بجهود الدكتور حسين الشهرستاني أنشئت الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم. ضمت الهيئة المؤسسة الذوات المدرجة أسماؤهم أدناه:
الهيئة المؤسسة (حسب الحروف الأبجدية):
- د. ألبرت نعمان
- د. حسين الشهرستاني
- د. زهير البحراني
- د. سامي المظفر
- د. صالح الوكيل (الولايات المتحدة)
- د. عباس سليمون
- د. عبد العظيم السبتي (المملكة المتحدة)
- د. عبد الهادي الخليلي
- د. غازي درويش (المملكة المتحدة)
- د. فخري البزاز (الولايات المتحدة)
- د. فرحان باقر
- د. محمود ثامر (الولايات المتحدة)
- د. موسى الموسوي
الاجتماع في لندن:
بعد تحضيرات مكثفة كانت ثمارها أن عقد الاجتماع التأسيسي في لندن27-28/11/2003 في مقر أرقى معلم علمي ثقافي وهو الجمعية الملكية (The Royal Society). وعقد الاجتماع التأسيسي بحضور اللورد مي الذي رحب بالجميع متمنياً للأكاديمية النجاح. وحضر من الولايات المتحدة مسؤول العلاقات الخارجية في الأكاديمية الأمريكية للعلوم وكذلك ممثل الأكاديمية الفرنسية.
دار في الاجتماع التأسيسي نقاش بشأن التسمية حيث أن اسم المجمع العلمي العراقي العريق باللغة الإنكليزية هو نفس اسم الأكاديمية لذا اقترح الأستاذ الدكتور سامي المظفر إضافة كلمة الوطنية للتفريق بين الاثنين لذا أصبح الاسم الرسمي هو الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم. كان الهدف أن تكون الأكاديمية رديفة للمجمع العلمي العراقي الحالي الذي كان عمله الأساسي في العلوم الإنسانية ولكن حدث بعض التطور بهذا الشأن في الأعوام الأخيرة.
بعد الاجتماع استجبنا لدعوة من مسؤولي قاعة الكوفة التي أسسها المهندس الخالد الذكر محمّد مكية لحضور ندوة في القاعة.
تحدث في تلك الندوة بعض أعضاء الهيئة المؤسسة بالاضافة لي ومنهم الدكتور حسين الشهرستاني، الدكتور موسى الموسوي، الدكتور فرحان باقر، والدكتور محمود ثامر.
في العراق: تم اجتماع الهيئة المؤسسة للأكاديمية في العراق بتاريخ العاشر من آذار / مارس 2004 وقد أرسلنا رسالة إلى رئيس مجلس الحكم في العراق أعتقد انه من المفيد أن أوثقها كاملة لتبين أهداف وطموحات الأكاديمية:
“السيد رئيس مجلس الحكم المحترم تحية وتقدير
م/ تأسيس الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم
تم تأسيس الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم بناءً على اقتراح عدد من الأكاديميين العراقيين داخل وخارج العراق وهيئة من العلماء الأجلاء الذين كرسوا مواهبهم من أجل النهوض بالعلم في العراق.
وقد أُقر النظام الداخلي للأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم في مؤتمر تأسيسي عقد في لندن في مقر الجمعية الملكية البريطانية (The Royal Society) في 27-28 تشرين الثاني 2003 لتكون مؤسسة علمية وتقنية مستقلة غير حكومية وغير سياسية لا تخضع لسيطرة أحد ومقرها الرئيسي في بغداد. تم انتخاب اللجنة التحضيرية التي سوف تهيئ للمؤتمر الأول للهيئة العامة للأكاديمية. أما مشروع الأكاديمية فيتضمن حشد الكفاءات العلمية العراقية لخدمة الشعب العراقي وذلك بتطوير العلوم الصرفة والتطبيقية وإنعاش المواهب العلمية في العراق.
وقد أشار النظام الأساسي للأكاديمية إلى مجال عملها والذي يشمل العلوم الرياضية والتطبيقية والهندسة والطب والتكنولوجيا وان رسالتها تقديم أفضل المشورة العلمية التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة في الوطن ودفع مسيرة المعرفة العلمية من اجل صالح البشرية. فضلا عن ذلك فإن أهداف الأكاديمية تشمل الآتي:
- تطوير وتعزيز العلوم كعنصر محوري لا يستغنى عنه في جميع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
- التأكيد على العلم بوصفه جزءاً من إرث العراق وثقافته.
- إرساء أطر أخلاقية لتطبيق العلم من أجل خير الإنسانية.
- تشجيع التفكير العلمي في تطوير وتخطيط وإدارة الدولة.
- تطوير العلم كجزء حيوي في الدراسة لجميع مراحل البحث العلمي.
- اقتراح استراتيجية وطنية للعلم والبحث العلمي.
- تقديم مشورة علمية مستقلة وطنياً ودولياً.
- العمل على جذب واستقرار أفضل العلماء وتعزيز مساهمتهم في الاقتصاد الوطني.
- التأكيد على تعاون العلماء العراقيين مع أفضل المستويات العلمية في العالم.
أما نشاطات الأكاديمية المستقبلية فتتضمن:
- تهيئة تقارير سنوية عن الوضع العلمي في العراق ليتم تقديمها في المؤتمرات السنوية رسمياً.
- وضع أسس أخلاقية لعمل العلماء والبحوث العلمية مجسدة حقوقهم ومسؤولياتهم الاجتماعية.
- تنظيم مؤتمرات علمية وحلقات دراسية وورش عمل.
- نشر المجلات والتقارير والرسائل العلمية.
- دعم الجمعيات العلمية.
- تمييز الإنجازات العلمية ومكافأة العلماء البارزين.
- استحداث برامج وخطط عمل للحصول على الدعم المادي للبحوث العلمية الوطنية وحسب درجة أهميتها وأسبقيتها.
- المبادرة بوضع خطط لتطوير الموارد البشرية لاستثمارها في تقدم الباحثين العلميين.
- تقديم النصح إلى جميع قطاعات الدولة والقطاعات المدنية في الاستثمار السليم للعلم وضمن محيط صلاحياتها.
- تسهيل تطبيق الابتكارات الوطنية وتعزيز نقل وتطوير التكنولوجيا المتطورة.
- التعاون مع المجتمعات العلمية الدولية لتطوير العلم ونقل المعرفة من أجل رفاهية البشرية.
- الاتصال بأبناء الشعب وحثهم على ممارسة الحوار العلمي وتوعية الجماهير لإدراك مدى إسهام العلم في رفاهيتهم وطراز معيشتهم.
وفق ما جاء أعلاه من تفاصيل بخصوص تأسيس وأهداف الأكاديمية ترجو اللجنة التحضيرية المؤسسة مباركة مجلسكم الموقر والمساعدة في توفير مقر للأكاديمية وأية مبادرة من لدنكم يمكن أن تساهم في بناء هذا الصرح العلمي للعراق. ولغرض تقديم مزيد من التوضيحات عن النظام الداخلي وتفاصيل اخرى عن الأكاديمية يسر اللجنة التحضيرية مقابلتكم في الوقت الذي تقترحونه مناسبا.
مع تقديرنا الكريم”
ومن هذه الرسالة يمكن الإحاطة بما كان يدور بخلدنا من أفكار وطموحات للمساهمة في رفع المستوى العلمي في العراق.
مفاجأة اختطافي: كان من المقرر أن أحضر الاجتماع الذي عقد في بغداد يوم التاسع والعشرين من نيسان عام ٢٠٠٤ مع الأعضاء المؤسسين المتواجدين في العراق. لكن وبسبب ظروف اختطافي من قبل عصابة مجرمة في اليوم السابق (تم تفصيل ذلك بعنوان اختطافي) لم أتمكن من الحضور.
العمل في العراق: حاول كل أعضاء الأكاديمية أن يحققوا أهداف الأكاديمية وتثبيت موقعها في العراق. ولكن بالرغم من تعدد الاجتماعات والاتصالات لم يتحقق المؤمل من تلك الطموحات.
الفشل المؤلم: بلغ حال الأكاديمية ما يرثى له فقد فشلت وتبددت الآمال كما تبددت في مشاريع كثيرة أخرى!!
هناك أسباب عديدة لفشل المشروع منها عدم حصول الأكاديمية على ما يثبت أساسيات عملها من مقر وميزانية خاصة وغير ذلك. وما زاد في الصعوبات ما كان عليه العراق من فقدان الأمن في تلك المدة. والأهم من ذلك صعوبة تحقيق علاقة الأكاديمية مع المجمع العلمي العراقي الذي صمد عبر العقود وحافظ على مستواه المرموق في العالم العربي.
لم تر الأكاديمية النور الذي كنا نأمل أن تسطع به في سماء العلم والمعرفة في العراق. وفي واقع الحال لم نر أي دعم أو نشاط للأكاديمية ولا للمجمع العلمي العتيد نفسه. نحن لا نلوم اشخاصاً معينين لذلك الاحباط ولكن كان المؤمل ممن له سلطة القرار الرسمي أن يدعم إحياء هاتين المؤسستين الرائدتين ويثبت موقعهما ولكن ذلك للأسف لم يحدث.