المؤتمر. تزامن المؤتمر مع الحملة الانتخابية للبرلمان السوري.
المعلوماتية والانتخابات: شاهدت ونحن ندخل مدينة دمشق لوحات الدعاية للمرشحين التي ملأت الشوارع وكان أحد المرشحين قد أعلن في إحداها أن “المعلوماتية وسيلتنا للتواصل مع العالم”. فرحت لتلك الالتفاتة الحضارية لدى المجتمع الدمشقي.
جاء في بداية العرض الذي قدمته بخصوص أهمية التوثيق والمعلوماتية في التطور العلمي الثقافي:
“…. من بديهيات العصر الحاضر الحاجة القصوى والدائمة للتوثيق الصحي. وان فائدة هذا النظام ليس فقط لأغراض إحصائية ولكن للتخطيط والإدارة المتقنين وكذلك لمواكبة التطور في الخدمات الصحية في العالم. وما يدعى الآن “الطب عن بعد” والمعلوماتية المتطورة تأثير هائل على تطوير طرائق، كفاءة، وسهولة استثمار الخدمات الصحية في القطر. ويجب ان نحقق في هذه المرحلة الشبكة الوطنية للطب عن بعد. أما الشبكة الوطنية للمعلومات فمن خصوصياتها توثيق كل البحوث والنظم الصحية في القطر وبواسطتها تصل المعلومات وتتداول بينها وبين العالم ككل. وفي جانب آخر نرى الحقيقة المؤلمة وهي ان جل بحوثنا الطبية التي تجرى تصف على الرفوف ولا تستثمر لخدمة صحة المواطن. تطرح هنا فكرة استحداث هيكل متخصص لتوجيه كل البحوث الطبية الى طريق الاستثمار المباشر وتحقق النضوج البحثي وخدمة صحة المواطن ورفع كفاءة الملاك الطبي والصحي….”.
مؤتمر جراحي الدماغ الاسيوي الاسترالي في لاهور الباكستان 1999:
كان ذلك المؤتمر من المؤتمرات العلمية المهمة التي شاركت فيها فقد شارك فيه جراحون من الهند وبنغلادش، اليابان، استراليا، الولايات المتحدة، الباكستان، إيران وبريطانيا. عقد المؤتمر في مدينة لاهور العريقة.
وألقيت في المؤتمر كلمة قصيرة باللفة الانكليزية جاء فيها:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم تحايا من بلد الجنائن المعلقة وبلد النهرين دجلة والفرات إلى بلد حدائق الشاليمار وبلد الخمس أنهر..”.
حفلة رقص روحانية صوفية: أقام المؤتمر حفلا فنياً روحانيا فريداً على مسرح واسع دعي اليه كل المؤتمرين وجمع غفير من أفراد المجمع الطبي المحلي. اعتلت المسرح سيدة في منتصف العمر تقوم بحركات رقص محتشم على أنغام هادئة وصوت رخيم يصدره مجموعة من كبار السن الذين جلسوا على الأرض عند المسرح وقد لبسوا الملابس البيض. عند رقصها كانت السيدة تتطلع الى أعلى وهي منفصلة عما بخصوصها وبدأت دموعها تجري على خديها. علمت بعدئذ إنها كانت تتواصل مع مولانا جلال الدين الرومي. عند مشاهدة الحفل لم ينبس أي من الحضور ببنت شفة وكأن روح الرومي كانت تحلق في فضاء القاعة. كانت تلك تجربة روحانية لا تنسى.
التلوث في شوارع لاهور: عندما تخرج الى الشارع في لاهور لاسيما عند انتهاء الدوام الرسمي عصرا تفاجأ بما تشاهد من سحب الدخان والغبار تملأ الأجواء بحيث يصعب مشاهدة الاشخاص في بعض الاماكن. والمسبب الرئيسي للتلوث هو “التكسي” الشعبي الذي يعتمد الدراجة النارية التي يبدو انها تستخدم الديزل كوقود لماكنتها وتنبعث منها سحب الدخان.
مؤتمر السرطان العربي بيروت 1999
حضرت مؤتمر السرطان العربي في بيروت وشاركت ببحث بخصوص السرطان وانتشاره في العراق بعد الحروب والتلوث البيئي الذي تعرض له العراقيون. شارك في المؤتمر كذلك الدكتور فائق السامرائي الاختصاصي المعروف بعلاج السرطان. خلال المؤتمر قدمت درع مجلس السرطان في العراق لرئيس المؤتمر.
مؤتمر اليوبيل الذهبي لجراحة الأعصاب في القاهرة 1999
كان هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات العربية للجراحة العصبية. حضـره جمع غفير من الجراحين العرب والأجانب ومنهم قادة الاختصاص في العالم. شاركت ببحثي بخصوص زرع النخاع الشوكي.
حلقة دراسية حول البحوث الطبية؛ نقابة الاطباء بغداد 2000:
اعتماداً على المشروع الذي قدمته الى نقابة الاطباء حول البحوث الطبية واستثمارها قررت اللجنة العلمية في نقابة أطباء العراق إقامة حلقة دراسية حول واقع البحوث الطبية في العراق وسبل تطويرها.
أنيطت لي رئاسة الحلقة التي في عضويتها العديد من الأساتذة المرموقين من داخل كليات الطب وخارجها في بغداد والبصرة والموصل والطبابة العسكرية.
افتتحت الحلقة بكلمة جاء فيها:
“…. يسعدني أن أرحب بكم جميعاً ويشرفني أن أتحمل مع هذه النخبة الخيرة مسؤولية أناطتها بنا نقابتنا التي عودتنا عل مبادراتها الخلاقة في مجالات عديدة لخدمة الطبيب والطب في العراق…. اسمحوا لي في البداية أن أطلعكم على ملخص ورقة العمل التي تتعلق بالبحوث الطبية واستثمارها والتي قدمتها أمام هيئة الرأي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقد أقرتها وكذلك اعتمدها اتحاد مجالس البحث العلمي العربية لتكون محور لندوة دولية ستعقد في تشرين الثاني القادم في مدينة إربد في الأردن الشقيق…”.
مؤتمر السرطان الرابع عشر 2000:
توج هذا المؤتمر أعمال مجلس السرطان حيث كان المؤتمر متميزا وتاريخيا حسب ما صرح به المشاركون والحاضرون. كان المؤتمر برعاية رئيس الجمهورية وحضر بالنيابة عنه نائب الرئيس لافتتاحه. استمر لثلاثة أيام وشارك فيه الاختصاصيون العراقيون وعدد من الأساتذة الأجانب ذكرت تفاصيل المؤتمر في هذا الجزء مسيرتي في مجال السرطان.
مؤتمر رابطة العلوم العصبية السورية، اللاذقية، سوريا؛ 2001:
كان هذا المؤتمر من أنشط مؤتمرات العلوم العصبية التي حضرتها حيث شارك فيه عدد من الاختصاصيين بالعلوم العصبية جراحة وطبا وعلوما أساسية من الوطن العربي ومن خارجه.
نادرة ظريفة: حدثنا اختصاصي طب الاعصاب القادم من بريطانيا ولعل اسمه الدكتور جونسون، بما حدث له في مؤتمر عقد في مدينة ريكيافيك عاصمة آيسلندا. فقد غادر الفندق صباحاً حسب الموعد المقرر الى قاعة المؤتمر عبر الشارع من الفندق وكان الثلج قد نزل بغزارة غير طبيعية ذلك اليوم بحيث كانت الشوارع خاوية من السيارات والمارة. وصل بصعوبة بالغة الى القاعة وكانت هي الاخرى خالية من المشاركين والمنظمين. دخل القاعة فاستغرب لوجود شخص واحد جالسا في مقعد أمامه. تحدثا حول العاصفة الثلجية وانتظرا مجيء أحد آخر فلم يتحقق ذلك. عندها استأذن الدكتور جونسن الشخص الآخر بأن يلقي عليه محاضرته. وافق ذلك الشخص وعند الانتهاء من الإلقاء صفق له. همّ الدكتور جونسون بمغادرة القاعة حينها أوقفه ذلك الشخص الوحيد قائلا الى أين، أسترح واسمع محاضرتي!! وهذا درس مهم في الأمانة العلمية واحترام المسؤولية فهل نجد لذلك مثيلا في مجتمعاتنا؟؟!!
ندوة عن أهمية تدريس المعلوماتية في الجامعات العراقية 2001
بدأ الشعور بأهمية المعلوماتية على مستوى واسع بحيث بدأ التفكير بإدخال تدريس المعلوماتية في المناهج الدراسية. دعيت للمساهمة من أجل التركيز على أهمية الاطلاع على المعلوماتية في المجال الطبي.
ندوة بيت الحكمة بخصوص زرع الاعضاء 2000
أقيمت ندوة مهمة في خضم الحركة العلمية في المجتمع بخصوص زرع الاعضاء وقانونيتها. ساهم في الندوة الاستاذ الدكتور أسامة نهاد رفعت والاستاذ القانوني الدكتور ضاري خليل محمود وعن الجانب الشرعي الدكتور عبد اللطيف هميم والدكتور عبد القادر العاني. وبعد انتهاء الندوة بدأت التعقيبات وكنت أول المتحدثين. ثم الاستاذ الدكتور عبد الحميد العبيدي، الشيخ عبد الرزاق العبيدي، والاستاذ الدكتور مصطفى الزلمي والدكتور محمد محروس المدرس ومن ثم الدكتور محمد جابر الدوري والدكتور عبد الستار الكبيسي والدكتور جابر منهل شبل. والكتيب الذي نشره بيت الحكمة مرجع لا يستغنى عنه في هذا المجال.
مؤتمر بيت الحكمة “العولمة” بغداد 2002:
أقام بيت الحكمة مؤتمرا ضخما بشأن العولمة لمدة ثلاثة أيام وكان برعاية نائب رئيس الوزراء طارق عزيز.
ناقش المؤتمر بجلساته جوانب عديدة من الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها.
شاركت في جلسة علمية من تلك الجلسات مع الاستاذ الدكتور داخل حسن جريو وآخرين وكان مقرر الجلسة الاستاذ الدكتور عبد الرزاق الهاشمي وزير التعلم العالي السابق.
قدمت وجهات نظر متعددة بخصوص التواصل مع العلم والمعرفة في المجال الطبي والأكاديمي. وكان ما طرحته: توجيه البحوث الطبية بما يخدم المجتمع، شبكة الطب عن بعد، الشبكة الوطنية للمعلومات ووجهة نظر في التعليم الطبي المستمر وتفاصيلها في الفصل الرابع “محاضرات وكلمات”.
الاجتماع العربي الخاص باستراتيجية نشر الثقافة العلمية والتقانة في الوطن العربي، القاهرة، مصر 2002:
رشحني الدكتور فهد الشكرة وزير التربية لتمثيل العراق في اجتماع المنظمة العربية للثقافة والعلوم لدراسة البرنامج المقترح للاجتماع العربي الخاص باستراتيجية نشر الثقافة العلمية والتقانة في الوطن العربي الذي أقامته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في القاهرة، مصر.
كان الاجتماع برعاية وزير التعليم العالي والدولة للعلوم المصري الاستاذ الدكتور مفيد ايهاب. حضر الاجتماع عدد من الخبراء على رأسهم الأستاذ الدكتور مصطفى طلبة، الرئيس السابق للمنظمة العالمية لحماية البيئة ورئيس المنظمة المصـرية للعلوم والتكنولوجيا، وغيره من المستشارين المتخصصين من مصـر، ليبيا، السعودية ولبنان. حضر ممثلو بعض الأقطار العربية؛ مصر، العراق، الأردن، الجزائر، تونس، والسودان.