تم تعييني بدرجة مدرس والتي تستمر لثلاث سنوات. حصلت بعد إكمال متطلبات الترقية على درجة  أستاذ مساعد.

الترقية إلى درجة الأستاذية: تتطلب الترقية الى درجة الأستاذية (البروفسور) تقديم بحوث لا تقل عن ثلاثة أصيلة وإكمال خمس سنوات في مرحلة أستاذ مساعد.  قدمت ستة بحوث أصيلة كان بعضها بالاشتراك مع زملاء آخرين. أرسلت الكلية البحوث إلى ستة مقومين منهم ثلاثة في دول عربية وثلاثة في دول أوربية. كانت إجابتهم جميعاً إيجابية. أجاب أحد المقومين المصريين من جراحي الدماغ في كلية عين شمس في القاهرة برسالة إيجابية جاء فيها:”…ويسعدني أن أقرر بالقيمة الكبيرة للجهود المبذولة من الدكتور خليلي في مجال جراحة المخ والأعصاب بالعراق الشقيق سواء بالتعليم ومشاركة تخصصات أخرى ومجالات أخرى. أما بخصوص أعماله وأبحاثه فهي في مجموعها تؤهله للدرجة المتقدم لها بل ونفخر به في مقدمة صفوف جراحي الأعصاب بالشرق الأوسط…”

الرسالة التي بعثها أحد المقوِّمين، وهو جراح الدماغ في كلية طب عين شمس في القاهرة، إلى المساعد العلمي لجامعة بغداد

يقول المقوم في رسالته الإجابية: “الأستاذ الدكتور حمدي عبد العزيز الفياض المساعد العلمي لجامعة بغداد، تحية طيبة إيماءً إلى خطابكم المؤرخ 19/9/1987 بشأن تقييم أبحاث الدكتور عبد الهادي خليلي موجه إلى الأستاذ الدكتور أحمد البنهاوي يؤسفني أن أنهي إليكم نبأ وفاة الدكتور منذ ثلاثة شهور وقد كلفني مجلس القسم بتقييم الأوراق. ويسعدني أن أقرر بالقيمة الكبيرة للجهود المبذولة من الدكتور خليلي في مجال جراحة المخ‏ والأعصاب بالعراق الشقيق سواء في التعليم أو مشاركة تخصصات أخرى ومجالات أخرى. أما بخصوص أعماله وأبحاثه فهي في مجموعها تؤهله للدرجة المتقدم لها بل نفخر به في مقدمة صفوف جراحي الأعصاب في الشرق الأوسط. أرجو أن تقبلوا خالص تحياتي واحترامي ‏وأود أن أبلغكم باستعداد قسم جراحة الأعصاب في كلية طب عين شمس بالتعاون مع جامعتكم دوما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
قررت لجنة الترقيات في الجامعة التوصية بالترقية. ولكن وضعت عراقيل كثيرة في تحقيق الترقية من أحد الأساتذة سامحه الله. ولكن وبعد عدة اجتماعات لمجلس الكلية تمت الموافقة عليها وكان الفضل في تخطي تلك العراقيل وتذليلها للأستاذ الدكتور محمود حياوي رئيس فرع التشريح حينئذٍ.
أصدر كتاب الترقية من رئاسة جامعة بغداد في 29 حزيران 1988 وعدّ منح لقب الأستاذية منذ الثالث عشر من آذار 1988.

كتاب الترقية إلى مرتبة الأستاذية
الهدية التي قدمتها الجامعة في حفل التكريم عند الحصول على درجة الأستاذية
فرع الجراحة في كلية الطب عام 1992

الجلوس (بدرجة الأستاذية مع الزميلات) من اليمين: خالد محمد سعيد، عبد الهادي الخليلي، حميد العاني، نزار الحسني، سالم خطاب عمر(مدير عام مدينة الطب)، عزيز شكري، عوف السامرائي، طلال الجنابي، نزال قاسم وراجحة البغدادي. الصف الثاني: معد مدحت، عبد الباقي الخطيب، أمجد النعيمي، سميع سفر، طارق الجميلي، إبراهيم النائب وفاروق خيري. الوقوف: صباح القاضي، هشام الدوري، (الموظف جواد) جمال غفور، معد سلمان، عبد الحميد البياتي، محمد حسن الاشيقر، بسام البرزنجي، عبد الكريم الكامل، عماد المشاط، مقداد العاني، شوقي نهاب، اسامة نهاد، سبهان الخضيري، عبد الرحمن الزبيدي، فيصل البياتي، ستار العاني ومبدر الجبوري.

المحاضرات النظرية لطلبة كلية الطب:

يشمل منهاج كلية الطب للصف الخامس محاضرات عشر في الجراحة العصبية تلقى على الطلبة في قاعة المحاضرات الرئيسة في كلية الطب. شاركني في بعضها زميلي الدكتور فاروق خيري عبد الرحمن بوصفه تدريسيا في الكلية. ولكن بعدما غادر إلى خارج القطر في منتصف التسعينيّات ألقيت المسؤولية كاملة على عاتقي. في السنين الأخيرة شاركني بالمحاضرات الأستاذ طارق الزعين.

كان أسلوبي في إلقاء المحاضرات غير نمطي وغير إملائي كما كان لدى العديد من المحاضرين. استخدمت كثيراً وسائل الإيضاح المتوفرة مثل العارضة فوق الرأس overhead projector.

عارضة الشرائح الورقية (فوق الرأس)

ومن ثم وعند التطوّر التكنولوجي بدأت باستخدام برنامج عرض بالباور بوينت بمساعدة الكومبيوتر ولعلي كنت من الأوائل إنْ لم أكن الأوّل في استخدامه وذلك يعود إلى خبرتي المتواضعة في استخدام الحاسبات حيث دخلت عدة دورات في بداية الثمانينيات في المركز القومي للحاسبات ومجلس البحث العلمي.

حاولت صياغة المحاضرات بأسلوب سلس جداً يسهل استيعابها من الجميع. وفي عين الوقت أترك لهم الوقت الكافي لكتابة ملاحظاتهم مما ألقيه وأكرره عليهم. وهناك ما بين المعلومة الجدية بيت من الشعر العربي ونكتة واستشهاد بحدث علمي أو تعليق على شيء معين ما يبعد المحاضرة عن “الجفاف!” والملل.

عند إلقاء محاضرتي كنت أوضح للطلبة ألا يستأذن للدخول من يأتي منهم متأخراً عن موعد المحاضرة وأن لا يستأذن بالخروج من القاعة من يود تركها قبل انتهاء المحاضرة. وكان من النادر جدا أن يتأخر أو يترك القاعة أحد. كان نظري في المحاضرة موجهاً إلى الطلبة في الصف الخلفي من القاعة وبذا أكسب كلّ من في القاعة.

محاضرات في كليات أخرى:

ألقيت عين المحاضرات على طلبة كلية الطب في الجامعة المستنصرية لعامين قبل التحاق الدكتور حكمت صديق بالكلية وكذلك ألقيتها في كلية طب جامعة صدام لسنة واحدة قبل التحاق الدكتور سمير حسن بها. ما يستحق الذكر كذلك إلقاء خمس محاضرات لطلبة الصف الخامس في كلية طب الأسنان جامعة بغداد بما يتماشى مع منهاجهم. كان ذلك بدعوة من الأستاذ الدكتور رجاء كمونة بعد لقاء بيننا واستذكار ما حدث في مرحلة الصف الخامس في الكلية عندما ألقى علينا في حينه الأساتذة أكرم عثمان والأستاذ أنور عثمان من قسم الجراحة في كلية طب الأسنان خمس محاضرات ما يركز على الجانب العملي في الاختصاص.   

كلية صدام الطبية:

عند وصول طلبة كلية صدام الطبية في جامعة صدام وحاليا جامعة النهرين الصف الخامس كان عليهم أن يتلقوا عشر محاضرات في اختصاص الجراحة العصبية كأقرانهم في كلية طب بغداد. كلفني أخي الاستاذ الدكتور محمود حياوي عميد الكلية بإلقاء تلك المحاضرات على طلبة الكلية .  كان الطلبة من أفضل طلبة الكليات الطبية  حيث ان قبولهم كان تنافسيا من عدد كبير من المتقدمين على عدد محدود من المقاعد الدراسية. إضافة الى ذلك فإن التسهيلات الدراسية والرقابة كانتا متميزتان. ألقيت عشرة محاضرات على الطلبة وكانت المحاضرات تسجل على الفيديو لكل التدريسيين في الكلية.  للذكرى وجدت في أرشيفي ورقة حضور الطلبة ليإحدى المحاضرات وكانت في يوم الثالث من تشرين الثاني عام 1991. استلم المسؤولية التدريسية الدكتور سمير حسن عبود حين انتقل من شعبتنا الى كلية صدام.. 

 قائمة الحضور في المحاضرة لطلبة كلية صدام الطبية في الثالث من تشرن الثاني عام 1991

استحداث دراسة دبلوم عالي:

 اقترح عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور طارق إبراهيم حمدي عام 1977 استحداث دراسة دبلوم في الأمراض العصبية والنفسية في كلية الطب. أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمراً بتشكيل لجنة لدراسة المشروع. وكذلك وجه الدكتور محمد علي خليل عميد كلية الطب عام 1979 باستحداث دراسة الدبلوم العالي في جراحة الأذن والأنف والحنجرة. كنت عضوا في اللجنتين فضلا عن زملاء في الاختصاصيين.

الكتابان الرسميان لاستحداث دراسة الدبلوم العالي في الأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأذن والأنف والحنجرة