توجهت في التاسع والعشرين من شهر مايس 2003 مع ابنتي الطالبة في كلية الطب بالطائرة من دبي إلى عمان الأردن حيث انقطع السفر بالجو إلى العراق. ومن هناك عزمنا أن نستقل سيارة لتنقلنا إلى العراق بالرغم من كل المثبطات والتوجيهات بعدم العودة لما كان هناك من فقدان الأمن. في ذات الوقت توجهت زوجتي وولدي وابنتي الثانية إلى كندا حيث كنا قد دخلناها سابقاً كمهاجرين.
حدود ليس لها حرس:
عندما دخلنا الحدود العراقية كان القلب يخفق ويسعى لمعرفة ماهية العراق الجديد وما هو التغيير الذي سنشاهده ابتداءً من الحدود. كانت المفاجأة هو عدم وجود أي حرس في الحدود ماعدا جندي أمريكي مسلح والذي أوقفنا ليفحص جوازاتنا وهو يقول لنا بابتسامة لم نفهم مغزاها قائلا: “مرهبا” والمقصود “مرحباً”. وبدا لي أن تلك الحدود المفتوحة أبوابها يمكن أن يدخل عبرها أي شيء وأي شخص أو مجموعة!
كان شعورنا ونحن نسلك الطريق من الحدود عبر محافظة الأنبار إلى بغداد مليئاً بالضبابية والحيرة فيما سنواجهه في عراقنا الجديد. وكانت الرحلة أطول بكثير من الرحلات السابقة بالرغم من أن زمن الرحلة لم يتغير. كانت الشوارع تئن من آثار القصف والتدمير وهي خالية من المارة تقريباً.
كان الطريق الدولي الذي يربط بين الحدود العراقية الأردنية وبغداد قد قصف في عدة مناطق حيث ترى الحفر الهائلة فيه وقد قطعت الطريق وكان أهمها جسراُ قد دمر قبيل الوصول إلى الرمادي ما أجبر كل السيارات القادمة والمغادرة ان تمر في طريق جانبي مليء بالحفر. وكان السير فيه صعباً للغاية ومن ثمّ يمر الطريق داخل مدينة الرمادي. كنّا نرى الناس الجالسين في المقاهي المشرفة على الطريق وهي تنظر إلينا بعين يصعب تفسيرها، هل هي عين الغضب أم الغبطة بعودة أهليهم من الخارج؟ ولله الحمد مرّ دخولنا بسلام وأمان وإلا كان من المستحيل الدخول إلى هناك في الأشهر اللاحقة بسبب التفتيش الدقيق والتعرف على الهويات والانتماءات وردود الفعل المؤلمة التي سادت العراق في كل مناطقه.
الوصول إلى الدار:
عمل هاشم نعيم (أبو ثائر) في بيتنا كسائق في النهار وحارس في الليل منذ العام 2001 واستمر إلى العام 2004 حين غادرنا العراق. ولكي نؤمن له سكناً مقبولاً في محيط البيت الضيق عمل لنا الحداد الشهير الحاج عبد الأمير الحداد (الذي صنع سياج جامع الخلفاء المزخرف بالآيات القرآنية) بيتاً معلقاً حققنا فيه لأبي ثائر وسائل الراحة المطلوبة في البرد والحرّ.
بقي أبو ثائر صامداً يحرس بيتنا طيلة أيام غيابنا عن الوطن بالرغم من كلّ الأخطار المحيطة، وكان يذهب إلى عائلته بين وقت وأخر. عند عودتنا ووصولنا دارنا استقبلنا بالترحاب. وبعد الاستراحة أخذ يقص علينا ما مرّ به من أحداث كان أهمها عنف القصف الجوي والذي تركز على المنشآت الحكومية القريبة من بيتنا وطرق المرور السريع. فوجئت وأنا أشاهده لأول مرة يحمل معه سلاحاً نارياً سريع الإطلاق. أثار ذلك امتعاضي إذ كنت أؤكد عليه بعدم حمل السلاح لخطورة الرد المحتمل من الطرف المقابل. ولعلّي لم أكن مصيباً في ذلك في تلك الظروف ولكن هذه كان ديدني دوماً بعدم مواجهة العنف بالعنف. وذكر أبو ثائر بأنَّ هناك عرض لشراء عدة قطع من الأسلحة بسعر مخفض جداً فمنعته من الاتصال بمن عرض عليه ذلك. أخذت سيارتي في اليوم الثاني وتجولت في مدينة بغداد لأرى الخراب والتدمير الذي ساد أكثر المناطق. كان هناك القليل من الناس الذين يتجولون في الشوارع.
إلغاء قرار الفصل:
أول عمل رسمي قمت به كان مراجعة عميد الكلية الأستاذ الدكتور حكمت الشعرباف المعيّن بعد الاحتلال بشأن إلغاء قرار اعتباري مستقيلاً وفصل ابنتي رند. أحال العميد الطلب إلى جامعة بغداد وكان رئيسها الأستاذ الدكتور سامي المظفر. أكملت الإجراءات الرسمية وأعيد التحاقي والتحاق ابنتي رند إلى الكلية.
حفل التأبين للدكتور جعفر النقيب:
أقمت بعد عودتي إلى العراق مع لفيف من الزملاء حفل تأبين في أربعينية الشهيد الدكتور جعفر. حضر الحفل العديد من الزملاء من اختصاصيي الجراحة العصبية وطبّ الأعصاب وعدد من محبيه. أقمنا الاحتفال في قاعة من قاعات مستشفى جراحة الجملة العصبية في بغداد.
ألقيت كلمة رثاء جاء فيها:
“…. حينما سمعت وأنا في الغربة بنبأ اغتيال المرحوم وبالطريقةِ التي نعرفها تألمت كثيراً وأرقت في حينها، وكان حالي كحال كل العراقيين في خارج وفي داخل الوطن، لم أذق إلا مرارة التعايش مع أخبار العراق الأليمة وواقعه الجريح بعد سقوط النظام البائد، والذي لم يكن في بمقدورنا منع حدوث جراحه ولا تضميدها. وكنت تواقاً لأن أقدم شيئاً لأخي المرحوم أكثر من المشاعر الأخوية، وكان أن حققت ذلك بإرسال رسالة بصفحتين للرئيس جورج بوش ولرئيس الوزراء توني بلير ذكرت فيهما الكثير من الحقائق والآلام لما يجري في العراق وأحمـِّـلهما مسؤولية اغتيال العزيز الفقيد. وبنفس الوقت كتبت إلى جلّ جمعيات جراحة الدماغ في العالم والمؤسسات الطبّية وبعض المجلات المشهورة وإلى كل زملائي وأصدقائي في أنحاء المعمورة. كان ذلك كل ما أتمكن من التعبير بوساطته عن ألمي بفقدان المرحوم. وبالأمس وصلني رد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يذكر فيه أسفه لفقدان الدكتور جعفر وطالبا أن أبلغ أهله تعازيه…”. “…حينما اغتيل المرحوم جعفر سرحت بي الأفكار إلى جعافر آخرين استشهدوا بمختلف صور الشهادة، أذكر منهم جعفر الطيار، وجعفر الجواهري وجعفر العسكري، وجعفر الخليلي وأخيراً الأخ الراحل الدكتور جعفر الكويتي…”.
زيارات لأساتذة وعلماء:
عندما استقر بي المقام في بيتي فكرت بأحبة من زملائي من الذوات القياديين في المجتمع العلمي الذين اعتكفوا في بيوتهم بسبب اتهامهم بالارتباط بالنظام السابق. أصبحت حالهم لا يحسدون عليها من انعدام المورد وضيق العيش عليهم وعوائلهم. لم تكن حالتي المادية في تلك الظروف تعينني على تقديم ما يجب. ذكرت في إحدى زياراتي لسماحة آية الله السيد علي السيستاني في داره في النجف الأشرف عن تلك الحالة الانسانية فاستجاب في لحظتها وسأل كم يلزمني لتقديم المساعدة لهم، قلت بحدود عشرة آلاف دولار. طلب من نجله سماحة السيد محمد رضا الذي سلمني المبلغ كاملاً. كانت تلك الاستجابة الكريمة وسرعة تنفيذها تدل على بعد نظره وعلى إنسانيته.
حوادث:
لا أود الدخول في تفاصيل الحال في بغداد والعراق في الأشهر الأولى بعد الاحتلال حيث ان هناك العديد من المؤرخين والسياسيين وغيرهم قد وثـّقوها بالتفاصيل. ولكني سأذكر بعض الحوادث التي كانت لي علاقة مباشرة بها.
سرقة سيارة الدولة:
خصصت لي وزارة الصحة بصفتي نائب رئيس مجلس السرطان في شهر كانون الثاني 2003 سيارة رسمية بعهدة سائق من منتسبي الوزارة مسؤولا عنها. استمر استخدامي لتلك السيارة لحين مغادرتنا إلى الإمارات العربية. بعد عودتي إلى الوطن في نهاية الشهر الخامس 2003 اتصلت بالوزارة وسألت عن السائق حيث كانت السيارة معه وفي عهدته. زارني السائق في داري مساءً ليبلغني بأنه بعد الإحتلال قد سُلبت منه السيارة من قبل عصابة هجمت عليه قرب محل سكناه. لم أقتنع بما قال وتركت القرار للوزارة للتحقيق في ذلك.
حريق بيتي في تموز 2003:
مرت بغداد والعراق بأيام عصيبة بعد الاحتلال حيث لم يتوفر الكهرباء والماء والغذاء والأهم من ذلك كله عدم توفر الأمن في الشارع والبيت. كنا من المحظوظين نوعا ما بوجود أبي ثائر السائق في النهار والحارس في الليل.
كان الاعتماد الكلي لإنارة البيت والتبريد في النهار على المولدة الكهربائية الضخمة في المنطقة. أما في الليل فالاعتماد يقتصر على مولدتنا الكهربائية في البيت. تعمل المولدة الضخمة في الشارع بالديزل أما مولدتنا فتعمل بالبنزين. تعطلت في ليلة التاسع على العاشر من تموز 2003 مولدة الشارع، والعطل هذا يتكرر بين حين وآخر، فاضطررنا لتشغيل مولدة البيت طول الوقت. توقفت المولدة عن العمل في الساعة الثانية بعد منتصف الليل حينما كان الجميع نياماً وبعد دقائق من توقفها وإذا بأبي ثائر يصرخ بأعلى صوته مستنجداً. استيقظنا فزعين وهرعنا إلى الكراج فوجدنا النار مشتعلة في المولدة وكان أبو ثائر يشرح لنا ما حدث وهو مرتبك؛ قال إنه كان يملأ خزان المولدة بالبنزين وهي لا زالت بحرارة عالية وكان يجب أن ينتظرها لعدة دقائق كي تبرد ثم يملأها بأمان! كان المسكين قد أصيب بحروق في جسمه.
لم تكن تلك اللحظات وقت ملامة ولكن العمل الجيد الذي قام به هو إخراج السيارة من الكراج إلى خارج البيت وإلا كان من الممكن أن تنفجر السيارة وتكون الطامة الكبرى بقوة انفجارها. نحمد الله كذلك إذ كفانا سبحانه من الطامة الكبرى الأخرى وهي وجود المولدة قرب قناني الغاز الاثنتين وكان من الممكن انفجارهما وعندها يمكن أن يتهدم البيت فضلا عن الحريق.
بدأت النار تلتهم ما بخصوصها والذي كان أثاث مكتب فنلندي كنت قد فككت أجزاءه ووضعته في المرآب لأقدمه لأحد أطبائنا المقيمين في الجراحة العصبية (ق ش) كتعويض لما فقده حينما تعرضت داره للسرقة قبيل أيام. كنت بالصدفة قد جهزت مكتبتي بأثاث جديد واستغنيت عن ذلك الأثاث الفنلندي.
وكذلك كنا قد وضعنا سجادة ايرانية كبيرة المساحة تم تنظيفها وغسلها قبل أيام ووضعت في الكراج لتجف قبل أن ندخلها إلى البيت. التهمت النار ذلك الأثاث وامتدت النار لتلتهم السجادة وارتفعت النار إلى أعلى الطابق الثاني. ولضمان سلامة الأهل من اللهيب ومن تراكم الدخان وبحسب طلبي فقد غادروا البيت بسرعة وعبروا الجدار الخلفي للبيت وحطّوا في حديقة الجيران.
عندما كنا في حال أفضل وكان الأمن مستتباً لم يكن ممكنا لرجال المطافئ أن يصلوا الموقع بالسرعة المطلوبة، ليس بسبب عدم كفايتهم ولكن لصعوبة الاتصال بهم وأسباب أخرى. أما في وقت الاحتلال ومنع التجول عند الساعة الحادية عشرة مساءً ووجود الدبابات والقطعات الأمريكية في الشوارع فليس لنا إلا ترك الأمور بيد الله سبحانه. أنقذنا جيراننا الذين هرعوا لنجدتنا بدون طلب منا وعبروا الجدران وتجمع منهم ما يقارب العشرين شخصاً. ومن حسن الحظ كانت في المرآب بقايا مواد بناء فيها الحصو والرمل والحجارة إثر حفر ارض المرآب الذي أنجز قبيل أيام حينما كان هناك نضح أرضي لأحد أنابيب الماء المدفونة تحت أرضيته. بعد إبعاد قناني الغاز والمولدة من مكانهما بدأ الشباب بإلقاء بقايا البناء تلك على النار وتدريجيا خمدت النار. كانت هناك مشكلتان أهمهما سرعة إسعاف ابي ثائر وإيصاله إلى المستشفى. والأخرى كانت تجمع الدخان الكثيف داخل البيت. بدأت الستارة المعلقة في المطبخ بالذوبان وبدأ اشتعال النار فيها حيث انها مصنوعة من البلاستك. سحبتها بشدة وقلعتها من الحائط والقيتها أرضاً بعيداً عن مصدر النار وأنا ممسك بأطرافها الحارة جداً ما سبب حرقاً في كف يدي اليمنى.
خلال انتظاري لتهيئة السيارة لنقل أبي ثائر إلى المستشفى قررت أن أدخل البيت لأفتح كل الشبابيك ليتسرب الدخان إلى خارج البيت, لم يكن لدي قناعاً تحت اليد مع أني أمتلك واحداً منذ أيام حرب الخليج عام 1991 مع علمي أنه غير نافع، فلم أجد تحت يدي غير أحد قمصاني الذي وضعته على أنفي وفمي ودخلت البيت. كانت مجازفة كبرى مني حيث كان مدى الرؤيا صفر تماماً بسبب الدخان الكثيف وكان من الممكن لو عثرت وسقطت أرضاً تكون نهايتي لاستحالة التعرف على مكاني في ذلك الدخان الكثيف. ولعلمي بمواقع الشبابيك تمكنت من فتحها كلها في طبقتي البيت وخرجت حامدا الله على نجاتي وكذلك على نجاة الأهل وأبي ثائر.
نقلت أبا ثائر بسيارتي متوجهاً إلى مستشفى الكِندي الأقرب لبيتنا الذي فيه قسم لعلاج الحروق. كان الوقت بعد الثالثة صباحاً ومنع التجول مطبّق والخطورة عالية جداً في أن توقفنا أو تطلق النار علينا دورية أمريكية. ولكن لم يكن لدي أي خيار آخر. رافقنا أحد جيراننا الذي تطوع بالذهاب معي. رفعنا قطعة قماش بيضاء بوصفها “علماً” فوق السيارة بحيث يمكن مشاهدتها من بُعد. وصلنا المستشفى الذي كان يبعد أميالا قليلة عن بيتنا ودخلنا قسم الطوارئ.
كان غالبية الاختصاصيين والمقيمين من زملائي أو طلبتي فأدوا واجبهم على أكمل وجه. وبعد الاطمئنان على أبي ثائر ودعته وهو في أياد أمينة. كنت أزوره كل يوم حتّى مغادرته المستشفى معافى وأعطيته إجازة لمدة شهر ومعها مبلغ من المال تعويضاً لإصابته.
ونحمد الله على السلامة في هذه المرة وفي كل مرة وكل يوم من الأيام التي مرت علينا في تلك الفترة.
تسليب سيارتي وثوان بيني وبين الموت في شباط 2004:
كان الاعتماد الكلي لتجهيز الطاقة الكهربائية في العراق وخصوصا في بغداد على المولدات التي نصبها أصحابها في الشوارع لتجهز منطقة كاملة. يبعد مكان مولدة الكهرباء في منطقتنا حوالي النصف كيلومتراً خلف بيتنا الذي يقع على الشارع العام مباشرة. حدث في اليوم السابع من شباط 2004 بحدود الساعة الخامسة مساء عطل في تجهيز الكهرباء لبيتنا فركبت سيارتي من نوع تويوتا كامري (التي اشتريتها قبيل أشهر قليلة) لمعرفة السبب. بعد أن وعد صاحب المولدة بتصليح العطل عدت إلى البيت. أوقفت السيارة على ممر الكراج أمام البيت ونزلت منها وماكنتها تدور لأفتح باب الكراج وهذا ما أقوم به في كل مرة أصل إلى البيت. كان باب المرآب من الحديد الصلب بطبقتين وبارتفاع مترين وكنا نصبناها قبل أسابيع فقط. تتكون الباب من قطعتين؛ صغيرة بعرض المتر تفتح كأية باب إلى الأمام والخلف. والجزء الآخر الأوسع يفتح جانبيا على سكة مثبته في الارض.
عندما فتحت الباب الصغيرة فوجئت بسيارة تقف خلف سيارتي وينزل منها ثلاثة أشخاص في عمر العشرينات وببدلة ذات “السراوين” وهي البزة التي كانت معروفة في السابق لمنتسبي الجهاز الأمني. كان بيد كل واحد منهما مسدس مصوب باتجاهي. وقفت أمامهم مدهوشا فإذا بأحدهم يبادرني بالقول “مرحبة حجي” ولم أرد عليه حيث تيقنت من مقصدهم فلم أضيع ولا ثانية واحدة لأدخل داخل الكراج وأغلق الباب خلفي. بقيت سيارتي خارج الكراج وماكنتها لازالت تعمل وعلمت انها ستسلب ولم أبال بذلك مطلقا. كانت الفترة الزمنية بين وقوفهم وتحيتهم لي ودخولي لم تتجاوز العشرة ثوان. بعد أن سرت باتجاه باب البيت الداخلي فإذا بي أسمع إطلاقات مسدس على باب البيت مباشرة. ولكون الباب الحديد محكمة جدا لم تخترق الاطلاقات الباب بل سببت أثرا فيها.
ولو لم تبدل الباب القديم بالجديد لكانت اخترقت الاطلاقات الباب ومن المحتمل كانت أصابتني مباشرة. ومن المؤكد جدا أنى لو بقيت واقفا أمامهم للحظات أخرى لأردوني قتيلا وبكل سهولة حيث كانت المسافة بيننا مترين أو ثلاثة فقط. تلقتني زوجتي مفزوعة من صوت الاطلاقات بالسؤال عما حدث أجبتها بهدوء “هيچ ماكو شي بس أخذو السيارة” لا تبالي لقد أخذوا السيارة والحمد لله على السلامة. حدثتها بما حدث وشكرت الله على نعمة نجاتي.
ولله الحمد والشكر على السلامة من موت محقق. ومع مزيد الألم والأسى إن الموت كان نهاية العديد من الأبرياء الذين تعرضوا لمثل تلك الحالة حينما سرقو سياراتهم وقتلوهم. ومن تلك المآسي كانت القصة المؤلمة التي رويتها في فصل الاختطاف عندما سلبوا السيارة وقتلوا صاحب السيارة أمام زوجته وأطفاله.